|
يجب ان نواجه الحقيقه العاريه10 سعيد عبدالله سعيد شاهين
|
mailto:[email protected]@hotmail.com
سلطنا الضوء فى الحلقتين الماضيتين عن اكبر حركة تمرد فى السودان والتى انطلقت من جنوب السودان
من قبل ان ينال السودان استقلاله او يتم رفع علمه على سارية القصر الجمهورى ، والملاحظ ان كل
التغييرات السياسيه الكبرى فى السودان خاصة اكتوبر وابريل كان للجنوب النصيب الاكبر فى اشعالها لما
استنزفته الحروبات من بشر ومال واضعاف موارد الدوله وتوجيهها نحو الاله الحربيه بمعنى صريح رفض
الشارع السودانى لما كان يدور والضغط للتوجه نحو الحل السلمى وقبيل ان يستلم ابناء الجنوب حكم
بلادهم بانفسهم انفجر فى سماء السودان ذلك التصريح الداوى الذى اطلقه الاستاذ ياسر عرمان بان بعد
ذهاب الجنوب سيظهر جنوب اخر ، ومن خلال مسرحية المفاصله الكبرى تولدت حركة العدل والمساواه
لاشعال حرب ضروس سميت لاحقا مشكلة دارفور والبست لباس التهميش زيا رسميا لها ولحقيقه فان
دارفور كانت مهياه لهذا الفعل قبيل انهيار نظام نميرى وكان السلاح يباع فى سوق نيالا عيانا بيانا وكانت
كمية السلاح حتى للتامين الشخصى ترد من نيالا ثم ابان حكم السيد الصادق لجا الى تمويل بعض
القبائل ضد اخرى اعتيرها مناوئه له مما اوجد لاحقا ارضا خصبه للحركات المتمرده والحكومه لتشتعل النار
حاصدة الاخضر واليابس قبل ان يرتاح الناس قليلا من حروب الجنوب الطويله وازداد الامر شراسة
بعيدمسرحية المفاصله
وبدا تجهيز ملعب الجنوب الاخر الذى انطلق من النيل الازرق تحت قيادة واليها مالك عقار وانضمام فصيل
الحركه الشعبيه شمال السودان وكان هذا هو البديل لحرب الجنوب واستنزاف المزيد من الموارد البشريه
والماديه والخاسر الاكبر من كل هذا هو الارث السودانى المتوارث والمدموغ بالسماحة السودانيه ونبذ
النفسيه السودانيه للعنف السياسى ثم ان تمويل الحركات المتمرده نفسه سيدفع ثمنه غاليا خضوعا
وتسديد فواتير لاحقا لا مناص منها بعد مسسرحية المفاصله وانحياز دكتور خليل لجناح الترابى تم تصعيد
مسالة دارفور وبدات الفصائل الاخرى تتولد من احشاء الجس الاكبر فكانت حركة عبدالواحد وحركة مناوى
وتبعتها حركات اخرى وصارت المساله مدخلا لم يحلم به الغرب لايجاد موقع للبوت الاستعمارى بقبعات
زرقاء وصار لهم مطاراتهم واجهزتهم وصار اللوجود الاجنبى دوله داخل دوله وتدفق وابيح دم السياده الوطنيه
فى حانات العهر السياسى الدوليه
من الاشياء التى تحز فى النفس حقا ذلك المشهد الذى حدث يوما بدار الجاليه السودانيه بتورنتو عندما
كانت هناك ندوه عن دارفور واتى طالب يهودى هاوى سينما طالبا تطوع بعض من اعضاء الجاليه ومساعدته
فى اخراج فيلم عن دارفور وبلغ الاستهتار بانه حتى لم يكلف نفسه للذهاب لاى معسكر من معسكرات
النازحين بل يريد تصويره فى اماكن لادخل لها بدارفور ليسترزق منها وبكل اسف وجد تاييدا من البعض
واستنكارا من الاغلبيه الى هذا الحد صار ضياع اجيال ثلاث وحرمانهم من التعليم والعيش الاسرى الامن لا
يرمش جفن لمن امتهنوا مهنة التجاره بقضية دارفور والتى لن يستفيد منها انسان دارفور حتى لو وضعت
الحرب اوزارها لان تجارها سيتجهون لتقسيم المغانم وحدثت بروفىة مناوى عندما كان فى القصر وكانت
تحرسه كتيبه من قواته فى قلب لخرطوم
ان كل المشاكل والانفلاتات الامنيه مهما كانت قذارة النظام الحاكم وادارته المستفزه والتصريح الذى يشبه
لغة الشوارع الخلفيه نحنا استلمناها بالقوة والغير الله الزارعنا الخ مما يعف اللسان عن ذكره كل هذا كان
يمكن ان يقابل بامر غير الدمار والحرب لان الضحيه هى المواطن الذى لاناقة له
النزاع المسلح الدائر اليوم ما كان له ان يستمر لولا ان هناك دوائر بعينها تريد ان يكون السودان دوما فى
حالات احتراب وضراع لانه لو استقر والتفت الى استثمار موارده االظاهر منها والباطن لصار خطرا على
اقتصاديات دول كبرى بل لاحتكر السوق الافريقيه والعربيه دون منازع رغم كل هذه المرارات نتمنى ان
يغسل ممتهنوا العمل السياسى اياديهم من الدماء السودانيه التى تلطخوا بها وان يتجهوا صادقين للحل
السلمى فيكفى دمارا لن يعوض خاصة فى الكادر البشرى والاجيال التى ولدت وترعرعت فى محرقة
الحرب وسيكون حسابها عسيرا
المؤسف والملفت للنظر ان كل الحركات المسلحه تحارب تحت مسمى وهدف واحد ظاهريا وكلها عجزت
ان تتوحدد فى قياده واحده وتنظيم واحد بادنى حد من الاتفاق فكيف هم بهذا الاختلاف سيؤل لهم الامر
فيما بعد كيف سيتم تضميد الجراح قطعا وكما حادث الان فى الجنوب سيحدث الاسوا فى الجنوب الجديد
حسب تعبير الاستاذ عرمان بعد ان تخمد الحرب ضد النظام الحاكم لتشتعل حروب اخرى تتناحر فى نصيبها
من الكعكه التى باتت مسمومه الحركات فيما بينها وهاهو دكتور مشار ضيفا على حكومة الجبهة التى نالوا
استقلال بلادهم من براثنها وذلك بسبب نصيبه ونصيب قبيلته فى السلطه والثروه او كما يقال
سيسجل التاريخ ان هذه اسوا مراحل مر بها السودان ويتحمل مسؤليتها من لم يضع للوطن امنه وسلامته
اعتبارا لمن جعل شباب واطفال السودان وقود محرقه لنيران اوقدت لانضاج طموحات ذاتيه ثمن باهظ دفع
وغدا نفتح الملف الاخير ملف الاسلاميين
كسره
التاريخ لا يكتب بالعواطف او قرع الطبول الجوفاء والاصوات العاليه والترهيب
انما من دفترواقع الاحوال اليوميه
|
|
|
|
|
|