|
“آمنة “ نخلة إنحنت/عواطف عبداللطيف
|
• بين يدي مجلة المستقبل صادرة عن الجمعية الوطنية لمحاربة العادات الضارة بصحة الام والطفل انشأتها 1985م بروفسور امنة عبدالرحمن حسن " كتبت في افتتاحيتها ( ابعث للقراء الاعزاء بالتحايا العطرة ونحن في اكثر اللحظات سعادة اذ طوت الجمعية ربع قرنا من عمرها تواصلا وعطاء مع الاسر والمجتمعات بكافة مستوياتهم وفي كل بقاع السودان ) وجملة وثائقيات توعوية صحية اسرية انجزتها " امنه " للاحاطة بمضار المفاهيم الخاطئة ولتثقيف النازحات واللاجئات من نساء المعسكرات غرب وشرق السودان ودول افريقية وعربية . • و" جرح النفس " كتاب عبره اطلقت صرخة بلسأن طفلة " انقذونا من دوائر الالم من اجل مستقبل افضل " جعلته وقفا ليهتدي به المحزونين في عتمة العذاب واليتم والحسرة ولمناهضة المعاناة بكل اشكالها وصولا لمرافيء مجتمع حضاري ينعتق من الموروث البغيض الضار بالمرأة والطفل . • هذه الشعلة المولودة في مدينة كاس كردفان 1952 -أنارت بعلمها ومثابرتها عتمة الطريق لكثير من المجتمعات وتعرضت لمتاعب من اجل غد زاهر للاجيال بفضل استنارتها المبكرة انشأت اكثر من 150 شراكة ومنظمة بالدول الافريقية وحصلت على درجة الاستشاري الخاص للمجلس الاقتصادي الاجتماعي للامم المتحدة ومنظمة (IAS ) ووصفت بانها من ابرز الشخصيات النسائية بافريقيا واوروبا والعالم في مجال حقوق المرأة والطفل حيث رصدت الجمعية 186 ممارسة ضارة بالمجتمع والبيئة وصممت 35 مشروعا نافعا وحيويا .. ترقد منذ امد بعيد بمستشفى حمد العام " وحيدة مستوحشة " فاقدة للحركة والنطق تعاني مضاعفات الفشل الكلوي وبعيدا عن اشراقات يوم المرأة العالمي الذي صنعت جزء منه او وضعت ركائزه .. ولسان حالها يومي بالشكر والتقدير لاطباء وكوادر التمريض اللذين عوضوها فقد الانس والاهل وبذلوا لها الدواء والعلاج ..وبعض من الخيرات يزرنها ما سمحت ظروفهن بذلك . • " بروف امنة " قدمت الدعم لمرضي الايدز وللمعاقين وتولت منسق برامج لمنطقة القرن الافريقي لثلاث دورات ومثلهن منتخبة نائبا لرئيس اللجنة الافريقية العالمية وكخبير اقليمي في العالم العربي والاسلامي الاسسكو ومنظمة المؤتمر الاسلامي واليونسيف ومشاركة في الملتقي النسائي العالمي بجامعة ماكريري اوغندا واشرفت على دعم اليابان تشييد طابق ثاني بمقر الجمعية بالخرطوم لتدريب الفاقد التربوي من الفتيات لتمليكهن مهارات اقتصادية وثقافية وكثير عطاء يعجز القلم عن لملمته التقاها الشهيد الزبير محمد صالح النائب الاسبق لرئيس الجمهورية وهب لها واقفا وقال " جزاك الله خيرا يا اختي امنة انت ما جمعية وبس انت انسانة مؤسسة بحالها بتقودي مشروع انساني ضخم لانتشال السودان من الخبث والخبائث " . • هذه النخلة الشامخة انحنت طريحة مشفى حمد العام بالدوحة الذي وفر لها عناية خاصة وكلما ازورها اجدها وحيدة وابنها الوحيد يوأنسها ويخفف عنها وجع المرض وغربة الديار فيسيطر علي سؤال هل يتناقص الاهتمام حينما يغادر الانسان مرابع القوة والعطاء .. وما دور سفاراتنا والجالية وروابطها ومؤسساتها نحو " آمنة " وامثالها من المرضى والمازومين ود. آمنة اصلا تعيش على الدواء والمحاليل ولا تحتاج غير الدعاء الطيب ولمسات حانية واطلالات تشعرها بالامان والالفة وكأنها في عقر دارها الذي غادرته للستشفاء فاذا بالمرض يقعدها غير ناطقة وبعض دموع تتقاطر من اعينها وإيماءت ربما دعاء مستتر.. او صراخ ووجع او اسئلة حائرة .. كما أنا حائرة .. ولا اقول إلا حسبنا الله ونعم الوكيل ويارب تشافي كل متألم موجوع وترفع الرهق عن اكتاف حملت هموم الاخرين حتى انحنت منزوية طريحة الفراش الابيض وكما كتب احدى زملاءها الكاتب "الحميدي" بجريدة آخر لحظة قبل شهرين ( في الفؤاد ترعاها العناية إن شاء يسلم وطني الحبيب ) وينهض مساويا بالقسط والقسطاط بين ابنائه . عواطف عبداللطيف [email protected] همسة : اسوأ الاوطان وطن يعطيه الانسان عمرا ويبخل عليه بساعة صفاء او اطلالة انسانية ... لان موازين الامور مختلة عند الجالسين على مقاعد المسؤولية.
|
|
|
|
|
|