|
الجزيرة .. الحـراكـــيُّون الجُـدد بقلم/ محمد قسم الله محمد إبراهيم
|
بسم الله الرحمن الرحيم [email protected] لسنوات طويلة كانت الجزيرة مستودعاً لخيرات هذا السودان وكان مشروع الجزيرة يحتل موقعاً صدارياً في الميزان التجاري للدولة حين كانت جوالات القطن (الاسكارتو) تتمدد شرقاً وغرباً في محطات (القطر) وعبر (ود الشافعي) إلي المحالج وموانئ التصدير. وكانت الأرض تجود بالذرة والفول السوداني والطماطم الخالية من طعم المبيدات القاتلة و(المطاط). حينها كانت الجزيرة مستودعاً للخيرات ولم تكن مستودعاً للحركات، وبديلاً عن الإنتاج صارت الجزيرة تنتج الحركات في السنوات الأخيرة .. الحركات التي تتحرك كما يتحرك الروبوت ببطء مُخل ينتهي بانتهاء (حجارة البطارية). قبل سنوات من الآن تداعي عدد محدود من أبناء الجزيرة لتكوين منبر للإسهام في الشأن العام وقضايا المشروع أحدهم كان حاضراً ابتدر حديثه بالقول مستنكراً وأين أبناء مدني؟ أجبتُه بانفعال لو أننا هنا من اجل مدني ما أتينا فالجزيرة ليست مدني ومدني ليستْ الجزيرة!! كثيرون غيري استنكروا حديث الرجل الذي حمل بذرة فناء المنبر قبل أن يبدأ، وقد تمَّ تسجيل ذلك المنبر تحت إسم جمعية لدي مسجل الجمعيات الطوعية بولاية الجزيرة وكأنّه معنِي باستجلاب صيوانات العزاء وكراسي الضيوف، ولم يرفع المنبر رأسه من يومها ولم نسمع به بعدها. ولذلك حين اتصل مشكوراً المهندس الوقور عمر يوسف بكاتب هذه السطور عبر البريد الالكتروني وكان وقتها المهندس يوسف مسئولاً عن اللجنة التحضيرية لكيان جديد يهتم بالجزيرة. لا أدري لماذا لم تلمس الفكرة في نفسي وتراً يدفعني للتجاوب معها، ربما للتجربة القديمة المذكورة وبعض كفران بقيادات الجزيرة التي تكلَّست حتي انسرب وتسرَّب المشروع علي رؤوس الأشهاد. كنتُ سأجزم حتي قبل تكوين الكيان الجديد أو الحراك الجديد أنّه سيُولَد (جنا سبعه)، فقد رأينا قيادات قديمة ذاتها التي جري ما جري تحت سمعها وبصرها وكأنها أفاقتْ من نومة أهل الكهف ثم تسربلتْ بالعمائم واللِّحى وامتشقتْ (الفرمالة) المكرورة المشروع وقضايا المشروع والجزيرة وقضايا الجزيرة و.. الجزيرة(تقنجر). كنتُ وربما كثيرون غيري كذلك يعتقدون كما أعتقد أنّ آفة الجزيرة في قياداتها التي أدمنتْ الجلوس على الرؤوس.عشرات السنين في الجزيرة.. نفس الملامح والشبه.. نفس العمائم واللحي.. نفس الأزمات والمشكلات والبلاوي.. عشرات السنين ولا يتغير هؤلاء الذين انتخبوا أنفسهم حتف أنوفنا. وقد تلاشتْ كل مقدرات الجزيرة تحت سمع وبصر هؤلاء وبعضهم كان مستوزراً حيناً من الدهر. لقد كان الحراك الوحيد للحراك الجديد هو الإحتفال (الأُبهة) في إحدي القاعات الفخيمة التي لا يعرف المزارعون في الجزيرة طريقها ودروبها فالناس في الجزيرة يعرفون (أول بيت) و(تاني بيت) و(التقانت والشلابي) لكنهم لا يعرفون كورنثيا والسلام روتانا. ثم رأينا الحراك الجديد في بيان خجول منزوٍ بين الصفحات الداخلية لصحف الخرطوم يعلن إندماج (حركات) الجزيرة في الحراك الجديد، غير أنّ قناة امدرمان علي ما أذكر بثَّتْ حديثاً لأحد الاعضاء وكان حديثاً يخلو من الدربة والخبرة يفتقر للمنهج والرؤية الإستراتيجية ويطبع في الذهن صورة سلبية عن الحراك الجديد. ومع المتغيرات الاخيرة في المشهد السياسي للجزيرة لم نسمع للحراك صوتاً ولم نعرف رأيه فيما جري من مياه تحت الجسر. ولا نعرف ما هو دوره في اختيار الوالي الجديد والحكومة الجديدة. لكن الأهم من بين كل هذا معرفة الوجه الآخر للحراك الذي لا يكاد يبين بين الكيانات الناشطة في الفعل السياسي والإجتماعي ومعرفة موجهات واستراتيجيات الحراك التي اختطها في تكوينه الجديد والتي يعتزم تنفيذها لأجل الجزيرة ونشر ذلك علي الملأ. بضعة أشهُر مضتْ على تكوينه ولم يلحظ الناس في الجزيرة مؤشرات لابتدار النشاط المأمول الذي بشَّر به الحراكيون الجدد .. أخيراً جداً أرجو أن لا يكون الحراك الجديد محض إحتفالية انتهت (بلملمة عدَّة الشغل) والساوند سستم.
|
|
|
|
|
|