نشرت صحيفة "واشنطن بوست الأمريكية" عن أن أكثر الدول شراءاً لأراض في دول أخري اليوم وبحسب الترتيب العالمي : الصين ، بريطانيا ثم الولايات المتحدة . وبعدهم دول الخليج العربي (السعودية والإمارات وقطر والكويت) !. وأكثر الدول بيعاً لأراضيها لدول وشركات أجنبية هي : ( السودان ، البرازيل ، أستراليا ، الفلبين ، الأرجنتين ) . لكن التقرير قال أن دولاً مثل البرازيل و أستراليا والأرجنتين حقيقة لا تبيع أراضيها بالمعني ، حيث تشترط البرازيل علي الشركات التي تريد إستخدام الأراضي للأغراض الزراعية : أولاً أن يكون مزارعو المنطقة هم من يقومونم بزراعة و فلاحة الأرض وإستخراج المحاصيل و من ثم تشتري الشركة منهم المحاصيل ، ثم ثانياً تظل ملكية المياه للمحليات والدولة ..
أما ففي السودان : فإنه يتم بيع الأرض ( تحت خدعة الإستثمار الزراعي ) بيعاً نهائياً للشركات الأجنبية وبكل ما في تلك الأراضي من حقوق مياه وما تحتها من موارد طبيعية أخري ولا تشترط إستخدام السودانيين ولا تشترط نقل التكنولوجيا والمعرفة لأحدث طرق الزراعة ولا تشترط أن تقدم الشركات خدمات تعليمية وصحية و كهرباء وماء ..
بل إتضح أن مشاريع السدود هي نتاج بيع أراضي الشمالية وإشترطت الشركات الأجنبية ترحيل السكان وعلي تكلفة الحكومة بأسعار رمزية ..
ويمضي التقرير في القول بأن هذه الهجمة علي أراض الدول الفقيرة وعلي الأخص علي مواردها المائية هي بمثابة إستعمار حديث بشع ..
وفي أخطر دراسة من نوعها كشف المعهد الدولي لبحوث الدراسات الزراعية واخرى اعدتها قبل ستة شهور منظمة "غرين" غير الحكومية المتخصصة في القضايا الزراعية ومقرها مدينة برشلونة الأسبانية ، ورد ان السودان يتصدر قائمة الدول التي باعت او اجرت اراضيها لجهات اجنبية ووصفت التقارير عمليات البيع بانها كانت بعيدة عن الشفافية .
إشترت حكومات دول غنية وشركات عالمية حتى الآن أكثر من "20 مليون هكتار" أي ما يعادل "47 مليون فدان" من الأراضي الزراعية ببلدان العالم الثالث وهي المساحة التي تعادل ربع الأراضي الزراعية في أوروبا . وتصدر السودان قائمة الدول التي باعت أو أجرت أراضيها لجهات أجنبية . وصرح جواكين فون براون مدير المعهد الدولي لبحوث السياسات الغذائية ، أن الدول الغنية التي تفتقر الاراضي الزراعية وموارد المياه ظلت تبحث عن أراضي زراعية توفر لها أمنها الغذائي . ونبه إلي إنعدام الشفافية في مثل هذه الصفقات . وبعدما كانت صفقة الاراضي الكبيرة في حدود 100 الف هكتار "240 الف فدان" ويصل حجم الصفقات الآن الى أضعاف ذلك . ففي السودان وحده ، اشترت كوريا الجنوبية 690 الف هكتار "1,6 مليون فدان" والامارات 400 الف هكتار "950 الف فدان" والسعودية أيضاً "مشروع الراجحي والبحرين ..
على الرغم من الاوضاع الاقتصادية الضاغطة ، وارتفاع الدولار المستمر بسبب ما يسمى بالعقوبات ، ولكنها ليست السبب كما يسعى الجماعة لايهمنا بذلك. ولكن ارتفاع الدولار سببه القضاء على كافة الاصول التي تجلب الدولار ، وهي مشروع الجزيرة و الخطوط الجوية والخطوط البحرية والسكة حديد ، والصمغ العربي والزراعة المطرية وغيرها من وسائل الانتاج ، التي تم القضاء عليها فرحا باستخراج النفط ، الذي كان عبارة عن فقاعة صابون وذهب لأهله في الجنوب ، الذين تمنى الطيب مصطفى ومن لف لفه بأن أن ينفصلوا وقد كان.
وبسبب هذه الظروف ظن الجماعة أنهم اذا قاموا بتوزيع اراضينا إلى الى الآخرين ستأتي علينا بالخير ، وكل واحد منهم منح هدية مليون فدان ، وقد منح من لايملك إلى من لايستحق, هذه الاراضي التي هي ملك الشعب السوداني ، وكان يجب أن يجرى استفتاء عند منح حتى 10 فدان لأجنبي, و خلال الايام القليلة الماضية منحت تركيا مثل غيرها مليون فدان ، ولم يتبقى في المنطقة دولة لم تمنح مليون فدان الا اسرائيل , ويجب ان تمنح مثل غيرها ، حتى تساعدنا في رفع العقوبات وهي الاقدر على ذلك.
وهذه الملايين من الافدنة التي تم توزيعها ، ماهي الفائدة المباشرة منها للمواطن المسكين الذي لايقدر حتى على شراء الاكل والشرب والدواء وايجاد الوظيفة التي تحفظ كرامته ، ويجب علينا أن نعرف ، ويجب ان تقوم الدولة بحملات تنويرية حتى نستطيع التعرف على الفوائد التي ستأتي للشعب المسكين من هذه الصدقات التي قدمتها الحكومة يمينا ويسارا، مليون فدان حتة واحدة ياجماعة ، والله حرام عليكم.
الملايين من العطالة لايعملون وخاصة خريجي كليات الزراعة والبيطرة وغيرها من التخصصات التي لها علاقة بالزراعة والفلاحة والثروة الحيوانية . وبدلا من ايداع ملياراتنا في ماليزيا وسويسرا وغيرها من بقاع الدنيا ، كان بالامكان ان تستثمر في استصلاح هذه الاراضي بدلا من توزيعها يمينا ويسارا .
كما أن توزيع المليارات على احزاب الوثبة ومجموعة المرتزقة المرتبطين بالنظام بحجة ايهام المجتمع الدولي بأن هناك حوار حقيقي ، وماهو الا ضحك على الذقون وامريكا وغيرها من الدول المعنية هذا الحوار هناك الف من يدلها على هذه المضحكة .
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة