|
يلا انقر طرة واللا كتابة!! بقلم فيصل الدابي/المحامي
|
02:22 PM Oct, 01 2015 سودانيز اون لاين فيصل الدابي المحامي-الدوحة-قطر مكتبتى فى سودانيزاونلاين
تم نشر هذا المقال في جريدتي الراية والشرق القطريتين تحت عنوان (مخاطر عدم الالتزام بنظرية الاحتمالات) ولقد تمت سودنة العنوان هنا لأغراض الضرورة السودانية! يُقال إن الايطالي جيرولامو كاردانو قد اكتشف نظرية الاحتمالات في القرن السادس عشر الميلادي بعد ملاحظته لألعاب القمار ، لكن المؤكد أن مفهوم الاحتمالات هو أقدم مفهوم إنساني على الاطلاق وأنه قد دار بذهن أول رجل صياد عندما اقترب من أول طريدة وقذف رمحه نحوها ، ففي تلك اللحظة دار في ذهن الصياد احتمال نجاح رمية الرمح أو فشلها ، وأن أول إمرأة مزارعة دفنت أول حبة قمح في التراب قد جال بذهنها احتمال نمو البذرة أو فشل نموها ، والمؤكد أن نجاح هذين الاحتمالين البدائيين في فجر التاريخ البشري هو الذي ولد الانتاج الحيواني والزراعي الواسع الذي ينعم به إنسان العصر الحديث! يُلاحظ أن نظرية الاحتمالات تلعب دوراً أساسياً في الحياة اليومية عبر التنبؤ بوقوع أو عدم وقوع حدث ما ، وتظهر تطبيقاتها في العلوم الطبيعية كعلوم الكيمياء ، الفيزياء والأحياء وخاصة علم الوراثة ، وتظهر كذلك في العلوم الانسانية كعلم الاجتماع وعلم النفس وعلم السياسة ولها تطبيقات عملية في مجالات الصناعة والتجارة والمال فأي دراسة جدوى لأي مشروع لابد أن تتضمن احتمالات الربح والخسارة، كذلك تظهر تطبيقاتها العملية في كل الألعاب الرياضية ففي كرة القدم مثلاً وقبل انطلاق المباراة يحسم الحكم توزيع الفريقين ليمين أو يسار الملعب بالقرعة التي تسمى طرة واللا كتابة في السودان وتسمي صورة واللا كتابة في بعض البلاد العربية ، ونتيجة أي مباراة لا تخرج عن ثلاثة احتمالات هي الفوز، الهزيمة أو التعادل، كذلك تُطبق نظرية الاحتمالات في معاملات البورصة وفي نشرات الأحوال الجوية ، كما تُطبق في مجال القانون ، فمثلاً طعن شخص في صدره بسكين وموته سيجعل الطاعن متهماً بالقتل العمد المعاقب عليه بالاعدام لأن الموت يكون راجحاً في هذه الحالة ، لكن طعن شخص في ذراعه وموته سيجعل الطاعن متهماً بالقتل شبه العمد المعاقب عليه بالسجن لأن وقوع الموت يعتبر محتملاً في هذه الحالة ، أما قوانين التأمين على الحياة والتأمين على حوادث السيارات فهي تطبيقات عملية لنظرية الاحتمالات! المؤكد أن الايمان الديني هو من أهم وأخطر تطبيقات نظرية الاحتمالات ، فالانسان المؤمن يقتنع باحتمال صحة المحرمات الدينية كقتل النفس والسرقة ويبتعد عنها فيكسب الصحة والسمعة الطيبة والحرية في الدنيا ويؤمن باحتمال البعث والحساب في الآخرة ويعمل من أجلهما، فإذا تحقق احتمال البعث والحساب يكون قد كسب الاحتمالين وإذا لم يتحقق يكون قد كسب أحدهما على الأقل ولم يخسر شيئاً، أما الملحد الذي لا يؤمن باحتمال صحة المحرمات في الدنيا ولا يؤمن باحتمال البعث والحساب في الآخرة ولا يعمل من أجلهما فمن المرجح أن يخسر صحته وسمعته وحريته في الدنيا ويخسر أيضاً في الآخرة إذا تحقق احتمال البعث والحساب ويصبح راعي الخسارتين! لنتأمل مفهوم الاحتمالات في القرآن الكريم ، يقول الله سبحانه وتعالى (وَقَالَ رَجُلٌ مُّؤْمِنٌ مِّنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَكْتُمُ إِيمَانَهُ أَتَقْتُلُونَ رَجُلاً أَن يَقُولَ رَبِّيَ اللَّهُ وَقَدْ جَاءكُم بِالْبَيِّنَاتِ مِن رَّبِّكُمْ وَإِن يَكُ كَاذِباً فَعَلَيْهِ كَذِبُهُ وَإِن يَكُ صَادِقاً يُصِبْكُم بَعْضُ الَّذِي يَعِدُكُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي مَنْ هُوَ مُسْرِفٌ كَذَّابٌ (28/سورة غافر) ، صدق الله العظيم. لعل أهم الفوائد العملية لنظرية الاحتمالات هي توفير الوقت والجهد والمال عبر تكرار الفعل الايجابي المجرب سابقاً للحصول على النتائج الايجابية وعدم تكرار الفعل السلبي المجرب سلفاً لتفادي الحصول على النتائج السلبية، أما أكبر مخاطر نظرية الاحتمالات فهو التصرف العشوائي وتجاهل الاحتمالات وعدم دراسة معطياتها ونتائجها أو الاعتصام بالغباء البشري المطلق عبر تكرار الفعل السلبي المجرب سلفاً وانتظار حدوث نتائج إيجابية لن تحدث أبداً! فيصل الدابي/المحامي
أحدث المقالات
- (قائد ثاني)!!!.. أمجاد!! بقلم عثمان ميرغني 10-01-15, 01:36 PM, عثمان ميرغني
- (حتة) لحية !! بقلم صلاح الدين عووضة 10-01-15, 01:34 PM, صلاح الدين عووضة
- إشارة حمراء..عولمة العدالة..!!! بقلم عبد الباقى الظافر 10-01-15, 01:33 PM, عبدالباقي الظافر
- ديل أهلي (4) بقلم الطيب مصطفى 10-01-15, 01:32 PM, الطيب مصطفى
- شهداء سبتمبر: بين غضب الحكومة وتهليل المعارضة!! بقلم حيدر احمد خيرالله 10-01-15, 05:17 AM, حيدر احمد خيرالله
- إيران شريك في تنفيذ 11سبتمبر بقلم محمد آل الشيخ 10-01-15, 05:15 AM, مقالات سودانيزاونلاين
- أبا الصادق الصديق أنت لها بقلم عبد الله علي إبراهيم 10-01-15, 04:23 AM, عبدالله علي إبراهيم
- السودان: عندما يرهن البشير مصير الوطن بمصيره بقلم أحمد حسين آدم 10-01-15, 00:30 AM, أحمد حسين آدم
|
|
|
|
|
|