|
Re: وإذا عرف السبب..!! بقلم عثمان ميرغني (Re: عثمان ميرغني)
|
الأخ الفاضل / عثمان ميرغني التحيات علة الشعب السودان منذ الوهلة الأولى لاستقلال البلاد هي علة النسيان وكثرة المسامحة ،، أكثر من ستين عاما مضى هدرا من عمر السودان وتلك الفئات المتسلطة تتعدى على الأحوال وتعطل عجلة البناء والتعمير والتقدم ,, وهي تتصرف باسم الوطن ثم تحكم البلاد بهبالة وببلادة وبغباء .. حيث تأتي جماعة لتصول وتجول في ساحة القيادة السودانية ،، تنهب وتسرق حقوق الشعب وتفسد وتفشل في قياداتها .. وتهلك الحرث والنسل ثم تنصرف لتأتي جماعة أخرى لمواصلة نفس المشوار الخائب بنفس المنوال .. قيادات حزبية ضحلة التفكير .. وقيادات عسكرية بدائية التخطيط .. وهمجية العقول .. وبليدة التصرفات .. وهي قيادات تعودت أن تتبادل أدوار الخيبة والفشل في سودان النكبات .. والشعب السوداني هو ذلك المفرط لحقوقه .. الغائب عقلاَ وإدراكا .. المتسامح بدرجة الغثيان .. ونحن ندرك جيدا أن كل ظلام لا بد أن يعقبه الفجر والفرج .. وسوف تأتي تلك اللحظات التي يرحل فيها نظام الإنقاذ .. وكالعادة سوف نجد الشعب السوداني هو ذلك المفرط المتسامح .. وهموم البعض من الشعب تتركز فقط في تلك اللحظات .. ويظن أن ذلك الحدث هو الانتصار الكبير .. وتلك الأسطوانة مكررة منذ استقلال البلاد .. حيث تأتي جماعة من الناس وتحكم البلاد ثم تفشل في سياساتها .. وتدخل البلاد في الضوائق المالية والاقتصادية .. وتعطل عجلات النماء والبناء والتطور والتقدم .. فيها تلك الفئات التي تنهب وتسرق .. ثم ترحل تلك الفئات عن قيادة البلاد .. دون رقيب أو وجيع يحاسب في كل صغيرة وكبيرة .. ودون محاكم تحاكم المفسدين .. ودون سلطات وطنية تعاقب الفاعلين .. واليوم في ساحة السودان يشاهد الشعب السوداني كل ألوان المفاسد في ظل حكم الإنقاذ .. وقد فاقت تلك المفاسد كل ألوان الموبقات في ظلال الحكومات المتعاقبة الماضية .. وهو ذلك النظام الذي أهلك الحرث والنسل .. وتلك نخب النظام الذين سرقوا كل مكتسبات الشعب السوداني من الأموال والأصول والأراضي والمؤسسات والميادين والمرافق .. وهو ذلك النظام الظالم الذي تمكن من تهجير العقول السودانية الماهرة ونجح في تفريغ البلاد من أبناءه البررة .
وفي مقالك هنا نلاحظ تلك المهزلة والمضحكة الطفولية التي ترتكب بحجة أرضاء الحكومة الأمريكية الجديدة ، وحيث الركض الغبي البليد لإرضاء الأسياد !! ، ثم ذلك البذخ والصرف على حساب الشعب السوداني الكادح الذي يعاني من أشد ألوان الأوجاع والويلات ، وهو ذلك الشعب الذي لا يستطيع أن يشتري حب أسبرين عند اللزوم . والسؤال الكبير هو : حتى ولو رحل نظام الإنقاذ الذي يمثل الجحيم في يوم من الأيام فماذا أنتم فاعلون يا شعب السودان ؟؟ .. طبعا كالعادة تلك الرقصة المؤقتة والهبالة .. ثم كالعادة ذلك النسيان وعدم الاكتراث ببوائق الماضي .. وعدم الاهتمام بتصحيح مسببات الأخطاء السابقة !! .. ثم الدخول في جولة جديدة في دوائر القيادات المتسلطة الفاشلة .. حيث لا محاسب يحاسب المجرمين عن جرائم الماضي .. ولا معاقب يقيم المشانق في الميادين لتأديب المفسدين .. وحيث لا إصرار في استرداد المنهوبات والمسروقات من الأموال والأصول والأراضي والمرافق .. فهو سودان السجم والنكبات حيث انفلات السارق بفضل التسامح والنسيان .. والشريف فيه يظل شريفاَ مهما كان لصاَ وسارقا وقاتلاَ !!.. والفقير المعدم فيه يظل فقيرا مهما صبر وصابر وعانا .. فهو ذلك المعذب في جحيم الأحوال مدى الحقب والدهور .
| |
|
|
|
|