|
همــبته .. لا مــبادرة ..
|
د.ابومحمد ابوآمنة \ الهمبته ظاهرة معروفة في السودان منذ قرون تقوم علي القلع والسلب والنهب خاصة للابل وللحيوانات الاخري. ولاتستبعد ان يحضر لك همباتي بعد الاستيلاء علي قطعانك بانه علي استعداد ليرد لك املاكك مقابل ان تتنازل عن البعض منها, وليس امامك الا الموافقة والمال تلتو ولا كتلتو. المشير البشير يسير علي نفس النهج. فقام بسلب حقوقنا في الحياة الكريمة التي الفناها منذ ايام االاستعمار, فلا حرية صحافة او تظاهر, او لقاءات اواعتصامات. والا فالبوبمان وخراطيش الضرب, والرصاص, والتعذيب, والارهاب والاعتقال, والتصفية والضرب بالطائرات وحرق القري والمنع من الطعام والغذاء. وكما كان الهمباتي يحضر ليساومك في حقوقك, يحضر المشير ليساومك في حقوق هو نزعها عنك بقوة السلاح. قال بالامس انه يطلق سراح بعض المعتقلين, ويوفر حرية الصحافة, ويسمح للاحزاب بممارسة نشاطها في دورها. الله .. الله .. ألم تكن هذه الحقوق متوفرة قبل انقلابه المشئوم في عام 1989؟؟ ألم تكن هذه الحقوق مضمنة في الاتفاقيات التي وقعها مع الحركة الشعبية وفي اتفاقية ابوجا واسمرة والخرطوم والقاهرة؟ وكذلك في دستور عام 2005؟ ألم تكن هذه حقوق توارثناه عن الاجيال السابقة؟ هو يناور, ان يرد لنا حقوقنا بمقابل ان يبقي هو في منصبه وبسلطاته وجاهه وفساده وبقبضته الحديدية. لقد نكص العهد مرات ومرات ولم يتقيد باي من الاتفاقيات التي مهرها وبهذا صار فاقدا لاي مصداقية في اي اتفاق يتم بينه وبين قوي المعارضة. ولذا فان وجود المجتمع الدولي كضامن هو ضرورة قصوي. اي حوار يتم وهو ما زال رئيسا للجمهورية وريئسا للجان المحاورة لا طائل منه. يجب ان تكون الاطراف المتحاورة متساوية في كل اوجه التعامل والمظهر والاحترام. ان اطلاق سراح المعتقلين وحرية الصحافة وممارسة الاحزاب لنشاطها هي حقوق نزعت وعادت, وليست هبة من المشير وليست مدخلا للمناورات. شوف غيرها... لو كان المشير جادا - او قل مجبرا- لاجراء حوار مع قوي المعارضة الفعالة وذات القاعة الجماهيرية, عليه الغاء كافة القوانين المقيدة للحريات واطلاق سراح المعتقلين السياسيين, ووقف الحرب والدمار وتوفير الغذاء والعون الانساني لملايين النازحين في كافة ارجاء القطر, والتقيد بقرارات ملتقي الحوار وبالحكومة الانتقالية وبالدستور اذي يتفق عليه. ما يقوم به المشير حاليا هو ضحك علي الذقون.. واخيرا اعتذر لجميع همباتة السودان القدامي, فقد عرفوا بالشجاعة, وبالاقدام, وبالكرم, والتعاطف مع المساكين عكس المشير الذي اشتهر بالكذب والنفاق والدسائس والفساد ومص دماء الكادحين. الهمباتي كانت قبيلته في الماضي تفتخر به, فمن منا يفتخر بسفاح؟
|
|
|
|
|
|