|
وثائق السفر والمحن السودانية ./شوقي بدرى
|
افتي اخي الحبيب السفير علي حمد ابراهيم ، بان اجرائات سفر مريم ووثيقة السفر الاضطرارية غير سليمة . ولا يفتي ومالك في المدينة .ولكن اذكر علي بأن بعض الامور لا تقاس بالقانون فقط . ولكن يجب ان ياخذ الانسان الظروف المحيطة في الحسبان .
عندما كانت الحرب دائرة في يوغندة في نهاية حكم عيدي امين والعاصمة قد سقطت ، كان علي في سفارة السودان . وقام باعطاء كثير من اليوغنديين ، خاصة من لهم ارتباط بالسودان تأشيرات دخول في لحظات . وهذا العمل البطولي من الممكن انه قد انقذ حياة البعض . والشعور العام كان ضد السودانيين لان بعض ظباط عيدي امين كانوا سودانيين . منهم رفيق دراستنا في ملكال وصديقي عيسي عبد الرحمن سولي وكان عميدا وشقيقه كان علي رأس المدرعات وقتل في تلك الاحداث . ولقد ذكرهذا السفير الاديب جمال محمد ابراهيم الذي كان في يوغندة كذالك .في بعض الاحيان يجب تطويع القانون .والحكومة تعرف انها قد اخضعت . فماذا كان يضيرها اذا اغمضت عينيها .ما ياهو السيس بكل بجاحة وفي بيتنا قال السودان جزء من مصر . وهذا تهديد . في زول قال كاني ماني ؟؟
في 1993 وفي ايام شم النسيم كونا المنظمة السودانية لحقوق الانسان في اوبسالا . واتجهنا الي جنوب السويد لان المحامي عبد السلام حسن طيب الله ثراه . كان مدعوا لمنظة راؤول فالمبيرق في لند ، عي بعد 700 كيلو متر . عبد السلام هو المحامي الذي وجد مقتولا في منزله في لندن .
كان معنا محمد محجوب عثمان واحمد الفكي واسامة مضوي . وفي الطريق كنت اعطي عبد السلام معلومات عن المنظمة التي لا ازال اذكر عنوانها شارع سانت آنا رقم واحد . راؤول كان من اغني واكبر اسرة في السويد . كانوا يسيطرون علي 25% من الاقتصاد السويدي لانهم يمتلكون 6 % من الشركات والبنوك . وراؤول كان القنصل السويدي في المجر . وكان شجاعا . كان ينتزع اليهود من القطارات وهم في طريقهم الي المحرقة ويقوم باعطاءهم وثائق سويدية . وكان يعتذر لكبار السن لانه يريد ان ينقذ الصغار والشباب . وربما لان المانيا كانت تحتاج للسويد كما احتاجت لسويسرا . فالسويد ذودت المانيا بالمعادن خاصة الصلب والحديد . وعن طريق سويسرا استمرت تجارة المانيا مع كل العالم فرأس المال مصاب بعمي الالوان . وكانت عائلات الحكام النازيين يقضون اجازاتهم في السويد , ولقد سمحت السويد للجنود الالمان بالعبور في قطارات مقفلة الي فنلند لمحاربة الاتحاد السوفيتي .
وسمح رئيس الوزراء فون روزن باقامة اولمبياد مصغرة في السويد اشتركت فيها المانيا . والسويد كانت تعرف ان المانيا تحتل شقيقاتها الدنمارك والنرويج . ولكن لكل حالة لبوسها .
تعرض راؤول فاليمبيرق للتهديد بالتصفية من السلطات الالمانية . وقالوا له ان في امكانهم ان ينظموا له حادث يقضي علي حياته . ولا تستطيع السويد ان تلومهم . الا انه واصل تحرير الوثائق السويدية وانتزع اليهود من مخالب الموت .
عندما دخل الروس بودابست اعتقل فاليمبيرق . وعرف فيما بعد انه كان في سجن لوبليانة الشهير في روسيا . لان بعض المساجين شهدوا فيما بعد انه كان معهم سجين سويدي . وهنالك شارع في تل ابيب يحمل اسم راؤول فاليمبيرق . ولا بد ان الروس خافوا ان يكشف الفظائع التي ارتكبها الروس . ولم ينكر استالين الاغتصاب الذي مارسه الجنود السوفيت, وكان يقول انه يصعب كبح جماح شباب يحارب لسنوات .
في شهر 1968 حضر حوالي 100 الف سوداني الي لندن للسياحه . وكان الخال الدرديري نقد في لندن ومعه ابنته الدكتوره امال الدرديري واطفالها والخالة مكة ارباب . ودخل لص الي شقتهم وقام بسرقة شنطة تحوي جوازات السفر . وفي الصباح ذهب الخال الدرديري نقد الي السفارة السودانية . فقال له الموظف ,, يا عم تمشي تجيب لينا ما يثبت انك سوداني . فقال الخال ,, اذا كان في جهة تانية يا ابني طلبت مني ما يثبت اني سوداني . انا كان جيتك انت . . انا يا ابني ماعارف طريقة تانية . اسمي وشلوخي ديل ما اثبتوا اني سوداني ؟ ولم يتزحزح الموظف . وتصادف دخول السفير امير الصاوي الذي هو جار الدرديري نقد منذ ان كان امير طفلا . وقديما كان اغلب السودان يعرف الخال الدرديري . فهو من من وضعوا لبنات الخدمة المدنية ومن اوائل خريجي كلية غردون .
في 1985 ذهبت للسباحة امام فندق فاونتون بلو الشهير في ميامي . ومتأثرا بالسويد تركت شنطة صغيرة تحتوي علي الجوازات وبعض الاوراق في السيارة . فكسرت السيارة وفقدت الشنطة . والسويدية كانت اكثر وعيا مني لانها كانت تحتفظ بجواز احتياطي . وهذا مسموح به في السويد .
ذهبنا الي القنصلية . ووجدنا الباب مفتوحا وفتاة ظريفة تجلس وكأنها في غرفة جلوسها . وطلبنا مقابلة القنصل . وكانت هي القنصل . فطلبت وثيقة سفر اضطرارية . فسألتني اذا كان عندي صور . واقترحت ان اذهب الي المكان الذي يواجه السفارة ويأخذ 22 دولارا للصور ولكن محل آخر في نهاية الشارع يأخذ 19 دورارا فقط . واصرت علي ذهابي الي المكان الآخر . وقالت لي ان القهوة ستكون جاهزة . وبعد استلام الصور . واصلت الدردشة ولم تتوقف لقرابة الساعة . واعطتنا كل النصائح الممكنة . والاماكن التي يجب ان نتجنبها والبلاجات الغير مذدحمة ... الخ وسلمتني الوثيقة بدون تعقيدات وتحقيقات . وهي مجانية . اذكر احد الدبلوماسيين يقول لسوداني ,, آآي تمشوا تبيعوا الجوازات وتجوا تقولوا ضاعت ,,. والرد كان هو منو المجنون البشتري جواز سوداني ؟ انحنا سياده تعبانين منو .
الاخ يوهانيس الاريتري هو رجل السفارة الارترية في السويد . صارت تربطنا صداقة . حكي لنا انه كان يسافر بجواز سفر سوداني وامتلأت الصفحات . ووجد تفهما من احد الدبلوماسيين السودانيين . وبدلا من ان يضيف صفحة واحدة قام باضافة كمية كبيرة من الاوراق كنوع من الكرم السوداني . وانتهي به الامر الحراسة بتهمة التزوير . ولكن وجد ظابطا متفهما في الصباح . لانه كان يقول لهم . لماذا ازور جواز سوداني وانا في طريقي الي السودان ؟؟ واطلق سراحة .
الانقاذ دي مش وزعت جوازاتنا الدبلوماسية لجماعة ابن لادن والغنوشي . وكل من قال احم احم . في زول سألهم . مانديلا ذكر انه عندما حضر مع وفد من جنوب افريقيا للخرطوم لم تكن عندهم جوازات . ولكن تانزانيا اعطتهم مايشبه الشهادات . وعندما قدموها تفهم المسئول السوداني الوضع ورحب بهم . الا انه تشدد مع احد اعضاء الوفت ولم يسمح بدخوله لانه ابيض ويحمل نفس الاوراق . والموظف المهذب الذي كان يناديهم بابنائه ، لم يستوعب ان الخواجة الابيض برضو متشرد وما عنده جواز . ولكن تفهم الموقف اخيرا . ولا بد انه كان يقول لنفسه . الخواجه المطرطش ده العاصرو شنوا علي البهدلة .؟؟
التحية
ع . س . شوقي
|
|
|
|
|
|