وثائق امريكية عن اكتوبر والديمقراطية الثانية (27): الفساد و السفنجات بقلم محمد علي صالح

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 12-15-2024, 00:35 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
03-13-2015, 06:42 PM

محمد علي صالح
<aمحمد علي صالح
تاريخ التسجيل: 10-26-2013
مجموع المشاركات: 108

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
وثائق امريكية عن اكتوبر والديمقراطية الثانية (27): الفساد و السفنجات بقلم محمد علي صالح

    06:42 PM Mar, 13 2015
    سودانيز اون لاين
    محمد علي صالح-واشنطن-الولايات المتحدة
    مكتبتى فى سودانيزاونلاين




    احمد السيد حمد "كبير الفاسدين"

    فساد الصدق المهدي وحمزة ميرغني

    فساد حسين الشريف الهندي

    محاولة انقلاب شيوعي
    -------------------------
    واشنطن: محمد علي صالح
    هذه هي الحلقة رقم 27 من هذا الجزء من هذه الوثائق الامريكية عن التطورات السياسية في السودان، وهي كالأتي:
    الديمقراطية الاولى (25 حلقة): رئيس الوزراء اسماعيل الازهري (1954-1956).
    الديمقراطية الاولى (22 حلقة): رئيس الوزراء عبد الله خليل (1956-1958).
    النظام العسكرى الاول (19 حلقة): الفريق ابراهيم عبود (1958-1964).
    النظام العسكري الثاني (38 حلقة): المشير جعفر نميري (1969-1975)، اخر سنة كشفت وثائقها.
    هذه وثائق الديمقراطية الثانية، بداية بثورة اكتوبر (1964-1969). وستكون 30 حلقة تقريبا.
    هذه عناوين حلقة الاسبوع الماضي:

    -- الصادق المهدي عارض قطع العلاقات مع امريكا وبريطانيا، ثم تراجع
    -- ماذا قالت نكتة اسرائيلية عن السودانيين؟
    -- بشير محمد سعيد يكتب عن اهمال العرب للسودانيين
    -- "استغربنا لان السودانيين استغربو لاننا اوقفنا المعونة لانهم قطعوا علاقتهم معنا"
    -------------------------
    فساد حزب الشعب:

    14-8-1967
    من: القائم بالاعمال، الخرطوم
    الى: وزير الخارجية
    الموضوع: فساد وزراء حزب الشعب
    " ... يظل وزراء حزب الشعب الديمقراطي، حزب طائفة الختمية، في حكومة محمد احمد محجوب، منذ هزيمة حليفهم جمال عبد الناصر في حرب يونيو (1967)، يشنون هجوما عنيفا علينا، وعلى الدول الغربية. وكانهم يحملوننا مسئولية الهزيمة. في نفس الوقت، يظلوا يمارسون ابشع انواع الفساد: يعطون اقاربهم واصدقائهم وظائف مغرية. ويحلبون ("ميلك") وزاراتهم للحصول على خيراتها. في نفس الوقت، بسبب زيادة المشاكل الاقتصادية، فرضوا ضرائب على مواد استهلاكية. وفرضوا توفيرات اجبارية ...
    في الجانب الاخر، استغلت المعارضة ذلك في البرلمان. وهي المعارضة التي تتكون الان من تحالف الصادق المهدي (حزب الامة) وحسن الترابي (الاخوان المسلمين)...
    يقود فساد وزراء حزب الختمية احمد السيد حمد، وزير التجارة، الذي منح رخص استيراد لاقربائه واصدقائه لاستيراد احذية "سفنجة"، وبوهيات، وقمح. وعندما اكتشفت بعض هذه الرخص، سارع والغاها. وكانت النتيجة انخفاض واردات القمح، وبداية ما يشبه المجاعة ...
    يبدو ان الشيوعيين واليساريين، حلفاء حزب الختمية، لا يعرفون ماذا يفعلون:
    في جانب، يتحالفون مع حزب طائفي لانه يتحالف مع عبد الناصر، الذي يتحالف مع الروس والتقدميين والبعثيين. وفي الجانب الاخر، ها هي فضائح حزب الختمية تزكم الانوف ...
    وقرر على عبد الرحمن، زعيم الحزب، مرة اخرى، ان يحملنا، ويحمل الدول الغربية، مسئولية اخرى، بالاضافة الى مسئولية هزيمة حليفه عبد الناصر. هذه هي مسئولية الفساد. صار يكثر من استعمال كلمة "امبرياليين"، ويقول انهم وراء مشاكل السودان. خاصة مشكلة الجنوب، والمشكلة الاقتصادية ... "
    ----------------------
    الانتخابات المحلية:

    " ... في الشهر الماضي، اعلنت نتائج اغلبية الانتخابات المحلية (المجالس البلدية والريفية). ونلاحظ فيها الاتي:
    اولا: زيادة التاييد لحزب الشعب، حزب الختمية، على حساب الحزب الاتحادي، حزب الازهري. يبدو ذلك غريبا لان الاتحاديين اقوى واهم. ربما السبب هو غضب جماهير الاتحاديين على تحالف حزبهم مع حزب الامة الطائفي، وحتى مع حزب الختمية الطائفي.
    وتبدو هذه من المفارقات. يهتز هذا الحزب العملاق، حزب الازهري الذي قاد الحركة الوطنية نحو الاستقلال، لسبب رئيسي: تمسكه بالحكم. تمسك الازهري بالحكم حتى عدلوا له دستور البلاد، ليكون رئيسا دائما لمجلس السيادة. وتمسك الازهري بالتحالف مع غريمة التاريخي، حزب الامة، بسبب صفقة تعديل الدستور لصالحه. ماذا لو الغى حزب الامة الصفقة؟ ...
    هكذا، صار واضحا ان الحزب الاتحادي، مثل زعيمه، شاخ، بل وخرف. ربما لن يتقسم الأن، كما تقسم حزب الامة بين الجيل القديم والجيل الجديد. لكن، تمسكه بالحكومة، وهي حكومة غير مستقرة، وغير متجانسة، وغير فعالة، وفاسدة، كان لابد ان يكلفه غضب جماهيره.
    لهذا، على المدى البعيد، يمكن ان يتقسم، بل يختفى: ينضم الجناح المحافظ الى جناح الصادق، وينضم الجناح الليبرالي الى حزب الشعب ...
    ثانيا: لم يحقق الشيوعيون واليساريون والنقابيون انتصارات كبيرة في الانتخابات المحلية. انظر النقطة السابقة عن حيرتهم بين حكومة فاسدة، لكنها تسير مع، او اضطرت لان تسير مع، الناصريين والقوميين العرب.
    في الوقت الحاضر، يعمل الشيوعيون تحت غطاء الحزب الاشتركى الجديد. ويبدون منقسمين ايضا: بين حلفاء عبد الناصر والختمية، وبين الملتزمين بالخط الشيوعي الاصيل ...
    ثالثا: اكتسح حزب الامة جناح الصادق الانتخابات المحلية بالمقارنة مع حزب الامة جناح الامام بنسبة واحد الى اربعة ...
    --------------------
    الصادق رئيسا للوزراء؟:

    " ... بسبب انتصارات حزب الامة جناح الصادق في الانتخابات المحلية، يبدو انه يريد العودة الى رئاسة الوزارة. ومرة اخرى، في تحالف مع الحزب الاتحادي. واعتمادا على ما ذكرنا سابقا، ربما يرحب الازهري، ويقول: "لم لا؟"، ما دام سيبقى رئيسا دائما لمجلس السيادة. وربما سيقلل هذا اسهم الامام الهادي المهدي، ويزيد اسهم الازهري ليكون رئيسا للجمهورية، عندما يجاز الدستور الدائم، الذي لا يعرف اي شخص متى سيجاز ...
    في الجانب الأخر، يبدو ان تقسيم حزب الامة صار اكثر تاكيدا:
    اولا: بسبب اكتساح الصادق الانتخابات المحلية.
    ثانيا: بسبب هجوم شخصى شنه جناح الامام الهادي على عبد الله عبد الرحمن نقد الله، من قدامي حزب الامة، وساعد الصادق الايمن.
    ومن المفارقات ان حكومة محمد احمد محجوب، وهي تمثل جناح الامام في حزب الامة، الاكثر محافظة من جناح الصادق، تجد نفسها، بعد قطع العلاقات الدبلوماسية معنا ومع بريطانيا، تتجه اكثر نحو الروس. ها هي حكومة تعتمد على جناح محافط في طائفة الانصار الدينية، تسير في ركب عبد الناصر، والقوميين العرب، والبعثيين، وحلفائهم الروس ...
    وزادت المفارقات بعد نشر خبر صحفي كاذب منسوب الى السفارة الروسية في الخرطوم. وفيه ان الروس لا يثقون ثقة كاملة في الرئيس المصري جمال عبد الناصر. كذبت السفارة الخبر ...
    لكن، لم يغب عن العارفين والساخرين، وسط الطبقة المثقفة التي نتحدث معها في الخرطوم، ان حكومة الانصار والختمية، برئاسة محجوب، لم يعد امامها طريق غير الاعتماد على الروس. وذلك بعد ان قطعت علاقتها معنا. وقررنا نحن وقف مساعداتنا لها ... "
    ------------------------
    عبد الرحمن صالح فضل:

    2-10-1967
    من: القائم بالاعمال، الخرطوم
    الى: وزير الخارجية
    الموضوع: حزب الامة جناح الامام
    " ... بناء على طلبه، جاء الى مكتب مدير الشئون السياسية (غالبا، ممثل "سي اي ايه")
    عبد الرحمن صالح فضل، من قادة حزب الامة جناح الامام الهادي المهدي. يبدو ان هدفه هو نقل معلومات لنا، كما فعل سابقا ...
    هذه المرة، عن زيارة الامام الهادي المهدي الى مصر، بناء على دعوة من الرئيس المصري جمال عبد الناصر. قال ان عبد الناصر ارسل طائرة خاصة لنقل الامام واربعين من اتباعه، بما فيهم هو نفسه. وان عبد الناصر كان متوترا اثناء اجتماعه مع الامام ...
    وقال انه عاد من مصر مع "سر خاص" لنا عن انتحار المشير عبد الحكيم عامر، نائب عبد الناصر (بسبب هزيمة القوات المصرية امام اسرائيل في حرب يونيو سنة 1967). قال ان عامر لم ينتحر، ولكن قتل. وذلك عندما ذهب اليه ضباط من الاستخبارات العسكرية ليحققوا معه عن مسئولية في الهزيمة. فاطلق عليهم عامر النار، واطلقوا عليه النار، وقتلوه ...
    وقال فضل انه يتوقع ان يستقيل عبد الناصر قريبا. ويمكن ان يخلفه نائبه زكريا محيى الدين، ووصفه بانه "صديق امريكا". او انور السادات، ووصفه بانه "مدمن مخدرات" ...
    عن الوضع الداخلي، قال فضل ان الامام الهادي المهدي يجهز نفسه ليترشح لرئاسة الجمهورية في مايو (بعد سبعة شهور). اذا اجيز الدستور الدائم، او اعتمادا على الدستور المؤقت. وانه وعد محمد احمد محجوب، رئيس الوزراء، بان يكون نائب رئيس الجمهورية ...
    وقال فضل ان الامام يتوقع الفوز على الازهري الذي يخطط للاعتماد على تحالف الحزب الاتحادي وحزب الشعب، حزب طائفة الختمية. وسيعتمد الامام على مساعدات مالية من السعوديين والخليجيين. وستكون المساعدات المصرية للازهري قليلة جدا، بسبب المشاكل المالية في مصر بعد هزيمتها امام اسرائيل.
    وقال فضل: "سنفوز، وسنفعل ما نريد" ....
    --------------------
    حمزة ميرغني حمزة:

    16-10-1967
    من: القائم بالاعمال، الخرطوم
    الى: وزير الخارجية
    الموضوع: الوزير السابق حمزة ميرغني
    " ... ردا على اتهامات فساد وزراء حكومة محمد احمد محجوب، نشرت صحف مواليه له ما سمتها وثائق عن فساد في حكومة الصادق المهدي السابقة. وخاصة وزير المالية فيها، حمزة ميرغني، الذي كان خبيرا في صندوق النقد العالمي. وهو ابن ميرغنى حمزة، من اقطاب الحزب الاتحادي، ومن قادة الاستقلال ...
    حسب معلوماتنا، يقف حسين الشريف الهندي، قطب الحزب الاتحادي، ووزير المالية الحالي، وغريم الصادق المهدي، ورء هذه الاتهامات. وهو الذي امر بتسريب المعلومات الى صحف سودانية ...
    حسب خطاب من حمزة ميرغني الى الصادق المهدي، وافق على منصب وزير المالية، مع شرط ان يعوض عن حياته المريحة في واشنطن. وذلك كالاتي:
    اولا: قيمة منزله، وهي 109,400 دولار.
    ثانيا: مساهمة نصيبه في معاشه من صندوق النقد.
    ثالثا: قيمة سيارته واثاث منزله: 19,500 دولار ...
    وحسب خطاب من وزارة الخارجية السودانية الى سفارة السودان في واشنطن، تستاجر السفارة منزل ميرغني، وتشتري السيارة، والاثاث، عدا سجاجيد ومصابيح قال حمزة انه يريد الاحتفاظ بها ..."
    (تعليق:
    مع هذا الوثيقة، نص خطاب ميرغني الى الصادق المهدي.
    جاء فيه الاتي: "عندما طلبت منى ان اعود للسودان (وزيرا اللمالية)، وافقت على ان تعوضني عن التزاماتي المالية، وتقبل كل شروطي ... لاني استعملت سيارتي المرسيدس، وقطعت مسافة تسعة الاف ميل، ولاني استعملت اثاث المنزل، ساخفض قيمتهم من جملة 24,400 دولار الى 19,500 دولار. ويعادل هذا تخفيض عشرين في المائة ... ")
    -----------------
    محاولة انقلاب شيوعي:

    21-10-1967
    من: القائم بالاعمال، الخرطوم
    الى: وزير الخارجية
    الموضوع: محاولة انقلاب شيوعي
    " ... نشرت صحف الخرطوم خبر محاولة انقلاب شيوعي على حكومة محمد احمد محجوب. والعثورعلى كميات كبيرة من الاسلحة. واعتقال قادة شيوعيين، منهم: عبد الخالق محجوب، محمد ابراهيم نقد، عز الدين على عامر، الشفيع احمد الشيخ، الحاج عبد الرحمن، معاوية ابراهيم سورج ..."
    (خطاب بتاريخ 25-10-1967):
    " ... من بين الذين اعتقلوا ثم اطلق سراحهم، محجوب عثمان، رئيس تحرير صحيفة "الايام." حسب معلوماتنا عثمان شيوعي. ويبدو "انامولاس" (شئء شاذ) ان بشير محمد سعيد، ناشر الصحيفة المعتدل، عينه، قبل فترة قصيرة، رئيسا للتحرير ..."
    -----------------------------
    فساد الهندي:

    12-12-1967
    من: القائم بالاعمال
    الى: وزير الخارجية
    الموضوع: فساد في الحكومة
    " ... مع تبادل اتهامات الفساد بين مؤيدي حكومة محمد احمد محجوب الحالية، ومؤيدي حكومة الصادق المهدي السابقة، ظهرت اتهامات ضد حسين الشريف الهندي، وزير المالية في حكومة محجوب الحالية ...
    يعتبر الهندي من قادة الحزب الوطني الاتحادي. وهو، ربما الرجل الثالث او الرابع في الحزب مع اسماعيل الازهري، وخضر حمد، وحسن عوض الله، وابراهيم المفتى، ويحي الفضلي ...
    لكنه من النوع المناكف. ناكف الصادق المهدي عندما كان وزيرا للحكومة المحلية في وزارته، وخاصة لانه كان وزير مالية في حكومة محجوب الاولى قبله. الان، في حكومة محجوب الثانية، عاد وزيرا للمالية.
    ومرات كثيرة، في مقابلاتنا مع الصادق المهدي، اشتكى المهدي من الهندي كثيرا. وعلمنا ان هناك عداء شخصيا. وله خلفية طائفية. هذا ينتمى الى طائفة المهدية العملاقة (حزب الامة)، وهذا الى طائفة الهندية الصغيرة (الحزب الاتحادي) ...
    ليس سرا ان الهندي وراء تسريب الفضيحة المالية لحمزة ميرغني، وزير المالية في حكومة الصادق المهدي، والخبير السابق في صندوق النقد العالمي (انظر الوثيقة السابقة).
    الان، يقف الهندي وراء تسريب ثلاث فضائح مالية ضد حزب الامة:
    اولا: قرض من السعودية لتمويل الحملة الانتخابية السابقة، قيمته مليون ونصف مليون دولار.
    ثانيا: قرض من الامبراطور هيلاسلاسي، امبراطور اثيوبيا، لتمويل مشاريع أل المهدي الزراعية.
    ثالثا: قرض من نوري السعيد، رئيس وزراء العراق (قبل سقوطه مع سقوط النظام الملكي العراقي سنة 1958) لتمويل انتخابات تلك السنة ...
    لكن، لا يخلو الهندي نفسه من فضائح مالية. سربها، طبعا، حزب الامة ...
    بدات القصة خلال النظام العسكري للفريق عبود، عندما كان الهندي من مؤيدي ثوار الكونغو ..."
    (تعليق:
    هؤلاء هم الثوار التابعون للزعيم باتريس لوممبا، قائد الاستقلال من الاستعمار البلجيكي، وحليف روسيا، وعدو الولايات المتحدة. في سنة 1961، تورطت الاستخبارات المركزية "سي اي ايه" في قتله. وفي وضع مويس تشومبي محله رئيسا للوزراء.
    في ذلك الوقت، تحالف الفريق عبود مع الولايات المتحدة، ومنع مرور اسلحة من مصر ودول شيوعية الى انصار لوممبا. لكن، كان سودانيون ليبراليون، مثل الهندي، يؤيدون انصار لوممبا، ويهربون لهم الاسلحة سرا عبر جنوب السودان).
    " ... كما سمعنا من مصادرنا، يقول الهندي نحن اعداؤه لانه ساعد انصار لوممبا، ونحن ساعدنا حكومة تشومبي. ويقول اننا وراء نشر اخبار بانه لم يكن يساعد ثوار لوممبا حبا فيهم، ولكن لانه كان يربح من وراء اعمال تجارية معهم ...
    يوم 1-12، نشرت صحيفة "الحياة" السودانية مقابلة مع الهندي، كرر فيها اتهاماته لنا. وقال: "علاقتي مع ثوار الكونغو كانت لاسباب وطنية. لا لاسباب تجارية ... لم اصرف من جيبي على هذه العمليات، لكنى لم استفد منها تجاريا..."
    -----------------------------
    توحيد حزبي الاتحادي والشعب:

    19-12-1967
    من: القائم بالاعمال، الخرطوم
    الى: وزير الخارجية
    الموضوع: تاسيس الحزب الاتحادي الديمقراطي
    " ... هذه مقتطفات من بيان توحيد الحزب الوطني الاتحادي وحزب الشعب الديمقرطي:
    " ... القوى الوطنية في مؤتمر الخريجين هي اساس الاحزاب الاتحادية لمواجهة الامبريالية والتخلف. وهي التي فتحت باب النضال المشترك للشعبين السوداني والمصري ضد الاحتلال البريطاني واذنابه. في بداية سنة 1956، رمزا لهذا
    النضال المتواصل، رفع اسماعيل الازهري علم السودان الحر المستقل ...
    دائما، ستظل الحركة الوطنية السودانية تتذكر الدور الكبير الذي قام به مؤيدو طائفة الختمية في كل مراحل الحركة الوطنية. كان دورا اصليا، واعتمد على تنظيمهم الروحي والتاريخي.
    وهناك الدور العظيم الذي قام به السيد على الميرغني. اولا، دعم مؤتمر الخريجين. ثم الاحزاب الاتحادية، ثم توحيد هذه الاحزاب تحت الحزب الوطني الاتحادي. ثم مقاطعة المؤسسات الامبريالية، مثل: المجلس الاستشاري لشمال السودان. والجمعية التشريعية (قبل الاستقلال، تحت اشراف بريطانيا) ...
    لكن، في لحظة مظلمة في تاريخنا الناصع، قاسي الحزب الوطني الاتحادي من انفصال داخله، وانعكس ذلك على الحركة الوطنية ... وخلال عشر سنوات، حاول وطنيون ومثقفون اعادة الوحدة للحركة الاتحادية. وها هو هذا الحلم يتحقق هذه الليلة... "

    رأينا:

    اولا: لم يعد سرا ان الازهري يريد ان يترشح لرئاسة الجمهورية. وربما هذا هو السبب الرئيسي لاعادة دمج الحزبين.
    ثانيا: ربما السبب الثاني هو ان الحزب الاتحادي مهدد بالتقسيم بين جناح القدامي وجناح الشباب.
    ثالثا: اخيرا، انتبه الاتحاديون الى حقيقة ان حزب الامة، وطائفة الانصار، قوة كبيرة في السودان.
    رابعا: اعيد دمج الحزبين رغم استمرار السبب الرئيسى لانقسامهما قبل عشر سنوات. وهو الصراع بين القيادة الروحية، متمثلة في المبرغني، والقيادة السياسية، متمثلة في الازهري.
    خامسا: مثل انقسام حزب الامة، لم يكن انقسام الحزب الاتحادي فقط بين الدينيين والسياسيين. ولكن، ايضا، بين العلمانيين والاسلاميين. وذلك لان كلا من المهدية والختمية تنظيم اسلامي متشدد في اسلاميته ..."
    (تعليق:
    كان هذا جزءا من الاختلافات وسط السياسيين والمثقفين في السودان في ذلك الوقت. وحتى اليوم:
    اختلاف ثقافي: في جانب، المتغربون، وفي جانب: التقليديون.
    اختلاف ديني: في جانب، العلمانيون، وفي جانب، الاسلاميون.
    وكما اوضحت وثائق امريكية سابقة، وسط المثقفين السودانيين، لا تعنى كلمة "علماني" رفض الاسلام. ولكن تعنى فصل الاسلام عن السياسة.
    وكما اوضحت هذه الوثائق، في ذلك الوقت، انقسم المثقفون "العلمانيون" السودانيون الى قسمين. وحتى اليوم:
    قسم يعارض معارضة مبدئية الطائفتين الاسلاميتين، المهدية والختمية. مثل: الشيوعيون واليساريون. مثل: عبد الخالق محجوب, ومحمد ابراهيم نقد (شيوعيون). وعابدين اسماعيل، وخلف الله بابكر (يساريون).
    قسم يتعاون مع المهدية والختمية. لانه لا بديل لهما في مجتمع مسلم، تقليدي، غير متعلم. ولانه لا بديل لهما لمن يريد قاعدة شعبية، ليترشح، ويفوز في الانتخابات. مثل: اسماعيل الازهري، ومبارك زروق (الحزب الاتحادي). ومحمد احمد محجوب، وعبد الحليم محمد (حزب الامة). واحمد السيد حمد، ومحى الدين صابر (حزب الشعب).
    -------------------------
    الاسبوع القادم: مشكلة الجنوب
    -----------------------
    mailto:[email protected]@gmail.com

    مواضيع لها علاقة بالموضوع او الكاتب

  • وثائق امريكية عن اكتوبر والديمقراطية الثانية (26): حرب يونيو وقمة الخرطوم بقلم محمد علي صالح 03-08-15, 05:35 AM, محمد علي صالح
  • وثائق امريكية عن اكتوبر والديمقراطية الثاني (25): حكومة المحجوب الثانية بقلم محمد علي صالح 02-28-15, 03:09 AM, محمد علي صالح
  • وثائق امريكية عن اكتوبر والديمقراطية الثانية (24): سقوط حكومة الصادق ال بقلم محمد علي صالح 02-21-15, 11:23 PM, محمد علي صالح
  • وثائق امريكية عن اكتوبر والديمقراطية الثانية (23): انقلاب خالد الكد بقلم محمد علي صالح 02-14-15, 04:15 PM, محمد علي صالح
  • وثائق امريكية عن اكتوبر والديمقراطية الثانية (22): صراع الصادق المهدي والمحجوب 02-06-15, 03:55 PM, محمد علي صالح
  • وثائق امريكية عن اكتوبر والديمقراطية الثانية (21): انقسام حزب الامة بقلم محمد علي صالح 01-30-15, 06:18 PM, محمد علي صالح
  • وثائق امريكية عن اكتوبر والديمقراطية الثانية (20): النخبة السودانية بقلم محمد علي صالح 01-24-15, 01:23 AM, محمد علي صالح
  • وثائق امريكية عن اكتوبر والديمقراطية الثانية (19): عبود يدافع عن نظامه بقلم محمد علي صالح 01-17-15, 07:15 PM, محمد علي صالح
  • وثائق امريكية عن اكتوبر والديمقراطية الثانية (18): حل الحزب الشيوعي السودانى بقلم محمد علي صالح 01-09-15, 03:48 AM, محمد علي صالح
  • وثائق امريكية عن الديمقراطية الثانية (17): شوقي محمد علي بقلم محمد علي صالح 12-20-14, 03:34 PM, محمد علي صالح























                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>

تعليقات قراء سودانيزاونلاين دوت كم على هذا الموضوع:
at FaceBook




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de