|
وثائقنا الضائعة ! أيمن مبارك أبوالحسن
|
وثائقنا الضائعة ! أيمن مبارك أبوالحسن أهداني سعادة اللواء م. مصطفى علي فضل المولى صورة نادرة للبطل عبد القادر إمام ودحبوبة، حيث تظهر تلك الصورة الشهبد ودحبوبة جالساً تحت واحدة من "الرواكيب" التي نصبها ودحبوبة ورفقاؤه في منطقة التقر بالحلاوين قبل اندلاع معركة "كتفية" الشهيرة. لقد سجل البطل ودحبوبه وصحبه الأشاوس أعظم البطولات خلال تلك المعركة والتي قضى فيها المفتش الإنجليزي والمأمور المصري، وستظل تلك البطولة خالدة في وجدان أبناء السودان رغم التجاهل المتعمد الذي وجدته ذكرى ودحبوبة من قبل الدولة ومؤسساتها، فقد حلت ذكرى مرور مائة عام على استشهاده قبل خمس سنوات ومرت مرور الكرام دون أن تجد أدنى درجات الاهتمام من مؤسسات الدولة، رغم أنها تبذل بسخاء للاحتفاء بمن هم أقل شأناً من البطل ودحبوبة وأصحابه. تلك الصورة النادرة التي أهداني نسخة منها اللواء مصطفى علي لم تكن محفوظة في دار الوثائق، ولا في دار المتاحف السودانية أو الجمعية السودانية للآثار، بل تم العثور عليها بإحدى الوثائق البريطانية التي تحفظ معظم تاريخنا الحديث وربما القديم أيضاً. لم تهتم الدولة بالتوثيق بعد الاستقلال، ومعظم الوثائق الهامة تمت مصادرتها وحفظها في أضابير المتاحف البريطانية وأروقة الجامعات الإنجليزية ودهاليزها. إن الوثائق هي ذاكرة الأمة وتاريخها وسلاحها أمام حالات التزوير التي تتربص بها، وخصوصاً إن كانت هذه الوثائق صوراً فهي تختزل كل المشاهد قبل وبعد حدوثها دون تزييف أو تبديل، وفي الوقت نفسه تفتح مساحات للتخيل وترسم مناظر أكثر قرباً للظروف التي أحاطت بالصورة. الاهتمام بالتوثيق في السودان ضعيف للغاية، وتفتقر الدولة للمؤسسات المعنية بهذا المجال. وهنا لا بد من الإشادة بالدور الكبير الذي يقوم به منتدى التوثيق الشامل، فقد تمكن هذا المنتدى زهاء سنوات معدودة أن يحشد عشرات الآلاف من المعلومات التوثيقية المهمة في كافة المجالات ذات العلاقة بالسودان... لقد بذل أمين الموقع الدكتور توفيق بشير الطيب وطاقمه جهوداً جبارة في جمع وتوثيق هذا الكم الكبير من المعلومات وبعض الوثائق أحياناً، وما يزال المنتدى يواصل مسيرته في هذا المجال بمهنية عالية. لكن مثل هذه الجهود الطوعية تحتاج إلى مؤسسة متخصصة من أجل جمع كافة الوثائق المبعثرة هنا وهناك وتنظيمها والحفاظ عليها، أو إن صح التعبير الحفاظ على ما تبقى منها.وثائقنا الضائعة ! أهداني سعادة اللواء م. مصطفى علي فضل المولى صورة نادرة للبطل عبد القادر إمام ودحبوبة، حيث تظهر تلك الصورة الشهبد ودحبوبة جالساً تحت واحدة من "الرواكيب" التي نصبها ودحبوبة ورفقاؤه في منطقة التقر بالحلاوين قبل اندلاع معركة "كتفية" الشهيرة. لقد سجل البطل ودحبوبه وصحبه الأشاوس أعظم البطولات خلال تلك المعركة والتي قضى فيها المفتش الإنجليزي والمأمور المصري، وستظل تلك البطولة خالدة في وجدان أبناء السودان رغم التجاهل المتعمد الذي وجدته ذكرى ودحبوبة من قبل الدولة ومؤسساتها، فقد حلت ذكرى مرور مائة عام على استشهاده قبل خمس سنوات ومرت مرور الكرام دون أن تجد أدنى درجات الاهتمام من مؤسسات الدولة، رغم أنها تبذل بسخاء للاحتفاء بمن هم أقل شأناً من البطل ودحبوبة وأصحابه. تلك الصورة النادرة التي أهداني نسخة منها اللواء مصطفى علي لم تكن محفوظة في دار الوثائق، ولا في دار المتاحف السودانية أو الجمعية السودانية للآثار، بل تم العثور عليها بإحدى الوثائق البريطانية التي تحفظ معظم تاريخنا الحديث وربما القديم أيضاً. لم تهتم الدولة بالتوثيق بعد الاستقلال، ومعظم الوثائق الهامة تمت مصادرتها وحفظها في أضابير المتاحف البريطانية وأروقة الجامعات الإنجليزية ودهاليزها. إن الوثائق هي ذاكرة الأمة وتاريخها وسلاحها أمام حالات التزوير التي تتربص بها، وخصوصاً إن كانت هذه الوثائق صوراً فهي تختزل كل المشاهد قبل وبعد حدوثها دون تزييف أو تبديل، وفي الوقت نفسه تفتح مساحات للتخيل وترسم مناظر أكثر قرباً للظروف التي أحاطت بالصورة. الاهتمام بالتوثيق في السودان ضعيف للغاية، وتفتقر الدولة للمؤسسات المعنية بهذا المجال. وهنا لا بد من الإشادة بالدور الكبير الذي يقوم به منتدى التوثيق الشامل، فقد تمكن هذا المنتدى زهاء سنوات معدودة أن يحشد عشرات الآلاف من المعلومات التوثيقية المهمة في كافة المجالات ذات العلاقة بالسودان... لقد بذل أمين الموقع الدكتور توفيق بشير الطيب وطاقمه جهوداً جبارة في جمع وتوثيق هذا الكم الكبير من المعلومات وبعض الوثائق أحياناً، وما يزال المنتدى يواصل مسيرته في هذا المجال بمهنية عالية. لكن مثل هذه الجهود الطوعية تحتاج إلى مؤسسة متخصصة من أجل جمع كافة الوثائق المبعثرة هنا وهناك وتنظيمها والحفاظ عليها، أو إن صح التعبير الحفاظ على ما تبقى منها.
|
|
|
|
|
|