فوجيء سكان نيوجرسي تحديداً، الجزء المتاخم لنيويورك بشخصيات ملامحها شرق أوسطية تشرع في نصب خيمة على الطراز الشرقي .. بعدها هرعت وكالات الأنباء إلى المكان، حينما علمت أن الرجال يبنون قصراً من وبر الإبل للزعيم القذافي..القصة لم تبدأ من هنا ..قبل أن تطأ اقدام القذافي التراب الأمريكي في سبتمبر ٢٠٠٩ كان رجاله يبحثون عن مقر يسع خيمة زعيمهم المولع بالغرائب ..بعد أن امتنعت بلدية نيويورك وجدوا ضالتهم في أرض يملكها رجل الأعمال دونالد ترامب..قبض ترامب الثمن مقدماً ثم ترك الرفض يأتي من البلدية الصغيرة في نيوجرسي ..بعد سنوات كان ترامب يضحك في لقاء تلفزيوني مع قناة (سي بي آس) «أنا الوحيد الذي حلب ناقة القذافي» بذات القدرات الانتهازية قلب ترامب أمس طاولة التوقعات في وجه الجميع، وأعلن نفسه الرئيس رقم (٤٥) للولايات المتحدة الأمريكية ..كانت كل وسائل الإعلام قد عدت ترامب خصماً يسهل افتراسه ..هذا التضليل جعل قادة بارزين في الحزب الحمهوري أمثال الرئيس الأسبق جورج بوش الأب وكولن باول وكونداليزا رايس يتمردون على تاجر العقارات الأشهر .. لكن الديمقراطية الأمريكية المعروفة بحيويتها خيبت آمال الإعلام وشيدت صرحاً متمرداً لرجل لم يتوقع هو نفسه أن يصل لتلك المنزلة من المجد التاريخ السياسي الأمريكي حافل بمثل هذه المفاجآت ..حينما نال رونالد ريجان تأييد الحزب الجمهوري في انتخابات العام 1981 ابتسم المزارع كارتر الذي كان ينوي التجديد في البيت الأبيض..كان ريجان ممثل (نص كم) يجهل كثير من أبجديات السياسة الأمريكية ..أما في مجال السياسة العالمية فقد كان جهله مضرب الأمثال ..لكن ريجان وزوجه طاب لهم المقام في البيت الأبيض لدورتين، وتركوا الثالثة لنائبه جورج بوش الكبير بنى ترامب استراتيجيته الانتخابية على جذب اهتمام الناخب الأمريكي بأطروحات شعبوية غريبة تنال هوى في بعض النفوس، وتدغدغ بعض القلوب..من تلك الأطروحات بناء جدار عن المكسيك يغطي كامل الحدود على أن تدفع المكسيك التكلفة كذلك الاتجاه لحظر دخول المسلمين إلى أمريكا، وذلك لتقليل الهجمات الإرهابية..لم تسلم سيدات أمريكا من هذيان الرجل المتطلع لحكم أمريكا..كانت هذه الأطروحات الدرامية كافية لتجعله أرجوزاً سياسيا، لو لا قدرات الفريق الاستشاري الذي جعله يتجنب اختيار حاكم نيوجرسي كرسبي الذي طاردته لاحقاً بعض الفضائح السياسية في تقديري ..إن الرياح العاتية التي ساعدت ترامب للإبحار لم تكن من اجتهاده ..إعلان جهاز التحقيقات الفدرالي عن اكتشاف رسائل جديدة لهيلاري كلنتون في كمبيوتر قديم كان بحوزة مساعدتها هوما عابدين ثم ضاع منها .. هذه التطورات جعلت الأمريكيين يتخوفون من قيادة امرأة لم تحسن السيطرة على جهاز( لاب توب) .. التوقيت الحرج للحادثة قبيل نحو أسبوع جعل من الصعب على كلنتون تدارك الخسائر فركنت على تطمينات وسائل الإعلام بصراحة ..عظمة الديمقراطية الأمريكية أنها تحمل المفاجآت وتحتمل المفاجآت ..قبل ان يكتمل فرز النتائج خرجت هيلاري كلنتون لتهنيء خصمها ترامب وتمنت أن يكون رئيساً ناجحاً لكل الأمريكان ..هذه هي الديمقراطية akhirlahza
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة