كان لوجود الحركة الشعبية لتحرير السودان بقيادة المناضل قرنق مبررا لوجود ياسر عرمان كقيادي بالحركة في ذلك الوقت لان جون قرنق كان يناضل لكل السودان وحركته كانت تسعي لاحقاق العدل والمساواة لكل اهل السودان . فلا عجب اذا ان يكون من بين صفوف الحركة الشعبية سودانيون من الشمال ومن الغرب ومن الشرق . وقيادة جون قرنق للحركة كان مهضوما ومفهوما ومبررا لان معظم مقاتلي الحركة وسبب انشاء الحركة اصلا كان لاجل قضية جنوب السودان الذي بدأ به جون قرنق انفصاليا ثم عدل عن ذلك وصار وحدويا خاصة بعد نيفاشا لما لمسه عند عودته واستقبال الجماهير بكل اطيافه له استقبالا ما شهد السودان له مثيل فاثار حفيظة وحقد وحنق المؤتمر الوطني وبقية الاحزاب والذين فرحوا وشمتوا حين مات قرنق وظهرت الابتسامات علي وجوه قادة المؤتمر الوطني بلا حياء وقبل ان يٌدفن قرنق .فجون قرنق اذا كان قائدا للحركة ومن بعده سلفاكير لان غالبية الحركة من منطقة هؤلاء القادة ومن اجلهم قاموا وثاروا ومعهم ذهبوا حين انفصلت منطقتهم التي ناضلوا من اجلها.والان بعد الذي حصل لانري مبررا ان يكون ياسر عرمان الجعلي القادم من اقصي الشمال , لانري مبررا ان يكون هو قائد لما اسماه قطاع الشمال . لانه لايمثل السواد الاعظم من عضوية وجماهير قطاع الشمال الذين هم من المنطقتين من نوبة وانقسنا . وهم الذين يعانون من ويلات الحرب والتقتيل والتشريد واهل ياسر عرمان في امن وسلام هناك في اقصي الشمال.وكان الامر يكون ممكنا ومقبولا لو ان ياسر عرمان هذا اخلص فعلا لقضية هؤلاء المهمشين وعمل بجد لرفع معاناتهم واقتلاع حقوقهم وكما لو انه واحد منهم , ولكن كل القرائن والادلة والشواهد تقول غير ذلك .فهو , أي عرمان , يمارس نفس نهج اهله في المؤتمر الوطني ومن سبقوهم ويهيمن علي رئاسة الحركة وكان النوبة والانقسنا لم تلد امهاتهم من يقوم بهذا الدور . بل وحتي عقار الذي ظنه اهله اسدا طلع العوبة في يد عرمان .والان وبعد تكوين الجبهة الثورية ونداء السودان ظهر جليا من هو عرمان وكيف صار يتقرب الي النظام مستغلا دماء وارواح ثوار ابناء المنطقتين . رافضا ان يتزحزح عن رئاسة وسيادة الحركة والجبهة والنداء.ثم اتضحت الرؤيا اكثر بانتهاجه نهج السرية والتقي بممثلي الحزب الحاكم في ما اطلقوا عليه لقاءات غير رسمية وهي خيانة لرفاق الدرب اعضاء الجبهة والنداء . بل ورفض الانصياع الي ما اتفقوا عليه من ان تؤول رئاسة الجبهة للحركات المسلحة الدارفورية في دكتاتورية صارخة تثبت بان عرمان لايختلف كثيرا عن رصفائه في النظام الباطش.وكثيرا ما يسال الخواجات من رؤساء حكومات ووزراء ومنظمات مجتمع دولي , كثيرا ما يسالون ياسر عرمان كلما جمعتهم به المحافل التفاوضية او ذات الصلة بما يدور في السودان , يسالوه هل انت من المنطقتين ؟ وهل اهلك عانوا من القصف والتقتيل والتشريد , فيسكت او يغمغم بما يفهم منه حتي البليد بانه ليس له اهل ولا دار هناك حيث القصف والحرق والقتل والتشريد الي داخل الكهوف المظلمة.فيا ثوار المنطقتين ويا الجبهة الثورية شوفوا غير هذا العرمان ان كنتم تريدون لقضيتكم النصر ولاهلكم الامان فقد انتهت صلاحية عرمان بانفصال الجنوب ومن قبله بموت قرن دي مبيور.د محمد علي الكوستاوي أحدث المقالات
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة