|
هل يوجد عاقل واحد يرفض السلام . . لا اعتقد
|
طوبى لصانعي السلام
هل يوجد عاقل واحد يرفض السلام . . لا اعتقد
وبالتالي فالسلام يظل مطلبا رئيسيا لأنه هو المدخل الوحيد لتحقيق الديمقراطية بثوابتها المتفق عليها دوليا أي الدستور المستمد من إرادة الشعب والذي يضمن :الفصل بين السلطات وضمان الحريات . . وقتها فقط يمكننا أن نتحدث عن تنمية مستدامة وعن سودان جديد .
من هنا يجب أن نلتف حول السلام .
صحيح أن الاتفاق تم بين طرفين لم يخولهما الشعب للتفاوض حول مستقبله ولكن الصحيح أيضا انهما أنجزا هدفا لم يستطع كل الذين خولهم الشعب - أو لم يخولهم - أن ينجزوه، وأعني به وقف نزيف الدم السائل نتيجة الخلاف بين الشمال والجنوب .
نحن إذن لا نتحدث عن عدم شرعية، من حقق الهدف ، أو شرعية من عجزوا عن تحقيقه . نحن نتحدث عن هدف يمثل المطلب الرئيسي والمدخل الوحيد لتحقيق كافة الأهداف التي سعى السودانيون لتحقيقها منذ الاستقلال، بل وحتى قبله، بما في ذلك وقف الاقتتال في دار فور وتلبية المطالب العادلة لأهله الذين ظلموا كما لم يظلم أحد غيرهم في السودان ،حتى أهل الجنوب، وهي قضية ظلت تتفاعل تحت الأرض دون أن يلتفت إليها أو يعيرها بالا كل الذين تبادلوا الحكم في الخرطوم عنفا أو سلما.
ودار فور ، بعد تحقيق السلام في الجنوب ، هي أم القضايا التي يجب أن يلتفت إليها السودانيون ، لأن الالتفات إليها يعني أنهم عقدوا العزم على حماية السلام وخيار السودان الجديد الذي اصبح الكل يردده من غير تحديد لمضامينه حتى ظن البعض انه شيء آخر غير خيار الديمقراطية بثوابتها المتفق عليها دوليا.
باختصار لم يعد هناك وقت كي يهدره السودانيون وما عاد العالم يطيق تسويف القضايا ومحاولات الالتفاف فثوابت القرن الجديد أصبحت واضحة وسوداننا الجديد الذي نحلم به لن يكون، لا جديدا ولا قديما في الخريطة، إذا لم تكن ثوابته هي ثوابت القرن.
وآخر القول :علي السودانيين أن لا يتركوا الفرصة الأخيرة تفلت من يدهم ، فإما أن يكون سلام، يقودنا إلى السودان الجديد وإما هدنة، تأتي بعدها الطامة بل الطامات وندخل مرحلة السودانات الموزعة على دول الجوار .
منصور شاشاتي
|
|
|
|
|
|