|
ورحل المسرحي السودني إبسن عبدالقادر في زمن الفجيعة و الأحزان بقلم بدرالدين حسن علي
|
03:09 AM Oct, 14 2015 سودانيز اون لاين بدرالدين حسن علي-تورينتو-كندا مكتبتى فى سودانيزاونلاين
أشد ما آلمني في كل حياتي الممتدة لعشرات السنين من المعافرة والمصابرة والجلد والمكابسة والشقاء والكفاح والمصارعة النفسية والعقلية لإستيعاب حقائق العصر ، أن يتعطل الكومبيوتر الخاص بي وهو الذي أصبح عشقي وحبي ورفيقي وصديقي ألجأ إليه في كل الأوقات أسكب فيه عصارة كلمات أعبر فيها عن بعض ذكريات ، أن يتعطل في زمن الفجيعة والأحزان ، وبما أن مخي " جزمة " فقد أصريت على إصلاح الأمر بنفسي متجاهلا مقولة " سيب الخبز للخباز ولو ياكل نصو" لاعنا وكارها لأولاد الكومبيوتر !!! ما عدا صديقي الحميم واسمه حاتم فأضفت كلمة " الطائي " وأخيرا لما " غلب حماري " لجأت للخباز " مكرها أخاك لا بطل " . في ذات صباح مشرق من عام 1998وكنت ملازما المستشفى القاهري المشهور" القصر العيني " تلقيت خبر رحيل زوجتي المخرجة السينمائية الفذة حورية حسن حاكم من طبيبها الخاص " د. محسن إبراهيم " ، ففقدت تماسكي تماما وأصبت بحالة من الإغماء دامت عدة أيام تلقيت خلالها علاجا مكثفا نجح بمساعدة الرب سبحانه وتعالى على الشفاء المؤقت لفهم الحدث المأساوي المحزن ، كل ذلك لأن حورية لم تكن زوجتي فقط بل الرفيقة والصديقة كل سنوات حياتها معي لم أعطيها الفرح الذي كانت تتوقعه مني ، وإنما أعطيتها بعض إبتسامات وأياما كالحة وسنوات من العذاب والهموم ، بينما أعطتني هي " البنت الحديقة " كما قال صديقي خطاب حسن أحمد ، أعطتني مهيرة بعد أن فقدت فلذات كبدها الثلاثة فتوشحت في المرات الثلاث بالصبر الجميل ولم تكن تردد سوى " سأصبر حتى يعجز الصبر عن صبري وأصبر حتى يأذن الله في أمري ، وأذن الله في أمرها فأخذها مني وما تزال معه ، كيف لا وهي خادمته وغشت بعدها وما زلت في كنف البنت الحديقة !!! داهمتني الأمراض من كل ناحية ولم أكن أردد غير " سأصبر حتى ......ولكن أيضا في صباحات قاتمة من أعوام الثمانينات رحل عني أقرب الناس لي ، رحل الشيخ الوقور والدي والشيخة الوقورة والدتي وبعض أقارب وأصدقاء قتلني رحيلهم كما قتلني رحيل الشيخ الوقور والشيخة الوقورة ، وكان أكثر أنواع الرحيل إيلاما رحيل معلمي وأستاذي وخالي المحترم جدا الفكي عبدالرحمن المدير الأسبق للمسرح القومي بأم درمان، ولم يترك لي سوى هذا الرجل الجبار الكبير الحنين الأستاذ الآخر حمدنالله عبدالقادر، والذي قلت عنه في كتابي الأول عن المسرح في السودان أنه " إبسن السوداني " وكنت أعني النرويجي هنريك إبسن الذي لم أره في حياتي وإنما قرأت جميع مسرحياته : بيت الدمية ، البطة البرية....إلخ ، وعندما قرأ ما كتبت وكان جالسا مع خالي صديقه الوفي وقف لي محييا ومرحبا فنزلت مني دمعة لن أنساها كل حاتي، فأصبح هو أيضا خالي الثاني ، وبعد سنوات من الزهو والمجون والجنون بالمسرح وبحمدنالله عبدالقادر تم تعيينه مديرا بالإنابة لمعهد الموسيقى والمسرح ، فتلقى في بداية تسلمه عمله الجديد خطاب فصلي من العمل وكنت أستاذا بالمعهد فناداني في مكتبه ، وعندما دخلت وقف للمرة الثانية ودمعة تساقطت من عين والد حنين جدا ليقول لي لقد تم فصلك وسلمني الخطاب بيد مرتجفة ولن أحكي بقية القصة المحزنة ، تداعت كل تلك الذكريات مع رحيل حفصة والدة الصديق الرجل الهميم عبدالوهاب همت وشقيقة الصديق الرائع الجميل محجوب عباس والصديق الآخر جعفر عباس والسؤال القاتل عن أحوال المقاتل الوليد الحسن ، فما أقساه من رحيل وما أقساه من حزن دفين .... لن أقول أبدا وداعا يا حمدنالله فذكراك ستبقى مئات السنين .
أحدث المقالات
- أغلى الحبايب! بقلم هاشم كرار 10-13-15, 07:19 PM, هاشم كرار
- أداء و كفاءة محطات توليد الكهرباء (4) بقلم د. عمر محمد صالح بادي 10-13-15, 05:34 PM, د. عمر بادي
- المجتمع المدنى التونسى ينال جائزة نوبل للسلام! بقلم على حمد إبراهيم 10-13-15, 05:32 PM, على حمد إبراهيم
- ما.. بنحاور بقلم نور الدين محمد عثمان نور الدين 10-13-15, 05:30 PM, نور الدين محمد عثمان نور الدين
- تحرك أمريكا .. فى سوريا بقلم طه أحمد أبوالقاسم 10-13-15, 05:28 PM, طه أحمد ابوالقاسم
- هل تخلت السعودية عن جزيرتي صنافير وتيران للعدو الإسرائيلي؟ بقلم د.غازي حسين 10-13-15, 05:26 PM, مقالات سودانيزاونلاين
- أم المليونيات الجنوبية باليمن تستهوي دول التحالف وتقضي على آخر أمل للتطبيع أو التفاهم مع الشمال 10-13-15, 05:24 PM, أمين محمد الشعيبي
- اسلام البحيرى- السيسى - برهامى وشيخ الازهر كوميديا مصرية بقلم جاك عطالله 10-13-15, 05:23 PM, جاك عطالله
- الانتفاضة الثالثة انتفاضة الكرامة (4) نفوسٌ خبيثة وأحقادٌ موروثة بقلم د. مصطفى يوسف اللداوي 10-13-15, 05:22 PM, مصطفى يوسف اللداوي
- العواطف والسبهللية ..... المحن السودانية بقلم شوقي بدرى 10-13-15, 03:44 PM, شوقي بدرى
- منظمة سودو .. انتهاكات ضد الدولة السودانية !بقلم عمر قسم السيد 10-13-15, 03:40 PM, عمـــر قسم الســيد
- الحوار الوطني: هل من ضرورة للتوكؤ على عصا المجتمع الدولي؟ بقلم غانم سليمان غانم 10-13-15, 03:37 PM, غانم سليمان غانم
- ما زلت في إنتظار (رد رئيس المخابرات السعودية) !!! بقلم جمال السراج 10-13-15, 03:35 PM, جمال السراج
- التطور التاريخي للصراع نحو الدولة الواحدة نظرة موضوعية بقلم سميح خلف 10-13-15, 03:33 PM, سميح خلف
- المؤتمر الوطني محض قناع لآلية القمع في جهاز الدولة. بقلم أمين محمَد إبراهيم 10-13-15, 02:14 PM, أمين محمَد إبراهيم
- من عندي.. توصيات (دليفري)!! بقلم عثمان ميرغني 10-13-15, 02:11 PM, عثمان ميرغني
- الغرفة (13)!! بقلم صلاح الدين عووضة 10-13-15, 02:08 PM, صلاح الدين عووضة
- متلازمة جمال الوالي..!! بقلم عبد الباقى الظافر 10-13-15, 02:07 PM, عبدالباقي الظافر
- مدارس لا عرائس ..!! بقلم الطاهر ساتي 10-13-15, 02:05 PM, الطاهر ساتي
- حقيقية الجنجويد "قوات الدعم السريع " (2) بقلم فيصل عبد الرحمن السُحـــــــينى 10-13-15, 05:56 AM, فيصل عبد الرحمن السُحـيني
- إيران الغد کما تريده مريم رجوي بقلم هناء العطار 10-13-15, 05:49 AM, مقالات سودانيزاونلاين
- ألف.. باء.. تاء.. ثاء.. حوار!!!! بقلم الحاج خليفة جودة 10-13-15, 05:46 AM, الحاج خليفة جودة
- التمثيـل الثقافي فـي الاعـلام السـوداني!! محاوله للقـراءة بقلم أحمد حسن كرار 10-13-15, 05:42 AM, أحمد حسن كرار
- رحم الله حمدناالله عبدالقادر: الفارس الذى ترجل!! بقلم حيدر احمد خيرالله 10-13-15, 05:31 AM, حيدر احمد خيرالله
- الحوار والمعالجة الإسعافية للسودان بقلم نورالدين مدني 10-13-15, 05:27 AM, نور الدين مدني
- المجتمع الدولي والأزمة السورية: دروس وعبر بقلم أحمد حسين آدم 10-13-15, 01:04 AM, أحمد حسين آدم
- تغيير السودان المتاريس والفرص القادمة(2) الحركة الاسلامية الجذور، غياب الرؤية والمألات بقلم فيصل سع 10-13-15, 00:16 AM, فيصل سعد
- إيلا ومحلية المحيريبا بقلم عميد معاش طبيب سيد عبد القادر قنات 10-13-15, 00:14 AM, سيد عبد القادر قنات
- هذا الجيل الفلسطيني الغاضب بقلم سري القدوة 10-13-15, 00:12 AM, سري القدوة
|
|
|
|
|
|