|
وزير الدفاع إلى إثيوبيا ، ووزير الدولة إلى مصر
|
يسافر ظهر اليوم السبت 18 أكتوبر وزير الدولة للدفاع الفريق ركن يحي محمد خير لجمهورية مصر العربية الشقيقة مع وفد السيد الرئيس الذي يضم مدير جهاز الأمن والمخابرات الوطني..
وذلك بعد عودته من زيارة المملكة العربية السعودية ولقائه بعدة مسؤولين كبار فيها منهم ولي العهد السعودي الأمير سلمان بن عبدالعزيز، ورئيس الإستخبارات الأمير بندر ، ووزير الدولة للشؤون الخارجية وغيرهم مما أثار حفيظة ما تسمى بالمحكمة الجنائية وحنقها على حكومة المملكة السعودية. واليوم يقوم السيد رئيس الجمهورية عمر البشير برد الزيارة الكريمة من عبدالفتاح السيسي التي قام بها قبل فترة، حيث تأخر البشير في تلبية الدعوة الأولى لمصر كي يزورها ، حتى قام السيسي بمفاجأة السودان وزيارته إبداءا لحسن النوايا خصوصا مع تلويح بعض الأوساط السودانية بكارت محكمة العدل الدولية فيما يخص سودانية حلايب المتنازع حولها. الغريب في الأمر أن السيد وزير الدفاع لن يسافر مع الوفد عالي المستوى إلى مصر !! وهو ما يثير الكثير من التساؤلات في ظل ظهور شائعة أنه يرتب لأكبر زيارة وفد عسكري لجمهورية إثيوبيا الشقيقة لبحث المشاكل الحدودية وكيفية التأمين المشترك لسد النهضة. خصوصا أن السد الإثيوبي يبعد حوالي 20 كم فقط من الحدود السودانية، وقد كان هناك اتفاق مسبق عام 2011 على وجود دوريات متقابلة بين الدولتين، ولكن تطورات أحداث سد النهضة وتأثيرها القوي على العلاقات الدبلوماسية في المنطقة، تنبه لضرورة الإستعداد الجاد لحرب المياه، فربما ينتقل الحوار من طاولات وزارات المياه والطاقة والخارجية ، إلى وزارات الدفاع والتحالفات العسكرية الجديدة المتوقعة..
ومعلوم للجميع منذ حروبنا السابقة أن إثيوبيا تملك مجموعة من طائرات السوخوي والميج 23 وطائرات مقاتلة ومروحيات عسكرية وبطاريات و م\ط، وهناك صفقات حديثة غير معلومة التفاصيل لحماية الفضاء الإثيوبي ولحماية سد الألفية. الجدير بالذكر أن بعض مواقع التواصل تتداول عن وجود أسلحة ملوثة للمياه تملكتها إثيوبيا من دول غير شقيقة لتستخدمها في حال تعرض استثمارات هذه الدول في السد لأي ضربة من دول المصب.
ولا تغيب تصريحات السيد رئيس الجمهورية عمر البشير قبل عامين للسفير الإثيوبي الجديد عبادي زيمو أن السودان يؤيد بناء سد النهضة الإثيوبي. وقامت وزارة الخارجية الإثيوبية بإعلان بيان يستبشر بتصريحات البشير ، وقام السفير الإثيوبي بالتصريح بأن العلاقات بين البلدين ستشهد نقلة نوعية في المرحلة المقبلة.
ورغم حميمية العلاقة الحالية بين السودان وإثيوبيا حكومة وشعبا، وهدوء الأحوال في المنطقة باستثناء بعض التوترات الداخلية في مصر بعد الإستقطاب الحاد نتيجة ما حدث فيها، يبدو الإرهاب البيئي Environmental Terrorism حاضرا في منطقة البحيرات ووادي نهر النيل، خصوصا دول المنبع التي تربطها علاقات مع الكيان المحتل الذي يحاول جاهدا التطبيع في هذه المنطقة لحماية مصالحه، والإلتفاف على قلب المنطقة وقناة السويس.
السؤال المهم: إن صدقت الشائعة وكان وزير الدفاع الفريق أول عبدالرحيم محمد حسين يفضل زيارة إثيوبيا على زيارة مصر الشقيقة التي أرسل لها وزير الدولة، فلماذا يا ترى ؟
وما معنى إرسال وزير الدفاع السوداني قبل أيام لبرقية تهنئة للفريق أول صدقي صبحي وزير الدفاع المصري يهنئه فيها والشعب المصري الشقيق بذكرى أكتوبر ، ومذكرا بأن السودان نال شرف المشاركة مع إخوانه فى القوات المسلحة المصرية طيلة فترة حرب الاستنزاف ؟ هل هي اعتذار مسبق عن الزيارة بسبب استعدادات للسفر علنا أو سرا لإثيوبيا ؟
وهل يرتب البلدان الإفريقيان لمناورات عسكرية مشتركة قريبا، في ظل تحسن العلاقات بين إثيوبيا والسودان ؟ وقد صار من أهم الدول التي توظف العمالة الإثيوبية وتدعم بذلك الإقتصاد والمجتمع الإثيوبي ؟
و هل صارت إثيوبيا أهم للسودان من مصر ، وأكثر احتراما لسيادة الدولة السودانية ؟
أخيرا، وبغض النظر عن صدق أو كذب خبر زيارة وفد وزارة الدفاع السودانية لإثيوبيا، فإننا نسأل الله أن يحمي هذه المنطقة وشعوبها بين النيل والفرات من كل ما يحاك لها من فتن لفوضى عارمة، ولا نحسبها خلاقة أو لمصلحة الإستقرار وحفظ الأمن فيها.
م. أ ُبي عزالدين عوض mailto:[email protected]@gmail.com
|
|
|
|
|
|