|
إلى من يهمه الأمر: دارفور و السلم الاجتماعي 1
|
بسم الله الرحمن الرحيم إلى من يهمه الأمر: دارفور و السلم الاجتماعي 1
مشهد أول: قال لاجئ من دارفور بتشاد لمندوب منظمة العفو الدولية ان عناصر المليشيا العربية قالوا لهم" سوف نسحقكم لأنكم سود وطائرات الحكومة في صفنا تمدنا بالسلاح والغذاء". مشهد ثاني: قالت لاجئة من دارفور"18 سنة" لمندوب منظمة هيومان رايت ووتش ان أحد أفراد قوات المليشيا العربية "الجنجويد" بعدما قام بحشر سكينته في مهب…. قال لها"هذه لانك سوداء" مشهد ثالث: يقول تقرير هيومان رايت ووتش : عندما هجم قوات المليشيا العربية"الجنجويد" علي طويلة غربي الفاشر في 27فبراير 2004م قام أفراد القوة باغتصاب 41 أنثى هن طالبات ومعلمات مدرسة، قد تعرض بعضهن للاغتصاب من قبل أكثر من 15 شخص. مشهد رابع: حاولت و اخوتي إقناع والدنا"70عام" لترك قريتنا بريفي كتم لدواعي أمنية، فرفض تماما و قال"هولاء القتلة كانوا بالأمس مجرد رعاة يسعون لنا الإبل و ليس لديهم حاكورة فكيف اترك لهم ارضي و قريتي". مشهد خامس: قالت أختنا زهرة عبد الرحمن نورين للمبعوث القناة الرابعة الإنجليزية"الأعداء حكامنا عمر البشير و أعدائنا هنا إشارة للمليشيا العربية قاموا بفعل هذا مشيرة للخراب الذي طال القرية و القتلى المبعثرون في الأرض دونما مواراة ، ثم بكت. سادتي. ان ما يحدث بدارفور لهو أسوأ مما يمكن تخيله في تاريخ الأزمة السودانية، ذلك ان ما يسمي بالتجمع العربي يمارس وينفذ في بنود مخططاته العنصرية المتمثلة في إحلال كيان عروبي بدارفور،و الملاحظ لعمليات حرق و إبادة القبائل غير العربية انما تتم بطريقة لا تدع مجالا للشك من وجود دوافع عنصرية يلغي الاعتبارات ذات المرد النفعي للقتل، فهولا الجنجويد لا يمكن ان يكونوا مجرد مرتزقة يقتلون الأبرياء مقابل مكاسب مالية.هذا بجانب التوجه الحكومي الداعم للمخطط العروبي بدارفور، و هذه من أدبيات التوجه الحضاري الذي لا يحتاج لكثير تعليل.وما يجدي من نفع الحديث هو قياس مدي الديمومة بين هذين التوجهين في الاستمرارية، ثم أساليب مجابهة هذا الواقع الاستيطاني القادم وهو ما يدفعني لتخصيص اللغة لتضحي موجها لابناء دارفور أولا ثم بقية المهتمين. أبناء دارفور ليس هنا متسعا للإطالة و لكن حتما هناك اخوة لزهرة عبدالرحمن نورين سوف يحيلون بكاءها فعلا جلل، كما هناك قبائل تنتمي لها الفتيات المغتصبات ثم ان الذين قتلوا في قراهم ومزارعهم لديهم اسر يمتلكون ذاكرة تميز ملامح القاتل ،ثم ان إرادة هذه الأمة التي تمتلك ارث حضاري قادرة علي حماية ارثها و أرضها، ثم ان الحرب سجال أبناء القبائل العربية بدارفور. ان الحدث الجاري بدارفور من قبل متبني فكرة التجمع العربي و أراء لجنتها السياسية من عناصر مشاركة في قوات الجنجويد أو داعمة لها في قتل ،حرق، نهب وإبادة، لهو أمر يستحيل ان ينجح وان الشروع فيه كارثة ، خاصة في ظل وضع حسمت فيه القضية الجنوبية لصالح الجنوبيين و في ظل تشكل الفكرة القائلة "Les Arabes ne sont bon les arbres"وهي تعني ان العرب لم يعدوا ان يكونوا مثمرين وهو اتجاه عالمي لكراهية العروبة واعتبارها فلسفة إرهاب و عنصرية.لذا أدعوكم ان تمعنوا النظر في المشاهد التي عرضتها في بداية المقال و ان تحسبوا ردة فعل من طالهم ذاك الفعل ثم التخيل لبرهة عما إذا كانت الأحداث هذه جرت لمجتمعاتكم التي لازالت تنعم بالسلم بل بعضه يستلذ بطعم الغنائم المجتلبة من ديار السود ، و حقيقة لا اعرف إذا ما كان أسلوب التكفير عن الأخطاء "في ظل إلغاء مقولة "عفا الله عما سلف" من بنية الوعي الدارفوري" ما زال فاعلا. و لكن إذا استطعتم رفض أفكار مجلس التنسيق و برامج التجمع العربي و أدنتم صراحة ممارسات الجنجويد و تبرأتم منها حيينها يمكن ان يقف العقلاء لاعادة النظر في صدق النوايا و إمكان العيش المشترك وهو أمر شبيه بالرفض العلني الذي قدمه ممثلو القبائل الدارفورية بنيالا في وقت سابق. لان لا مجال للصمت حيال الموت و الاغتصاب الممارس بديارنا اليوم.فالواقع عندنا ينقسم إلى قاتل وضحية، فأين انتم.و بالمناسبة ليس الأمر هنا تهديد أو إرهاب بل فتح نافذة جديدة للأمل. أبناء النظام ذوي الأصل الدارفوري. ليس هناك شي الآن في دارفور اسمه توجه حضاري أو مؤتمر وطني لكنه الموت و الاغتصاب والتهجير،كما ان النظام ليس حريصا علي شرف فتيات دارفور او مهتم بقري دارفور أو حتى بإسلام مواطنيه،لذلك ان أي من أبناء دارفور وافق أو شارك النظام فعلته الشنعاء بدارفور ليس له مكان بيننا بل نعتبره مجرم ينتظر القصاص القادم غدا. سادتي بعد هذه الممارسات لا يمكن للعارف بالشأن الدارفوري التنبؤ بمستقبل السلم الاجتماعي في دارفور،خاصة في ظل اعتبار هذه المجتمعات لقيمة المرأة،بل ان الذي حدث لهو مساس بالعرض و الشرف الذي هو جزء من الهوية. سادتي. أنا لا أدعو للانتقام بقدر ما انبه المجرم بنتاج فعلته واهمس للضحية مذكرا اياه بمقدم ساعة الهتك العظيم،ثم أتمتم خاتما أنا لا اطلب المستحيل و لكنه العدل.
أنور أدم فرنسا
|
|
|
|
|
|