|
يا أبناء النوبة إتحدوا
|
يا أبناء النوبة اتخذوا
دعوة للتضامن و التآخي والتوحد ونبذ الفرقة
والشتات لاأدعى الوعي والمعرفة التي تحيط بكل شئ, ولا أملك مفتاح الحلول لكل مشكلات ومعضلات أبناء النوبة, لكن لدى آراء وأفكا رقد تكون صحيحة وقدتكن خاطئة فلو كانت صحيحة لا أستطيع إلزام و لا قهر غيري عليها, وان كانت خاطئة فيجب طرحها بعيدا وعدم ألا خد بها.
من الحقائق الثابتة والدلائل القاطعة إذا كنا نتحدث عن حياتنا ووجودنا انه لا يستطيع كائن من كان أن يتجاهل أو ينكر علينا وجودنا وهويتنا النوبية الأفريقية أن كان داخل المنطقة أم في السودان أو خارجه .
ومن الحقائق الثابتة أيضا أن النوبية كقوم أم شعب ينقسمون إلى قبائل متعددة ومتباينة في الأعراف والتقاليد والمورثات الاجتماعية كالنيمايج والغلفان والجبال الستة و الوالي و الكواليب و الهيبان و الميرى و غيرهم كثيرا .
فهدا التعدد القبلي يعكس حقائق ذاتية وموضوعية للحقيقة النوبية الكلية .
فما من حقيقة كلية ألا وتحمل في جوفها و داخلها حقائق موضوعية و ذاتية محددة تكون في النهاية الكل الذي يشمل ويحتوى على الأوحد والأفراد ,وهدا ما يعكس فلسفة الوحدة في التعدد والعكس فالأوحادية أو الشخصانية تمثل حقائق موضوعية متماثلة ومتساوية ليس فيها ما يمكن آن نسميه الأفضل في مقابل الأسوا آو الأرفع في مواجهة الأدنى كمستويات تصاعدية أو تنازلية الآ مادنا ذلك إلي نتائج غير سليمة وغير منطقية.
وهدا يعنى أن النوبة يمثلون حقيقة واحدة لا تمايز ولا تفاضل بينهم بسبب الانتماء القبلي اوبناءا على المجوعات العرقية التي ينتمون أليها إذا ما ذكرنا قبيلة الكاركو والغلفان أوالنيمايج أوالميرى فان هده القبائل لا تعرف معرفة جيدة ألا بانتمائها للكل النوبي بحيث يقال قبيلة الكاركو النوبية و الغلفان النوبية والنيمايج وكذلك الميري النوباوية. فليس للقبائل النوبية انتماء و تبعية أخرى غير الانتماء النوبي الذي يتبع هو الأخر للانتماء والأصل الإفريقي والنوبية لسنا من دعاة النظريات العرقية التي تدعى النفوق العرقي أفضلية أجناس كما كان في الجنس الآري ولا كشعب من شعوب الله المختارة ولا حتى خير أمة أخرجت للناس ألا بما تعم! ل من خير الأعمال وصالح الأفعال إضافة إلى التقوى ومخافة الله .
ومن الحقائق الثابتة أيضا انتماء النوبية لارض وتراب وإقليم هو إقليم جبال النوبية لا يستطيع طامع أو جاحد أو منكرا إن ينكر ذلك . فإقليم جبال النوبة بكامل حدوده المعروفة هو موطن النوبية الأرض والديار التي أقاموا واستقروا فيها لحقب و أزمان ودهور , ولا يستطيع طامع أو منتفع أن يسلبهم هذا الحق أو يغتصبه مغتصب.
ومن الحقائق الموضوعية والتاريخية , تحدث أبناء التوبية للغات هي من الكثرة ما يقترن بكثرة قبائلهم , وهذا التباين أو التعدد اللغوي ليس عيباً يلحق بالنوبية أو وسمة عار ينبغي أزالته والقضاء عليه , و إنما رحمة وحكمة ونعمة اجزها الله علينا لفهم طبيعة و فلسفة التعدد في الوحدة والعكس , وما علينا إلا أن نكون من الشاكرين . وان لم نكن عامل توحد وتضامن لا يمكنه أن يصبح عامل فرقة وتشتت باعتبارنا في نهاية المطاف نوبية لنا احساسات متشابهة وقوالب فكرية متماثلة وتجمعنا قضايا ومشكلات واحدة ولنا تاريخ ومصير مشترك .
فالهوية والأرض واللغات النوبية حقائق خلقت معنا أو وجدنا أنفسنا معاً وفي أحضانها لا نستطيع لها تبديلا, أما القيم التي يكتسبها الإنسان النوبي خارج نطاق ذاته فهي التي تستطيع أن تختلف حولها وتنوع هي من قبيلة الى أخرى و من شخص الى آخر كالثفافات و المعتقدات الدينية و الروحية كذا الآراء السياسية التي يعتنقها الشخص والمستويات الفكرية وهي وإن وجدت لا يمكنها القضاء أو إزالة ما كان أصيلاً ، فهي فروع ومشتقات الأصول العامة والجوهرية .
فالثقافة قيمة مكتسبة حسب درجة الوعي الاجتماعي والظروف السياسية والقيم الدينية والروحية السائدة والعلم الذي تحصل عليه الفرد كما أن الأديان والمعتقدات الروحية لدي النوبة وسائر البشر تختلف من مكان لآخر ومن مجتمع لمجتمع غيره ومن شخص لآخر حسب قناعات واختيارات الأفراد بإرادتهم الحرة وهي إن تكون عوامل فرقة وشد الناس و النوبة بعضهم بعضا لا يمكنها ان تكون عوامل فرقة و شتات وتمزق .
كما أن الحقائق الكلية والموضوعية ومشكلات العصر القضايا المصيرية تختلف نظرتنا إليها حسب الزاوية أو الواجهة التي ينظر إليها فيها، ومن المنطقي والحال كهذا أن تختلف الحقيقة الواحدة في الشخص الواحد من وقت لآخر ومن مكان لغيره حسب الظروف الاجتماعية والسياسية والثقافية والدينية التي يمر بها الإنسان ناهيك عن الأقوام والجماعات فمن المؤكد أن لم نقل من الحتمي أن تختلف الروئ وتتباين الأفكار فيرى هذا خلاف ما يراه الآخر .
وفي كل حق وخير لأنها تمثل أوجه متبانية للحقيقة الموضوعية أو الكلية ، ومن الحقائق أيضا أن مبدأ الاختلاف مبدأ عام وأرى مبني على الاختلافات الموجودة فينا سواء من ناحية طبائع الأشياء والميل الفطري ودرجة أو مستوى العلم الذي تلقيناه و المشكلات التي تعترض حياتنا و ردة الفعل لدينا , لكن لا يمكن أن نأخذها كمسلمات كتكريس الشقاق و التناحر أو الصراع بيننا , و إنما يتحتم أخذها بحسناتها و سيئاتها و تتم عملية الفرز والغربلة لاختيار الأفضل و الأحسن , نأخذ من الكل حسب ما كان قريبا للحقيقة والصواب و الأسلم و نترك في الكل ما كان بعيدا عنهما , وبهذا نبلور في الختام و النهاية قيم ومثل ومبادئ&nbs! p; للسير في هداها .
ليس منطقيا في كل من خالفنا بالكذب و الخيانة و العمالة أو الانحراف و الابتعاد عن الخط والجماعة , و ليس صائبا كيل الذم و الشتائم و التنابذ بالألقاب لكل من خالفنا أو نتاقضنا الرأي أو انتقضنا, بل في كل ما كل ما يقال و ما يسمع ذره ولو صغيرة من الحق والصواب علينا ألا خد بها و نترك ما عداه أ و نطرحه جانبا , كذلك الحال فيما إذا كان جل الكلام حقائق و صواب فيه ذرة غير سليمة فنطرحها جانبا , وبذلك نكون قد أخذنا من الكل ما هو مفيد وصائب حتى ولو كان من العدو نفسه و تركنا في الكل ما كان خطأ و غير صواب حتى و لو كان من الأخ و الصديق و بهذا نستطيع السير قدما بخطى ثابتة و حثيثة .
الأحزاب السياسية لدى النوبة آخذه في التزايد بقدر تباين و كثرة و اختلاف قبائل النوبية وهذه ظاهرة اجتماعية وسياسية جيدة تحسب لنا لأنها تعني الوعي السياسي والنضج الفكري ألا خد في التزايد والارتفاع .
وهذا أن لم يفد النوبية إذا أرادوا حقيقة إصلاح حالهم وأوضاعهم فلن يعتبرهم أبدا في شيء اكثر من إضرارهم لانفسهم بالتصاريح والتنابذ بالشتائم والألقاب .
وكل شخص يعيق في قرارة نفسه انه الأصلح و الأفضل وغيره على خطاء دائما وأبدا وهذه أقصى وارفع درجات الذاتية والأنانية في صراعها مع الغير ولو قلبت المسالة لاصبح الآمر سهلا ميسورا أن ننضر لا نفسنا نعى أننا في الخطاء وغيرنا على الصواب لان المرء لا يمكنه أن يكون مرآة لنفسه وذاته و إنما مرآة للآخرين فيه يرون أنفسهم وفيهم نرى أنفسنا .
وهذه ظاهرة اجتماعية حميدة لأنها تجعل المرء دائما يسعى ليكون في المقام اللائق به, وهكذا نجد الأفراد والجماعات في سباق ضمني مستقرا و أخر ظاهري ليصل الجميع في النهاية لدرجات ومراتب افضل واحسن حالا وهذا ما يفيد المجتمع . توتو ملوكة ككي تية
من أبناء جبال النوبية / الجماهيرية الليبية
الجمعة الموافق 9 / يناير/ 2004م
|
|
|
|
|
|