|
يوم جرت الدموع بقلم عثمان محمد حسن
|
إلى أستاذنا \عبدالله علي ابراهيم الذي ما فتئ يطرق باب الأحداث المريرة التي وقعت في الجنوب في عام 1955.. و راح ضحيتها شماليون و جنوبيون أبرياء.. و قد ظللت استمتعت بسرده للأحداث.. خاصة و هي تلامس ما عشته.. و لمسته أيام التمرد.. و أنا يافع يتابع الأحداث بمدينة ( واو) عاصمة بحر الغزال ( الآمنة) .. و أنا من مواليدها و لي أصدقاء أعزاء ( طيبون) لا يزالون هنالك.. و الروح تبحث عنهم في عمق الانفجار الذي أحدثه سفهاء قوم، فأضحى الكل خاسر.. مع أن بعض الخاسرين يعيشون على وهم الربح..!
عثمان محمد حسن
============
إن الذي بيننا قد توحشَ جداً
تمددَ فوقَ اندهاشِ الفصولْ
و ألقى المراسيَ فوق الفضولْ
لكي يستبينَ الذي ظلَّ خافٍ..
و لن يستريحَ من الكرْ و الفرِّ..
و الجري بين الفيافي.. و بين الجبالِ و بين الحقولْ
بفعل خيولِ المغولْ..
تُراني انتصبتُ هنا قابَ قوسينِ في أكِمةٍ
و شماريخَ خاصمها الماءُ منذ سنينْ
و نامت جذوعُ النخيلِ عليَّ
و حشرجتِ الريحُ قبل الأفولْ..
أين الأصول؟!
تدحرج صوتُ القرونِ فأرهق صدري
و صدر السكونْ...
فالذي بيننا قد تمدَّدَ
زاد حريق الجنوبِ ائتلاقاً
و زاد جراحِ الشمال انفتاقا
بكيتُ.. بكيتُ.. بكيتُ.. يكيتْ!
نذرت الصباحََ.. النهارَ.. المساءَ لتلك الغيوم
يدفعها الريحُ من حي ( بارْكرَنْقُو)*
لعل الذي تدفعه الريحُ
أصداءَ ( رَنقُو)*
تهدهدُ في الحيِّ قشَّ ( السبانقو)*
و هذا المساءُ توتَّر جداً
ببعضِ اختصارٍ.. و كلِّ انكسارْ
و موتِ اليقينِ ببدءِ المسارْ
لأن الذي بيننا قد توغلَ في اللا رجوعَْ..
و إنك لا تنتقي والديكْ
و لا تنتقي يومَ تجري الدموعْ!
---------------------------------------------
* حي ( بآركرنقو) ، أي بحَر كرنقو، حي في مدينة واو
* السبانقو نبات ينمو طويلاً رشيقاً و ناعماً في شيئ من الصلابة.. و يتحمل العواصف و الأنواء.. لذا يستفاد منه في تعريش الأكواخ ..
* ( الرنقو) آلة موسيقية أفريقية.. مكتبة شوقى بدرى(shawgi badri)
|
|
|
|
|
|