|
يا شعبنا البطل حانت ثورتك فلا تهن شريف ذهب
|
جماهير شعبنا الأوفياء في كل مكان، في المدن في الأرياف في مخيمات النزوح، في العاصمة الخرطوم حيث يربض الظالم يلعق دماء الشهداء بعد أن هشم أجسادهم النحيلة، شبابنا البواسل ... لا يخفى عليكم جميعا الحالة المذرية التي وصلت إليها بلادنا اليوم في كافة المناحي بعد خمسة وعشرين عاما عجافا من حكم نظام المؤتمر الوطني البغيض، فهل نتحدث عن الفقر الذي ضرب كل بيت سوداني إلا من منتسبي هذا النظام الجائر؟ أم عن تدمير كافة المشاريع الزراعية التي ظلت تشكل مصدر القوت الحلال لأهلنا البسطاء في الأرياف؟ أم عن تدمير القيم النبيلة لشعبنا الطيب كما عرف بذلك مدى العصور حتى بتنا نسمع بجرائم وممارسات لم يعهدها شعبنا فيما مضى إلا بعد سطو هذه العصابة المارقة على مقاليد السلطة في بلادنا في ليل بهيم؟ أم نتحدث عن الفساد المالي والادراي لرموز هذا النظام الذي فاحت رائحته وعمت أرجاء المعمورة حيث باتت جل أموال الشعب السوداني في خارج الوطن عبارة عن ناطحات سحاب أو أموال مكدسة في البنوك مسجلة بأسماء أبناء وبنات وزوجات رموز هذا النظام، فيم أفراد شعبنا البسطاء يموتون يوميا من الجوع والمرض، وبات جله عاجزا عن الوفاء برسوم الدراسة لأبنائه في كافة المراحل الدراسية؟ أم هل نتحدث عن المئات الذين يموتون يوميا في جنوب كردفان والنيل الأزرق ودارفور بفعل القصف بالطائرات أو مليشيات النظام؟ أم نتحدث عن هذا الوطن الجميل الذي استلموه كاملا مكملا مليون ميل مربع وقطعوا أوصاله إلي نصفين متحاربين؟ أم نتحدث عن العلاقات الخارجية لبلادنا التي ظلت على مدى العصور تتسم بالتوازن والاعتدال وعدم التدخل في شئون الغير بل كان السودان قبلة التصالح والتصافي بين الأشقاء حينما تسوء العلاقات بيتهم، فباتت اليوم في أسوا حالاتها حتى مع اقرب الأقربين لنا جغرافيا وروحيا، والأسوأ من ذلك أن بلادنا التي عرف شعبها بالتسامح والطيبة باتت مصنفة في قائمة الدول الراعية للإرهاب الدولي؟! جماهير شعبنا الشرفاء وانتم تعيشون كل هذه الأوضاع المأساوية التي تتفاقم نحو الأسوأ يوما تلو الآخر، ولم نعهد فيكم الجبن والخذلان عبر تاريخكم الناصع فكنتم قاهري الظلم والجبروت فى كافة الحقب الزمانية من لدن المستعمر ألي كافة الجبابرة والطغاة من العسكر الذين بلغوا مهما من السوء حتي ثرتم عليهم فإنهم كانوا أفضل حالا ملايين المرات عن هذه العصابة الجاثمة على ظهوركم اليوم، وكما يقول المثل (نفس الحر للضيم أبية) ولا ضيم اكبر مما نعيشه اليوم في بلادنا ، وان السكوت على هذا الضيم لا يمكن تفسيره إلا بالجبن والخذلان وحاشاكم أن تكونوا كذلك ... ؟! جماهير شعينا البواسل .. إن كافة الأنظار شاخصة نحوكم اليوم كيف تتعاطون مع هذا الصلف لهذا النظام الجائر الذي فعل كل تلك الموبقات وما زال يتمادى في المزيد منها، ولم يكن آخرها ليلة البارحة حينما أقدم مجموعة من منسوبي أمن النظام المندسين بين الطلاب بإفراغ الرصاص الحي على مجموعة من أبنائكم من طلبة جامعة الخرطوم العزل، لا لذنب اقترفوه سوي أنهم قالوا لا للقتل الجماعي لشعبكم فى دارفور فكان جزاءهم ما رأيتم؟! جماهير شعبنا الأوفياء .... إن ّالذين ثاروا ضد الأنظمة الدكتاتورية فى دول الجوار من حولكم ليسوا أكثر غيرة منكم علي أوطانهم ولا أكثر منكم عشقا للحرية والانعتاق ولا أشجع منكم ، لكنهم صبروا علي البطش والقتل حتي تحقق لهم النصر، فالطغاة هم اجبن الناس عندما تحين ساعة الحقيقة لذلك يتمادون في البطش والقتل ولكنهم سوف لا يصمدوا للحظة أمام الأمواج الهادرة للجماهير الثائرة التي تجابه بطشهم بصدور عارية وسوف ترونهم غدا يفرون إلي الملاجئ والمخابئ ولكن لا عاصم لهم من قدرة الله وصمود الشعب. جنودنا الأشاوس فى الجبهة الثورية السودانية آن حماية جماهير شعبكم الأعزل من بطش أجهزة النظام القمعية ومليشياته هو مسؤوليتكم التاريخية وكلنا ثقه بأنكم ستكونون عندهم فى الوقت المناسب فالثورة لا يمكنها النجاح الا بتكاتفكم جميعا، سيروا وعين الله ترعاكم وما النصر إلا صبر ساعة ولا نامت أعبن الجبناء.
|
|
|
|
|
|