|
يا ويلكم يا جماعة الانقاذ ان لم توقعوا السلام العادلِ
|
كغيري من الناس اتباع مفاوضات السلام الجارية حالياً بين النظام والحركة الشعبية في نيفاشا بقلق وحذر شديدين وذلك لما يتوارد الينا من اخبار وتقاريرعن تعنت وفد النظام وتمترسه وراء الشريعة الاسلامية بعدان فقد كل اوراق اللعب السياسي جراء الضغط الامريكي وبخاصةهذه الأيام التي من المتوقع فيها أن تقطع اغلب الفضائيات العربية والعالمية برامجها وتتحول بنا مباشرة الى نيفاشا في نقل حي لمراسيم التوقيع على نهاية اطول واقذرحرب عرفتها افريقيا، هذا اذا وافق المستر بوش وسمح للطرفين بالتوقيع في كينيا بدلا من واشنطن، اي كبادرة عن حسن النية وعدم الزج بهذه القضية الانسانية في الحملة الانتخابية بين الحزبين الجمهوري والديمقراطيً على امل ان يحسبها له الله في ميزان حسناتهً بدلاً من الظهور للحظات على شاشات التلفزة العالمية وهويهنئي الطرفين في احدى منتجعاته، على استجابتهما للمساعي الدولية التي بذلت الكثير من الجهد والوقت والمال والدبلوماسية المبطنة في بعض الاحيان بالعين الحمراء بقيادة الولايات المتحدة طبعا، وصولا الى مرحلة التوقيع الذي سيفتح ابواب الامل للشعب السوداني الذي ذاق الامرين، الدكتاتورية التي تبطش به وتصادر حقه في التفكير والتعبير والممارسة، والحرب التي قضت على الاخضر واليابس وجعلت الناس واقفين على( الحديدة) الى الحد الذي اصبح فيه الناس في السودان يعرفون الانسان من سيمائه دعك من ربطة العنق او رائحة العطر، سيمائهم اي انهم ناس غبش غلبانيين، سيمائهم تكذب تلك الشعارات التي اطلقت في بدايات القرن الماضي ان السودان سلة غذاء العالم، بل تكذب حتى تلك الشعارات التي رفعتها ثورة الاحباط الوطني نأكل مما نزرع ونلبس مما نصنع ولعل جيش العاطلين واعداد المنتحرين والاطفال اللقطاء واحدة من سيماء الواقع البائس وانسانه اليائس وهو واقع تحت رحمة نظام الانقاذ، الذي اثقل كاهله باعباء الحياة اليومية هذا ناهيك عن الحروب المستعرة في الاطراف وما تولد عنها من مأسي يقشعر منها البدن والضمير اذا كان هناك ثمة ضميرهذه الأيام التي نرى فيها المذابح والابادة الجماعية في العراق وبخاصة فلوجة الصامدين رجالأً ونساء، المأساة هي المأساة اينما تكون يتألم لها الضمير الانساني، فبالقدر ذاته أتالم فيه لمأسي أبناء وطني في الجنوب ودار فور وكذلك المهمشين في الاقاليم الذين يتفقرون لحبة الدواء وجرعة الماء وحتى مواطني العاصمة، الذين لاحول ولا قوة لهم اؤلئك الذين يسكنون في احياء احزمة الفقر،او في بيوت الايجاراو الذين لاذوا الى بيوت الصفيح والخيش والكرتون، اؤلئك الذين يتطلعون للهجرة والاغتراب وهم لايتوفرون حتى على رسوم الجواز ناهيك عن تكاليف السفر، رغم صور البؤس والحرمان والفقر والهوة السحيقة بين العمارات العامرة بكل الوان الطيف الفضائي والتي اغلبها بني من عرق ودماء المغلبون على امرهم وما اكثرهم في بلادي وتلك الاكواخ وقاطينها الذين يفكون الريق بالشاي سادة او رأس كسرة بايته ويمنون النفس في المساء بصحن فته( بوش) موية فول وليس بوش امريكا المهم وبعيداً عن المبالغة والمغالاة في البحث عن صورالتناقض بين القول والواقع والقاب الكبير بينهما والذي لا يصدقني اقول له اطلق لرجليك الحرية وعينيك العنان تطلع في وجوه الناس وهي في الاسواق والاحياء وحدق فيها ستقرأ حتما ما لا تذيعه امدرمان ولا تتطرق اليه الفضائية السودانية وهي تطالعنا بلغة مذيعيها المتخشبة ستكتشف ما يتعذر على الكلمات ان تعبرعنه والكاميرات والعدسات الملونة سبر اغواره انها المعأناة الناجمة عن الظلم في اطار دولة الاسلام السياسي الذي يصادر حق البلاد والعباد في حرية التطور والتقدم هذا الحق الذي كفلته كل الشرائع السماوية والوضعية منها،مع كل ذلك وعمرالبشير يقول نحن لا نقبل بقانونين في العاصمة ويتشسف من كلامه انه حريص على دولة العدل التي يظن انه يقودها والتي قادت الناس الى الهلاك وخراب البيوت بل ستقود السودان الى والانفصال التفكك وميلاد جيل جديد من الحروب في المستقبل ،هذه الشريعة المدعاة التي جعلت الناس يتحدثون مع حالهم بصوت جهور كأنهم في عراك عنيف مع اناس غير مرئيين، وجوه عابسة مهمومة عقول شاردة، لا ابتسامة ولو من رؤوس الشفاه ، لا ملامح سوى ملامح الحزن واليأس حتى اصبح الناس جميعهم يشبهون بعضهم في هذا المشهد التراجيدي ملايين الضحايا ومثلهم ملايين النازحين وملايين اللاجئين هذا غير آلاف السودانيين الذين تقطعت بهم السبل والذين يقبعون في سجون كثير من الدول العربية التي لا ترحم في انتظارالحصول على تذكرة للعودة للوطن كفاكم ظلم لهذا الشعب. يا ويلكم من الله لماذا كل هذا؟ ماذا فعل لكم الشعب حتى تذوقه كل هذا العذاب اتقوا الله واستجيبوا لارادة الشعب واولى الخطوات في السبيل هو الاستجابة الصادقة للسلام العادل ومقوماته الاساسية التحول الديمقراطي واطلاق سراح المعتقلين وترسيخ دولة القانون والايمان بان المواطنة هي اساس الحقوق والواجبات والايمان كذلك بان اننا عرب وافارقة ومسلمين ومسحيين اولاد تسعة شهورفي السودان اذا كنتم تأملون يوما في سماح الشعب لكم الطيب الزين السويدِ
|
|
|
|
|
|