|
يوم الزيارة ... يوم المهرجان ! بقلم فيصل الباقر
|
الفنان العظيم إبراهيم الكاشف ، له أُغنية عميقة المبنى والمعنى ، إسمها ( يوم الزيارة ) ، مازال الفنانون " المؤدّيون " يؤدونها ، وتجد قبولاً عظيماً عند الجمهور، من الأجيال المختلفة من حبى ومُحبّات الغناء القديم والحديث ، تقول بعض مقاطعها : " يوم لقيتك وهويتك – وإنت ورّيتنى الحنان – الحنان فى أحلى نظرة – فى إبتسامتك فى خيالى – أحلى ذكرى بالإشارة – ولفتة عابرة – شفت حُبّك – كنت خايف – كنت قايل – الجميع عارفين بحبّك – والعيون راصدانى – لمّن ابقى جنبك – بتبقى ذكرى – فيها إنت – فيها قلبى – وفيها قلبك – فيها يوم المهرجان – أحلى يوم المهرجات – أحلى من عمر الزمان " ما سبق هو " رمية " أى مُقدّمة ، لما يلى : جاء فى الأخبار أنّ ( القيادة الجديدة ) لإتحاد الصحفيين السودانيين ، قامت بزيارة لإدارة الإعلام بجهاز الأمن ، وهى بالمناسبة (الإدارة) التى يحمل عناصرها الأمنيين ، وبعض زيلائهم فى الإدارات الأُخرى ( السجل ) الصحفى ، وعلى هذا يحق لهم - وقد حقّ بالفعل لهم – المشاركة فى إنتخابات إنتخابات الصحفيين، ولعلّ هذا ما قد يُفسّر تدشين نشاط قادة الإتحاد ، بزيارة (أهل الدار)والهدف المقصود - فى تقديرى – واضح ومفهوم . ولأنّ المسألة واضحة ومفهومة ، فإنّ قيادة الإنتخابات لها (مطالب ).أمّا المطالب ، فمن بينها ( التنسيق ) و ( التعاون ) بين ( الجانبين ) مستقبلاً . وتمضى الأخبار فى شرح قضايا " التنسيق " و " التعاون " لتقول : " أشار أمين عام الإتحاد إلى أنّهم يعملون على إيجاد صيغة تتجاوز كل ما يؤدّى إلى مُصادرة الصُحف " ! . فى تقدير كاتب هذه الأسطر، أنّ ( الزيارة ) و ( المطالب ) ليست موفّقة ، ولا تُعبّر عن مطالب القواعد الصحفية - حتّى التى شاركت فى الإنتخابات – وبالتاكيد المجتمع الصحفى الكبير ، ومنه الذين أعلنوا المقاطعة للعمليّة الإنتخابيّة برمّتها ، والذين قابلوها ببرود وعدم إكتراث بها وبنتائجها ، إذ كان المطلوب من قيادة الإتحاد - على الأقل – تدشين عهدها الجديد ، بإعلان موقف واضح وصريح من الرقابة الأمنيّة على الصُحف ، وإستهداف الصحفيين وإذلالهم ، ومن ثمّ مُخاطبة الجهات السياديّة والإداريّة بإنهاء لعبة ( رفع الرقابة وإعادتها ) ، ومخاطبة السلطة التشريعيّة ، بعدم تمرير قانون الصحافة ، وإعادته للقواعد الصحفيّة ، لإبداء الرأى فيه ، سيّما أنّ اللجنة المعنيّة بهذا الأمر فى البرلمان ، عبّرت عن " إستيائها " من عدم إستجابة الصحفيين لنداء المشاركة فى إبداء الرأى فى المسودة الحاليّة، الموجودة منذ زمن طويل فى البرلمان. والأهم ، من كل هذا وذاك ، كان من الأفضل ، أن ( تسعى ) القيادة ، إلى " التعاون " و " التنسيق " مع الكيانات الصحفيّة ، الموجودة على الأرض ، بدلاً عن الهرولة ، نحو جهاز الأمن ..ولكن يبدو أنّ لقيادة إتحاد الصحفيين أولوياتها وأهدافها وغاياتها ، وقناعاتها حول التنسيق والتعاون مع من ؟ وفى ماذا ؟ ومتى؟ وكيف ؟ ولماذا ؟..ولعلّ التاريخ سيسجّل عليها ، يوم (الزيارة ) ويوم (المهرجان )..دعونا ننتظر، لنرى النتائج المرجوّة على المدى الطويل ، مع مرور الأيّام !. أمّا الإنتخابات التى جاءت بهذه القيادة ، والتعليق عليها والموقف منها ، فهذا موضوع يحتاج لأحاديث أُخرى ومقانات ... ولكل مقام مقال .
|
|
|
|
|
|