|
احمد وحاج احمد والربيع السودانوي د.حافظ قاسم
|
I have a dream ( 1 ) احمد وحاج احمد والربيع السودانوي د.حافظ قاسم السمات الاساسية لما سمي بالربيع العربي تتمثل في سيطرة سلطة مستبدة وظالمه وباطشه غلي شعب بلغ به الفقر والعطالة والقهر والغبن مبلغا جعله يلبي في مرحلة معينه نداء طلائعه من الكتاب والمفكرين والناشطين من الشباب ويحذو حذوهم بالخروج الي الشارع قي حالة رفض جماعي وغضب ليس فقط ضد الحكومة ولكن للمطالبة باسقاط النظام وتوفير الحرية والعدالة والحياة الكريمة والكرامة الانسانية فيسقط النظام سواء بانحياز الجيش الي الثورة والانتفاضة او عن طريق النضال المسلح للشعب .هذا وقد تميز الربيع العربي بالدور الرئيسي لحركة الاسلام السياسي وتصدرها المسرح السياسي علي خلفية نشاطها الدعوي والاجتماعي والخيري ودعوتهم بان الحكم الاسلامي هو الحل ومن ثم صعودهم الي السلطة وتكوين حكومات هم عنصرها الاساسي بحكم اغلبياتهم البرلمانية هدفها الاساسي السيطرة علي الدولة ومؤسساتها والهيمنة علي المجتمع واعادة صياغة افراده مستخدمين الدين والمناداة بتطبيق الشريعة والشعارات الاسلامية الاخري لتحقيق اهدافهم . انطلاقا من نتائج ومحصلات الربيع في الدول العربية واهدافه الاجلة والمعلنه قال قادة الانقاذ ولهم كل الحق في ذلك ان الربيع السوداني قد حدث مسبقا في السودان حيث استولي الاسلام السياسي علي السلطة سلفا في 1989 عن طريق العمل المسلح والانقلاب العسكري الشئ الذي مكنهم وتحت دعاوي الاسلمة وتطبيق شرع الله من السيطرة علي الدولة ومؤسساتها والهيمنة علي الاقتصاد وقطاعاته وتمكين عناصره منهما واستخدام التعليم ومناهجه واستغلال الاعلام وادواته في عملية غسل لعقول الصغار والبسطاء من الناس والنساء واعادة صياغة الطلاب والشباب لاحكام القبضة علي المجتمع .وفي الجانب الاخر واعتمادا علي الشكل والنتائج العاجله دون المضمون تمني وتحسر وسمي العديد من الناشطيين السودانيين ماحدث في العام الماضي والحالي في السودان من مظاهرات واحتجاجات وغلبة شعارات اسقاط النظام عليها بالربيع العربي او السوداني. بتاطير انموذج الربيع العربي وبالسمات التي اوجزناها في سياق ومجري المسيرة القاصدة لشعب السودان لتغيير الحياة والمجتمع وصراعه السياسي والاجتماعي من اجل التنمية المستدامة والمتوازنة وتحقيق التقدم الاقتصادي والاجتماعي منذ نشؤ الدولة السودانية الحديثة يتضح لنا ان الربيع العربي هذا وبهذه المواصفات قد غشي السودان منذ منتصف القرن قبل الماضي باطاحة شعبه وفي ثورة شعبية ومسلحة بالحكم التركي الذي اتسم بالاستبداد والظلم والبطش والجبروت وعلي انقاضه اقام دولة ونظام ديني ادعي الاحتكام الي كتاب الله وراتب المهدي من اجل احكام قبضته وتنفيذ سياساته وقهر معارضيه والي درجة اضطر فيها الكثير من العناصر الوطنية والفئات الاجتماعية الاستعانة بالاجنبي وجيوشه للتخلص من الخليفة واسقاط دولته الشئ الذي يمكن ان يشكل مرحلة تالية في الانموذج العربي السوداني لها سماتها الخاصة .لكن وبعكس الانموذج العربي فقد تعدي الدور الاجنبي المساعدة في انجاح الهبات الشعبية وفي اقامة حكم رشيد ودعم السلطة الجديدة سواء بطريق مباشر اوغير مباشر كما حدث في الدول العربية وقام باحتلال البلاد واقام دولة الحكم الثنائي الشئ الذي لم يكن يتعارض مع تيارات الفكر والسلوك والمناهج والرؤي في ذلك الزمان .وتبع ذلك الاحتلال تغيير هيكلي للدولة ونظمها الادارية والاقتصاد وقطاعاته والمجتمع ومكوناته في وجهة خدمة المصالح الاستعمارية المختلفة مما جعل الصراع السياسي ياخذ منحي معينا بسبب ما نتج وتبع ذلك من تغييرات اقتصادية ومجتمعية عميقة متخذا شكل النضال التحرري والوطني الشئ الذي ادي الي عملية توحيد النضال الوطني والسير به حتي انجاز الاستقلال السياسي ومحققا بذلك مرحلة جديدة وارقي بالمقارنة مع الانموذج العربي . مما لا شك فيه ان كل من تلك التغييرات الداخلية والتاثيرات الخارجية للفكر والتجارب الانسانية كان لها اثرها العميق علي وعي النخب السودانية واتجاهاتها وتنظيماتها وعلي نضال السودانيين وطلائعهم وادوات عملهم واساليب كفاحهم من اجل تحقيق الحرية والديموقراطية والعدالة والكرامة الشئ الذي ارتقي باشكال النضال السياسي وغير من مضامين الصراع الاجتماعي من صراع حول من يحكم الي كيف تحكم البلاد والي اي مصير تساق .وعليه نجد انه وبعد خروج المستعمر واقامة الحكم الوطني اخذ كل من النضال والصراع ابعادا اكثر عمقا وتعقيدا وتمحور الصراع بين معسكرين احدهم يضم القوي التقليدية التي استلمت الحكم مستندة علي الاغلبية الانتخابية لجماهير الريف ومناطق الجهل وعدم الوعي وارادت الحفاظ علي الهيكل الاقتصادي القديم الموروث والا عتماد علي نظم الدولة الاستعمارية . ومعسكر اخر راي ضرورة التغيير الاجتماعي وتحقيق العدالة الاجتماعية في اطار مشروع وطني ديقراطي مستندا علي اقلية نوعية من جماهير المدن ومناطق الوعي. وهذا بالضبط ما وسم ويسم تاريخ الصراع الاجتماعي والتغييرات السياسيه في البلاد منذ ذلك الوقت الي يوم السودان هذا حتي وان تنوعت المسيرة ما بين الحكم المدني الذي ياتي ويتغير بالانتخا بات النزيهة وغير النزيهة اوالعسكري الذي ينقض علي السلطة بالتامر والتواطؤ او بالغدر و الخيانة ولا يتخلي عنها الا عن طريق القوة والثورات الشعبية . وما يجدر ذكره ان الاسقطاب السياسي والتمايز الاجتماعي في هذه المسيرة قد بلغ مداه والصراع بلغ حدته والي درجة اللجؤ للعنف والتامر والتوزيع الجغرافي الجزافي للدوائر الانتخابية واستخدام الاغلبية الميكانيكية لاسقاط حكومة ثورة اكتوبر 1964 والتي تميزت بالدور الفاعل للقوي الحديثة في اشعال فتيلها وفي انجاح الاضراب السياسي والعصيان المدني وقبلها في النضال ضد الحكم العسكري لاعلاء جكومة اكتوبر شعارات التحرر الوطني ومساندة حركاته في افريقيا والعالم وتحرير المواطن السوداني خاصة في الريف وطرح قضايا المراة وحقها في التصويت والمزارعين وعدم استغلالهم والعمال واصلاح حالهم والشباب وسن تصويتهم وتخصيص دوائر تاتي بالمتعلمين منهم الي المجالس التشريعية وحل قضايا الاقليات القومية واعتماد مناهج التخطيط الافتصادي والاجتماعي لتحقيق التنمية المستدامة والمتوازنة والثورة الثقافية .بل ان الامر قد بلغ حد ان حكومة اكتوبر التي تشكلت نال فيها الاخوة في الجنوب ولاول مرة وزارات سيادية وضمت لاول واخر مرة وزيرا اختاره العمال واخر اختاره المزارعون وثالث اختاره المعلمون الشئ الذي اثار ذعر القوي التقليدية في السودان والمنطقة من حوله وجعل الطائفية توحد صفوفها وان تستقطب الاسلام السياسي الي معسكرها لمنع التغيير الثوري والتمترس حول مطلب اقامة دكتاتورية مدنية باسم الاسلام والدستور الاسلامي واستخدام الدين وشعاراته لتحقيق الكسب السياسي والانتخابي .وقمة الثورة المضادة ليس فقط للتغيير ولكن للديقراطية كمنهج وسلوك وبالتخطيط المباشر وقيادة الاسلام السياسي هي مسالة حل الحزب الشيوعي وطرد نوابه من البرلمان وعدم الاذعان لحكم القضاء بعدم دستورية القرار والتعدي علي دوره وحرق مقراته الشئ الذي اصاب الديمقراطيه الوليدة في مقتل وكانت ضرية قاضية لم تفق منها حتي اليوم . وحتي نتبين الفروقات بين كل من الربيع العربي والسودانوي فان الامر يتطلب تسليط الضؤ علي حركة الاسلام السياسي وبشكل خاص تنظيم الاخوان المسلمين والذي تسمي بجبهة الميثاق الاسلامي بعد ثورة اكتوبر وبالجبهة القومية الاسلامية بعد انتفاضة ابريل 1985.وما يجدر ذكره هنا انها وحتي ثورة اكتوبر وبالرغم من ايدولوجيتها المحافظة وتاترها الكبير بافكار المودودي والحاكمية لله وسيد قطب وجاهلية القرن العشرين الا انها كانت تغلب السياسي علي الايدولوجي الشئ الذي كان يمكن ان يعزي للمد الثوري الذي كان يسود في السودان والمنطقة والعالم في ذلك الوقت. وايضا الي عامل السن والاصول الطبقية للعضوية والاستنارة التي تحدث بسبب التعليم العصري الذي حصلت عليه والوظائف التي تشغلها واخيرا محاكاتها للقوي اليسارية وخاصة الشيوعية في ادواتهم و اساليبهم ومنافستها لهم في العمل وسط القوي الحديثة من طلاب ومعلمين وموظفين وعمال وعسكريين والي درجة التنسيق والمشاركة مع تلك القوي الحديثة في المعارك المطلبية والاضرابات الطلابية. بل ان مشاركتها قد بلغت مداها في ثورة اكتوبر وما صحبها من اضراب سياسي وعصيان مدني وكافأها الشعب ومتعلموهو بأن حصل الترابي علي اعلا الاصوات بالمقارنة مع الاشتراكيين الذين فازوا بلاريعة عشر دائرة الباقية .لكن ومن ناحية اخري نجد ان الحركة وعندما حمي وطيس الصراع الاجتماعي اختارت تغليب الايدولوجي علي السياسي وانحازت الي معسكر القوي التقليدية الي درجة تخطيط المؤامرات وقيادة وتصدر الهجوم علي المعسكر الداعي للتغيير الاجتماعي ومناهضة نشاطاته بكل الطرق والوسائل والي درجة اضحت معها ترياقا مضادا لثورة التغيير الاجتماعي ذاتها.وان الامر قد بلغ بسبب التعليم الذي نالته كوادرها والخبرات السياسية التي اكتسبتها ورصيدها الجماهيري في الجامعات والمدارس حد تبؤها قيادة معسكرالطائفية وتجنيدها لها في وجهة تنفيذ مخططاتها مثلما حدث في الجزيرة ابا في 1970والغزو المسلح من ليبيا في 1976. ليس ذلك فحسب لكن ولان الرياح قد ملأت اشرعتها بسبب العديد من العوامل والظروف بدات عناصرها الطفيلية وبالتحالف مع الطفيلية المايوية في التفكير في الانقضاض علي نظام الحكم المايوي ومن بعده حكم الطائفية واقامة دولتها الشئ الذي تحقق اخيرا في 1989.وابرز تلك العوامل هي الفرص والامكانيات غيرالمحدودة للعمل الجماهيري وسط الشباب والطلاب والنساء ولبناء وتقوية المنظمات الخاصة بهم العلنية والسرية التي اتاحتها لها المصالحة مع النميري .وايضا استغلال المؤسسات الاسلامية التي انشاها النظام لتوظيف الموالين واموالها في تمويل عناصرها واستخدام نظام البعثات الخارجية الحكومية لتاهيل كوادرها وتدريبها .ومما لا يجب اغفاله ان النميري قد اراحهم بتصفية الد مناوئيهم الفكريين والتنظيميين الشيوعي عبد الخالق والجمهوري محمود هذا بالاضافة الي ان الخوف واللوثة او الشعوذة الدينية التي انتابت النميري في اخر ايامه بسبب عذاب الضمير والهواجس لما اقترفه من قتل واغتيالات وكنتيجة لتعدد الانقلابات عليه وادعائه نشر الفضيلة وتطبيق القوانين الاسلامية اتاح لها فرصا ذهبية في السيطرة علي نظام التعليم ومناهجه و التغلغل في الخدمة المدنية و اوساط القوات النظامية وبشكل خاص القوات المسلحة . ونختم السرد بان نذكر ان السودان يعيش اليوم حالة مفترق طرق .فمن ناحية نجد ان الاحزاب الطائفية اثبتت فشلها في حكم السودان والنهوض به في الماضي وانها لا ولن تستطع ان تفعل ذلك في المستقبل خاصة وان مياها بل فيضانات كثيرة قد جرت تحت كباري وجسور السودان الشئ الذي جعل مولانا يقوم ومن باب الحكمة باستبدال سلم بمعني الاستسلام من تسلم الي سلم بمعني الاستلام بعد ان فطن الي سر ابتلاع القاش لحشود مستقبليه في كسلا وان يبادل الحبيب ومن باب التعقل تهدون بتدفعون بعد ان اذابت شمس الانقاذ الحارقة في اليوم التالي الارنب الثلجي المتضخم بسبب تراكم الصقيع عليه فعده فيلا وابيضا كمان . صحيح انه وفي اوضاع السودان السياسية الحالية فانها مرشحة اكثر من غيرها لوراثة الحكم لانها تقوم علي الولاء والطاعة والبيعة والدوائر المقفولة وانها دائما ملاذ الانتهازيين والنفعيين خاصة وان في كيانيهما ذاب من قبل فص ملح كل من فلول نظام عبود وسدنة نميري ولكنها لا ولن تنجح في الحكم خاصة وان الاسلاميين وعلي مدي الاربعة والعشرين عاما من التمكيين لم يتركوا لها مطرح في اجهزة الحكم الضاربة وقواته النظامية وانهم بعد اختطاف الدولة والسيطرة علي مفاصلها ومؤسساتها قاموا بصياغتها وانطلاقا من ايدولوجيتهم الاقصائية ووفقا للنماذج الفاشية والنازية.وانهم قاموا بتصفية كل البنية التحتية لاي معارضة محتمله ووضعوا الحركة النقابية تحت الوصاية والرقابة الامنية ودجنوا منظمات المجتمع المدني ووضعوا الصحافة والاعلام في جيب الساعة والبرلمان في الجيب الخلفي والعديد من قيادات الاحزاب الطائفية تحت الابط والكثير من جماهيرها في الزفة . هدا بجانب انهم قد استنفذوا كل المخزون الديني السياسي واستهلكوا كل وصفات صندوق النقد الدولي وخلا لجراب الحاوي من اي وسائل للغش والخداع والفهلوة وشراء الوقت وغير ذلك وان الرصيد البنكي صارحتي بالسالب وفي كل المجالات .وحتي وان تبواوا الحكم مؤتلفون وهم مختلفين كما هو حالهم دائما فان انعدام الاستراتيجيات العلمية و البرامج العملية وافتقاد المؤسسية واحترام استحقاقاتها وسياسة رزق اليوم باليوم والتجريب وتعلم الحلاقة في رؤوس جيل الانترنت خاصة وانه لاجديد تحت شمسهم فسيجدون انفسهم بين مطرقة الفوضي وعدم الاستقرار وتفاقم صراع المركز والهامش ومطرقة شبح الانقلاب العسكري والذي سيقوم به الجن الاحمر في المرة القادمة. وذلك لاسباب موضوعية وذاتيه لاتخفي علي احد الشئ الذي يؤكده عدم تحمسهم لذهاب ريح الانقاذ وانهم بوضعهم لبعض بيضهم في سلالها ورهن فلذات الاكباد لديها كعربون محبة يودون الاحتفاظ ببعض ودها لليوم الاسود.وكما انها في الماضي احتاجت لديماقوقي وصدامي الاسلام السياسي لادارة معاركها مع قوي التغيير الاجتماعي فانها بالتاكيد ستكون اكثر حوجة للراسمالية الطفيلية للانقاذ وابالسة نظامها لضخ بعض الدم في شرايين جسمها ونفخ الروح في كيان حكمها. من المعلوم بالضرورة ان للثورة كغيرها من الظواهر سواء كانت طبيعية ام اجتماعية قوانين تحكمها وشروط موضوعية وذاتية تتحكم في اندلاعها وصيروريتها .كذلك فان التاريخ يعلمنا ان الشعوب وبشكل خاص كتلها الحرجة و الاساسية وعندما ينفد الصبر وتصل الحالة مرحلة الغليان والانفجار تكون قد قررت ان النظام استنفذ اقراضه وان مصيره هو مزبلة التاريخ فتنزل الي الشارع وتملا الميادين والطرقات معلنة نهاية اللعبة .وتشييع الانظمة الي مثواها الاخير هو اقصي ما تستطيع الجماهير عمله علي الاقل في القريب المنظور بسبب الجهل وقلة التعليم وتدني الوعي مما ينعكس في غياب وحدة الهدف ونوع المجتمع الجديد ولان اعداد سيناريوهات المستقبل هو من صميم عمل الطلائع الثورية والنخب القيادية والتي من اهم واخص واجباتها هونشر الوعي السياسي والاجتماعي الثوري وترقيته وتنظيم الجماهير الشعبية وتعبئتها وقيادة مسيرتها ليس من الصالونات والابراج العاجية وانما بالالتحام المباشر مع صفوفها وخوض المعارك الي جانبها والهامها بالخطاب الصائب والفكر الثاقب .فالجماهير ومع تواصل صبرها علي المعاناة في صورها المختلفة تحس بالاحتقان السياسي وتشم رائحة التغيير و لا تفهم كثيرا في لغة الارقام وكلام المتعلمين وليس لها كثير علم بفقه البدائل والاولويات وان كل هذا بالنسبة لها لغة نخب وكلام افندية ليس الا ولا يهمها كثيرا ولا تكترث الا لما يعبر عن اشواقها ويتوافق مع طموحاتها وتشعربانه ينير لها الطريق ويفتح الابواب لتلبية متطلباتها ويحقق امالها. .وفي هنا الاطار فقط يمكن لنا فهم دور النخب القيادية والطلائع الثورية في ادخال الوعي السياسي والاجتماعي وتعميقه وابتداع اساليب التنظيم المناسبة واشكال الكفاح الملائمة لضمان الصمود والتضحية في وجهة مواصلة النضال من اجل تحقيق الاهداف العاجلة او الاجالة والقريبة او بعيدة المدي . من ناحية وبما ان شعب السودان قد نجح من قبل في كل من الثورة المهدية و ثورة اكتوبر وانتفاضة ابريل في تحقيق درجات او مراحل مختلفة من ربيعه السودانوي واسقاط الانظمة المتسلطة والظالمة والمتجبرة التي جسمت علي صدره وان طال الزمن الا انه وفي هذا المنعطف من المسيرة الثورية وبعد ان حدث ما حدث من انفصال للجنوب وتدمير لدارفور والمعارك الطاحنة في كل من النيل الازرق وجنوب كردفان واحباط وتذمر كل من الشرق والشمال وعدم رضاء ######ط في الوسط وما قدم اخيرا من شهداء ودماء يريد ان يري تغيير شاملا وعميقا علي كل الاصعده ومختلف الاوجه. ولان اكثر مااقلقه و يقلق مضجعه هو فساد الين والدنيا وانحطاط العلاقات والمجتمع وتردي الاقتصاد والثقافة يريد ان يحقق هذه المرة اختراقا ثوريا يتجاوز التغيير السياسي الشكلي واستبدال السلطة السياسية الي تغيير اعمق وابعد اثرا باقامة دولتة الوطنية القائمة علي التنوع وحق المواطنة وانجاز برنامجها الوطني الديمقراطي وانجاز الثورة الاجتماعيةوالثقافية وان يكون نظام الانقاذ ختام الانظمة الفاشله ونهاية لتلك الحقبة .وهذا بالتحديد ما سيجعل المخاض عسيرا بعض الشئ وان ذلك يحتاج الي الوقت ويتطلب الصبر والمثابرة اخذين في الاعتبار ما قامت به الانقاذ خلال ربع القرن هذا من الزمان في جميع المجالات ومع كل القطاعات و استخدمت ما استخدمت من الحيل والغش والخداع حتي خلا جرابها من اساليب الحواة والسحرة وانكشف كل كذبها وزيفها واصبح ظهرها والحائط . لكن ما يطمئن هو ان النظام ما ان يخرج من ازمة الا ويجد نفسه في ازمة اخري. مما يعني ان ازمة الحكم ليس فقط قد استفحلت ووصلت مرحلة النهاية او اللا عودة وانما ايضا فقدان القدرة علي الحكم والمحافظة علي استمراريته والدليل علي ذلك الاستخدام المفرط للعنف والقتل المتعمد لتحقيق الخوف لفرض الهيبة التي تاكلت ولتأكيد الشرعية التي انتفت الشئ الذي كان يمكن فهم استخدامه في بداية عهد النظام لاثبات الوجود وبناء مؤسسات الحكم وترسيخ الوضع الجديد ولكن ليس بعد ربع قرن في الحكم . وفي الختام نريد ان نرسل رسائل في شكل برقيات سريعة لكل الجهات وفي جميع الاتجاهات. فنقول لدعاة محاكاة التجارب الاجنبية في العالم او المنادين باستنساخ نماذج الدول العربية في المنطقة واستيلاد ربيع عربي في السودان ان ا لجماهير السودانية تعرف متي تثور وكيف تنتفض وان الشعب السوداني رائد ومعلم واسطي في مجال الثورات و الانتفاضات والهبات ويشهد كل من التاريخ القديم والحديث له بذلك وانه يمتلك رصيدا ثوريا زاخرا وغنيا في هذا المجال علي مر الازمان والتاريخ . وللمتحمسين والمتفائلين: ان للثورة شروط ومتطلبات واستحقاقات وغياب اي منها تعني ان الازمة الثورية لم تنضج بعد ويمكن ان تنتكس ايضا. وللمتربصين والانتهازيين: ان اهم شروط نجاح الثورة واستمرارية التغيير هي اعتماد مبادئ المحاسبة وتطبيق قانون من اين لك هذا وتمزيق شعار عفا الله عما سلف . وللمشفقين اوالمتشائمين: ان اساس العملية الثورية هوالنضالات الجزئية في مجال المعيشة والخدمات والامن والحقوق والحريات مهما ضعف شأنها وقصر عمرها وان الثورة هي نتاج هذه التراكمات ومسك الختام لتلك المعارك الفرعية. وللمخذلين والمحبطين :ان النظام وقد استنفذ كل مقومات ومبررات البقاء فان استمراريته ولفترة طويلة نسبيا تغدو من رابع المستحيلات لان الامور ضاقت واستحكمت الحلقلت وان غناي الحكومة مات وزمنها فات وان السحر سينغلب علي الساحر . واخيرا نقول للحكومة ان اوان التغيير قد ازف وساعته قد حانت والاستكثار من العنف والقمع سيعجل بهما لا لان الجماهير تتمني ذلك وان عجلة الثورة قد بدأت في الدوران ولن يستطيع كائن من كان ايقافها لا لان المعارضة قالت ذلك وان مصير النظام الي زوال ولن تطيل عمره اي صفقات او تحالفات لا لان الشباب قد تظاهر في البوادي والحضر ولكن لان اركان الثورة وضرورة التغيير من ازمة سياسية واقتصادية واجتماعية وامنية وفي العلاقات الخارجية قد اكتملت ولا ينكرها الا من في عينيه رمد وما تأخر قيامتها الا بسبب عدم اكتمال الشرط الذاتي ومصاعب توحيد قوي التغيير وان عدم الاعتراف بذلك يتعارض مع ديالكتيك الثورات والتغييرات الاجتماعية وعلم الاجتماع السياسي .كما ان اي تجاهل او انكار او مقاومة للتغيير سيكون بمثابة الحرث في البحر اوالعمل علي عدم بزوغ الشمس . اما الكلام عن عدم تسليم الحكم الا لعيسي فهو من لغو الفرعون المبني علي وهم القوة ولا يستقيم مع التاريخ و ناموس الحياة و الكلام عن زرع الله جعجعة فارغة تقوم علي الغرور ولا يقبلها المنطق ورددها من قبل سابقون وسيقولها من بعد لاحقون ما اكثرهم وليس ذلك علي الله ببعيد .اوليس هو القائل :يؤتي الملك من يشاء وينزعه ممن يشأ .مالكم كيف تحكمون . _____________________________________________________________________________________ مقالة سابقة بعنوان الانقاذ من انقاذ الانقاذ تتعدد الاسماء والخيبة واحدة يوليو 2012ه
|
|
|
|
|
|