|
وأقام الشيوعي مركزاً ثالثاً للمعارضة.. 2/2
|
محمد على خوجلي mailto:[email protected]@yahoo.com فرض العزلة على نظام ليس من شروطه توافر تنظيم قابض على حركة الجماهير أو فئة قليلة في قيادة ذلك التنظيم أو التحالف أو الجبهة والتي تفترض خطأ أنها (القيادة المؤهلة) والجاهزة لقيادة الانتقال للسلطة الجديدة. والشروط صالحة إذا كان الهدف الشراكة مع النظام القائم. وفي التجربة السودانية ثبت أهمية احترام التعددية والتنوع في أشكال العمل المعارض واعتماده على الفئات المنتجة والحية المتفقة على أهمية تنظيم غير المنتمين وتوسيع المعارضة للنظام تتطلب الاهتمام بكافة التنظيمات بما في ذلك المؤيدة للنظام. (بذل قادة المعارضة في حقبة الحكم العسكري الأول وبالذات عبد الخالق محجوب جهوداً ضخمة لجذب طائفة الختمية التي مثلها حزب الشعب الديموقراطي الى جبهة الأحزاب المعارضة وتكللت تلك الجهود بالنجاح قبيل ثورة أكتوبر بأيام قليلة، بانضمام د. احمد السيد حمد ممثلاً لحزب الشعب الديموقراطي). وهناك ملايين خارج الأحزاب والتنظيمات المعارضة تشارك عند لحظات التحول، كما تتساوى الأحزاب الكبيرة والصغيرة، وتظهر قيادات جديدة الى جانب قيادات قديمة، هي التي تقود انتقال السلطة الجديدة. فالجبهة الوطنية للهيئات في1964 تكونت قبل يومين من اعلانها للاضراب السياسي. (اهتم بمتابعة حركة العمل القيادي لانفاذ إعلان المكتب السياسي للحزب الشيوعي بشأن الجبهة الواسعة ومدى استفادته من التجارب الايجابية للتنظيم). وتقرير اللجنة المركزية للحزب الشيوعي (يناير1961) ناقش تحول حزب الأمة من تأييد النظام الى معارضته وأسبابه الموضوعية والذاتية ورأت اللجنة أن وجود طائفة الأنصار في المعارضة وتحول الحزب الوطني الاتحادي من المعارضة السلبية إلى المعارضة الأكثر نشاطاً يؤكد حب الشعب للديموقراطية ويحقق المزيد من عزلة النظام. «وأن وجود أقسام من اليمين في المعارضة يعني أن هناك قسماً من المعارضة يعمل على انهاء النظام دون معركة حقيقية بين الشعب وقوى الديكتاتورية المنهارة. والنتيجة أن تجمع أحزاب المعارضة لا يمكن أن يكون بديلاً للعمل وسط الفئات المختلفة (الجبهة الواسعة) بل ان العمل وسط الفئات هو الأساس الأول.» واطلاق سراح قادة المعارضة كان له أثره الكبير في رفع الروح المعنوية للجماهير وفي درجات استعدادها لتحقيق مزيد من الانتصارات. ولكن جبهة الأحزاب لم ترتق الى ذلك الموقف خاصة بعد وفاة الإمام الصديق(2/10/1961) وبدأت تتراجع بانتظام عن مواقع المعارضة الايجابية، والذي من صوره: * الموافقة على قرار الحكومة بإلغاء الاحتفال بعيد الاستقلال الذي قررت الأحزاب اقامته بجامع الخليفة. * الموافقة على قرار الحكومة بإلغاء الاحتفال بمناسبة اطلاق سراح قادة المعارضة بعد توزيع الدعوات. * رفض دعوة الحزب الشيوعي لمرتين لتبني شعار الإضراب السياسي العام. وناقش المكتب السياسي للحزب الشيوعي موقفه من تجمع المعارضة ونشاط الجبهات الواسعة للعمال والمزارعين والطلاب يتصاعد وشعار الاضراب السياسي يجد القبول والتفهم. فقرر بالاجماع الانسحاب من تجمع المعارضة للآتي: 1/ تأييد الحزب لتجمع المعارضة وعضويته فيه هدفها توسيع وتعميق جو المعارضة للنظام. 2/ تصاعد الحركة الجماهيرية أكد عجز التجمع، فأصبح خلف الجماهير. 3/ الموقف السلبي لتجمع المعارضة خلال 1962أثر سلباً على الحركة الجماهيرية التي ترى أقسام منها أنه طريق خلاصها. 4/ الاضراب السياسي العام هو طريق الخلاص والقوى التي تنفذه هم العمال والمزارعون والمثقفون والطلاب فأصبح من واجب الحزب أن تكون الأولوية والوقت والجهد موجهة نحو العمل بين هذه القوى حتى تنفيذ الاضراب. 5/ تجمع المعارضة أصبح مصدر خلط فكري شديد بين(التحالف المؤقت) و(التحالف الاستراتيجي). وهذا الانسحاب له علاقة كبرى بموقف الحزب الشيوعي من انتخابات المجلس المركزي وكان تقييمه: * المجلس المركزي تشويه للديموقراطية وفي نفس الوقت تراجع من النظام أمام حركة النضال من أجل الديموقراطية. وهذا التراجع الضعيف يكشف أيضاً عن ضعف القوى الديموقراطية التي فشلت في احراز انتصارات عميقة. * الاشتراك في انتخابات المجلس المركزي وتحويل الانتخابات إلى معركة سياسية من أجل الديموقراطية وللمزيد من كشف النظام خطوة لرفع وعي الجماهير. فأصدر بياناً للشعب يوم 9 مارس1963 انتقد فيه قانون المجلس المركزي وفضح طبيعته المعادية للديموقراطية. وأن النظام الديكتاتوري لا يمكن أن يخلق من تلقاء نفسه نظاماً ديموقراطياً. وأن الحزب سيدخل الانتخابات لتوسيع المعركة من أجل الديموقراطية. أما جبهة الأحزاب المعارضة فإنها اختارت الدخول للمجلس المركزي في صمت دون اعلان ولا معركة بل أنها لم تدل بأي رأي حول المجلس المركزي وانتخاباته. وأشرف الصادق المهدي على انتخابات حزب الأمة من الجزيرة أبا فتجمع الاحزاب اعلن مقاطعته للانتخابات خلافاً للممارسه (أنظر: عضوية المجلس المركزي ستجد قيادات تلك الأحزاب جميعها باستثناء الشيوعي). ومن المهم إبراز البرنامج الانتخابي للحزب الشيوعي في انتخابات المجالس المحلية وهو: 1/ إلغاء المجلس المركزي وقيام برلمان منتخب انتخاباً حراً مباشراً ووضع دستور تشترك فيه كل القوى الوطنية والديموقراطية. 2/ إلغاء قانون الطواريء وكافة القوانين الاستثنائية وجميع القوانين المقيدة للحريات واطلاق سراح المسجونين السياسيين عسكريين ومدنيين. ورفع الحظر على اصدار الصحف وضمان حرية الصحافة. 3/ حق العمال في التنظيم النقابي وتأسيس اتحاد عام للنقابات. 4/ إلغاء المعونة الأمريكية والاتفاقيات المرتبطة بها. 5/ إجراء اصلاح زراعي لصالح المزارعين ورفع الأجور وتحسين مستوى المعيشة ووقف التشريد. 6/ انتهاج سياسة خارجية مستقلة. 7/ تحويل المجالس المحلية إلى مؤسسات عامة لخدمة مصالح الجماهير في التعليم والصحة والعلاج والسكن. وخلال تلك الحملة كان يتم نزع لافتات الدعاية للمرشحين واعتقال مرشحين أثناء مخاطبتهم للناخبين او اعتقالهم قبل الليلة الانتخابية حتى من بعد منتصف الليل ويتفرق الناخبون. وملاحقة أعضاء اللجان الانتخابية للمرشحين(كنت تلميذاً بالثانوي وعضواً باللجنه الانتخابيه لابي عيسى"رمز العجله" وفي ليلته الانتخابيه كانت اعداد رجال البوليس اكثر من حضور الليله)!! والاضراب السياسي دعت له كتلة النقابيين الديموقراطيين في 24/10/64 وجاء في بيانها، «ان المظاهرات وحدها في معركة الاطاحة بهذا الحكم لا تكفي ومن الممكن أن نتقدم بها خطوة أخرى ولهذا رأينا اعلان الاضراب العام من اليوم والى أجل غير مسمى ، اننا ندعو جميع الفئات الدخول في الإضراب.» وأعلن مكتب النقابات المركزي (الحزب الشيوعي) في ذات 24/10 تأييده لبيان كتلة النقابيين الديموقراطيين ودعا المواطنين والمهنيين للمشاركة في الاضراب. وفي يوم 25/10 أعلنت جبهة الهيئات الدخول في الاضراب السياسي العام وفي ذات اليوم أصدر الحزب الشيوعي بياناً لجماهير الشعب جاء فيه: إن بلادنا تجد لأول مرة منذ سنوات قيادة شعبية متحدة في الهيئة المناضلة التي أعلنت الاضراب.. والتى تجد الاستجابة بدليل الخطوات الناجحة للاضراب. * وحدوا صفوفكم خلف هيئتكم الشعبية المناضلة قائدة الاضراب العام.. * نظموا لجانكم في كل حي وحسب مكان العمل وأرسلوا بمناديبكم الى هذا التنظيم الشعبي الثوري.. هي آلة الزمن تعود لخمسين عاماً من 2014-1963. ونواصل..
|
|
|
|
|
|