|
وثائق امريكية عن اكتوبر والديمقراطية الثانية (22): صراع الصادق المهدي والمحجوب
|
09:55 م Feb 6,2015 سودانيز أون لاين محمد علي صالح - مكتبتي في سودانيزاونلاين
المحجوب يريد رئاسة الجمهورية، ثم بعده الصادق عبد الرحمن المهدي ايد انقلاب عبود ليخلف عبود عداء متبادل بين الصادق والهندي الصادق يتحدث عن سنوات اكسفورد بدون اشارة الى زواج
واشنطن: محمد علي صالح هذه هي الحلقة رقم 22 من هذا الجزء من هذه الوثائق الامريكية عن التطورات السياسية في السودان، وهي كالأتي: الديمقراطية الاولى (25 حلقة): رئيس الوزراء اسماعيل الازهري (1954-1956). الديمقراطية الاولى (22 حلقة): رئيس الوزراء عبد الله خليل (1956-1958). النظام العسكرى الاول (19 حلقة): الفريق ابراهيم عبود (1958-1964). النظام العسكري الثاني (38 حلقة): المشير جعفر نميري (1969-1975)، اخر سنة كشفت وثائقها. هذه وثائق الديمقراطية الثانية، بداية بثورة اكتوبر (1964-1969). وستكون 25 حلقة تقريبا. هذه عناوين حلقة الاسبوع الماضي: -- حكومة محجوب "حكومة لا شئ" -- "الوقت بالنسبة للسودانيين ليس هاما ... " -- توقع انقلاب عسكري -- خلاف الصادق المهدي وعمه الامام شخصي -- الصادق يرى نفسه احسن من اي امير سعودي -- قادة جناح الصادق، وقادة جناح الامام ---------------------------------\ حسن الهضيبي: تصويب: من "سعيد" (الراكوبة): "لم يتم إعدام حسن الهضيبي، مرشد الإخوان المسلمين والذي خلف حسن البنا. وتم سجنه بعد حادث المنشية 1954، ومات موتة طبيعية." هذا تصويب للاتي في الحلقة 17، تحت "تعليق" (ليس من هذه الوثائق): (تعليق: حسب "ويكيبيديا"، في سنة 1954، حاول الاخوان المسلمون في مصر اغتيال الرئيس عبد الناصر فيما عرف بحادث المنشية. وبعد محاكمات عسكرية، اعدم نظام عبد الناصر بعض قادتهم، ومنهم: حسن الهضيبي، محمود عبد اللطيف، يوسف طلعت، ابراهيم الطيب، محمد فرغلي، عبد القادرعودة.). اسف. لم يكن هذا نقلا صحيحا عن "ويكيبيديا." اولا: ما بين سنتى 1954 و2011، اجريت تسعة محاكمات عسكرية لقادة الاخوان المسلمين. ثانيا: كانت الاولى بعد حادث المنشية. وفي قائمة الذين حوكمو بالاعدام، بالاضافة الى الاسماء الستة اعلاه، هنداوي دودر. ثالثا: حوكم الهضيبي بالاعدام. ثم خفف الحكم الى السجن المؤبد. ثم الى الاقامة الجبرية. ثم اعتقل، مرة اخرى، سنة 1965، حيث حوكم بالسجن ثلاث سنوات. وبعد عودة وخروج من السجن، بسبب مرضه وكبر سنة، عاد اخيرا الى منزله سنة 1971. وتوفى سنة 1973. -------------------------- وزارة المهدي: هذه هي الوزارة السابقة: (تسعة من حزب الامة، وستة من الوطني الاتحادي، وثلاثة من جنوب السودان): -- محمد احمد محجوب، رئيس الوزراء -- أحمد عبد الرحمن المهدي: الداخلية -- محمد إبراهيم خليل: الخارجية -- أمين التوم: الدفاع -- عبد الله عبد الرحمن نقد الله: الحكومة المحلية -- داؤود عبد اللطيف: العمل -- عبد الرحمن النور: الإعلام -- أحمد بخاري: الصحة -- عبد الحميد صالح: وزير دولة ------------------------------ -- حسن عوض الله: التربية والتعليم -- نصر الدين السيد: المواصلات -- عبد الماجد أبو حسبو: الأشغال -- محمد أحمد المرضي: التجارة والصناعة -- حسين الشريف الهندي: المالية والاقتصاد -- ابراهيم المفتي: العدل ------------------------------- -- بوث ديو: الثروة الحيوانية -- أندرو يو: الزراعة ا-- الفرد وول: وزير دولة ------------------------------ هذه هي الوزارة الجديدة: (سبعة من حزب الامة، وسبعة من الحزب الاتحادي، واثنان من جنوب السودان): -- الصادق المهدي: رئيس الوزراء ووزيرالإعلام -- عبد الله عبد الرحمن نقد الله: الدفاع والداخلية -- محمد موسى الحلو: الثروة الحيوانية -- حمزة ميرغني: المالية والاقتصاد -- احمد إبراهيم دريج: التعاون -- عمر نور الدائم: الزراعة -- أحمد بخاري: الصحة ----------------------------- -- إبراهيم المفتي: الخارجية -- محمد أحمد المرضي: التجارة -- حسن عوض الله: التربية والتعليم -- نصر الدين السيد: المواصلات -- حسين الشريف الهندي: الحكومة المحلية -- مأمون سنادة: العدل -- عز الدين السيد: الصناعة ----------------------------- -- جيرفس ياك: الري -- أروب يور: الأشغال ------------------------------ رأينا: 30-7-1966 من السفير، الخرطوم الى: وزير الخارجية الموضوع: المهدي رئيسا لوزراء السودان " .... هذه ملاحظاتنا عن الوزارة الجديدة: اولا: مثل الوزارة السابقة، تظل تحالفا بين حزبي الامة والحزب الاتحادى، اكبر الحزبين في البرلمان. ثانيا: بينما كان حزب الامة يسيطر على وزارة محجوب، تسعة وزارء، مقابل ستة للحزب الاتحادي، انخفض عدد وزراء حزب الامة الى سبعة، مقابل سبعة ايضا للحزب الاتحادي. ويعود ذلك الى ان حزب الامة صار منقسما الأن. ولان المهدي حصل على تاييد ثلثي اعضاء الحزب، وصوت الباقون مع محجوب, وكان التساوى في عدد الوزراء من شروط قادة الحزب الاتحادي، وهم يعرفون جيدا حاجة المهدي لهم ليحقق طموحاته. ثالثا: احتفظ بعض الوزراء بوزاراتهم القديمة. مثل: وزير التربية والتعليم حسن عوض الله، ووزير المواصلات نصر الدين السيد. ثالثا: دخل شباب جدد من حزب الامة، يحملون شهادات دكتواره من جامعات غربية. منهم: وزير الزراعة عمر نور الدائم، الذي نال دكتوراه في الزراعة من المانيا الغربية. ووزير المالية حمزة ميرغني، الذي نال دكتوراه من بريطانيا، وهو نجل الوزير السابق ميرغنى حمزة. كان خبيرا في البنك الدولى، واستدعاه المهدى لهذا المنصب. ووزير التعاون احمد ابراهيم دريج، الذي نال دكتوراه من المانيا الغربية ايضا. رابعا: بالنسبة للحزب الاتحادي، دخل وزيران من الجيل الجديد:. وزير العدل مامون سنادة، ووزير الصناعة عز الدين السيد. الاول من شرق السودان، والثاني من شمال السودان. خامسا: اختفى وزراء كبار. مثل محمد ابراهيم خليل، عميد كلية القانون في جامعة الخرطوم سابقا، وكان وزيرا في حكومتي سر الختم الخليفة، بعد ثورة سنة 1964 التي انهت النظام العسكري، ثم في حكومة محجوب. اختفى، ايضا، احمد المهدي، وزير الداخلية القوى والمتشدد، وعم الصادق المهدي، والذي انحاز الى جانب اخيه امام الانصار الهادي المهدي. واختفى امين التوم، الذي تأرجح بين جناح الصادق وجناح الهادي. سادسا: في غياب هذه الاسماء القوية، وبسبب صغر سنه، قرر الصادق ان يعتمد على عبد الله عبد الرحمن نقد الله، سليل واحد من قادة المهدي الكبير، ومن اقوى رجال حزب الامة. وساعد الصادق كثيرا في التمرد على عم الصادق. وهو، نفسه، في عمر عم الصادق. وها هو يتولى وزارتين هامتين: الدفاع والداخلية. سابعا: وسط الاتحاديين، لا توجد اسماء براقة. وطبعا زعيم الاتحاديين اسماعيل الازهري صار رئيسا دائما لمجلس السيادة. ويبدو ان الاتحاديين راضين بما يرضى زعيمهم. ولهذا، تظل تسيطر على الحزب الوجوه القديمة. مثل وزير الخارجية المفتي، ووزير التجارة المرضي، ووزير التعليم عوض الله. ثامنا: نتوقع مشاكل بين الصادق المهدي ووزير الحكومة االحكومة المحلية الهندي. لثلاثة اسباب: قلت مرتبة الهندي من وزير للمالية الى وزير للحكومة المحلية. وغاظ المهدي الهندي باختيار حامل دكتوراه وخبير في البنك الدولي مكانه. ولان الهندي، اصلا، مناكف من الدرجة الاولى ... " -------------------------- مقابلات مع الصادق المهدي: 29-10-1966 من: السفير، الخرطوم الى: وزير الخارجية الموضوع: اراء متعدد للصادق المهدي " ... قابلت الصادق المهدي رئيس الوزراء الجديد، الذي خلف وزارة محمد احمد محجوب، عدة مرات مؤخرا. اول مرة، للتهنئة، وكانت مقابلة قصيرة، وتبادلنا فيها عبارات ودية. وكان هناك رهط من السفراء يريدون مقابلته لتهنئته. وكان اللقاء الثاني ايضا رسميا، عن استعدادنا لتقديم مساعدات له، مع ارقام، وبحضور مسئولين في السفارة عن برنامج المساعدات الخارجية. لكن، كانت بعض اللقاءات اقل رسمية، وتحدث فيه المهدي كثيرا عن نفسه، وعن انتصاراته. هذا انتصار ربما ليس له مثيل في كل دول العالم الثالث. بل حتى في الدول الغربية. هذا شاب عمره 31 سنة، وبعد انتخابات حرة، وفي برلمان فيه اكثر من عشرة احزاب وتجمعات اقليمية، وبعد صراع علنى مع منافسيه داخل حزبة، صراع شق الحزب شقا، ها هو ينتخب رئيسا للوزراء ... قبل ان يحقق هذا الانتصار، كان الصادق، حسب اتصالاتنا معه، ومع الذين يعرفونه، ومع اصدقائه واعدائه، نجما ليس عاديا في سياسيات السودان. فما بالك بعد ان حقق هذا الانتصار ... نقلنا لكم، في السابق، معلومات مفصلة عن، خلفيته، وعن عائلة المهدي الكبير الذي، في النصف الثاني من القرن التاسع عشرة، هز الامبراطورية البريطانية التي كانت تحالفت مع المصريين، واحتلوا السودان. الحق المهدي الكبير بهم هزيمة بعد هزيمة، حتى وصل الخرطوم، واحتلها، وقتل الجنرال البريطاني المشهور غردون باشا الذي كان يحكم السودان باسم المصريين، لكنه، حقيقة، كان يحكمه باسم بريطانيا، لانها، ان لم تكن تحتل مصر، كانت وكانها تحكمها، بقواعد عسكرية، وبمبعوثيين ساميين .... في بعض هذه المقابلات، تحدث الصادق المهدي عن نفسه اكثر من عن جده، وعائلته. وتحدث كثيرا عن نفسه ... هل نحن امام زعيم ديني؟ او سياسي؟ او "امير" (على الطريقة السعودية)؟ او علماني متشبع بثقافات وافكار غربية؟ ... " -------------------------- خلطة غريبة: " ... سبب هذه التساؤلات هو ان المهدي خلط خلطة غريبة، ومدهشة، وربما متناقضة، بين الثقافين الاسلامية والغربية. حفيد حاكم اسلامي هزم الامبراطورية البريطانية، وابن زعيم طائفة الانصار الاسلامية، تربي، كما هو متوقع، تربية دينية قوية، ومستمرة، وعميقة جدا. لكنه، درس في مدارس قوية العلاقة بالمسيحية وبالثقافة الغربية: مدرسة كمبوني في الخرطوم، وكلية فكتوريا في الاسكندرية، وكلية سنت جون في اكسفورد. حتى جامعة الخرطوم التي درس فيها ان لم تكن غربية، كانت علمانية، وكان يديرها ويدرس فيها، بريطانيون ... تندر المهدي، وقال ان البريطانيين رحبوا بتعليمه في بلدهم بعد ان احسوا بالذنب بسبب ما فعلوا بدولة والده (دولة المهدية اسقطتها قوات بريطانية ومصرية عام 1898). ثم عاد المهدي وقال انه هو الذي تعمد ان يتعلم على الطريقة البريطانية ليعرف سر قوة هؤلاء البريطانيين ... وتحدث عن نظرية سماها "عقدة الاستعلاء" عند البريطانيين والدول الغربية، في مواجهة "عقدة النقص" عند شعوب العالم الثالث التي استعمرها هؤلاء الاروبيون. في جانبين: في جانب، على الغربيين الا يستعلوا، والا تغريهم حضارتهم ليضطهدوا هذه الشعوب. في جانب، على هذه الشعوب ان تكون فخورة بنفسها، رغم ان مستواها الحضارى اقل... وقال ان الاسلام يمكن ان يكون سلاح الدول المسلمة لتكون فخورة بنفسها ... لكن، لم تمنعه الاشادة بالاسلام من الاشادة بما شاهد خلال سنواته في بريطانيا. واوضح ارتياحا واضحا للحياة هناك. وتحدث عن المجتمع المنفتح، وعن جدية البريطانيين، واخلاصهم في العمل، وعن التطور التكنولوجي الذي انعكس في الحياة اليومية، وعن حرية النساء ... تعمدت الا اخوض في موضوع النساء. وهو لم يخض فيه ايضا... " (تعليق: سنة 2011، كتبت صحيفة "البيان" الاتي عن لقاء مع الصادق المهدي: " ... رسم المهدي صورة قال انها نادرة لما تتصف به المرأة السودانية من جمال في نظره لم يجده في نساء العالم. وتطرق لفكرة الزواج التي راودته من انجليزية. إلا انه عدل عنها لأنه ادرك بصورة واضحة ان الزواج ليس قضية فردية. واشار في هذا الصدد إلى الذين تزوجوا من أجنبيات، فضحوا بمستقبل أبنائهم بسبب الاستلاب الذي دائما ما يحصل للابناء ...") (تعليق: في سنة 2009، نشرت صحيفة "الاهرام" مقابلة مع حسن الترابي، زعيم جماعة الاخوان المسلمين، قال فيها ان الصادق كان شيوعيا عندما كان في اكسفورد). -------------------------- العودة الى السودان: " ... وقال المهدي انه لم يفكر ابدا في ان يعيش في بريطانيا بعد نهاية الدراسة. وكيف لا يعود وهو ينتمى لاقوى واكبر عائلة سودانية. حكمت السودان في الماضي، ويمكن ان تحكمه في المستقبل؟ ... وقال ان شهادته في الاقتصاد من جامعة اكسفورد اهلته ليكون مديرا لدائرة المهدي، التي تملك مساحات شاسعة من الاراضي والمشاريع الزراعية والمؤسسات والمنشئات ... وتحدث عن مقاومة حكومة الانقلاب العسكري التي حكمت السودان خلال سنوات 1958-1964. وقال أن جده عبد الرحمن المهدي، ووالده الصديق المهدي، اختلفا في تاييد الانقلاب العسكري. ايده الاول، وعارضه الثاني في شدة. ووقف هو مع والده ..." (تعليق: في وثيقة امريكية عن انقلاب الفريق عبود سنة 1958، اشارة الى ان رئيس الوزراء عبد الله خليل ايد الانقلاب باتفاق ضمنى مع عبود بان يترك الحكم بعد الانقلاب بفترة قصيرة، ويختار الامام عبد الرحمن المهدي رئيسا للجمهورية. كان خليل يعرف ان الاتحاديين يريدون رئاسة الجمهورية لزعيمهم الازهري، الذي يرونه بطل الاستقلال. وان الختمية، اذا لم يريدوا امامهم السيد على الميرغني رئيسا للجمهورية، سيفضلون الازهري على امام الانصار. كان خليل يعرف ان البرلمان الجديد لن يسقط حكومته فقط، بعودة التحالف القديم بين الاتحاديين والختمية، ولكن، ايضا، سيدعم هذا التحالف في كتابة الدستور، وفي اختيار رئيس الجمهورية. وكان هذا من اسباب تسليم خليل الحكم الى الفريق عبود). ---- " ... وتحدث المهدي عن المصريين، وعن ما اسماها "مطامعهم التاريخية" في السودان... قال ان عداء المصريين لأل المهدي هو جزء من دورهم في اسقاط دولة المهدية عام 1998. وأل المهدي ناضلوا من اجل استقلال السودان، ليس كراهية في المصريين، ولكن في سبيل الاستقلال. وقال انه طالبا في بريطانيا عندما زارها اسماعيل الازهري، رئيس الوزراء في ذلك الوقت، والذي كان يميل نحو الاتحاد مع مصر. وهو، المهدي، واخرون في اتحاد الطلاب السودانيين هناك ضغوا على الازهري ليغير رايه، ويؤيد الاستقلال. وهذا ما فعل الازهري ... " --------------------- الصادق ومحجوب: " ... تحدث المهدي عن صراعه مع محجوب. ولم يخف احقيته برئاسة حزب الامة، ثم رئاسة الحكومة، لان محجوب ليس من أل المهدي ... وقال الصادق ان محجوب كان يقدر على الوقوف مع الديمقراطية داخل حزب الامة، عندما انقسم الحزب، وايدت اغلبية النواب عدم الانصياع للامام الهادي المهدي. لكن، تنكر محجوب للديمقراطية، التي كان يتمشدق بها. وذلك لانه كان يريد ان يستمر رئيسا للوزراء ... وقال المهدي ان محجوب كان يريد اكثر من رئاسة الوزارة. كان يريد ان يكون رئيسا للجمهورية. وان الرجلين، في مرة من المرات، واجها بعضهما في بيروت. وفي المواجهة، قال محجوب، على لسان المهدي، ان المهدي صغير السن. والامام الهادي المهدي لا يصلح رئيسا لجمهورية. واسماعيل الازهري كبير في السن. وحزب الامة يقدر على ان يكتسح الانتخابات القادمة، وينصب رئيس الجمهورية، ومحجوب سيكون الرجل المناسب لرئاسة الجمهورية ... وقال المهدى ان محجوب تعمد ان يقابله خارج السودان لعقد صفقة سياسية. تكون كالاتي: اولا، لان المهدي صغير السن، يؤيد محجوب ليكون رئيسا للجمهورية. ثانيا: في المرة التالية، يكون محجوب كبر في السن، ويؤيد الصادق المهدي رئيسا للجمهورية ... وفي غمز واضح، تحدث المهدي عن "ذا بوص" (الريس)، وهو اللقب الذي يطلق على محجوب من قبل اصدقائه ووزرائه. وغمز المهدي عن كثرة اهتمام محجوب بالادب والشعر، على حساب العمل الحكومي. وعن قلة قدرة محجوب في اللغة الانجليزية، رغم اننا لم نلاحظ فرقا كبيرا بين الاثنين في هذا المجال ... لكن، تحدث المهدي، ايضا، عن صراع الاجيال، وان محجوب ينتمى للجيل القديم ... وقال ان عمه الامام، بالتحالف مع محجوب، لن يقبلا به في منصبه الحالي كرئيس للوزراء. وسيعملان، بل قال انهما، فعلا، يعملان، لاسقاط وزارته ... وكما اشرنا في رسالة سابقة، بدا المهدي غير مرتاح ابدا للشريف حسين الهندي، من قادة الحزب الاتحاي، ووزير الحكومة المحلية. ويبدو ان الشعور متبادل. وقال المهدي ان الهندي غاضب لانه كان وزير مالية في حكومة محجوب، وخفض هو منصبه الى وزير حكومة محلية (بعد ان اختار الصادق حمزة ميرغني، خبير البنك الدولي، وزيرا للمالية). وتوقع المهدي ان يسبب له الهندي مشاكل، ليس فقط داخل الحكومة، بل، ايضا، ربما لاسقاط الحكومة ... " (تعليق: بعد شهور قليلة من هذا الحديث، توحد الحزب الوطني الاتحادي مع حزب الشعب الديمقراطي، تحت اسم "الحزب الاتحادي الديمقراطي". وتحالف الحزب الجديد مع نواب جناح الامام، واسقطوا حكومة الصادق المهدي. وعاد محجوب رئيسا للوزراء. ولعب الهندي دورا كبيرا في ذلك). ---------------------- الشيوعيون والاسلاميون: " ... رغم ان الاسلامييين ايدوا المهدي ليكون رئيسا للوزراء بدلا عن محجوب، انتقدتهم المهدي. وانتقد زعيمهم حسن الترابي. وقال ان الترابي يرى نفسه قائد الاسلاميين في السودان، ناسيا ان المهدي الكبير لم يكن اسلاميا فقط، بل حارب البريطانيين والمصريين، واسس دولة اسلامية. وان أل المهدي احق من محجوب، ومن الترابي، باسلامية السودان، وكانه، المهدي، يقول: بحكم السودان ... وقال المهدي ان الترابي يرى ان جماعته اسلاميين حداثيين، ناسيا ان ال المهدي فيهم الحداثيين، اشارة الى نفسه هو ... وفي اجابة على سؤال عن تاييده لحل الحزب الشيوعي السوداني، رغم حديثه الكثير عن ديمقراطية ويستمنستر، الديمقراطية البريطانية، قال المهدي انه ومحجوب ايضا، لم يتحمسا لحل الحزب ... لكن، قال المهدي، ايد حل الحزب الشيوعي كل نواب الحزب. وكان لابد له، ومحجوب، ان يسيرا مغ الاغلبية. وانه، ومحجوب، بعد قرار الحل، اجتمعا مع قادة الحزب الشيوعي، وقالا لهم ذلك بطريقة ودية، وكانهما يريدان من قادة الحزب الشيوعي تفهم موقفهما ... " ------------------------- الاسبوع القادم: حكومة الصادق المهدي والشيوعيون ------------------------- mailto:[email protected]@gmail.com مكتبة محمد علي صالح
مواضيع لها علاقة بالموضوع او الكاتب
- وثائق امريكية عن اكتوبر والديمقراطية الثانية (21): انقسام حزب الامة بقلم محمد علي صالح 30-01-15, 06:18 PM, محمد علي صالح
- وثائق امريكية عن اكتوبر والديمقراطية الثانية (20): النخبة السودانية بقلم محمد علي صالح 24-01-15, 01:23 AM, محمد علي صالح
- وثائق امريكية عن اكتوبر والديمقراطية الثانية (19): عبود يدافع عن نظامه بقلم محمد علي صالح 17-01-15, 07:15 PM, محمد علي صالح
- وثائق امريكية عن اكتوبر والديمقراطية الثانية (18): حل الحزب الشيوعي السودانى بقلم محمد علي صالح 09-01-15, 03:48 AM, محمد علي صالح
- وثائق امريكية عن الديمقراطية الثانية (17): شوقي محمد علي بقلم محمد علي صالح 20-12-14, 03:34 PM, محمد علي صالح
|
|
|
|
|
|