|
هوامش شخصية بقلم عبدالله علقم
|
01:00 AM Aug, 22 2015 سودانيز اون لاين عبدالله علقم - مكتبتى فى سودانيزاونلاين
(كلام عابر)
سلفي هيأ الله لي في عيد الفطر الماضي أداء العمرة وزيارة المدينة المنورة بعد غياب طويل كاد أن يقارب السنتين، وهي في تقديري فترة طويلة نسبيا لمن هم مقيم في المملكة العربية السعودية. ورغم الجو الروحاني الجميل الذي يحلق فوق المكان ويحلق بك بعيدا من الطائفين والساعين والزائرين في سماوات من النقاء والرهبة، إلا أنه لا بد أن يسترعي الانتباه حركة التصوير النشطة بواسطة أجهزة الهواتف المحمولة التي يطلق عليها اسم الذكية. كان التصوير إلى زمن قريب ممارسة نادرة في هذه الأمكنة المقدسة، ولا يجد قبولا من الذوق العام، لكني لاحظت هذه المرة تزايد المصورين والصور الذاتية التي يطلقون عليها اسم السلفي، على نحو مزعج يجافي حالة الخشوع التي يفترض أن يكون فيها المعتمر والزائر. بعضهم يتصنع الخشوع برفع اليدين بالدعاء يديه، وعيناه مع عدسة الكاميرا التي تلتقط له الصورة. التصوير في كل مكان داخل الحرمين الشريفين والمزارات في المدينة المنورة، وكأنهم يصورون دعاية لمنتج استهلاكي جديد في طريقه لغزو الأسواق. قرأت قبل فترة مقالا لكاتبة خليجية تنتقد فيه هذه الظاهرة، ولكن لم يخطر علي بالي أن هذه التكنولوجيا اللعينة ستجلب لي كل هذا الضيق وتنتقص من فرحتي بالحدث الجميل. تقبل الله منا ومنهم وغفر لنا ولهم. حسن الجزولي قبل أيام،وأنا في مدينة الدمام، نقل لي ابني ببساطة شديدة خبر وفاة (واحد من ناس القضارف اسمه حسن عمر الجزولي). قال لي ان اطلع على الخبر في صفحة أحد أصدقاء الفيسبوك.لم يكن ابني يعلم أن خبره ليس ككل الأخبار، وأن صديقه في الفيسبوك هو أخ غير شقيق لحسن عمر الجزولي، وأن حسن عمر الجزولي هو شقيقي الأكبر الذي لم تلده أمي. لو كان الظرف غير الظرف، والمكان غير المكان، والزمان غير الزمان، لعايش ابني عمق هذه العلاقات والروابط الأسرية وتمتع بدفئها وحميميتها.لعنت سنوات البحث عن المستقبل في ديار الآخرين، وهو بحث طال والتهم ما يزيد عن الثلاثة عقود من الزمان الصعب والأعمار الفانية.بدأ البحث قبل مجيئ المشروع الحضاري، والحمد لله على كل حال. سلبت منا سنوات الغربة الطويلة الكثير دون أن ندري، ولم يسلم الأبناء من هذا الاستلاب والاغتراب وأعراضه الجانبية. إنا لله وإنا إليه راجعون،ورحم الله شقيقي الأكبر الذي لم تلده أمي حسن عمر الجزولي، فقد كان منظومة خيرية تمشي على قدمين، وعطر ثراه وطيب ذكراه،وجعل قبره روضة من رياض الجنة، وإني لفراقه لمحزون،أشد ما يكون الحزن.
كل الأحبة يرتحلون فترحل عن العين شيئا فشيئا ألفة هذا الوطن (أمل دنقل) (عبدالله علقم) mailto:[email protected]@yahoo.com
أحدث المقالات
- إحدى عشرة رسالة لوالي الخرطوم .. (3) مطار الخرطوم يا والي الخرطوم .. بقلم توفيق عبد الرحيم منصور 08-20-15, 02:33 AM, توفيق عبد الرحيم منصور
- إحدى عشرة رسالة لوالي الخرطوم .. (2) المغالق شطحت وبالغت ..بقلم توفيق عبد الرحيم منصور 08-18-15, 11:01 PM, توفيق عبد الرحيم منصور
- إحدى عشرة رسالة لوالي الخرطوم .. (1) النفايات الخطرة ومشروع السليت .. بقلم توفيق عبد الرحيم منصور 08-18-15, 10:54 PM, توفيق عبد الرحيم منصور
- ديمقراطية .. أم ديكتاتومقراطية ؟!! بقلم توفيق عبد الرحيم منصور (أبو مي) 11-16-14, 02:08 PM, توفيق عبد الرحيم منصور
- ديمقراطية .. أم ديكتاتومقراطية ؟!! توفيق عبد الرحيم منصور (أبو مي) 10-28-14, 07:01 PM, توفيق عبد الرحيم منصور
- المرض العضال .. ودكتور الفاتح طبيب العيون المعروف !! توفيق عبد الرحيم منصور (أبو مي) 10-11-14, 04:16 PM, توفيق عبد الرحيم منصور
- نبؤة رسولنا الكريم وبساتين تبوك، واستخلاص العبر !! بقلم توفيق عبد الرحيم منصور 07-17-14, 12:07 PM, توفيق عبد الرحيم منصور
- ذكريات مضحكة ومبكية في آنٍ واحد!! توفيق عبد الرحيم منصور (أبو مي) 10-28-13, 04:21 PM, توفيق عبد الرحيم منصور
- أحداث (رفع الدعم) والتعليقات والتصريحات الغير موفقة !! توفيق عبد الرحيم منصور (أبو مي) 09-28-13, 08:58 PM, توفيق عبد الرحيم منصور
اغتيال صحفي سوداني بقلم فيصل الدابي/المحامي 08-21-15, 04:00 PM, فيصل الدابي المحاميانجيبك انجيبك لو صرت بعرين السبع هم انجيبك العراقيون والمالكي والطريقة الاوكرانيه بقلم صافي الياسري 08-21-15, 03:57 PM, صافي الياسريقضية حياة اسرى حركة العدل و المساواة...قضية حياتنا جميعا.. بقلم:امير(نالينقيي) تركي جلدة اسيد 08-21-15, 03:55 PM, مقالات سودانيزاونلاين(الحاري.. ولا المتعشم)!! بقلم عثمان ميرغني 08-21-15, 03:54 PM, عثمان ميرغنيالغُلُوُّ والتَّطَرُّف.. حدود المفهوم وضوابطه بقلم الطيب مصطفى 08-21-15, 03:49 PM, الطيب مصطفى صراع العقل و البندقية في السودان (2) بقلم زين العابدين صالح عبد الرحمن 08-21-15, 02:54 PM, زين العابدين صالح عبد الرحمناجتماع البشير مع قياداته العسكرية، الحلقة الثانية بقلم طالب تية 08-21-15, 02:49 PM, طالب تيةبرلمان جنوب افريقيا يحاكم الرئيس زوما في ملف الرئيس البشير ؟ الحلقة الثانية ( 2-3 ) بقلم ثروت قاسم 08-21-15, 02:45 PM, ثروت قاسم"الحوار الوطني" جهد فارغ، وأحابيل إسلاميين بقلم صلاح شعيب 08-21-15, 02:43 PM, صلاح شعيب سوداني واحد يغير سياسة فرنسا وبريطانيا العظمى! بقلم فيصل الدابي/المحامي 08-21-15, 02:41 PM, فيصل الدابي المحاميالسودان… الكرة في ملعب الشعب بقلم خالد الاعيسر 08-21-15, 05:10 AM, خالد الأعيسرلزول الوسيم: عبد الخالق محجوب في ربيعه الثامن والثمانين (4 مقالات) 1) حزبه، مأثرته، بركته 08-21-15, 05:06 AM, عبدالله علي إبراهيمإسألوا اللصوص : ...من أين لك هذا ؟ بقلم محمد عبد المجيد أمين (براق) 08-21-15, 05:04 AM, محمد عبد المجيد أمين(عمر براق)بين القومية والقبلية بقلم هلال زاهر الساداتي 08-21-15, 05:02 AM, هلال زاهر الساداتى
|
|
|
|
|
|