|
وقفات عند .. لقمان ...!! قريمانيات .. بقلم الطيب رحمه قريمان
|
بسم الله الرحمن الرحيم
March 26, 2014 [email protected] الحكمة ضالة المؤمن أينما وجدها أخذها .. فالحكمة باختصار هي وضع الأمور في مواضعها السليمة و إنزالها مكانتها من قول وعمل على أن يكون ذلك بإتقان لا يقارن و مهارة متفردة.. و الحكيم هو الشخص الذي يعالج مشكلات المجتمع اليومية و يرد على المستعصي من المسائل و يستصدر الأحكام و الحلول العملية و المقبولة لأمور .. و كل من يحل العقد التي يعجز عنها عامة الناس يسمى حكيما ... !! و كثيرا ما يطلق على الطبيب " الدكتور" حكيما لما لديه من حكمة و خبرة في العلاج و المداواة.. و تكون الحكمة بمعنى الرسالة والنبوة ... !! و كثير من الناس في أزمنة مختلفة اشتهروا و عرفوا بالحكمة .. منهم لقمان الحكيم و معروف أن لقمان لم يكن رسولا و لم نبيا .. و إنما كان حكيما و كانت رسالته من خلال أقواله الحكيمة .. كانت رسالة لقمان قوية و بليغة و ظلت باقية من بعده إلى يومنا هذا .. و حتما سوف تبقى ما بقيت البشرية و سوف تظل رسالة عظيمة و كبيرة.. لقد كانت للقمان الحكيم درجة و مكانة عالية بين قومه لحكمته بالرغم من تواضعه الجم و شقائه و ميلوه إلى الصمت و التفكر و العزلة .. و بالقابل فليس كل من صال و جال و نطق و استنطق الحجر بحكيم .. يقول الرسول صلى الله عليه و سلم : (لم يكن لقمان نبياً، ولكن كان عبداً كثير التفكير، وحسن اليقين، أحب الله فأحبه، فمنَّ عليه بالحكمة، وخيره في ان يجعله خليفة يحكم بالحق، فقال: رب إن خيرتني قبلت العافية وتركت البلاء، وإن عزمت علي فسمعاً وطاعة فإنك ستعصمني)، و هو لقمان ابن ياعور .. قيل انه ابن أخت يعقوب أو ابن خالته.. ولد لقمان و عاش في بلاد النوبة و أوردت المصادر انه كان اسود الآبه .. كما كان موسى عليه السلام ..و قد عاصر نبي الله داود عليه السلام ... !! قيل عن لقمان انه كان راعيا .. و قيل انه كان خياطا .. و قيل انه كان نجارا .. و بالتمعن في هذه الحرف الثلاثة حتى زماننا هذا .. نجد أن أصحابها يمتازون و غيرهم بالحكمة و الصبر و رجاحة العقل ... !! و ممن عرفوا بأكثر الناس صبرا .. نبي الله نوح عليه السلام و قد كان نوحا نجارا ماهرا و كان صبورا و كان كثير الصبر على قومه و كان حكيما في التعامل معهم و قد ظل يدعوهم إلى توحيد الله تعالى و إلى خير و صلاح أنفسهم تسعمائة و خمسين سنة .. يقول الله تعالى : وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَى قَوْمِهِ فَلَبِثَ فِيهِمْ أَلْفَ سَنَةٍ إِلَّا خَمْسِينَ عَامًا فَأَخَذَهُمْ الطُّوفَانُ وَهُمْ ظَلِمُونَ . صدق الله العظيم . و أيضا كان نبي الله داود عليه السلام كان صبورا و حكيما كان يعمل حدادا ... !! و كان المصطفى سيدنا محمد عليه أفضل الصلاة و السلام صبورا و حكيما فعمل راعيا لأغنام مكة و لما تحتاجه تلك المهنة من صبر و قد مارس سيدنا محمد صلى الله عليه و سلم التجارة و الأسفار في حياته كذلك .... !! و كل ذلك يحتاج إلى الصبر و إعمال الحكمة ... !! فهل لنا أن نطلع على ما قيل في حق لقمان الحكيم حتى نعتبر .. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "(إن لقمان كان عبداً كثير التفكر، حسن الظن، كثير الصمت، أحب الله فأحبه الله تعالى، فمن عليه بالحكمة). نودي بالخلافة قبل داوود ، فقيل له يا لقمان، هل لك أن يجعلك الله خليفة تحكم بين الناس بالحق؟ قال لقمان: إن أجبرني ربي عزَّ وجل قبلت، فإني أعلم أنه إن فعل ذلك أعانني وعلمني وعصمني، وإن خيرني ربي قبلت العافية ولا أسأل البلاء، فقالت الملائكة: يا لقمان لِمَ؟ قال: لأن الحاكم بأشد المنازل وأكدرها، يغشاه الظلم من كل مكان، فيخذل أو يعان، فإن أصاب فبالحري أن ينجو، وإن أخطأ أخطأ طريق الجنة، ومن يكون في الدنيا ذليلاً خير من أن يكون شريفاً ضائعاً، ومن يختار الدنيا على الآخرة فاتته الدنيا ولا يصير إلى ملك الآخرة. فعجبت الملائكة من حسن منطقه، فنام نومة فغط بالحكمة غطا، فانتبه فتكلم بها" نصوص بحكمة لقمان
يا بني ! ارج الله رجاءً لا تأمن فيه مكره، وخاف الله مخافة لا تيأس بها رحمته. يا بني ! أكثر من قول : رب اغفر لي، فإن لله ساعة لا يُردُّ فيها سائل. يا بني ! إن العمل لا يستطاع إلا باليقين، ومن يضعف يقينه يضعف عمله. يا بني ! إذا جاءك الشيطان من قبل الشك والريبة فاغلبه باليقين، وإذا جاءك من قبل
السآمة فاغلبه بذكر القبر والقيامة، وإذا جاءك من قبل الرغبة والرهبة فأخبره أن الدنيا مفارقةُ متروكة.
يا بني ! اتخذ تقوى الله تجارةً، يأتيك الربح من غير بضاعة. يا بني ! إياك والكذب، فإنه شهي كلحم العصفور، عما قليل يقلى صاحبه. يا بني ! لا تأكل شبعاً على شبع، فإنك إن تلقه لل###### خيرٌ من أن تأكله. يا بني ! لا تكن حلواً فتبلع، ولا مراً فتلفظ. يا بني ! لا تؤخر التوبة فأن الموت يأتي بغتة. يا بني ! اتق الله، ولا تُر الناس أنك تخشى الله ليكرموك بذلك وقلبك فاجر. يا بني ! ما ندمت على الصمت قط. وإن كان الكلام من الفضة كان السكوت من الذهب. يا بني ! اعتزل الشر كيما يعتزلك، فإن الشر للشر خلق. يا بني ! اختر المجالس على عينك، فإذا رأيت المجلس يُذكرُ الله عز وجل فيه فاجلس معهم،
فإنك إن تك عالماً ينفعك علمك وإن تك عييًّا يعلموك، وان يطلع الله عز وجل إليهم برحمة تصبك معهم.
يا بني ! ليكن لك علو الهمة في طلب الجنة والعزم للشهادة في سبيل الله. يا بني ! انصب رايتك راية الحق ورباطك في سبيل الله خير من خير في الدنيا. يا بني ! انزل نفسك منزلة من لا حاجة له بك ولا بدَّ لك منه. يا بني ! إن الحكمة أجلست المساكين مجالس الملوك. يا بني ! جالس العلماء وزاحمهم بركبتك، فإن الله ليحيي القلوب الميتة بنور الحكمة كما يحيي الأرض الميتة بوابل السماء. يا بني ! امتنع مما يخرج من فيك، فإن ما سكتَّ سالم وإنما ينبغي لك من القول ما ينفعك. يا بني ! إنك منذ نزلت إلى الدنيا استدبرتها واستقبلت الأخرى. فدارٌ أنت إليها تسير أقرب من دارٍ أنت عنها تباعد. يا بني ! إياك والدَّين، فإنه ذلُّ النهار همّ الليل. يا بني ! لا يأكل طعامك إلا الأتقياء، وشاور في أمرك الحكماء. يا بني ! من كذب ذهب ماء وجهه، ومن ساء خلقه كثر غمه. يا بني ! نقل الصخور من مواضعها أيسر من إفهام من لا يفهم. يا بني ! إعلم بأن الجهاد ذروة سنام الإسلام.
|
|
|
|
|
|