كان أمس يوماً حافلاً في الإدارة العامة لوقاية النباتات الكائنة بناحية الخرطوم البحرية.. كما كانت تسمى أيام الحكم الثنائي.. وليس حكم الفرد كما يشهد عهد خضر جبريل.. الشاهد أن مقر الإدارة قد شهد حراكا ضخما وكثيفا.. وجلبة وضوضاء.. المفارقة أن ذلك الحراك لم يكن الهدف منه.. إعادة تشغيل (غرفة الفأر) التي أوقفها المدير العام.. حين اشتكت بعض الولايات من انتشار آفة الفأر.. والمفارقة أن المدير العام أهمل القيام بواجبه في متابعة التسيير من وزارة المالية، فكان طبيعيا أن يتعثر العمل ويتوقف.. وبدلاً من أن يستدرك المدير العام ويعالج خطأه.. قرر كعادته افتعال معركة مع طواحين الهواء.. بتعليق نشاط غرفة مكافحة الفأر.. رغم حرج الموقف في الحقول.. فكان طبيعيا أن تقرر الخبيرة المحترمة فاطمة محمد الأمين الذهاب في معاش اختياري.. عوضا عن الجلوس بلا عمل .. كما لم يكن وراء ذلك الحراك قرار بتدشين سيارات الدفع الرباعي (المخزنة) في باحة الإدارة.. والتي استهلكت حتى الآن ثلاثة آلاف لتر من الوقود.. حفاظا على البطاريات من التلف.. في ذات الوقت الذي تشكو فيه الولايات لطوب الأرض من عجزها عن الحركة..! ولكن كل تلك الحركة الاستثنائية التي شهدتها وقاية النباتات يوم أمس كان الهدف منها مختلفا تماما.. ولعلكم تذكرون ما كتبناه هنا الأسبوع الماضي من أن المدير العام قد أصدر قرارا بنقل الدكتورة فوزية عباس من منصبها كمديرة لإدارة الحجر الزراعي وتنوب عن المدير العام إلى إدارة سماها القرار.. إدارة الدراسات ونقل المعرفة.. ثم حدثناكم كيف أن تلك الإدارة لم يكن لها وجود أصلا في هيكل وقاية النباتات.. ثم نشرنا لكم الخطاب الذي أصدره المدير العام متهما المذكورة أعلاه بتعطيل العمل في إدارة لا وجود لها أصلا.. ولا بأس من إعادة نشر ذلك الخطاب ربطا للأحداث..! (الإدارة العامة لوقاية النباتات.. النمرة: أون/50/1 التاريخ: 17/7/2017.. السيدة/ فوزية عباس مختار.. السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.. الموضوع/ الإجازة السنوية.. بالإشارة إلى طلبكم المقدم بتاريخ 9/7/2017 والخاص بالإجازة السنوية أفيدكم بالرغم من نقلكم لإدارة الدراسات ونقل المعرفة، ما زلت لم تتسلمي أعمال هذه الإدارة ما أدى لتعطيل العمل في هذه الإدارة الهامة. عليه يجب أن تتم عملية تسليم الإدارة ومن بعد يتم النظر في التصديق لكم بالإجازة السنوية.. وشكراً.. خضر جبريل موسى.. مدير الإدارة العامة لوقاية النباتات).. كان هذا نص الخطاب.. وهو شارح لنفسه.. وغني عن القول أن السيد المدير العام الذي رفض التصديق بالإجازة السنوية للمذكورة.. تجاهل أيضا.. الرد على مظلمة رفعتها لسيادته ملتزمة بقواعد الخدمة المدنية.. فلجأت إلى رئيسه الأعلى وكيل الوزارة الذي تجاهل في واقع الأمر شروط المدير العام وأصدر التالي نصه.. (السيد/ مدير الإدارة العامة للموارد البشرية والمالية والإدارية.. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. الموضوع: طلب إجازة سنوية.. أحيل لكم الطلب المقدم من د.فوزية عباس مختار بتاريخ 18/7/2017م والخاص بمنحها إجازتها السنوية.. للتكرم بالإجراء حسب تصديق السيد/ الوكيل.. ولكم خالص الشكر والتقدير.. مها أبو القاسم.. ع/ وكيل وزارة الزراعة والغابات..).. غني عن القول أن السيد الوكيل لم يجد مناصا من التدخل لرفع الظلم.. وإيقاف الفوضى ووضع الأمور في نصابها الصحيح.. ولئن بدأت فوزية عباس منذ الأمس في الاستمتاع بإجازتها السنوية.. فإن المعضلة التي تواجه المدير العام الآن أن يجد مديراً لإدارة الدراسات ونقل المعرفة.. يدشن المكتب الجديد الذي أسسوه بالأمس على عجل.. هذا إن بقي سيادته في موقعه.. فإن لم تذهب به كرامته.. فلا أقل من أن يذهب به برنامج إصلاح الدولة..!
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة