|
حركة فتح: التقاط الفرصة ! بقلم د. عادل محمد عايش الأسطل
|
10:49 PM Mar, 11 2015 سودانيز اون لاين عادل محمد عايش الأسطل-خانيونس/فلسطين مكتبتى فى سودانيزاونلاين
قرارات المجلس المركزي الفلسطيني، كانت إيجابية بالنسبة للفصائل والحركات الفلسطينية وعلى رأسها حركة حماس، التي رحبت بها أيّما ترحيب، وخاصة الجزء الذي يتعلق بوقف التنسيق الأمني مع إسرائيل، والتي طالما كافحت من أجل إيقافه، بسبب تكريسه للسيطرة الإسرائيلية، ولدرجة مضارّه العالية للمقاومة الفلسطينية في الضفة الغربية وقطاع غزة وللشعب الفلسطيني على نطاقٍ عام، لكن السلطة الفلسطينية سارعت بانتقاد حماس، بأنها أسقطت ترحيبها من خلال قيامها باعتقال أحد كوادر حركة فتح داخل القطاع، واعتبرته تصعيداً خطيراً لا يمكن السكوت عليه بأي حال.
السلطة لم تنتظر طويلاً، حينما أقدمت على خطوات تصعيدٍية باتجاه حماس، وإن كانت تبدو كمتابعةً لما تقوم بها أجهزتها الأمنية، في مواجهتها لحالة الانفلات التي تسود الضفة الغربية، لكن الحملة تجاوزت بكثير تلك النشاطات، حيث قامت تلك الأجهزة، بشن حملة اعتقالات غير مسبوقة ضد الحركة، والتي شملت قيادات ونشطاء وسياسيين وأسرى سابقين، وقيامها بفرض سلسلة من القيود على حركاتها، وتجيء خطورة الحملة، كونها أخذت شكلين في آنٍ معاً، فقد كانت بمثابة خطوة مقابلة للخطوة الحمساوية بشأن عملية الاعتقال، والشكل الثاني وهو الأهم، والذي يهدف إلى إضعاف حركة حماس من ناحية، ومن ناحية أخرى لتعميق قبضتها في مناطق الضفة الغربية، وإثبات سُلطتها داخل القطاع، حيث ترى بأن الفرصة متوفّرة أمامها، والطريق تبدو ممهدة، نظراً للمتغيرات السياسية والأمنية، والتي أثقلت من هموم حماس على نحوٍ واضح، وبالتالي نمو كميّة التذمّر لدى طبقات مختلفة داخل القطاع، نتيجة لما تُعانيه من تداعيات الانقسام وعناء الحصار، إضافةً إلى انتهاز السلطة لفرصة وجود عدو حقيقي جديد لحماس، لن تجد حرجاً إذ ما أبدى ذات يوم، تشددات أخرى ضدها، بما فيها إجراءات عسكرية أيضاً، إضافة إلى سعيها لاستلام المعابر الفلسطينية المتواجدة على طول القطاع مع كلٍ من مصر وإسرائيل وخاصةً معبري رفح وكرم أبوسالم، وذلك من أجل قطع أهم المنابع التمويلية للحركة أو تقليصها إلى حدودها الدنيا على الأقل.
كما يمكن التكهّن بأن هناك صلة ما، بشأن قيام كتائب الأقصى الجناح العسكري لحركة فتح داخل القطاع بمواصلة أنشطتها العسكرية، من أجل تقوية قدراتها العسكرية، وتطوير أنواعاً من الصواريخ، والتدريب على إطلاقها، تقول الكتائب بأنها مُعدّة ضد هجمات الجيش الإسرائيلي.
وبغض النظر فيما إذا كانت هذه التدريبات تسير تحت السيطرة، إلاّ أن حماس اعتبرت إجراءات السلطة بمثابة تصعيد خطير للغاية، وباعتبارها تأكيدات لا شكوك فيها، باتجاه مواصلة التنسيق الأمني مع إسرائيل، والتي تتناقض تماماً وقرارات المركزي، بل وادّعت بأن لها صلة مباشرة لإعلان الشاباك الإسرائيلي الأخير، بأن 80% من هجمات المقاومة في الضفة، تقوم بها حماس، كما تعتبر أن لها جوانب في شأن تعزيز قرار المحكمة المصرية، التي قامت مؤخّراً بتعريف الحركة كتنظيم إرهابي.
ترحيب حماس بقرارات المركزي، كان كرد فعل تلقائي وتجميلي وحسب، بسبب علمها بأنها غير قابلة للتنفيذ وستبقى مجرد كلام، وبخاصة قضية وقف التنسيق الأمني، كما لا يمكنها التعويل على تنفيذية السلطة لإقراره، وربما كانت أكثر حرصاً في ظروف حرجة كهذه، من الإتيان بما يكدّر العلاقات باتجاه السلطة وحركة فتح أكثر مما هي مكدّرة، سيما وأنها تعيش ظروفاً قاسية وربما غير مسبوقة، حيث أجبرتها خلال الفترة الماضية– كما الزعم الإسرائيلي- على استعدادها لتوفير هدنة لخمس سنوات، مقابل فك الحصار عن قطاع غزة.
الأفعال وردودها، هي ليست واجبة، وستُعمّق بنهاية المطاف، ليس الشرخ بين الحركتين فقط، بل ستفسخ أكثر مكونات الشعب الفلسطيني بشكلٍ عام، وسواء السلطة الفلسطينية أو حركة حماس، هما مُلزمتان باحترام الذات الفلسطينية، من خلال احترامهما للاتفاقات الموقعة والتي من بينها عدم التصعيد، وتحجيم الأمور وإيجاد الحلول، غير أنهما لا تكادان تفعلان أي شيء ضمن هذا الإطار، حتى في ضوء دخول فصائل للمساعدة ولرأب الصدع، بسبب أن تجاربها كانت محدودة الضمان، ولم تؤدِّ من قبل وإلى الآن، إلى تخفيف حِدة المواقف المُعلنة، وسواء فيما يتعلق بمواضيع المصالحة، أو بمواضيع القضية الفلسطينية بشكلٍ عام. وهكذا، فبدلاً من فهم الوقائع واستيعاب الدروس واستخلاص النتائج الصحيحة من جملة المآسي السابقة، والتي تدفع باتجاه القيام بخطوات موحّدة ترمي إلى إجبار إسرائيل لتغيير سلوكها، نحو الفهم بأن استمرارها على مفاهيم الاحتلال، لم تعُد مقبولة، فإن الحركتان تقومان بخلق وقائع تصعيدية واقعة تلو أخرى، والتي من شأنها نسف أيّة اتفاقات تصالحيّة فائتة، أو مضاعفة اليأس نحو أيّة تقاربات مستقبلية آتية، وثِمة من يعتقد بناءً عليها، بأنها ستساعد بشكل مباشر على تخليد حالة الانقسام.
خانيونس/فلسطين
9/3/2014
مواضيع لها علاقة بالموضوع او الكاتب
- and#8203;and#8203;رخصة تهويد صامتة ! بقلم د. عادل محمد عايش الأسطل 02-23-15, 09:32 PM, عادل محمد عايش الأسطل
- and#8203;موجة دافئة تعمّ إسرائيل.! بقلم د. عادل محمد عايش الأسطل 12-06-14, 04:32 PM, عادل محمد عايش الأسطل
- and#8203;أضرار دُرزيّة ! بقلم د. عادل محمد عايش الأسطل 11-16-14, 00:04 AM, عادل محمد عايش الأسطل
- and#8203;أوباما بين الدبلوماسية والانحياز لإسرائيل ! د. عادل محمد عايش الأسطل 10-06-14, 01:55 PM, عادل محمد عايش الأسطل
- and#8203;مفاهيم سلام جديدة ! د. عادل محمد عايش الأسطل 10-01-14, 05:27 PM, عادل محمد عايش الأسطل
- الفلسطينيون يهددون بقنابل صوتية ! د. عادل محمد عايش الأسطل 09-29-14, 08:46 PM, عادل محمد عايش الأسطل
- and#8203;فتح - حماس، مفاوضات الحاجة !! د. عادل محمد عايش الأسطل 09-23-14, 03:52 PM, عادل محمد عايش الأسطل
- أفول ربيع المصالحة ! د. عادل محمد عايش الأسطل 09-10-14, 07:23 PM, عادل محمد عايش الأسطل
- انحدار اخلاقي قاتل !! د. عادل محمد عايش الأسطل 09-10-14, 05:29 PM, عادل محمد عايش الأسطل
- إسرائيل، الخوف مرة ثانية ! د. عادل محمد عايش الأسطل 09-06-14, 07:11 AM, عادل محمد عايش الأسطل
- نهج "نتانياهو" الجديد ! د. عادل محمد عايش الأسطل 08-30-14, 08:58 PM, عادل محمد عايش الأسطل
- إنجازات محفوفة بالحذر ! د. عادل محمد عايش الأسطل 08-17-14, 11:41 PM, عادل محمد عايش الأسطل
- بيت تحت التحذير ! د. عادل محمد عايش الأسطل 08-12-14, 06:23 PM, عادل محمد عايش الأسطل
- محظورٌ على حماس ! د. عادل محمد عايش الأسطل 08-08-14, 04:47 AM, عادل محمد عايش الأسطل
- حرب ردع وتحرير ! د. عادل محمد عايش الأسطل 08-01-14, 07:21 AM, عادل محمد عايش الأسطل
- الجرف الإسرائيلي، تعزيز للفشل ! د. عادل محمد عايش الأسطل 07-13-14, 00:01 AM, عادل محمد عايش الأسطل
- حرب رمضان، الاعتماد على النفس ! د. عادل محمد عايش الأسطل 07-10-14, 11:30 PM, عادل محمد عايش الأسطل
- الجرف الصامد، المهمّة الأصعب ! د. عادل محمد عايش الأسطل 07-08-14, 10:48 PM, عادل محمد عايش الأسطل
- تهديدات رائعة ! بقلم عادل محمد عايش الأسطل 07-04-14, 09:42 PM, عادل محمد عايش الأسطل
- حماس بين الخصوم والأعداء ! د. عادل محمد عايش الأسطل 07-02-14, 06:24 PM, عادل محمد عايش الأسطل
- رمضان في السياسة الإسرائيلية ! د. عادل محمد عايش الأسطل 06-28-14, 05:23 AM, عادل محمد عايش الأسطل
- من وقائع الفشل إلى أوهام الحرب ! د. عادل محمد عايش الأسطل 06-25-14, 09:15 PM, عادل محمد عايش الأسطل
- واشنطن– طهران، أمام داعش: بين مصالح دافعة وخلافات مانعة ! 06-22-14, 08:38 PM, عادل محمد عايش الأسطل
- سيطرة حماس على الضفة ! د. عادل محمد عايش الأسطل 06-21-14, 11:14 AM, عادل محمد عايش الأسطل
- في انتظار سقوط حكومة الوحدة ! د. عادل محمد عايش الأسطل 06-18-14, 07:15 PM, عادل محمد عايش الأسطل
- مَرَوَنْجِيّة استيطانية ! د. عادل محمد عايش الأسطل 11-24-13, 04:17 AM, عادل محمد عايش الأسطل
|
|
|
|
|
|