لأن البدايات تحدد النهايات دعونا نستهل هذا الجزء من سلسلة مقالاتنا هذه بنسخ واحد من أخطر المقالات التى كُتبت فى هذه الاثناء والذى يمكننا إدراجه بكل بساطه تحت بند إستهداف المملكه العربيه السعوديه وتشتيت أفكار قياداتها وشغلها بالمناوشه من عدة محاور بغية تضييق الخناق عليها ومحاصرتها من كافة الجوانب فى الوقت الذى تخوض فيه المملكه حرب إستنزاف ضروس تدور رحاها فى أرض اليمن وإنتقلت الأن الى داخل أراضيها وحدودها الجنوبيه بفعل فاعل ، فقد كشف السفير الأميركي السابق في العراق زلماي خليل زاده أن مسؤولا سعوديا رفيعا اعترف له مؤخرا بدعم الرياض للجماعات المتطرفة منذ الستينيات حيث كان الهدف آنذاك مواجهة الناصرية إلى اليوم حيث الهدف الأساسي إيران ففى صحيفة ( بوليتكو مغازين ) التى تصدر فى الولايات المتحده الأمريكيه وفى عددها الصادر يوم أمس الأول الخميس الموافق 16 / 9 / 2016 م كتب السفير الأمريكى السابق فى العراق زلماى خليل زاده مقالاً مزعجاً تناقلته العديد من وسائل الإعلام حمل عنوان ( لقد ضللناكم ) .. هكذا أقر السعوديون بتمويل الإرهاب !! مستنداً الى مصدر سعودى رفيع يقول إنه قد إعترف له بدعم الرياض للجماعات المتطرفه منذ الستينيات من القرن الماضى حيث كان الهدف أنذاك مواجهة المد الثورى الناصرى والى اليوم حيث بات الهدف مواجهة الخطر الشيعى الإيرانى ! ويمضى زلماى خليل زاده فى مقاله الكارثى قائلاً ـ ( خلال آخر زيارة لي إلى السعودية جرى استقبالي باعتراف مذهل ... في الماضي حين كنا نثير قضية تمويل المتطرفين الإسلاميين مع السعوديين ، كل ما كنا نحصل عليه كان النفى واضاف : هذه المرة ، وفي سياق الاجتماعات مع الملك سلمان وولي العهد الأمير محمد بن نايف وولي ولي العهد محمد بن سلمان ووزارء عدة، اعترف مسؤول سعودي رفيع قائلا لي ( لقد ضللناكم ) !! ، شرح لي كيف أن الدعم السعودي للتطرف الإسلامي بدأ في بدايات الستينيات لمواجهة الناصرية ، الايديولوجيا السياسية الاجتماعية التي انبثقت عن فكر الرئيس المصري جمال عبد الناصر التي هددت السعودية وأدت إلى حرب بين الطرفين عند الحدود مع اليمن .... ) ـ ينتهى إقتباسنا ههنا ولفائدة القارئ الكريم نرفق أدناه رابط الموقع الذى نشر المقال كاملاً ، وعلى الرغم من الخطوره البالغه لمثل هذه التصريحات التى لا لزوم لها على أمن وسلامة المملكه العربيه السعوديه فى هذا التوقيت الذى تعانى فيه السعوديه من إستهداف واضح ووضعها تحت الضغط المتواصل فإن دهشة وإستغراب السفير زاده لا مكان لها من الإعراب ههنا إذ أن دولته الولايات المتحده الأمريكيه أحد أضلاع المثلث المتورط فى تأسيس قاعدة التطرف والذى يضم الى جانب المملكه العربيه السعوديه والولايات المتحده الأمريكيه مصر أنور السادات وهى ثالثة الأثافى . فمن المعلوم بالضروره للقاصى والدانى إنه ما من رئيس نكل بالمسلمين ناهيك عن تنظيم الأخوان كما فعل الرئيس جمال عبدالناصر و عند وفاته سنة 1970 كان معظم قيادات الأخوان إما هم داخل معتقلات النظام أو غادروا هذه الفانيه بلا عوده فقد بتسفيرهم الى العالم الأخر جمال عبد الناصر ... بإنتقال مقاليد الرئاسه الى السادات ولكى يستقيم له الحكم كان لابد من محو أثار الناصريه من الوجود ولهذا الغرض وظف الرئيس محمد أنور السادات جماعة الأخوان المسلمين العدو اللدود لسلفه الراحل وذلك لوقف تمدد الفكر والنهج الثورى العروبى الناصرى الذى كان يسرى وقتها سريان النار فى الهشيم فحدث وقتها إنقلاب جعفر النميرى فى السودان فى الخامس والعشرين من مايو سنة 1969 وكذلك إنقلاب معمر القذافى فى ليبيا الذى وقع بعد إنقلاب النميرى بأربعة اشهر فقط من ذات العام وهو الخطر الذى كانت تخشاه بشده المملكه العربيه السعوديه وهذا هو ما أشار إليه السفير الأمريكى زلماى خليل زاده بالضبط إذ أن كِلا البلدين ، مصر والمملكه العربيه السعوديه إلتقيا فى هذا المنحنى الى ذلك الوقت لم تكن الولايات المتحده الأمريكيه تعرف بالضبط أين تقع الكعبه المشرفه ناهيك عن مسلمين وتنظيمات إخوانيه أو سلفيه جهاديه الولايات المتحده الأمريكيه لم تعر جماعة الأخوان المسلمين بالتحديد أى إلتفاته إلا بعد التدخل الروسى فى أفغانستان وإجتياح الجيش الأحمر للعاصمه الأفغانيه كابول سنة 1979 وذلك لإسناد حكومة بابراك كارمال المواليه للروس والتى كانت تترنح تحت وقع ضربات من عُرفوا لاحقاً بالمجاهدين . وإذا ما كان هدف السادات من توظيف الأخوان المسلمين بعد أن أخرجهم من المعتقلات ورفع مرحلياً شعار دولة ( العِلم والإيمان ) ووجه وسائل الإعلام ، الإذاعه والتلفزيون لنقل شعائر الصلوات الخمس يومياً على المباشر وأجرى تعديلاً دستورياً ينص على أن الشريعه الإسلاميه هى المصدر الرئيسى للتشريع إذ يفعل السادات كل ذلك لمحو أثار الفكر الناصرى وضرب تياره اللصيق به فى الحكم بالأخوان المسلمين و تلتقى معه المملكه العربيه السعوديه فى ذات الهدف فإن الولايات المتحده الأمريكيه رأت فى الغزو السوفيتى لأفغانستان وليمه تسيل لعابها ـ وكما ورطها الروس من قبل فى المستنقع الفيتنامى الذى خرجت منه ذليله باكيه تنتحب موليةً الأدبار فهى تسعى الأن لتجعل الإتحاد السوفيتى يشرب من نفس الكأس ، كأس العلقم المُر الذى جرعها إياه الروس فى فيتنام . هنا إلتقت مطامع الولايات المتحده الأمريكيه مع إجراءات مصر والسعوديه .... الأخيره تمنح المقاتلين الأفغان صكوك الجهاد ومفاتيح الجنة والشهاده كما يتعين عليها تفصيل الفتاوى الجهاديه على المقاس الذى تريده الولايات المتحده الامريكيه بحيث تأخذ المواجهه الصبغه الدينيه ومن ثم فتح أبواب الجهاد فى أرض الإسلام أفغانستان التى دنس ترابها الطاهر البوت الروسى ـ هذه هى خطة الولايات المتحده الأمريكيه التى تذكرت صديق قديم هو الرئيس ضياء الحق فتوددت إليه جاعله من أراضيه فى باكستان قاعده لوجستيه ضخمه لجحافل المجاهدين الذين سيزحفون كالنمل ويأتون من كل فجٍ عميق نظراً لضخامة الدعايه تفتح باكستان أراضيها بينما تتولى مصر أنور السادات تصدير الأخوان المسلمين لتلبية نداء الجهاد المقدس الذى إنطلق من السعوديه .... أما التدريب والتسليح فهو يقع على عاتق الولايات المتحده الأمريكيه على أن تسدد فواتيره المملكه العربيه السعوديه ولاحقاً كل دول الخليج ـ وبهذا يسستقيم الحال كما كانت أحلام تلك الدول .... دول محور ( الجهاد ) ومن هذا المحور وفى أرض الجهاد الجديده افغانستان وبرعاية وعناية ومباركة الدول الثلاث سيخرج لاحقاً تنظيم ما أنزل الله به من سلطان سيرتد وبالاً على تلك الدول بل والعالم أجمع ، تنظيم خطر يشبه التنين ويفوقه فى عدد الرؤوس إسمه تنظيم القاعده ! .... ونلتقى http://www.alalam.ir/news/1862189#sthash.DW43LJNm.dpufhttp://www.alalam.ir/news/1862189#sthash.DW43LJNm.dpuf
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة