|
وحدة السودان بين الجنوب المفترى عليه والشمال المفترى عليه
|
وحدة السودان بين الجنوب المفتري عليه والشمال المفتري عليه مابرحت قضية جنوب السودان بل تلك التراجيديا التي تقلق بال اهل البلاد بل ملأت الدنيا وشغلت الناس وكان الظن ان هذا التناول وفتح كل الاضابير سوف يعجل بايجاد تسوية ولكن الراصد للساحة هذة الأيام يري ان هناك دعوي ملحه للإنفصال واصحاب هذا الرأي لهم كتابات ومساهمات فكرية . كذلك هناك اصوات وان كانت اقل صوتا تدعو وتميل بأتجاه الرأي الداعم للفكر الوحدوي رغم مشقة الطريق وما يحتاجه من جهد خارق للوصول الي تسوية ترضي الجميع لكن في الآونة الأخيرة بدأت تظهر اصوات من بعض الأقلام التي تنتمي الي الحركة الإسلامية وتطالب بالإنفصال والأمر الملفت للنظر ويستحق الوقفة والتأمل ليس لان الدعوة اتية من بعض الأقلام المحسوبه علي الإنقاذ ولكن الذي استوقفني اكثر هو ان معظم اصحاب هذا الرأي ينتمون الي تيار الحركة الإسلامية دون ان نخصص والسؤال هل فكر الحركة الإسلامية قاصر لهذة الدرجة وهل هو فكرآحادي لا يقبل الآخر واذا قبل به الا عن طريقة الحركة الإسلامية هل هذا الموقف يمكن ان ينسحب علي بعض المناطق او بعض البلدان ان تحمل اشكالات مشابهه لما يدور في السودان؟ أي احتكاك بين قوي تحمل مشروع اسلامي وتبشر به وتجيش في تحقيقه كل ادوات الصراع ...هل اصبح هذا الفكر حرجاً؟؟!!..لا يسمح بقبول الآخر؟! ام ان فكر الحركه الإسلامية تجمد منذ عهد ابن تيميه وابن قيم الجوزيه!! خاصه ولقد اصبح وضع الدين ذو السمات السياسية مراقباً ومرصوداً من قوي كونية كبري لها المقدرة على الفعل الفاعل اذا ارادت . كنا نامل ان يقول لنا اصحاب رأى الإنفصال من الذين يرفضون من تيار الحركة *الإسلامية ..هل الأزمة ازمة مشروع ام ان الفكر الذي يحكم مشروعهم لا يريد دولة مواطنه ..وهل يمكن لهؤلاء ان يقيسوا لنا علي نموذج دوله المدينة في طورها الأول عهد الصحيفه رغم اختلاف الزمان والمكان وواقع الحال؟! اذا كان هذا مآذق لن يكون محصوراً في السودان فهناك بلاد كثيرة بها شرائح تنتمي الى الحركة الإسلامية تضم رقعتها اقوام غير مسلمين ولكن الجامع بينهم هو عهد الموطنه فأستمسكت به فكان عاصم لها من الزلل والعكس نجد واقع الحال عند اهلنا في شمال السودان لاسيما من ينتمون الي الحركه الإسلاميه ينادون بالإنفصال بل ذكر بعضهم اسباب ومقدمات سندها بمنطق هم به مؤمنون ولكن نقول لهؤلاء الأخوة ان هناك كثير من قضايا ومفاهيم تبناها التيار الإسلامي في حاجة الي مراجعة صادقة وجريئه مهما كانت النتائج فالحركة الإسلامية امام امتحان عسير تترتب عليه نتائج وخيمة وليس الإمتحان هو امتحان قدرات قتاليه او تعبوية بل هو امتحان لفكر ظل في عالم المثال جنه الله في الأرض وأصبح امام واقع لا يعرف انصاف الحلول او التراجع فأمر الإنفصال لم يعد شان اهل الحكم او معارضيهم بل له تداخلات اقليمية ودوليه وداخليه ليس على مستوي الداخل السوداني الجغرافي بل حتي داخل الحركة الإسلامية. واذا سارت سفن السلام كما نشتهي ,وتكون بذلك الحركه السياسية قد سبقت الحركة الفكرية رغم ان الفكر له اجنحة يحلق بها بعيداً او يطل على ارض لم تطأها اقدام السياسة الا بعد حين من الدهر وحينها هل ينصاع الفكر للواقع السياسي ام انه سوف ينفلت من معاقله ونبدأ عصر خارجه أخرى؟!* فحري بمن ينادون بهذا الرأى من داخل الحركة الإسلاميه ان يوغلوا في الامر برفق فلقد تصالح الإسلام الشعبي مع كثير من قضايا وجدها قائمه لم ينقصها خاصة اسلام جنوب الصحراءالتي لم تقع تحت ظلال السيوف الفتح ثم هناك اسأله نري انها مشروعه سوف نتقدم بها الي الشماليين الإنفصاليين وهى:- الم نحنث بعهدنا حينما طالب االاخوة الجنوبين بالفدريشن؟! ألم يشن الشمال حرباً ضروساً ضد اخوانه في الجنوب ؟! الم تقضي هذه الحرب على كل البنيات التحتيه على قلتها وتقوم بتشريد وترويع سكان القري وبعض المدن؟! فالحرب حرب الم تكن ميادين تلك الحروب هي ارض الجنوب التي تشهد ساحاتها هدير الدبابات وازيز الطائرات وتدفق المشاه؟! بل نقول الم نكن كاهل شمال اسري لثقافة ذات استعلاء وطارده لغيرها بل تحمل بعض مفرداتها بعض العبارات القاسيه؟! الم تحكم هذة البلاد فى تاريخها الحديث من قبل حكام من الشمال فقط ؟! رغم كل هذا نجد هناك بعض المواقف ذات دلاله عميقه حرى بأهل هذا الرأى ان يتاملوها وهي في كل المحن والكروب والحروب نجد ان الأخوة ابناء الجنوب يتجهون صوب الشمال سيراً على الأقدام وعلى كل ضامر ورغم كل هذا لم نسمع يوماً ان هناك احتكاكات عرقيه من اهل الشمال اى من قبل المواطن وهو امر لافت بل يتعايشون كان ليس هناك حرب بينهم وهذا الموقف يضع دعاه الإنفصال امام موقف غاية الصعوبه سوي ان كان دعاه الإنفصال من الجنوب او الشمال كذلك لم نسمع يوماً ان سكان مدينة من مدن الشمال رفضت استقبال معسكرات النازحين من ابناء الجنوب حتى فى المناطق التى يمكن ان نطلق عليها الأقل نمواً مثل مناطق التماس فى ديار المسيرية وديار الحوازمة وبعض مناطق دار حمر . والسؤال هل عوام الشعب اكثر تفهماً من النخب ذات البرامج المربوطة بالحكم ؟! واكثر ادراكاً من اصحاب المشاريع ذات التوجه الكونى واذا لم تتصالح المشاريع الكبري مع بنى جلدتها واخوتها في الوطن ففى اى ارض تعيش وهل يمكن لها ان تتجاوز حدودها المذهبيه وداخل المله الواحده هل كل اصحاب معتقد او دين على قلب رجل واحد! وهل الرأى الإنفصالى هو رأى اهل الشمال ؟ لا اخال ان هذا الراى اصبح رأى جمعي فأسباب الوحدة اكثر من اسباب اٌلإنفصال رغم ضيق بعض اهل الشمال ربما نلتمس لهم العذر النسبي اذا جاز لنا هذا بأن امد الحرب قد طال ودخلت ويلاتها كل بيت اما ضيق المعيشه بسبب سداد فواتير المجهود الحربي او بسبب القتل الذى استشري في اوساط الشباب ولكن الشئ بالشئ يذكر اذا كان الشمال ضاق بهذه الحرب التى اشعل اوارها ساسته بأيديهم واكتوي بنيرانها الوطن بل امتد لهيب الحرائق الي خارج ارض الوطن فالأحري بأهل الجنوب ان يكونوا هم اكثر اهل السودان مناداه بالإنفصال وليس اهل الشمال فجنوب البلاد لم يعرف الأمن والطمأنينه منذ استقلال البلاد الا حقب قصيره اصبحت ديارهم مسرحاُ لأطول حرب في القارة الأفريقية بل اصبحت داحس وغبراء السودان بل حرب بسوسها التي لا تسكن الا ليشتد اوارها ولكن رغم كل المحن والكروب نجد ان الكثره الكاسره من اهل الجنوب مع التفكير الوحدوي رغم الويلات ومآسي الحرب التي اخرجتهم من ديارهم الى جوار اخوانهم بالشمال فكان الأمل يحدونا اذا تقرب الينا الجنوب فتراُ تقربنا اليه شبراُ واذا اتانا باعاُ اتيناه زراعاً بل نرى جراء ما وقع على اهل الجنوب من ضير ان يعتزر الشمال لإخوانه اهل الجنوب عما لحق بهم من اضرار فإذا اعتذر البابا عن مآسي الحروب الصليبية واعتذرت الكنيسه الكاثوليكية عما حدث من مآسي العصور الوسطي فحري بنا وفي شجاعة ان نعتذر عن الدمار الذي اصاب تلك الربوع بشرياً ومادياً ونسير معاً لتأسيس واقع جديد نستشرف به آفاق مستقبل خالي من الحروب ونفى الآخر دون تمييز ديني او عرقي او لغوي او ثقافي بل وفاء لتلك الدماء العطره التي روت ارض السودان في كل جبهات القتال وحتي تستقر هانئه في ارض المليون ميل علينا ان نسعي سعي جاد تجاه الوحده.
|
|
|
|
|
|