[email protected] • عجب عجاب ما كتبه الزميل مأمون أبو شيبة. • في مقال بعنوان "هل يرأس الأرباب المريخ" كتب رئيس تحرير صحيفة الصدى الكثير من الكلام عن شخصية الأرباب الفذة متعشماً أن يتأمل صلاح إدريس فكرة رئاسة النادي الأحمر. • ولأن أبي شيبة ختم مقاله بالعبارة التالية " نترك النقاش والتعليق لأصحاب الفكر بمن فيهم الأخ صلاح أحمد إدريس.. وأهل التعصب والتزمت يمتنعون".. لأنه أنهى المقال بهذه العبارة فقد استفزتني الفكرة ورأيت أن أعقب عليها. • لماذا استفزتني الفكرة؟ • لأنني أقرأ قبل أن أكتب، لذلك أضع نفسي دائماً في مكانة القارئ وأحس بعدم احترام شديد لعقولنا كقراء من بعض زملاء المهنة حين يكتبون كلاماً لا تقبله هذه العقول. • ولماذا التعقيب على مقال المذكور؟ • لأنني أرى في كاتبه التعصب والتزمت يمشي على رجلين، بالرغم من محاولته الفاشلة للظهور أمامنا كقراء كداعية ونصير للاعتدال والعقلانية في التعامل مع الشأن الكروي في البلد. • كما أن عبارته الأخيرة في المقال تبدو وكأنها تضع صاحبها ضمن أصحاب الفكر وتبعد المتعصبين والمتزمتين عن الاقتراب مما طرحه فيه، ولهذا أردت أن أناقشه بالحجج وبعيداً عن أي تزمت أو تعصب. • أبو شيبة الذي ينهى المتزمتين والمتعصبين عن مناقشة فكرة مقاله المعني كتب عشرات، بل مئات المقالات التي تعكس مدى تعصبه وتزمته الشديد للون واحد، لكنني سأتعرض هنا لمقال واحد فقط منها لتقديم السند الموضوعي في نظري على تعصبه وتزمته. • والعجيب أن المقال الذي سأسلط الضوء على فقرات منه لابراز تعصب أبي شيبة يقبع أسفل مقاله حول الأرباب بموقع جريدة الصدى على الإنترنت. • حمل المقال الذي أعنيه عنوان " بره..بره..بره" وفي جزء منه خط أبو شيبة سطوراً حول لاعب المريخ السابق الهادي الخلوق خالد أحمد المصطفى قال فيها " قالوا أنه ( أي خالد) أدلى بتصريح غريب حول حالة هدف مريخ الفاشر الذي سبقته أربع مخالفات أُرتكبت مع حارس المريخ جمال سالم! سألت من تابعوا الفقرة التحليلية فقالوا أنه لم يقر بوضوح المخالفة المرتكبة مع الحارس جمال، فهل فعل خالد ذلك لإرضاء المدير الجديد للقناة المعروف بعصبيته للهلال وكراهيته للمري، ومن ثم يضمن الاستمرار في القناة، أم فعل ذلك بسبب حنقه وتحامله على جمال سالم." • وطالب أبو شيبة بأن يتجنب إرضاء مشاعره الحاقدة على الحارس جمال! • ولك عزيزي القاريء أن تتأمل. • في البداية وقبل كل شيء بنى أبو شيبة فكرته على ما قالوه له آخرون ولم يسمع بنفسه. • والموضوعية دائماً تقتضي منا ألا نتناول موضوعياً جدلياً ما لم نكن قد سمعنا أو رأينا بأنفسنا، ولا يكفي أن نستند في كتاباتنا حول ما يقوله الآخرون عندما يكون الأمر جدلياً ويستحق نقداً لاذعاً تحديداً. • ثم كيف يشكك أبو شيبة في لاعب سابق سكب العرق وربما الدماء من أجل المريخ بأنه ينحاز للطرف الآخر من أجل مصلحة شخصية، فهل دخل أبو شيبة في قلب خالد المصطفى ليعرف كل ذلك حتى يكتبه بهذه الصورة التي تتنافى تماماً مع حديثه عن الموضوعية المطروح في مقاله حول إمكانية رئاسة صلاح إدريس لنادي المريخ! • ولك أيضاً أيها القارئ الفطن أن تلاحظ كم التناقض في مثل هذا الكلام. • فهو تارة يرى أن خالد يتهيب مدير القناة ولذلك يحاول غض الطرف عن مخالفات نتج بعدها هدف مريخ الفاشر. • وتارة يقول أن خالداً ربما قال ذلك بسبب مشاعره الحاقدة تجاه الحارس جمال سالم! • أليس من الحكمة أن يثبت الواحد فينا على فكرة واحدة قبل أن يصرح بمثل هذه المشاعر السالبة تجاه أي كائن؟! • فإما أن خالد المصطفى ( مصلحنجي) ويخاف على رزقه من مدير القناة، أو أنه ليس كذلك لكنه يكره جمال سالم ولذلك لا يتحدث عن أي خطأ يقع ضده. • في الحالتين ما عبر عنه أبو شيبة لا علاقة له بالموضوعية والعقلانية والاحترافية التي حدثنا عنها في مقال " هل يرأس الأرباب المريخ". • كما كتب أبو شيبة في نفس مقال خالد أحمد المصطفى ما يلي: " أذكر قبل 18 عاماً عندما خدع رئيس الاتحاد ( الهلالابي) عمر البكري أبو حراز أهل المريخ وأتى بحكم مغمور من سنار، ليدير لقاء القمة في المربع الذهبي للممتاز 1999، وتعرض المريخ للذبح...." • والآن تعالوا لنرى الكلام النظري المعد للاستهلاك الذي كتبه أبو شيبة في مقاله حول امكانية رئاسة الأرباب لنادي المريخ. • فقد قال في جزء منه " أتابع التحول الكبير للرمز الرياضي الشامخ صلاح أحمد إدريس الذي ترشح مستقلاً لرئاسة الاتحاد السوداني لكرة القدم.. من تابع كتابات الأرباب في الأيام الأخيرة يلاحظ فهمه العميق وتشخيصه الدقيق لعلل الكرة السودانية وتقديمه لبعض الحلول الآنية والعاجلة وأخرى مستقبلية لمعضلات الكرة السودانية.. الأرباب قدم برنامجه بشعار (الله والوطن) بعيداً عن الانتماء للأندية.. بل جاء في تشخيصه إن الهلال والمريخ في حد ذاتهما من مشاكل الكرة السودانية بمحاولات التغول والتدخل السافر في الاتحادات.. وهذا يعني إن الرجل لا يتقدم للاتحاد العام من أرضية هلالية كونه رئيساً سابقاً لنادي الهلال.. بل هو قادم كرجل حادب على مصلحة الكرة في البلد ويعمل (للنهضة والإصلاح والتطوير) الحقيقي وبشعارات عملية جادة لا بشعارات جوفاء للاستهلاك مثل التي ترفعها مجموعتا (النهضة والإصلاح) و(التطوير)!!" • لا أستطيع تخيل أن ذات الشخص الذي يصف رئيساً أسبق لاتحاد الكرة ( أبو حراز) بـ ( الهلالابي) ويصوره وكأنه قد ترأس الاتحاد لخدمة نادي الهلال..لا أستطيع تخيل أن ذات الشخص هو من يطالب الأرباب الرئيس الأسبق لنادي الهلال بأن يصبح رئيساً للمريخ. • رفع الشعارات أسهل من شرب الماء سواءً بالنسبة للأرباب أو غيره من البشر، وليس معنى أنه قدم برنامجاً بشعار ( الله والوطن) أن نؤمن بأنه يقدم حلولاً عملية لمشاكل الكرة السودانية. • فقد ترأس الأرباب واحداً من أكبر أندية البلد لفترة زمنية ليست بالقصيرة ولم نر شيئاً من هذه البرامج العملية التي يحدثنا عنها أبو شيبة الآن. • وحين ترأس الأرباب الهلال لم يسلم من قلم أبي شيبة نفسه.. فسبحان مغير أحوال ومواقف البشر بهذه الدرجة. • أما حكاية الشعارات الجوفاء لجماعة التطوير فتضحكني والله، لأن هذه المجموعة وجدت دعماً مقدراً من كاتب مقال الأرباب نفسه في أوقات سابقة. • وقد استل أبو شيبة قلمه مع آخرين في حرب شرسة ضد البروف شداد من أجل ازاحته وإفساح المجال لمعتصم جعفر وشلته. • فسبحان الله مرة ثانية على تحول المواقف بهذا الشكل العجيب، والقفز إلى الجانب الآخر الذي يرى ما تقدمه هذه المجموعة مجرد شعارات جوفاء. • وإن كانت لصلاح إدريس الرغبة حقيقة في إصلاح حال الكرة وأن رئاسة نادي المريخ ستتيح له منصة مستقبلية لتحقيق ذلك، فلماذا لا يدعوه أبو شيبة للسعى لهذا الهدف عبر ناديه الحالي ( الأهلي شندي)، لو أن ما يحرك أبو شيبة حقيقة هو مصلحة الكرة في البلد عموماً! • كتب أبو شيبة في ذات المقال :" كرة القدم في العالم تطورت كثيراً ووصلت عهد الاحترافية المطلقة وعالم البيزنس وإلى درجة بيع الأندية.. لينتهي عهد الانتماء للنادي، فأصبح الإداريون واللاعبون يتنقلون بصورة عادية بين الأندية الكبرى.. ليبقى التعصب والانتماء مقتصراً على المشجعين المرتبطين وجدانياً بأنديته".. • أبو شيبة يتحدث عن الاحتراف!! يا للهول. • ما دمت على قناعة بأن الاحترافية في عالم الكرة فرضت بيع الأندية وأتاحت التنقل للاعبين والإداريين بين هذه الأندية، فلماذا لا تتعامل يا عزيزي مع الحكام كأشخاص احترفوا هذا العمل وتكف عن اتهاماتك لهم كل صباح بالانحياز للهلال! • ولابد أن القارئ العزيز قد لاحظ أنك في حديثك عن الباشمهندس أبو حراز قلت " قبل 18 سنة اختار الرجل حكماً هلالياً! • بالله من الزمن داك يا أخي الكريم وأنت تعيش في ( وهمة) أن أي هزيمة للمريخ لابد أن تكون بسبب حكم منحاز للهلال! • لقد ظل شخصي الضعيف مشجعاً للهلال منذ أيام الطفولة، وكنت أدخل للأستاد برفقة أشقائي أو أبناء عمومتي الذين تعودوا أن يرفعونني لأعلى الكرسي عندما تكون المشاهدة صعبة بالنسبة لي بسبب وجود شخص فارغ الطول أمامي، لكنني ومنذ ذلك التاريخ وحتى يومنا هذا لم أشعر في يوم بأن الهلال انهزم لأن حكماً منحازاً للمريخ أراد هزيمته. • كنا ونحن في ذلك العمر المبكر نخرج في غاية الحزن إن انهزم الهلال، لكننا نقول لماذا لم يسدد فلان تلك الكرة أو لما لم يقف المدافع العلاني سداً منيعاً أمام ذاك المهاجم ليمنعه من تسجيل هدف. • هذه هي كرة القدم التي نعرفها، والحكام جزء منها ومثلما يخطيء أي لاعب نتوقع أن يخطيء الحكام أيضاً. • أما أنت والعديد من زملاء آخرين فلا حديث لكم بعد كل هزيمة سوى عن ظلم مفترض للحكام. • وهل يعقل يا عزيزي أن يكون الحكام ضد ناديكم طوال هذه العقود! • نفهم من كده أن جميع حكام البلد هلالاب! • وأن كانوا كذلك بتشجعوا المريخ ليه انتو؟! • وأعيد وأستنكر حديثك عن الاحترافية في رئاسة الأندية، لأن من يرفض رئيساً لاتحاد الكرة بسبب لونه الأزرق، لا يمكنه أن يقنعنا بالدعوة لتنصيب رئيس أسبق للهلال رئيساً للنادي الأحمر. • وكتب أبو شيبة في نفس المقال أيضاً " كثيرون لا يعلمون إن الرياضي الكبير في عقود الثلاثينيات والأربعينيات والخمسينيات الخال محمد عامر بشير (فوراوي) تولى منصب رئيس نادي الهلال كما تولى منصب رئيس نادي المريخ بشكل عادي لعدم وجود تعصب وتزمت بين الناديين في ذلك الوقت.. وقد كان خالنا محمد عامر مسئولاً في وزارة قريبنا محمد طلعت فريد وكان يقدم الدعم لكل الأندية وهو الذي قام بتقديم قطع الأراضي لأندية الموردة والمريخ والهلال المشيدة عليها أنديتها اليوم. • شخصي ليس ضمن فئة ( الكثيرون) التي افترضت أنها لا تعلم بما ذكرته في الفقرة أعلاه. • حيث أعلم بذلك، وأعرف أن أبي العائلة رحمه الله أيضاً جاءكم من الهلال وصار أحد ألمع الإداريين في نادي المريخ. • كما أدرك أيضاً أن بيت اللاعب بشارة كان منزلة للاعبي الفريقين. • لكنني أعلم أيضاً أن صحافتنا الرياضية في ذلك الوقت كانت أكثر نقاءً مما هي عليه الآن. • ولم يكن كتابها يحرضون جماهير النادي الذي يناصرونه مثلما يحدث الآن. • ولم يكونوا يوجدون الأعذار لخسائر ناديهم لمجرد اقناع القاعدة بنجاح إداري محدد وتحفيزهم على القبول به رئيساً دائماً. • وأعلم أيضاً أن كتاب ذلك الزمن تضمنوا الكثير من أصحاب الفكر الحقيقي، ولم يكونوا يعدوا كلاماً للاستهلاك والضحك على عقول الجماهير وآخر يؤمنون به. • فشتان ما بين ذلك الزمن ويومنا هذا، لذلك أرى أن مقارنتك ( Baseless). • وفي نفس المقال كتب أبو شيبة أيضاً " الأرباب نبذوه في الهلال واوصدوا أمامه الأبواب.. ومع ذلك استطاع بفهمه العميق وثقافته القانونية العالية أن يؤكد عبر المحكمة العليا عدم أهلية الكاردينال لرئاسة الهلال.. ولكن داس المسئولون على اللوائح والقوانين ليمكنوا الكاردينال من الاستمرار في رئاسة الهلال.. لتنتهي علاقة الأرباب بالهلال.. والآن يسعى الرجل لخدمة الكرة السودانية عبر بوابة الاتحاد العام.. وقد قلنا إنه لن يوفق بالوصول لرئاسة الاتحاد السوداني لأننا لا نعيش في المدينة الفاضلة.." • وفي هذه الجزئية أقول لو سلمنا جدلاً بأن الأهلة نبذوا الأرباب، ولم يكن هو السبب في دفعهم لذلك دفعاً، فقد سبق أن نبذ الأهلة قائد فريقهم هيثم مصطفى إن كنت تسمى ما حدث ( نبذاً)، ثم تهافتم عليه وكسبتم توقيعه، فما الذي جناه المريخ من تسجيل هيثم! • ألم يكن الأمر مجرد عدد من المانشيتات الجاذبة ومقالات ( المكاواة) التي بيعت من ورائها الصحف، وفي نهاية الأمر خسر المريخ عدداً من الأمور، قبل أن ترتدوا على أعقابكم ككتاب حمر لتهاجموا البرنس! • أها نفس ما جرى لكم مع هيثم يمكن أن يحدث إن قُدر للأرباب أن يرأس ناديكم. • تقول أن الأرباب أثبت عدم أهلية الكاردينال لرئاسة الهلال، لكن داس المسئولون على اللوائح والقوانين ليمكنوا الكاردينال من الاستمرار في رئاسة الهلال. • وفيما تقدم بعض كلمات الحق التي أردت من ورائها باطلاً. • صحيح أن المفوضية التي تغضبكم هذه الأيام، سبق أن أغضبت شريحة واسعة من جماهيرالهلال، لكن ألم يحرص الكثير من زملائك الحمر على تجاوز أي شيء يعيق ترؤس سوداكال للمريخ، رغم الحديث والشبهات العديدة حوله! • ثم كيف تحدثون جماهير ناديكم دوماً عن أنكم صفوة البلد وما دونكم رعاع وفي ذات الوقت تريدون أن يصبح رئيس الهلال الأسبق رئيساً لناديكم. • ما أفهمه هو أن الصفوة تعطي ولا تأخذ. • وما دمتم على قناعة بأنكم صفوة فالمفترض أن تمنحوا الكيان الأزرق الرؤساء لا أن تأخذوا منهم. • ما تقدم لا يعني بالطبع أنني أفترض أننا كأهلة صفوة البلد وأرفض الآخر، لكنني أردت التأكيد على أنكم تتضحكون على أنصار ناديكم بمثل هذا الكلام. • وبعيداً عن كل ما تقدم من تفنيد لطرحك العجيب دعني أسألك: كيف يمكن لصلاح إدريس أن يصبح رئيساً لنادي المريخ وهو القائل بعضمة لسانه أن ظروفه منعته من الحضور للبلد لحضور زواج ابنه! • شخص غير قادر على الحضور للبلد لحضور زواج ولده، وأنت تريده أن ياتي ليرأس نادي المريخ! • لا أفهم كيف لكاتب يفترض أن ما كتبه مطروح للمناقشة فقط من قبل أصحاب الفكر أن يقدم أفكاراً بهذه الغرابة. • عموماً جئتك بما أرى أنه يفند دعوتك وحديثك النظري والحكم في النهاية للقارئ وهو قادر على التمييز ومعرفة ما إذا كنت متعصباً، متزمتاً، أم عقلانياً ومعتدلاً.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
كمال الهدي
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست