واقع التعليم المزري ووكيل وزارة التربية و التعليم في السودان

دعواتكم لزميلنا المفكر د.الباقر العفيف بالشفاء العاجل
مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 12-13-2024, 08:28 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
04-27-2004, 02:04 AM

هلال زاهرالساداتى-القاهرة


للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
واقع التعليم المزري ووكيل وزارة التربية و التعليم في السودان

    هلال زاهر الساداتي – مصر

    قادتني المصادفة لمشاهدة القناة الفضائية السودانية الحكومية في مساء الأربعاء 21/4/2004 , ووجدت لقاء بين الدكتور عبد اللطيف البوني و الدكتور معتصم عبد الرحيم وكيل وزارة التربية و التعليم , وكان الموضوع عن حال التعليم و بخاصة المدارس الخاصة التي انتشرت بكثرة و صارت مشروعات تجارية للربح و ان كان البعض منها يقدم خدمة تعليمية جيدة و لكن بمصروفات مدرسية باهظة بدءا بالمليون جنيه في العام ولا يقدر علي دفعها الا الموسرين , كما انه توجد هناك ما تسمي المدارس الحكومية النموذجية . و تساءل الدكتور البوني عن التمييز في التعليم , وكان رد الوكيل يفيد بانه بعد تغيير السلم التعليمي الى ثمان سنوات في مرحلة الاساس صارت الحاجة ماسة الي بناء فصول جديدة و مراحيض في كل مدرسة و ان امكانيات الوزارة لا تمكنها من فتح مدارس جديدة و لذلك توسعت الوزارة في منح التراخيص لمن يودون فتح مدارس خاصة و ان بعض الناس يريدون ان يتعلم ابناءهم في مدارس متميزة . و اشار الدكتور البوني الى امكانية الاستفادة من المدارس الحالية لتكون الدراسة علي فترتين بدلا من انشاء مدارس جديدة , وكنت اود لو توسع النقاش الي حال التعليم الآن في السودان منذ ان استولي نظام الجبهة الاسلامية علي الحكم في 30 يونيو 1989 , فقد قاموا بتغيير السلم التعليمي و تغيير الناهج في عجلة دون دراسة وافية او اخضاعها للتجربة و طبعها في كتب مدرسية , و لقد شاهدت ندوة في التلفزيون في عام 2000م تحدث فيها مدير شعبة المناهج بالوزارة و مساعدوه , و اجاب علي سؤال عن السرعة التي عملت بها المقررات و عدم اخضاعها للتجريب قبل طبعها في كتب و ارسالها الي المدارس , اجاب بقوله ان تجريب المناهج قد عفا عليه الزمن و اصبحت المناهج الجديدة تجرب اثناء تدريسها و اترك التعليق علي هذه البدعة التعليمية لموجهي مرحلة الأساس بادارة تعليم الخرطوم لجريدة الرأي الآخر ( العدد 1120 بتاريخ 7 فبراير 2000م ) , فقد ذكروا ان كتاب الصف الثامن لمادة التاريخ و عنوانه ( نحن و العالم المعاصر) اشتمل علي 28 خطأ و جاءت مقررات القرآن الكريم فوق مقدرات التلاميذ و يخشون ان يكون المردود سلبيا فينفر الابناء و يخافون من مادة القرآن الكريم كما حدث في مادتي الرياضيات و الانجليزي . و الجدير بالذكر ان الذي كان يشرف بنفسه علي المناهج الجديدة هو وكيل وزارة التربية و التعليم السابق و الذي صار وزيرا للتربية و التعليم و اصبح الأن وزيرا للثقافة .. و اعرف القارئ الكريم بان المناهج و المقررات الدراسية كانت تعد في معهد التربية ببخت الرضا , و كانت تخضع للتدريس و التجريب بواسطة المدرسين فى مدارس المعهد و مدينة الدويم , و يؤخذ ملاحظات المدرسين عليها فتنقح , ثم تجرب مرة اخرى فى مدارس منتقاة بالعاصمة و تؤخذ ملاحظات وارآء المدرسين عليها , و بعد الاطمئنان على جودتها و خلوها من أى خطأ تطبع فى كتب تتداولها ايدى التلاميذ , و قد كان معهد بخت الرضا _ الذى الغوه وحولوه الى جامعة مثله مثل الجامعات الاخرى _ يختص فى اعداد المناهج و تدريب مدرسى المدارس الابتدائية و المتوسطة و كذلك تدريب المعلمين خريجى الاداب من جامعة الخرطوم على طرق التدريس و ذلك قبل انشاء كلية التربية , و كان يقوم بالتدريس و التدريب فيه مجموعة من خيرة معلمى السودان علما و خبرة اذكر منهم على سبيل المثال الاساتذة جمال محمد احمد و عبد الرحمن على طه و عبد الحليم على طه و الدكتور احمد الطيب و الدكتور عبد الله الطيب و رحمة الله عبد الله و احمد محمد سعد و متوكل احمد امين و مصطفى صالح عبد المجيد و الاساتذة الانجليز الافذاذ مثل المستر هودجكن و المستر برايت , و كانت بخت الرضا مصنعا للمدرسين واكبر معهد تعليمى فى افريقيا و الشرق الاوسط و مستودعا للعلم و المعرفة لاكثر من ستين سنة وكان يقصده للتدريب مدرسون مبتعثين من عدن و اليمن و نيجريا ,و نال خريجوها شهرة لكفاءتهم و تميزهم و اخلاصهم فى دول الخليج والسعوديه , و لمست هذا بنفسى عندما كنت موجها بوزارة المعارف السعودية و كنت اوجه مدرسين من البلاد العربية من سعوديين و مصريين و فلسطنيين و سوريين و تونسيين , كما شهد بذلك موجهو الوزارة السعوديين . و ليعلم الدكتور الوكيل , ان كان لا يعلم و هذه مصيبة كبرى , ان حال التعليم الآن فى السودان حال بائس ! و كيف لا يكون كذلك و فى عهدكم الانقاذى قمتم بفصل و تشريد المدرسين الاكفاء المدربين و هم عماد العملية التعليمية و التربوية , و القليل الذى بقى منهم لا يحصل على راتبه بالشهور و السنين , واصبح التدريس مهنة طاردة و عمل من لا عمل له و صار يدرس لمرحلة الأساس و الثانوي فاقدو اللياقة الطبية من طلاب الشهادة الثانوية المعفيين من التجنيد الالزامي العسكري . و كنا في تعليم الخرطوم حتي اول الثمانينات نحرص علي ان نوازن بين المدرسيين المدربين و غير المدربين اى المدرسيين تحت التمرين Trainees بان نجعل نسبة المدربين خمسين في المائة او اكثر من قوة كل مدرسة أي من هيئة التدريس , و في الثمانينات علمت ان معظم المدارس في العاصمة بها معلم مدرب واحد وهو مدير المدرسة و كل هيئة التدريس من المدرسين تحت التمرين , كما اكتظ الفصل الواحد بالتلاميذ فصار يستوعب ثمانين و مائة تلميذا بعد ان كان اقصي عدد في الفصل الواحد هو خمسة و خمسين تلميذا … كما الغيتم الداخليات فتشرد التلاميذ و اقفلت المدارس في كثير من الولايات كدارفور و كردفان و النيل الأزرق كامثلة , و صارت النسخة الواحدة من الكتاب المدرسي يشترك فيها عشرة تلاميذ , وتصدعت مباني المدارس لانعدام الصيانة , وجلس التلاميذ علي الأرض في بعض مدارس العاصمة القومية لخلو المدارس من الأدراج و الكراسي و الكنبات … و لكل هذا لجأ المقتدرون الي المدارس الخاصة ليتلقي ابناءهم تعليما جيدا , و اما ابناء سواد الشعب السوداني فيتلقون تعليما قاصرا و يتخرجون جهلاء , و اضحت مدارس الدولة مكرسة لتخريج اجيال من الجهلاء ودونكم برامج التلفزيون الثقافية و التى يستفضيف معدوها طلبة الجامعات فتلمسون فيها ضحالة و سطحية معلوماتهم , ودعك عن تلاميذ الاساس الذين لا يحسنون القراءة و الكتابة و هم فى الصف الرابع .

    لقد شاء القدر ان يجلس الدكتور الوكيل على كرسى واسع عليه , فقد جلس عليه قبله افذاذ من المعلمين الذين تشبعوا بالعلم و تسلحوا بالخبرة الطويلة الثرة و الخلق الكريم امثال محمد الحسن عبد الله و عبد الحليم على طه و حسن احمد يوسف و محمد التوم التيجانى و عصام حسون و يساعدهم اضراب لهم فى العلم و الفضل من مساعدى الوكيل امثال عز الدين حافظ و الامين كعورة و محمود و احمد نمر .. لقد شاهدت فى التلفاز فى برنامج ( بصراحة ) فى عام 2000م ندوة عن التعليم ضمت الدكتور معتصم و كان يومها المسؤول السياسى للمؤتمر الوطنى فى العاصمة القومية , و بعض موجهى التعليم بمكتب تعليم امدرمان , و تكلم احد الموجهين بصراحة عن معاناتهم فى اداء واجبهم , فالمكتب ليست به عربات و العربة الوحيدة بالمكتب متعطلة لأكثر من سنة بينما موظفو البلدية يركبون احدث العربات , و ان مكتبهم نوافذه محطمة و لما نبهوا المحافظ الى ذلك قاموا بسد النوافذ بالطوب ! و قالوا ان فروقات علاواتهم لم يصرفوها لهم و قاموا بشراء موبيلات بها وزعوها على المحظوظين من موظفى البلدية , وقال الموجهون انهم يرون الاموال تجىء بالكراتين الى البلدية من الجبايات و لايدرون اين تذهب هذه الاموال .. و قال ممثل السلطة الدكتور معتصم ردا عليهم ان من يرضى بهذا الحال يجدر ان يمسك به من اذنه و يشد ! و استغربت ان يصدر هذا القول السوقي من رجل يمثل السلطة و دكتور مخاطبا اساتذة موجهين و يجوز ان يكون قد تتلمذ علي يد واحد منهم , ومن يومها غلب علي ظني ان الرجل وعر العبارة و انه خاوي الوفاض من اللباقة و اللياقة و لا اقول (القلم ما بزيل بلم) , و لنرجع الي ما قاله الدكتور الوكيل عن تكلفة الفصول الدراسية الاضافية و المراحيض , و احيل ذاكرته الي تطبيق السلم التعليمي الاول ذي الست سنوات في عهد الدكتاتور جعفر نميري عندما كان انقلابه في اول عهده , فقد شيدت الفصول الجديدة و المدارس الجديدة بالعون الذاتي و تسابق الشعب المعطاء في جميع انحاء السودان لجمع الاموال و مواد البناء للتشييد . و اعود بالدكتور الي العهد الوطني و محاربة الاستعمار عندما تبني مؤتمر الخريجين يوم التعليم في كل عام و كانت تجمع فيه التبرعات من الشعب و بحصيلتها فتحت المدارس الاهلية في جميع انحاء السودان و بلغ ما فتح منها في وقت وجيز اضعاف ما فتحه الاستعمار في خمسين سنة , ولم تكن المدارس الاهلية تفتح للتجارة كالحوانيت , و كان عليها اشراف مالي و فني من الوزارة , و كانت المصروفات المدرسية محددة , وشئ آخر مهم وهو ان التعليم الحكومى كان متميزا فى جميع مدارسه بلا استثناء و حتى المدارس الاهلية كانت متميزة و لقد عاصرت العمل فى كليهما , اى ان التعليم الجيد كان متاحا لكل افراد الشعب غنيهم و فقيرهم دون تمييز .. اما قول الدكتور الوكيل للدكتور البونى عن الاشتراكية و تشبيهه له بابى ذر الغفارى فى لهجة ساخرة و ضحكة ارادها ان تكون دعابة , و لكن يا دكتور ماله ابوذر ومالها الاشتراكية ؟! لقد كان ابو ذر الصحابى الجليل زاهدا جاهد ليكون المال مشاعا بين عامة المسلمين و ليس دولة بين اغنياء بنى امية و ان لا تكون المناصب حكرا عليهم وهو القائل : اعجب ممن لا يجد قوت يومه ولا يخرج على الناس بسيفه , و دفع ثمن تبتله و نقائه نفيه و موته وحيدا فى العراء , و انتم اهل الجبهة الاسلامية اردتم المال و السلطة تماما كبنى امية و باسم الدين , فاذن لا عجب ان جعلتم التعليم المتميز و المدارس المتميزة للاغنياء , و صار التعليم تجارة رابحة , ولا عجب ثانية فقد تاجرتم بالدين فى السياسة و فى جلب المنافع و الثروات لذواتكم , وليس هذا الكلام من عندى و لكنه كلام شيخكم و زعيمكم السابق الدكتور حسن الترابى الذى علمكم السحر فانقلب سحره و حواريوه الذين هم انتم عليه !! فقد احتلتم بالدين لتستحوذوا على الدنيا , و يبقى التعليم جزءا من منظومة التدهور العام فى الاقتصاد و الصحة و الخدمات و فى اغلاها و هى الاخلاق فى عهدكم .. و اذا احتججتم بضيق الموارد لتحسين التعليم او التوسع فيه فدونكم تجربة جمع التبرعات من الشعب ايام مؤتمر الخريجين و السلم التعليمى السداسى , و ايسر من ذلك كله تحويل الضرائب المباشرة و الجبايات الكثيرة المتعددة التى لم تستثنوا منها حتى النساء المسكينات من بائعات الشاى و الكسرة اللاتى يعلن صغارهن بشرف , هذه الاموال الطائلة التى لا تعرف مصارفها و التى تنفق و تستسلم بدون مستندات . اقول ان بعض هذه الاموال كفيلة بحل جميع مشاكل التعليم , و لكن لا نريده توسعا فى كثرة المدارس فليست العبرة بالكثرة بل بالكيف و نوع التعليم و الا انها ستكون كثرة كغثاء السيل ! و منذ تطبيقكم لسياسة التمكين و تشريد العاملين للصالح العام , و احلال كوادركم مكان ابناء الشعب الاخرين , و احلال اصحاب الولاء محلهم , ووضع الرجل غير المناسب فى المكان غير المناسب , حلت الكوارث بكل شىء فى السودان , لأنه ليس الحكم بالالقاب الاكاديمية , و لكن بالادارة الرشيدة و الرأى السديد و الضمير السليم و الامانة الخلقية , وليس الحكم لمن يرى المنصب فرصة ذهبية له للاثراء و الفوز بالامتيازات لنفسه و اهله و محاسبيه .. و يتساءل المرء , من اين و كيف اتيتم بهذه الالقاب العلمية , بل كيف حصلتم على تعليمكم فى مراحله المختلفة ؟ اليس ذلك من مال هذا الشعب الفقير , و كلكم جئتم من عائلات تنتمى اليه و ترعرعتم فى الداخليات المدرسية الحكومية , ثم ابتعثتم لاحقا الى امريكا و المملكة المتحدة ؟! فهلا رددتم شيئا من الجميل لهذا الشعب الفقير بدلا من انحيازكم لطبقة اثرت فى زمنكم الكارثى ؟!!

    حقا , اننا لا نحصل على ماء صاف من مستنقع آسن !!


    هلال زاهر الساداتى

    [email protected]























                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>

تعليقات قراء سودانيزاونلاين دوت كم على هذا الموضوع:
at FaceBook




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de