|
وثائق امريكية عن اكتوبر والديمقراطية الثانية (28، قبل الاخيرة): الجنوب والزنوج بقلم محمد علي صالح
|
02:09 PM Mar, 21 2015 سودانيز اون لاين محمد علي صالح-واشنطن-الولايات المتحدة مكتبتى فى سودانيزاونلاين
وليام دينق: رفض الشماليون الحكم الفدرالي للجنوب هل السودانيون زنوجا او عربا؟ يرفض السودانيون تعيين زنوج امريكيين دبلوماسيين من قتل وليام دينق؟ -------------------------- واشنطن: محمد علي صالح تستمر هذه الحلقات من الوثائق الامريكية عن السودان، منذ قبيل الاستقلال. وهى كالاتي: -- الديمقراطية الاولى (25 حلقة): رئيس الوزراء اسماعيل الازهري (1954-1956) -- الديمقراطية الاولى (22 حلقة): رئيس الوزراء عبد الله خليل (1956-1958) -- النظام العسكرى الاول (19 حلقة): الفريق ابراهيم عبود (1958-1964) -- الديمقراطية الثانية (29 حلقة): رؤساء وزارات: سر الختم الخليفة، محمد احمد محجوب، الصادق المهدي، محمد احمد محجوب (تبقى حلقة واحدة). -- النظام العسكري الثاني (38 حلقة): المشير جعفر نميري (1969-1975. وستستمر). هذه عناوين حلقة الاسبوع الماضي: -- احمد السيد حمد "كبير الفاسدين" -- فساد الصادق المهدي وحمزة ميرغني -- فساد حسين الشريف الهندي -- محاولة انقلاب شيوعي، واعتقال عبد الخالق محجوب واخرين. ----------------------------- تصويب من "سعيد": "يحي الفضلي لم يكن ضمن قائمة الحزب الوطني الاتحادي ، بل كان ضمن قائمة حزب الشعب. إذ انه كان قد اختلف مع الأزهري بعد انقلاب عبود، ثم انضم إلى حزب الشعب بعد رسالته الشهيرة الي السيد علي، حيث قال له: " كنت كالنخلة نقذفك بالحجارة وتسقط لنا الرطب " وكان ذلك بعد ثورة أكتوبر. أما نصر الدين السيد فقد كان ضابط مجلس بلدي الخرطوم بحري ولم يكن عمدتها". -------------------- ملحوظة من "محجوب عبد المنعم حسن معنى": " ... كان والدي عليه رحمة الله، سكرنير وياور للاستاذ المحجوب، عليه رحمة الله، تحت زعامة الامام الهادي. اتيت الى الدنيا فجر ذلك الاحد، واطلق علي والدي اسم محجوب تكريماً لاستاذه ..." ----------------------------- (تعليق: مشكلة الجنوب: بعض هذه الوثائق الامريكية عن جنوب السودان تعود الى آخر سنوات النظام العسكري الاول، بقيادة الفريق عبود. ثم الديمقراطية الثانية، بداية بحكومة ثورة اكتوبر، حكومة سر الختم الخليفة. ثم حكومة محمد احمد محجوب الاولى. ثم حكومة الصادق المهدي. ثم حكومة محجوب الثانية هذه) ------------------------- وليام دينق: 17-4-1963 من: وزارة الخارجية الى: السفير، الخرطوم (واخرين) الموضوع: جنوبيون يريدون دعم الولايات المتحدة " ... قابل وليام مورين، عميد مدرسة الخدمات الخارجية (السلك الدبلوماسي) في جامعة جورجتاون في واشنطن، وليام دينق، الامين العام للاتحاد الوطني الافريقي للمناطق المقفولة ("سانكدو". في ما بعد "سانو": الاتحاد السوداني الافريقي الوطني). كان دينق يريد مقابلة منين وليامز، مساعد وزير الخارجية للشئون الافريقية. غير ان مورين رتب مقابلة دينق مع مسئولين في القسم الافريقى في وزارة الخارجية: بول اونيل، وكيرتس سترونق... تحدث دينق معهما حديثا طويلا عن مشكلة جنوب السودان ... (مقتطفات)" " ... قال دينق ان الجنوبيين ظلوا يلحون على الشماليين لمنحهم حكما فدراليا يعطيهم حكما ذاتيا كافيا. لكن، عندما جاء الفريق عبود الى الحكم (النظام العسكري الاول، 1958-1964)، لم يرفض فقط تحقيق ذلك، بل شن حملة عسكرية شاملة لتاكيد سيطرة الشماليين على الجنوبيين ... وقدم دينق امثلة كثيرة لتمييز المسلمين الشماليين ضد غير المسلمين. وعن اسلمة التعليم في الجنوب. والان، صار الوضع لا يطاق وسط غير المسلمين في الجنوب. بل وسط مسلمين جنوبيين، تذمروا من استعلاء اخوانهم المسلمين الشماليين ... ونتيجة لذلك، زاد عدد اللاجئين الجنوبيين في الدول المجاورة، ووصل الى اربعين الف لاجئ ... وقال دينق ان حكومة السودان تحاول اخفاء مشكلة الجنوب عن العالم، وذلك باغلاق الجنوب في وجه الاجانب. لكن، الان، صارت منظمة "سانكدو"، وغيرها، تحاول لفت انتباه العالم الى ما يحدث في الجنوب، وخاصة لفت انتباه الدول الافريقية المجاورة ... وقال دينق ان هذه الدول تعطف على قضيتهم، لكنها لا تعلن ذلك. لان هذه الدول نفسها تواجه مشاكل اقليات داخل اراضيها. تواجه اثيوبيا مشكلة اريتريا. ويعيش الكونغو في حرب اهلية. ورغم ان يوغندا تؤيدهم، رفض الرئيس ملتون ابوتي مواجهة حكومة السودان في هذا الموضوع، وذلك لانها تساعده في الاستمرار في الحكم. لكن ، يظل ابوتي يعطف على الجنوبيين، وذلك لانه ينتمى الى قبيلة "لانقو" التي تمتد من يوغندا الى جنوب السودان ... خلال نقاشنا مع دينق، لاحظنا انه يعرف ان تاييد الجنوبيين ليس سهلا، وانه حتى الدول التي تعطف عليهم لا تريد ان تعلن ذلك، ولا تريد ان تتحرك تحركا فعالا. لكنه قال انه يؤمن بان ما تسمى العلاقة القوية بين العرب والافارقة ليست الا علاقة مصطنعة، وانتهازية. ومع مرور الزمن، ستقوى الدول الافريقية، وستقدر على مواجهة الدول العربية في هذا الموضوع ... في واشنطن، قال انه اعطى وليام مورين (جامعة جورجتاون) خطابا ليرسله الى الرئيس جون كنيدي. ويشرح فيه المشكلة، ويطلب التاييد. واعطانا دينق نسخة من الخطاب. لكنه طلب الا نعلن اجتماعه معنا في وزارة الخارجية ... وقال انه سيذهب من واشنطن الى الامم المتحدة في نيويورك. وسيقدم مذكرة تطلب الاتي بالنسبة لجنوب السودان: اولا: لجنة تحقيق دولية. ثانيا: قرار لتطبيق حق تقرير المصير سالناه كيف يسافر في الخارج، واجاب انه يحمل اوراق سفر من حكومة الكونغو. وسالناه ماذا يريد في الولايات المتحدة، واجاب انه يريد التاييد السياسي والاقتصادي. ويريد جمع اموال من منظمات اميركية. وقال: "بخمسين الف دولار فقط، يمكن تحقيق استقلال جنوب السودان." وكرر ان منظمة "سانكدو" صديقة للولايات المتحدة، وللعالم الحر، وتعادي الشيوعية. ونحن يمكن ان نصدقه في هذا بسبب صلة "سانكدو" بمنظمات تبشيرية مسيحية ... رأينا في دينق: اولا: قدم قضيته بطريقة معتدلة، وواضحة، وذكية. ثانيا: يبدو غير متاكد من ما يفعل. ثالثا: يريد ضمان تاييد قبل ان يتحرك، لكن، طبعا، لابد ان يتحرك ليضمن التاييد ..." -------------------------- هل السودانيون زنوج؟ 11-11-1963 خطاب "رسمي وغير رسمي" من: السفير، الخرطوم الى: "سوبي" (منين وليامز، مساعد وزير الخارجية للشئون الافريقية) الموضوع: "ردا على خطابكم الى سفارات في دول افريقية عن احاسيس هذه الدول اذا ارسلتم دبلوماسيين زنوجا اليهم." " ... تختلف الاحاسيس بين دولة واخرى، واشير هنا الى السودان واثيوبيا، حيث الاحاسيس كالاتي: اولا: توجد تفرقة عنصرية واضحة جدا. واحيانا وسط السود انفسهم. بعض هؤلاء زنوج، وبعضهم خلطات بين زنوج وغير زنوج. ثانيا: يرفض هؤلاء اي اشارة من جانبنا باننا نعتبرهم زنوجا. ويقولون انهم ينتمون الى اعراق غير زنجية. ثالثا: تقدرون على ارسال دبلوماسي امريكي زنجي واحد، او اثنين. لكن، اذا ارسلتم زنوجا كثيرين، يعتقد الافارقة اننا نعتبرهم زنوجا، ولهذا ارسلنا لهم "اخوانهم". رابعأ: عندما يزور دبلوماسي زنجي اميركي كبير، يعتقد الافارقة اننا نفعل ذلك لاسباب سياسية ودعائية. ونريد ان نبرهن لهم بان الزنوج يقدرون على تولى مناصب كبيرة. خامسا: في كل الحالات، يرفض الافارقة ما يرونه استعلاء ووصاية من جانبنا ... اتذكر اننى، قبل سنوات، كنت اعمل في رئاسة الخارجية عندما زارني رئيس ليبريا السابق كينق. وتحدثنا كثيرا عن العلاقة الخاصة بين بلدينا ... (تعليق: في القرن التاسع عشر، سئم زنوج امريكيون من التفرقة العنصرية، وهاجروا الى ليبريا، واسسوا دولة على الطريقة الامريكية). لكن، قال لى رئيس ليبريا السابق اننا لا نقدر هذه العلاقة الخاصة، وذلك لان الليبريين زنوجا. وسأل: لماذا ارسلنا سفيرا ابيضا الى غانا، وارسلنا سفيرا زنجيا الى ليبريا؟ ولماذا لم نرسل سفيرا ابيضا الى ليبريا، رغم ان علاقتها معنا اقوى من علاقة غانا معنا؟ وانا، طبعا، كررت له ان الحكومة الامريكية لا تفرق بين الاعراق ... بالنسبة للسودان، يعتبر الشماليون انفسهم عربا، وهم الذين يسيطرون على الحكم، والثروة، والثقافة، والدين. ولا يمكن انكار ان جزءا من مشكلة جنوب السودان هو العلاقة بين العرب والزنوج. لهذا، يعتقد السودانيون ان ارسال دبلوماسيين زنوجا اليهم يبدو وكانه احتقار مزدوج (زنوج مضطهدون ارسلوا الى زنوج ينكرون زنجيتهم). ولهذا، انصح بعدم ارسال زنجي في منصب كبير (مثل سفير زنجي). واشير هنا الى حادث روبرت كيتشين، الدبلوماسي الزنجي الامريكي الذي جاء الى هنا، قبل سنوات، لتاسيس مكتب المساعدات الامريكية. فعلا، ادى واجبه اداء ممتازا. لهذا، عندما جاء وقت تعيين مدير للمكتب، اقترحت ان يعين كيتشين. وفعلا، وافقتم على ذلك، وادي واجبه بامتياز ايضا ... كلما اقدر على ان اقوله هنا هو انه عندما نقل كيتشين، وجاء دبلوماسي امريكي ابيض في مكانه، فرح السودانيون الذين نتحدث معهم فرحا واضحا ... " ------------------------- طرد المبشرين المسيحيين: 28-2-1964 من: السفير، الخرطوم الى: وزير الخارجية الموضوع: طرد المبشرين من جنوب السودان " ... هذا الصباح، قضيت ساعتين ونصف ساعة اتحدث مع احمد خير، وزير الخارجية، عن طرد حكومته المبشرين المسيحيين من جنوب السودان. وتحدث خير حديثا طويلا عن ما سماه سجل المبشرين التاريخي في التدخل في الشئون السياسية والثقافية والتعليمية هناك. وقال ان الحكومة عندها وثائق كثيرة تثبت ان المبشرين يشجعون الجنوبيين عتلى التمرد، وعلى مقاومة جهود الحكومة للمحافظة على وحدة السودان. وبسبب عدم وجود ادلة كافية ضد كل واحد من المبشرين، قررت الحكومة طردهم كلهم... وقلت انا للوزير ان الطرد ستكون له نتائج في غير صالح السودان خارج السودان. وسيظهر صورة السودان كدولة لا تؤمن بالتسامح الديني. وبالنسبة للعلاقات معنا، سيؤثر عليها تاثيرا سلبيا. وبالنسبة للجنوبيين، سيفعل الاتي: اولا: يزيد شكوكهم في حكومة الخرطوم. ثانيا: لن يحل مشكلة الجنوب. ثالثا: يخلق مشاكل جديدة ... " --------------------- رد الخارجية: 21-3-1964 من: الخارجية، واشنطن الى: السفير، الخرطوم الموضوع: رسالتكم بتاريخ 28-2 " ... نود تذكير وزير خارجية السودان ان سياستنا نحو السودان ظلت تقوم على دعم وحدة، واستقرار، وتطور السودان ... وبالنسبة للمبشرين، ولممارسة الدين المسيحي، ظللنا نصدق وعود حكومة السودان بانها لا تصدر قرارات استثنائية الا في حالات تهدد الامن الوطني السوداني. وبانها حريصة على التسامح الديني. لكن، صار واضحا ان عددا ليس قليلا من المبشرين الذين طردوا كانوا يعيشون في مناطق لا تشهد اي تمرد او معارضة ... نود ان تنقلوا لوزير الخارجية اننا لم نعثر على اي دليل يدين المبشرين الامريكيين الذين طردتهم حكومة السودان. كما انها لم تسمح لهم بالرد على الاتهامات التي وجهتها ضدهم...." ----------------------- تدخل عضو كونقرس: 4-4-1966 من: دوقلاس ماكارثر، مساعد وزير الخارجية لشئون الكونغرس الى: عضو الكونقرس توماس كيرتس الموضوع: خطابكم عن جنوب السودان " ... نيابة عن وزير الخارجية دين رسك، اود ان اشكركم على خطابكم، وعلى الكتيب المرفق معه بعنوان: "تدمير شعب افريقي: صوت السودانيين الجنوبيين." وهذه ملاحظاتنا على ما جاء في الكتيب: اولا: اصدرت الكتيب منظمة "سانو" التي يديرها سودانيون جنوبيون يعيشون خارج السودان. وتسمى ايضا "ازانيا." وتريد فصل مديريات جنوب السودان الثلاث: الاستوائية، بحر الغزال، اعالي النيل، لتكون دولة مستقلة. ثانيا: توجد في الكتيب مبالغات. مثل ان عدد سكان جنوب السودان انخفض بنسبة الثلث خلال السنتين الماضيتين، بسبب الحرب واللجوء الى الخارج. لكن، توجد حقيقة مؤلمة، وهي ان جنوب السودان يواجه مشاكل كثيرة. ثالثا: منذ قبل استقلال السودان سنة 1956، ظل الجنوبيون يطالبون بنصيب اكبر في الحكم. ومن وقت لاخر، يعلنون حرب عصابات ضد القوات السودانية في الجنوب. ومع مرور الزمن، تعددت مطالبهم ما بين الاستقلالي الكامل، والحكم الفدرالي، واستمرار وحدة السودان .... رابعا: شن الحكم العسكري، الذي انتهى قبل سنتين (نظام الفريق ابراهيم عبود) حملة عسكرية عنيفة ضد الجنوبيين. وبعد عودة النظام المدني (ثورة اكتوبر سنة 1964)، عقدت مؤتمرات لحل المشكلة حلا سلميا. لكن، تعقد الحل بسبب عدم احترام الجانبين لوقف اطلاق النار في الجنوب. وبسبب استمرار الحرب، لم تجرى انتخابات عامة في الجنوب في سنة 1965. ولهذا، غاب الجنوبيون من جهود كتابة دستور دائم للبلاد. وعقد هذا حل المشكلة. خامسا: في الوقت الحاضر، تاكد للشماليين انه لابد من اشراك الجنوبيين في العملية الدستورية. لكن، يختلف السياسيون الشماليون كثيرا في حل مشاكل البلاد. وتتغير حكوماتهم، ويتبادلون الاتهامات والمناورات، وينتشر الفساد وسطهم -- ناهيك عن حلهم مشكلة جنوب البلاد ... سادسا: صار واضحا ان الاختلافات الدينية والثقافية بين الشماليين والجنوبيين من اسباب المشكلة. لكن، هذه اختلافات تمتد على عرض القارة، بين الدول العربية والمسلمة في الشمال، والدول الافريقية وغير المسلمة جنوب الصحراء. نحن، في الخارجية، لم نعلن راينا في هذه الاختلافات، سواء داخل السودان، او على عرض القارة الافريقية. وطبعا، نامل ان الزمن سيخفف أثار هذه الاختلافات، او سيخفف الاختلافات نفسها ... " ---------------------- مذبحة توريت؟: 22-1-1967 من: السفير، الخرطوم الى: وزير الخارجية الموضوع: مقابلة لويجي ادوك " ... نرسل لكم المعلومات التي حصلنا عليها من لويجي ادوك، من قادة جبهة الجنوب، الذى تطوع وزارنا ... (مقتطفات): " ... قال انه اختلف مع قادة جبهة الجنوب، وترشح في الانتخابات التكميلية في الجنوب، والتي تقاطعها جبهة الجنوب. لكنه اعترف بصحة راي الجبهة ان الانتخابات لن تكن نزيهة. وتوجد خروقات في تسجيل الناخبين، وتشترى الاصوات، ولابد ان تكون النتيجة النهائية مزورة. لكن، قال ادوك، يجب ان يكون الناس "واقعيون": اولا: لا توجد انتخابات نزيهة في كثير من دول العالم. ثانيا: تستفيد قضية الجنوب من وجود نواب جنوبيين في البرلمان اكثر من عدمهم... واشار الى ما يقال انها مذبحة المدنيين الجنوبيين التي ارتكبتها القوات السودانية في بداية هذا الشهر. وكان يمكن الحديث عنها من داخل البرلمان ... وعن سياسة حكومة الصادق المهدي في الجنوب، قال ان المهدي يختلف عن السياسيين الشماليين، لانه شاب، وليبرالي، ودرس في بريطانيا. لكنه، أولا، ينشغل بالمناورات مع جناح عمه الامام الهادي المهدي والاحزاب الشمالية الاخرى. وثانيا: لن يقدر على تغيير نظرة الاغلبية الشمالية المسلمة نحو الجنوب والجنوبيين ..." ------------------- اغتيال وليام دينق: 28-5-1968 من: السفير، الخرطوم الى: وزير الخارجية الموضوع: حل المشاكل بين شمال وجنوب السودان يتعقد بعد اغتيال وليام دينق " ... غيب اغتيال وليام دينق، زعيم جبهة "سانو" الجنوبية، وجود اي سياسي في الخرطوم، شماليا او جنوبيا، يتمتع بتاييد واضح وهام في الجنوب... كان دينق اول رئيس للاتحاد الافريقي السوداني الوطني (سانو) الانفصالي، عندما تاسس في كمبالا، في يوغندا، سنة 1962. وفي سنة 1964، عندما انتهى النظام العسكري(ثورة اكتوبر على نظام الفريق ابراهيم عبود) الذي كان شرسا جدا في الجنوب، اختلف دينق مع قادة "سانو"، وجاء الى الخرطوم وهو يأمل في الحصول على تنازلات من الحكومة الشمالية المدنية. رغم ان السياسيين الشماليين احترموه اكثر من قادة جنوبيين آخرين، فشل ... ورغم انتقادات عنيفة من معارضية في حزب "سانو"، وفي حركة "انيانيا" العسكرية الجنوبية، بقى في الخرطوم. هؤلاء اعتبروه "كيبت مان"... (تعليق: حسب القاموس: رجل يلبي رغبات جنسية لامراة مقابل ان تصرف عليه. او عبد يلبي رغبات سيده مقابل ان يحميه). رأينا: من قتل دينق؟ قالت الحكومة انهم متمردون جنوبيون غاضبون عل دينق لانه لم يقاطع انتخابات البرلمان التي فاز فيها، مع آخرين من الجناح المعتدل في حزب "سانو." واشارت الحكومة الى الجناح المتطرف في حزب "سانو". والى حركة "انيانيا" العسكرية. والى ان هؤلاء قتلو دينق مع ثلاثة جنوبيين وثلاثة شماليين كانوا يرافقونه خلال جولة سياسية في بحر الغزال. في الجانب الاخر، قال عدد كبير من الجنوبيين ان القوات الشمالية هي التي قتلته. واشاروا الى ان الحكومة اعلنت خبر قتله بعد ايام من قتله. حسب معلوماتنا، نعم، اعلنت الحكومة خبر قتله بعد ايام من قتله. ونعم، في الماضي، قتلت قوات شمالية سياسيين جنوبيين. لهذا، لا يمكن التغاضي عن ("كانوط بي ديسكاونتيد") احتمال ان تكون هذه القوات الشمالية قتلت دينق، باوامر عليا، او بدون اوامر عليا... " --------------------------------- الاسبوع القادم: الحلقة الاخيرة: قبيل انقلاب نميري -------------------------------- mailto:[email protected]@gmail.com
مواضيع لها علاقة بالموضوع او الكاتب
- وثائق امريكية عن اكتوبر والديمقراطية الثانية (27): الفساد و السفنجات بقلم محمد علي صالح 03-13-15, 06:42 PM, محمد علي صالح
- وثائق امريكية عن اكتوبر والديمقراطية الثانية (26): حرب يونيو وقمة الخرطوم بقلم محمد علي صالح 03-08-15, 05:35 AM, محمد علي صالح
- وثائق امريكية عن اكتوبر والديمقراطية الثاني (25): حكومة المحجوب الثانية بقلم محمد علي صالح 02-28-15, 03:09 AM, محمد علي صالح
- وثائق امريكية عن اكتوبر والديمقراطية الثانية (24): سقوط حكومة الصادق ال بقلم محمد علي صالح 02-21-15, 11:23 PM, محمد علي صالح
- وثائق امريكية عن اكتوبر والديمقراطية الثانية (23): انقلاب خالد الكد بقلم محمد علي صالح 02-14-15, 04:15 PM, محمد علي صالح
- وثائق امريكية عن اكتوبر والديمقراطية الثانية (22): صراع الصادق المهدي والمحجوب 02-06-15, 03:55 PM, محمد علي صالح
- وثائق امريكية عن اكتوبر والديمقراطية الثانية (21): انقسام حزب الامة بقلم محمد علي صالح 01-30-15, 06:18 PM, محمد علي صالح
- وثائق امريكية عن اكتوبر والديمقراطية الثانية (20): النخبة السودانية بقلم محمد علي صالح 01-24-15, 01:23 AM, محمد علي صالح
- وثائق امريكية عن اكتوبر والديمقراطية الثانية (19): عبود يدافع عن نظامه بقلم محمد علي صالح 01-17-15, 07:15 PM, محمد علي صالح
- وثائق امريكية عن اكتوبر والديمقراطية الثانية (18): حل الحزب الشيوعي السودانى بقلم محمد علي صالح 01-09-15, 03:48 AM, محمد علي صالح
- وثائق امريكية عن الديمقراطية الثانية (17): شوقي محمد علي بقلم محمد علي صالح 12-20-14, 03:34 PM, محمد علي صالح
|
|
|
|
|
|