|
يا جودة الله : جود بالماء على مواطنك قبل تصديره!! بقلم أبوبكر يوسف إبراهيم
|
- تعاني كثير من أحياء العاصمة وخاصة الشعبية أزمة انقطاع المياه لعدة أيام ، مما ذكرنا بما قبل 1989 أيام حكومة الامام الحبيب ، يومها كان المواطنون يسهرون الليل لساعات طويلة ينتظرون عودة المياه للحصول على عدة باقات تعينها في الأيام التي لا تأتي فيها المياه تماماً ، وكان عذر الحكومة يومها انعدام المحروقات !! أما اليوم فلا توجد مشكلة وقود ، ولكن ظهرت أسباب جديدة تتكرر في فصل الصيف من كل عام ، رغم أن قيمة المياه تحصل عبر شركة الكهرباء أي بالدفع المقدم، وإن لم تدفع عبر الجمرة الخبيثة فلا موية ولا نور!! - اتصل بي بعض مواطنين من الأحياء لأن أكتب عن معاناتهم مع انقطاع المياه ، وطلبت أن أقف بنفسي على شكواهم واتفقنا أن نلتقي في مسجد بحي جبرة نصلي الجمعة سوياً ، وقد كان ، ووصلت للمسجد المحدد للصلاة فدهشت عندما رأيت كثير من المصلين يحملون الباقات لملئها من المسجد قبل وبعد الصلاة ، فتعجبت أن بالمسجد ماء والمنازل الماء منها مقطوع!! وسألت فعلمت أن الخط الذي يزود المسجد غير ذاك الذي يزود الأحياء!! ..سألت السكان هل قمتم بالابلاغ فقالوا يا أخي الصحافة ما قصّرت لكن منو البسمع!!
- الشكوى التالية كانت من المزدلفة ( المايقوما – الحاج يوسف) والذين قالوا إن المياه مقطوعة من ثلاثة أيام وفي بعض الأجزاء لا تأتي إلا لساعتين وفي آخر الليل، زرت المايقوما ( المزدلفة) والعجيب أن بالجوار توجد ترعة ومزارع على بعد أمتار ، فعلاً فتحنا الحنفيات في عدة منازل ووجدنا أن بدل امداد الماء فقط نسمع ( هواء وشخير) وطبعاً ده بقلوس مدفوعة مقدماً !!.
- يا أسيادنا - أنتم تعلمون – أنه بلا ماء لا تستقيم الحياة وتتردى صحة البيئة ، فالماء ضرورة حياتية للبشر والانعام والنبات وحتى الجماد ، فضرورته للبشر ضرورة عقدية ونحن دولة توجه اسلامي حضاري ، فالنظافة من الايمان ، وجاء في محكم التنزيل ( وجعلنا من الماء كل شيء حي) .. الآية . ،هل يمكن أن تتخيل مطعم يرتاده المواطنون وهو بلا ماء ؟!! ، هل يمكن أن تتخيل أسرة بكاملها لا تستطيع أن تشرب ماء ، ولا تغسل وجوهها، ولا تسقي أطفالها الرضع ولا تنظفهم ،ولا تتوضأ ، ولا تغسل ملابسها، ولا أواني الطعام، ولا تستحم وبعد هذا نشكو من الأمراض وتدهور صحة البيئة!!!.
- الأمر الذي يدعو للدهشة والضحك حد " الشنقلة " أن المهندس جودةالله صرح تصريح - على أقل تقدير – يطلق عليه تصريح ما مسئول من مسئول محلي لا يحق له أن يطلق هذا التصريح حين صرح وبالفم المليان " سيصدر الماء للسعودية "، وأنا أصف مثل هذا التصريح " بالهلفطة السياسية " ، لأن مسألة المياه مسألة سيادية أقل من يتحدث عنها هو وزير الري إن لم يكن رئيس الدولة، والحكومة حتى الآن لم تكمل مشروع مد بورتسودان من العطبراوي فكيف يزعم ويصرح جودة الله بأن السودان سيصدر مياه النيل للسعودية ؟!! ... ألم أقل لكم أن أعداء الانقاذ هم من بداخلها من الذين لا يزنون العبارة والتصريح!! .. أو بالعربي الفصيح " يهلفطون "، وليت هذه الهلفطة لا تأتي بأثر سلبي وخاصة أن نهر النيل تحكمه اتفاقيات ويشاركنا فيه دول الحوض وما زالت مشكلة "سد النهضة " مثار جدل بين الدول الثلاث أثيوبيا والسودان ومصر !!.. يا أسيادنا نحن ناقصين أزمات؟!!!
- يا باشمهندس جودة الله قالوا " الزاد كان ما كفّى البيت حرم على الجار" .. يا سيدي أولاً عالج مشكلة انقطاع امدادات المياه بأحياء العاصمة قبل أن تصدر الفائض للسعودية!! .. أكفي وكفِّي مواطنيك الذين تجبي منهم قيمتها مقدماً مع الكهرباء وبعدين اتكلم عن التصدير ، رغم أن ذلك لا يحق لك بحكم الوظيفة ، ومثل تصريحك هذا يؤلب علينا دول الجوار ويفتح علينا " فواتيح" نحن أصلاً ما ناقصنها .. والله صدق المثل القال: لسانك حصانك، يا أخي فصل الصيف شارف على الانقضاء فأستر حالك مع المواطنين الغلابة وأعمل على توفير شربة ماء لهم بدل التحدث عن ما لا يعنيك ، فتصدير المياه للسعودية ليس من واجباتك الوظيفية فإذا كان الوالي د. عبدالرحمن الخضر لم يصرح بتصريحك المستفز لمواطن الخرطوم الذي تعاني أحياءه الطرفية من انقطاع الامدادات تماماً وهذا أوجب واجباتك، فلماذا تحشر نفسك في موضوع أكبر من مهام وظيفتك؟!!
- وأذكرك بأن من حُسن أيمان المرء تركه ما لا يعنينه ، فأرجوك اهتم بما يعنيك.. والخريف على الأبواب وأرجوك أن تستعد لتخلصنا من " العيكورة " وشرب " الطين" لتدرأ منا أمراض الكُلى وقبلها أرجو أن " تصدر " المياه للأحياء التي تعاني بداخل الخرطوم .. قال تصدير مياه قال وده ينظبق عليه المثل القائل " شيلو حَمَلْ ظ.. ، قال متعِّود يشيل العجول" !!!.. مواطن يائس قال لي : "انقطاعات الكهربا والموية والاتصالات وكلها دفع مقدم بقت جزء من حياتنا وبقينا ما بنشتكي إلا لي الله .. والله في ".. قلت: نعم بالله.!!
- ما قاله هذا المواطن يعكس مدى حالة اليأس والاحباط وفقدان الثقة في المؤسسات الخدمية التي تبيع خدمات تتسلم قيمتها مقدماً دون أن تفي بها .. بس خلاص، سلامتكم،
z [email protected]
نقلاً عن صحيفة الصحافة
|
|
|
|
|
|