|
ود الشول المتسلق..!! زاهر بخيت الفكى
|
المكاوى ودالشول شاب بسيط جداً فارغ فؤاده من ما تمتلئ به أفئدتنا من كثير غلٍ وحسد ينعم بسكينة وطمأنينة نفتقدها نحن وكثير من صفاته نتمنى من دواخلنا أن ننعم بها لنعيش كما يعيش في هدوء وراحة بال ، ألقى إحدى قنابله والتى يخشى الناس أن يفجر مثلها في بيت العزاء أمام كبار الضيوف والمسئولين والذين وصفهم بتعبير المتسلقين والانتهازيين في داخل الصالون وأدخل أهل العزاء في حرج بالغ بوصفه الذي أطلقه وهو لا يرى فيه ما يعيب وقد سأل والدته يوماً والتى يثق فيها كثيرا ويصدق ما تقول عن معنى المتسلق والانتهازى وقد سمع أصدقاءه الذين يجالسهم يرددونها أعجبته هذه الكلمات فأجابته هو الزول الناجح الشاطر . خيم الصمت في مكان العزاء بخروج الضيوف في صمتهم المريب وانقسم الناس بين مؤيد لما قاله ود الشول وبين معارض ومن بين المعارضين من يرى أن ود الشول على حق حيث أن من يتصفون بهذه الصفة في تكاثر يتمددون طولاً وعرضاً ويملئون الدنيا ضجيجا لكن أن يظل أمثال ودالشول بعيداً عنهم هو ما يرونه مناسباً حتى لا يدخل أهل المناسبة فى حرج ، أما أصدقاءه ومن يوافقونه الرأى فهم أكثر سعادة ولا يرون في ذلك حرج وقد أوصل لهم ودالشول ما يريدون إرساله ببساطة شديدة وبصدق يُحسد عليه وتنقصهم الجرأة في قول مثله علانيةً أما ودالشول فقد تعرض لحملة من التوبيخ من أهل العزاء لم يؤثر فيه كثيراً لاعتقاده الجازم أنه على حق طالما أن أمه هى من قالت له ذلك.. أحدهم يعتقد أنه زول فاهم وزيه مافيش تصدى للدفاع عن ود الشول انبرى قائلاً يا أخوانا لو جينا للحق الزول ده ما غلطان وأمه ذاته ما غلطانة إنتو عارفين معنى كلمة متسلق تعنى الإنسان الطالع لى فوق طوالى أصلوا ما بنزل تحت إلا يلقى ليه زول تانى أحسن منه في التسلق ينزلوا ويطلع في مكانه وهم أنواع كثيره أخطرها المتسلق المتشبس واللصقة ، والانتهازى دى برضوا أفتكر مصدرها ( نهز) بفتح الهاء أو بكسرها والرجل النهاز على وزن فعال هو شيال التقيلة يعنى أى شئ بلاقى في طريقوا بنهزوا ولا يُبالى على حين غفلة من الناس والصحيح أيضاً من يغتنم الفرص ولا يفرط فيها لذلك وفى الحالتين هذه الوظائف أصبحت لا تحتاج لكثير مؤهلات أكاديمية وشهادات بل تحتاج فقط لى زول مفتح شاطر ، ظل ودالشول فاغر الفاه معجباً بهذه الفلسفة التي لم يفقه منها شيئاً ولكن زاد إعجابه بأمه التي تعرف معنى هذه المفردات الغريبة ذات الوقع الرنان على أذنه والتى أحدثت كذلك دوياً هائلاً في الصالون حينما ألقاها . ظللنا ندفن رؤوسنا في الرمال كما النعام لا نستطيع إخراجها لننطق بها كلمة حق استعصت على ألسنتنا ونحتاج لمثل هذا الشاب الطيب لينطق بها نيابة عنا ودونكم عشرات الشباب وقد نالوا حظاً من العلوم خصماً على دخل أسرهم المحدود والتي تنتظر العائد ولم ينالوا بعد وظيفة تتناسب ومؤهلاتهم وآخرون شغلوا وظائف لا يملكون لها من المؤهلات شيئا نراهم بأعيننا ينظرون لمن دونهم بنظرة فيها الكثير من التعالى ولسان حالهم يردد المقولة أقروا إنتوا ونحن بنشتغل .. وما تلوموا ود الشول ما قال حاجة غلط وياريت لو بقى الناس زيه صدقاً وصراحة..
|
|
|
|
|
|