|
وهج المسؤولية الاجتماعية عند " دال " وطرفة " حليب الوالي مرفوض "/عواطف عبداللطيف
|
• كثيرة هي الطرف والحكايات التي تنسج من على مقاعد مشجعي كرة القدم معبودة الجماهير .. الصيف الماضي كنت حضورا لاحتفالية اقامتها شركة " دال للالبان " ضمت والي ولاية الخرطوم ورجل الاعمال المعروف اسامة داوود وطلبة ومديري ومديرات مدارس الاساس من ريفي مدينة الخرطوم احتفالا بنجاح حملة تقودها شركات " دال " في اطار المسؤولية المجتمعية تركزت لحل مشاكل سؤ التغذية وسط اطفال وتلاميذ المدن والقرى الطرفية ولمحاربة ظاهرة التسرب المدرسي وتدني المستوي التعليمي وتم عرض دراسة علمية عن مضار سؤ التغذية وضمور العضلات والتقزم الخ وما حققته مسارات حملة " حليب المدارس " من انجازات تمثلت في ارتفاع نسبة التفوق وانتظام زمن التمدرس وتقلص التسرب الذي كان يتم لصالح التحاق التلاميذ باعمال بدائية لمساعدة اسرهم نتيجة الظروف المعيشية الطاحنة . • ذكرت مقدمة الحفل طرفة سمتها " لا نريد حليب الوالي " قالت مع بدء الحملة قبل سنوات ان مديرة احدى المدارس وبعد وصول العربات المجهزة والمحملة بالالبان ابلغتها بان مجموعة من تلامذتها لا يرغبون في البان الوالي .. وذكرت " عزة " مشرفة المشروع ان الامر ازعجها خاصة ان كان - لا قدر الله - مس كرامتهم وانسانيتهم لحرصها على نجاح الحملة لشركة لها اسمها وسمعتها وجودة منتجاتها وقناعتها الشخصية على تطبيق فلسفة المسؤولية الاجتماعية بمنجزات انسانية كهدف سامي نبيل مدعم بدراسة تحليلية دقيقة قام بها فريق متخصص .. وطلبت مقابلتهم بعد الانتهاء من توزيع عبواة الالبان الطازجة على المستهدفين . • وما ان التقت " مجموعة العشرة " كانت المفاجاة ان الصغار المترفعين عن الحصول على عبوات الحليب برروا رفضوهم لانه من " جمال الوالي " رئيس نادي المريخ وهم من مشجعي فريق الهلال المنافس القوي واللدود .. شرحت لهم ان " حليب المدارس " تتبناه شركات رجل الاعمال اسامة داوود برعاية د. عبدالرحمن الخضر " والي " ولاية الخرطوم بحكم منصبة الوظيفي وتبعية المدارس له ولا علاقة لرئبس نادي المريخ بالحليب .فضحكت القاعة طويلا .. • انها كرة القدم اللعبة المجنونة كما لها قوانين لها ايضا طقوس والتزامات صارمة تمنح المتعة وتحض الكبرياء وقد يضحي المشجع بالضرورات الحياتية كرفض " تلاميذ " ما زالت عظامهم هشة لعبوة حليب تمنحهم العافية والصحة وتحقق لهم التفوق المدرسي طالما من رئيس النادي المنافس .. وقبولهم للحليب شرط ألا ياتي من " والي " الفريق المنافس لان ذلك يمثل لهم ابجديات متعة اللعبة الاكثر شهرة في العالم .. وصدق من قال المستديرة ما ليها أمان تتدحرج تحت الاقدام وترفع الهمم .. • وان كان من مقاييس لمراتب المسؤولية الاجتماعية فان ما تقوم به شركات " دال " ومشروع " حليب المدارس " بصفة خاصة يقع في المقام الرفيع لان المسؤولية الاجتماعية التي تتمدد اياديها للمدن الطرفية وساكنيها من الاسر المتعففة التي تعيش ظروف معيشية بائسة وضاغطة تصل لمراحل التسرب الدراسي بتلك الاحصاءات التي ذكرتها الدارسة .. فان الامر يحتم دعم وتشجيع مثل هذه البرامج الطموحة وليت كثير من شركات المساهمة ومؤسسات القطاع الخاص والتي اصطفت غالبيتها لدعم مشروعات هشة لا تغادر مرابع التسلية الوقتية ان تتلاحم تحت رايات " حليب المدارس " وما يشابهها من برامج تغوص في عظم القضايا الاجتماعية والاقتصادية الملحة والتي صارت السمة المشتركة لقلب المدن الكبيرة واطرافها . • وهل ياتي اليوم الذي ينسخ الولاء الكروي او شيء منه ليصب في مواعين الولاءات السياسية والاقتصادية الخربة في كثير من دولنا العربية وشكرا لفريق حليب المدارس الذي يصب جهده الخاص لاستمرار هذا المشروع الحيوي الكبير جزيتم خيرا " اسامه داوود " ..
عواطف عبداللطيف Awatifderar1Gmail.com اعلامية مقيمة بقطر
همسة : ويبقى كبرياء الانسان هو الاجمل حتى ولو كانت بطنه خاوية وعظامة هشة..
|
|
|
|
|
|