بسم الله الرحمن الرحيم ورقة للنقاش بمناسبة اللقاء التشاوري حول تنمية ونهضة ولاية شمال كردفان 24 أغسطس 2013 تمهيد: هذه الورقة مجرد إشارات وأطروحات لإثراء النقاش ، وليست بالعمق الكافي لأنها كتبت قبل يوم واحد من هذا الملتقى. ولأن الطرح شفاهةً سرعان ما يضيع ، أما الأفكار المكتوبة تظل باقية ويمكن تعديلها والإضافة إليها أو حتى إستبعادها وعدم إضاعة الوقت فيها والتركيز على غيرها. هنالك الكثير من التحديات التي تواجه الولاية تتمثل في ضعف المؤسسات وضعف الخدمات المقدمة للمواطنين في مجال الصحة والتعليم وإهتراء البنيات التحتية في المدن والريف والفقر المدقع والتعليم والهجرة من الريف (دراسة أسباب الهجرة) الى المدن مما يشكل عبء إضافي على هذه المدن. وهنالك أيضاً من الفرص والإمكانيات والموارد الكثير وعلى رأسها أنسان الولاية ، فمن النادر أن تجد أنسان يحب موطنه كإنسان هذه الولاية. وعليه بعد الإعتماد على الله سبحانه وتعالى ومن ثم يأتي التعويل على أهل الولاية ، وتحويل هذا الحب والعاطفة الجياشة إلى عزيمة وإرادة وخطط يمكن تطبيقها على الأرض.
الفكرة: تتمثل في إحداث تنمية ونهضة بالتركيز على القدرات والإمكانيات والموارد الذاتية. وذلك للأتي: الإعتماد على المركز غير مجد في إحداث تنمية حقيقية لأن الإنتظار سيطول وقد يأتي أو لا يأتي، القروض الأجنبية والإستثمارات الخارجية شحيحة جداً ومن الصعب الحصول عليها ، لذا يأتي التعويل على القدرات الذاتية والموارد المحلية وتوظيفها بأفضل الطرق. الرؤية: إحداث تنمية مستدامة ، وذلك بوضع أهداف إستراتيجية وإختيار أهم المشاريع بناءاً على معايير محددة يتم وضعها، من هذا المعايير مثلاً قدرة المشروع على الأستمرار وتسيير نفسه وتحقيق أهداف التنمية، مثل بناء القدرات البشرية ، قدرة المشروع على إحداث تنمية فعلية في النطاق المعني. وضع الأهداف الإسترايجية: - اعداد خطة متوسطة - طويلة المدى للتنمية الإقتصادية تهدف الى تحسين مستوى المعيشة وجذب الإستثمار الوطني لايجاد فرص عمل جديدة وللتخفيف من حدة الفقر. - إعداد خطط لتطوير وتحسين البنية الأساسية. - القيام بالخطوات التالية: 1. اعداد البيانات والمعلومات التي تعطي صورة واضحة عن الوضع الحالي في الولاية ( أين نحن الآن؟) 2. ماذا سيكون وضع الولاية في المستقبل ؟ ( الى أين سنذهب؟) 3. كيفية تحقيق الأهداف التي يتم وضعها؟ ( كيف نصل الى هناك؟).
دور حكومة الولاية:
وضع السياسات التي تهيئ البيئة للكل أن يبدع ويعطي أحسن ما يملك ، كانت في الولاية الكثير من الصناعات الصغيرة ولكن توقفت عن العمل لأسباب كثيرة. يجب أن يكون الهم الأول للولاية كيفية إعادة هذه المصانع للعمل. أولاً بالإستماع لإصحاب الشأن وتذليل كل ما يليها من عقبات ، وتقديم التسهيلات والمرونة في تحصيل الرسوم وتقليلها حتى لا تشكل عقبة أمام أصحاب الأعمال، والتجاوز عن المعسريين. مصنع واحد يستطيع أن يقدم الكثير للولاية. إنشاء قناة فضائية يكون لها بث أرضي لإشراك أهل الولاية في عملية تحقيق التنمية وفي تقديم الجانب التعليمي والتثقيفي والترفيهي وفي المجالات المختلفة ، وتكون وسيلة للتواصل بين أهل الولاية والقائمين على الأمر ، من خلال الإستطلاعات والحورات والتقارير التي تكشف الكثير من الأمور للجانبين.
التنمية الزراعية والصناعات المصاحية: المحافظة على البيئة والتربة والغابات والحياة البرية ، الحرص في عملية إستخدام الأسمدة والمبيدات ، العمل على إيجاد قيمة مضافة للمحاصيل الزراعية والعمل على تنمية الصادر مباشرة من الولاية الى الخارج عن طريق مطارات أقليمية. مثال: يوغندا معروفة بإنتاجها للبن وتصديره خاماً للدول الأوربية بسعر الكيلو ما بين 2- 4 دولار ، حيث يتم في أوربا معالجته وتعبئته وبيعه بما يعادل 40 دولار للكيلو ولا تستفيد يوغندا من هذه القيمة المضافة. وهذا كاف للتدليل على مايمكن فعله بالنسبة لمحاصيل الولاية المختلفة الزراعية والحيوانية. الصناعات الصغيرة: هناك الكثير من الدول مثل الهند وغيرها يقوم إقتصادها على الصناعات الصغيرة ، التي لا تحتاج لرأسمال كبير، فقط التدريب. وفي هذا الإطار يجب أن يكون لجامعة كردفان دور كبير في عمل الدراسات وإختيار المشاريع وبناء نماذج لهذه المشاريع لتدريب الكوادر ووضع كورسات قصيرة في مجالات إدارة الأعمال المختلفة من تسويق ، وتصنيع، ومسك حسابات ، وأيضاً تقديم الإستشارات الفنية والمالية ، وعلى الحكومة والقطاع الخاص تقديم الدعم للجامعة حتى تلعب هذا الدور.
البنية الأساسية: السكة حديد: العمل على إنشاء سكك حديد الغرب لربط ولايات الغرب مع بقية الوطن ، وذلك لأن السكة حديد هي الأكثر إقتصادية والأقل كلفة من كل وسائل النقل الأخرى ، بالإضافة لقدرتها على خلق وظائف. وهي بمثابة الدرب في الوريد للمريض لفتح شرايين الإقتصاد، مع إمكانية ربط السودان مع دول الجوار (تشاد ، أفريقيا الوسطى). العمل على إنشاء مصنع للفلنكات الخراسانية في الولاية بالتعاون مع هيئة السكة حديد ، هذا المشروع له القدرة على الإستمرار من خلال موارده الذاتية مع دفع أي قروض تستخدم لتطويره. الطرق: طريق أمدرمان - بارا ، الكل مجمع على هذا المشروع لأهميته لكل الولايات الغربية.
التنمية العمرانية: التخطيط السليم للمدن والأرياف ، توفير الخدمات الأساسية، وعلى وجه الخصوص، المياه والصرف الصحي، والكهرباء والنقل ،والذي يؤثر على حياة الفقراء بصفة مباشرة. الجانب المالي: - الأستفادة من المدخرات المحلية والعمل على جذبها داخل الجهاز المصرفي، وذلك بإنشاء بنك "بنك كردفان للتنمية" ، يكون شركة مساهمة عامة ، بحيث لا تمتلك أي جهة أو فرد أكثر من 10% من الأسهم. يعمل البنك داخل الولاية لتمويل الإنتاج بشقيه الزراعي والصناعي ، وأيضاً الخدمي. يقوم البنك بالإتصال ببنك السودان المركزي لتطبيق مشروع المحفظة الإلكترونية في الولاية، هذا المشروع الهدف الرئيسي منه جذب السيولة للبنك لتمويل المشاريع ولتحقيق أهداف كثيرة أخرى. - إنشاء شركات مساهمة عامة في مختلف المجالات ، مثل "شركة كردفان للإنتاج الزراعي" ، "شركة كردفان للخدمات الطبية" يناط بها بناء المراكز الصحية في الأرياف ، وتحصيل رسوم رمزية ، وإنشاء المستشفيات وتشغيلها. "شركة كردفان للبناء والتشييد" ، "شركة كردفان للتأمين"، وغيرها. على أن ينص النظام الأساسي لهذه الشركات على أن لا تمتلك أي جهة أو فرد أكثر من 10% من الأسهم. وتدار على أسس علمية ولها جمعيات عمومية تحاسب وتنتخب مجالس الإدارات ، وتقوم بمراجعتها جهات خارجية مستقلة. ويتم طرح أسهمها داخل وخارج السودان لكافة أبناء الولاية. وتقوم بإستثمار أموالها داخل الولاية في المجالات المحددة وتعمل لتحقيق ربحية تعود على المساهمين ولتحقيق الأهداف الإستراتيجية. - العمل على توسيع بورصة الأبيض للمحاصيل لتصبح سوق للأوراق المالية تشمل الأسهم وغيرها حتى يتمكن المواطنين من بيع وشراء وتداول الأسهم. - تشجيع شركات التمويل الأصغر للعمل في الولاية.
الإستفادة من التكنلوجيا الحديثة:
خاصة في الإدارة الحكومية وفي التعليم لإيجاد وظائف للأجيال القادمة ، وإدخال الحوكمة الإلكترونية لما تقدمه من تحسين وتطوير وكفاءة وتوفير للوقت والمساعدة في توفير المعلومات لدعم عملية إتخاذ القرار. وإدخلها في التعليم. إنشاء الحاضنات التقنية والصناعية (دور جامعة كردفان) لتشجيع الشباب وتنمية مواهبهم.
الأستفادة من الفرص المتاحة: دائماً تكون هنالك فرص من منظمات أقليمية أو دولية أو دول صديقة ، ولكن لا يستفاد منها بسبب عدم الإتصال أو المتابعة مع هذه الجهات. مثلاً منظمة الأمم المتحدة لتنمية قدرات رواد الأعمال العرب ومقرها الرئيسي في البحرين (يونيدو) ، ويرأسها سوداني ، حيث يمكن أن توفر فرص للتدريب وتأهيل رواد الأعمال الشباب وحتى إنشاء مركز للتدريب في الولاية. وغيرها من هذه الفرص التي تحتاج للمبادرة والإتصال ودعوة هذه الجهات لزيارةالولاية والوقوف على مايمكن تقديمه. التوصيات: - تكوين فريق من الشباب الأكاديميين والتنفيذيين ومؤسسات المجتمع المدني وكذلك مؤسسات القطاع الخاص والمعنين من أبناء الولاية لإعداد إستراتيجية التنمية ، لصياغة الرؤية وتحديد الغايات ثم وضع الاهداف وصياغة البرامج وإعداد خطط العمل في فترة زمنية محددة. - الدعوة لورشة عمل لكل المعنيين لمناقشة الإستراتيجية وما تم من عمل بعد أنتهائها.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة