|
هل وفد الحركة الشعبية للتفاوض بداية التنازل والتهميش لقضية جبال النوبة بقلم / آدم جمال أحمد – سيد
|
هل وفد الحركة الشعبية للتفاوض بداية التنازل والتهميش لقضية جبال النوبة بقلم / آدم جمال أحمد – سيدنى - أستراليا إن طريق السلام فى السودان محفوف بالمخاطر وليس بالسهل ، والسعى من أجل السلام فى بلادنا أمر شاق وعسير .. وملئ بالعقبات التى تحتاج الى الكثير من المثابرة والتفهم التام ، والإستعداد لإبداء التنازلات فى سبيل تحقيق السلام العادل لمنطقتى جبال النوبة والنيل الأزرق فى إطار القرار الأممى 2046 الخاص بالمنطقتين ، وخاصة أن أشواق سكان جبال النوبة تتوق أن يصل الطرفان لإتفاق حول الأمر ، إذا صدقت النوايا وتوفرت الإرادة السياسية ، لتلافى الماسأة الإنسانية ، ووقف نزيف الحرب المدمرة التى حصدت أرواح الأبرياء وقتلت وشردت الألاف وأصبح الكثير من أبناء النوبة نازحين وفاقد تربوى ، فلذلك لا أحد يرفض السلام ووقف الإقتتال بين الطرفين ، إلا الذين لديهم أجندة ومصلحة فى عدم إستقرار الولاية وأهلها ، وإستمرارية سعير الحرب وحصد أرواح أبناء النوبة والغافلين عن الأجندة الحقيقية للحرب ، التى لم تجلب غير الخراب والدمار والموت بالمجان ، رغم ذلك يستخدمون قضية النوبة وإقليمهم حصان طروادة ومطية للوصول الى المركز وكراسى السلطة ، والتى لا تتم إلا عبر الحل الشامل وإعادة هيكلة الدولة السودانية أى إسقاط النظام وشعارات بناء دولة الديمقراطية بمشاركة كافة القوى السياسية السودانية ومنظمات المجتمع المدنى ، التى لم تقف يوماً ما مع النوبة فى محنتهم ، لذلك نحاول من خلال هذا المقال إستدعاء عقول أبناء النوبة أى كان موقعها ومكانها للوقوف على قائمة وفد الحركة ، الذى تم بعد مشاورات واسعة شملت قيادات وأجهزة الحركة الشعبية والجبهة الثورية والقوى السياسية ومنظمات وشخصيات فاعلة فى المجتمع المدنى ، كما جاء فى البيان، فكونت وفدها التفاوضى لجولة المفاوضات التى ستبدأ يوم and#1777;and#1635; فبراير الجارى بأديس أبابا ، ويتكون الوفد من ياسر عرمان رئيساً للوفد وكبير المفاوضين ، الجنرال جقود مكوار مرادة نائب رئيس الوفد ونائب كبير المفاوضين ، نيرون فيليب أجو ، الدكتور أحمد عبدالرحمن سعيد ، بثينة إبراهيم دينار ، إزدهار جمعة سعيد ومبارك عبدالرحمن أردول جمعيهم الستة من جبال النوبة ، هاشم أورطة وسيلا موسى كلاهما من النيل الأزرق ، فلا أحد من هؤلاء الثمانية يجرؤ على إعتراض ياسر عرمان الذى إستطاع عبر سلسلة من التحالفات الداخلية مع المجموعات المكونة للحركة قطاع الشمال، وتبنيه لعدد من المثقفين ورعايته لهم برعايتهم وتأهيلهم على حساب وإقصاء وفصل وتهميش خيرة قيادات النوبة ، وصياغة شخصياتهم على نحو يجعل منهم نجيمات صغيرة تدور فى فلكه ، فإستطاع بذلك أن يبسط سيطرته تماماً على الحركة ، فأضحى الوضع يشير إلى مجموعة من القادة العسكريين (كمندرات ) يقودون جبهات القتال ، ومجموعة من النخبة المثقفة يزين بهم وجه الحركة فى المحافل الدولية ومنابر التفاوض وهى ما تعرف بمجموعة أولاد عرمان ، تيمناً بمجموعة أولاد قرنق ، وعلاقتهم به أشبه بعلاقة الشيخ مع حوارييه مثلما كان عرمان ونيال دينق والحلو حواريى قرنق ، بالإضافة الى عضوية and#1634;and#1636; من الشخصيات جلهم من الشيوعين واليساريين والبعض منهم لا علاقة لهم أو صلة بالمنطقتين للتفاوض .. والتى جاءت مخيبة ومحبطة لكل الآمال ، ووسط إستياء وتذمر كبير بين أبناء النوبة بالحركة لشعبية ، فلذا أن هناك بعض المحاذير والكثير من التساؤلات من بينها تشكيل وفد الحركة الشعبية – قطاع الشمال برئاسة أمينها العام ياسر عرمان ، رئيساً للتفاوض ومعه شخصيات ضعيفة وبعضهم لا خبرة لهم بالتفاوض وأسسه أو حتى دراية بقضية جبال النوبة وتفاصيلها ، وبعضهم إنضم للحركة الشعبية بعد الفتح (إتفاق نيفاشا )، وبعضهم لم يشهد له مواقف مع قضية جبال النوبة أو المطالبة بوقف ما يجرى ويحدث فى المنطقة ، ولكن يبدو أن ياسر ليس حريصاً لحل قضية جبال النوبة وتحقيق للنوبة حقوقهم ، لأنه يعلم تماماً بأن هناك إستياء وعدم قبول له وسط أبناء النوبة ، لأنهم إكتشفوا مؤخراً بأنه يقف ضد رغبة أبناء النوبة ، ورفض حل قضيتهم على حسب رؤية أبناء النوبة أو وفقاً للقرار الأممى 2046 ، فلذلك جاء تشكيل الوفد بهذه الشاكلة ليرضى رفاقه فى الجبهة الثورية من خلال إطار الحل الشامل وإسقاط النظام بإعادة هيكلة الدولة ، فأى معيار أوكل به ياسر عرمان لمهمة التفاوض مع الحكومة ، وعضوية لأشخاص لا صلة لهم بالمنطقة ، ومعظمهم من الشيوعيين ، أليست هذه محاولة لعرقلة التفاوض بوضع المتاريس ومناقشة الشئون الإنسانية قبل الترتتيبات الأمنية بوقف إطلاق النار وفتح المسارات الآمنة لضمان وصول المساعدات الإنسانية ، وبل يعتبر تجاوز لأبناء النوبة والنيل الأزرق بالحركة الشعبية ، وتهميش لدورهم فى المشاركة الحقيقية فى وفد التفاوض ، وخاصة أحزاب النوبة ، والشخصيات الوطنية والسياسية والمثقفين منهم المعارضين للحكومة ، ونحن نعلم هؤلاء هم من حركوا الآلة الإعلامية وقاموا بتعرية النظام وتحرير مقالات ونشر كتابات ساهمت فى تحريك الضمير العالمى حول ما يجرى فى جبال النوبة ، وبل قاموا بتنظيم كل المسيرات فى كثير من دول العالم ، ومنهم قيادات نوبية داخل الحركة الشعبية ، فقط جريرتهم إعتراضهم على حل قضية جبال النوبة فى إطار الحل القومى الشامل ورفضهم للجبهة الثورية التى تم تهميشهم فى هياكلها ، وعلى الحرب الدائرة التى تحصد أهاليهم وتحرق أراضيهم وهم من يطئون الجمرة ويدفعون الثمن ، فلذلك قالوا لياسر عرمان لا ... لأنه لا يملك جندى واحد ولم يدفع فاتورة الحرب أو فقد عزيز او شخص من أسرته طوال سنوات الحرب ، فلا وجود لقيادات النوبة المؤثرين فى وفد التفاوض ، وأصلاً التفاوض يدور حول قضيتى منطقة جبال النوبة والنيل الأزرق ، فما علاقة بعض كوادر الحركة الشعبية والحزب الشيوعى من غير المنتسبين لهاتين الولايتين بالوفد التفاوضى ، وما صلة ياسر عرمان على رأس الوفد وكوادر الحزب الشيوعى وبقية الأحزاب ، والتى رفضها جون قرنق وتجاوز فيها حتى التجمع الوطنى ولم يستصحب فيها دكتور الشفيع خضر .. وفاروق أبوعيسى ومنصور خالد ومحمد عثمان الميرغنى زعيم التجمع ، وذهب الى نيفاشا كجنوبيين ، وحينما سئل أجاب بأن القضية تخص الجنوبيين ، وهم من دفعوا الثمن ، فأين أبناء النوبة من هذا النهج الذى إنتهجه قرنق ، وهم يعلمون بأن ياسر عرمان وزمرته من الشيوعيين واليساريين معروفين بمواقفهم السلبية والعدائية تجاه النوبة وقضيتهم .. فياسر عرمان كان مسئوولاً عن ملف جبال النوبة بالحركة الشعبية لمدة عشر سنوات ، فى الوقت الذى نجد فيه أن كثيراً من أبناء النوبة داخل الحركة الشعبية كانوا مؤهلين لحمل هذا الملف .. وعندما يسأل عن سبب ذلك .. يبرر عدم وجود قيادة نوبية قادرة على حمل هذا الملف .. ولكن السبب أن قيادات الحركة من خارج المنطقة لم تثق كل الثقة فى أبناء جبال النوبة ، وعرمان هو أول من وقف ضد حق تقرير المصير لأبناء جبال النوبة فى مؤتمر مصوع 1992 م ، وكذلك هو من ساهم فى إقصاء وتهميش الكثير من أبناء النوبة فى قيادة قطاع الشمال ، وعندما ترك ياسر عرمان الملف أوصى بتعيين (وليد حامد) لحمله حتى لا يخرج الملف عن دائرة الشيوعيين بالحركة .. وياسر تشهد له مواقفه العدائية تجاه ابناء النوبة حينما رفض حضور أبناء النوبة لمؤتمر كمبالا ، ومواقفه فى قطاع الشمال تشهد له بذلك ، وحتى تحذيره لأفراد الوفد بعدم الجلوس أو الإلتقاء بأبناء النوبة فى وفد الحكومة ، وأن أى لقاء يجب أن لا يتم فردياً إلا فى حضوره ، فهل إختيار وتكوين وفد الحركة الشعبية بهذه الشاكلة يدل بأن هناك أيدى خفية هى من ترسم وتخطط لهذا الدور ، أم أن قادة الحركة الشعبية الثلاثى لا يثقون فى قدرات أبناء النوبة ولا يتقربون الى كل من يعترض ويقول لسياساتهم التى نجحوا فيها بإبعاد وفصل وتهميش كل من يطالب بحق النوبة بعيداً عن حلول الجبهة الثورية ، والتى تعتبر ترف للنوبة الذين صارت أشواقهم متعلقة بالسلام ومعالجة الوضع المتردى فى جنوب كردفان ، والبحث عن السلام ، كخيار هام وعاجل للمرحلة ، لكى يتجاوزوا عبرها ويلات الحرب الأهلية ، التى أرهقت كاهل النوبة فى شتى مناحى الحياة العامة .. الإقتصادية والسياسية والإجتماعية .. الأمر الذى جعلهم يهرولون خلفاً وراء السلام ، أم أن أبناء الوسط النيلى والحزب الشيوعى بالحركة الشعبية هم من يسيطرون على مفاصل الحركة ومراكز القرار ، فمنذ متى كانا عرمان والحزب الشيوعى قلبهما على جبال النوبة أو أهلها ، فلذلك لا خير فى عرمان ومتاجرته بملف أبناء النوبة ، وشخصية مثل ياسر عرمان وسعيه بقضية النوبة ، هذا لا يمكن أن نفهمه من أجل عمل وطنى ، لأن عرمان يبقى واحدًا من جنرالات الحرب فلا يمثل الشخص المناسب لقيادة الوفد ، السبب لأنه يعمل ضد رغبة النوبة وينفذ فى أجندة لا علاقة لها بالقضية والمنطقة ، فلا قيمة لعرمان عند مثقفى أبناء النوبة إلا كونه يصلح أن يكون واحدًا من االذين يمثلون الجانب الآخر لخدمة مخططات الحزب الشيوعى والجبهة الثورية ، التى لا تخدم أجندة النوبة التى من أجلها حملوا السلاح (الأرض – التمثيل فى السلطة والثروة – التنمية والخدمات) ، فلذلك أن أى حل لقضية جبال النوبة فى إطار القرار الخاص بالمنطقتين يجد ياسر عرمان نفسه خارج اللعبة ، ولكن السؤال أين قيادات النوبة ، وياسر عرمان ينسق وينظر بشأن جبال النوبة (جنوب كردفان) ، وكأنما هذه الولاية أرض بلا شعب أو شعب بلا (كبار) ، ولا يهمه ما يجرى أو يدور فى جبال النوبة ، إذا لم توافق مصالحه الذاتية ، لأنه يعمل ضد رغبات أبناء النوبة .. وعرمان نفسه يضحك على الحركة الشعبية – قطاع الشمال والجبهة الثورية فهو يفهم جيداً ماذا يعنى هو نفسه لها؟! متى تكون الحاجة إليه ومتى يكون الإستغناء عنه؟! وعرمان لا يملك مشروعاً سياسياً وطنياً متميزاً ، فكل ما يتحدّث عنه كذلك غيره يلوكه .. وهذا ما جعله يتوه من تمرد إلى تمرد ، ويتطفّل فى ملفات قضايا لا تعنيه .. فمثلاً يتحدث عن قضية جبال النوبة والسؤال لماذا لا يتحدث عنها سابقاً ؟! هل هو من جبال النوبة؟! أم هو فقط فى (سوق الحرب)؟! فلذلك المطلوب من النوبة بعد أن إتضحت ملامح اللعبة وفقدت الحركة الشعبية بريقها ، وأصبح أبناء النوبة وقوداً لحرب لتحقيق مصالح الآخرين ، الذين يستخدمونهم مطية فى الوصول لأغراضهم ، هل آن الآوان لأبناء النوبة أن بنتفضوا ، ويقودوا الحركة الشعبية بأنفسهم ، وبمشاركتهم الفاعلة ، والإلتفاف حول حل قضيتهم من خلال رؤية سياسية وتفاوضية متفق عليها تحقق لهم مطالبهم التى من أجلها حملوا السلاح ودفعوا الثمن غالياً ، بعيداً عن الحلول العسكرية والقومية ، التى لم تجلب للنوبة غير الموت والدمار والتخلف ومزيد من التهميش والإهمال ، نحن قصدنا أن نبين لأبناء النوبة ما يدور ويحاك من مؤامرات خفية لقياداتهم وقضيتهم ، لعلنا نفسح المجال للحوار البناء مع فصائل الإعتدال بعيداً عن الإنطباعات المغلوطة ، التى تبعث فى النفوس مزيداً من النفور والتقاطع ولكى نحاول أن نفتح معاً كوة مضيئة للتثاقف الإيجابى وليس التثقيف السالب ، ومحاولة تنبيه الحادبيين من أبناء النوبة الى حقيقة مخاطر الحرب التى تهدد جبال النوبة ومحاولة التسويق لحل القضية النوبية فى الإطار القومى ومحاولة ربطها بالأقاليم الأخرى من خلال قوالب تساهم فى طمس وتذويب مطالب النوبة التى من أجلها حملوا السلاح ؟ ومن ثم توعيتهم وتعبئتهم لمواجهة تلك المخاطر لتوحيد صفهم وكلمتهم وخطابهم السياسى والإعلامى فى هذه المرحلة العصيبة التى تمر بها القضية؟ ، وتبديد أحلام المتآمرين الذين يحلمون بأن يبقى النوبة فى ظل هامش الوطن ، فلذا نحن نحتاج لتسليط الضوء على بعض المستجدات فى الساحة النوبية من كتاباتنا ، نحاول فيها أن نسترجع الذاكرة النوبية والسودانية الى بعض فصول التجربة النضالية المريرة التى خاضها شعب جبال النوبة فى هذا السودان على مر العصور والأزمان ، و كيف أن أحلام النوبة قد تم إختزالها وتهميشها .. لذلك دعونا نتسأل هل هناك أصلاً مشكلة فى جبال النوبة ؟ وهل هناك خصوصية لجبال النوبة ؟ وماذا يريد النوبة وما هى قضيتهم؟!.. وهل يمكننا تجاوزها أو حلها عبرحوار إيجابى نتفق على أسسه ، وهل شكل وفد التفاوض بهذ الصورة بداية التنازل للقضية النوبية ؟؟. فلذلك يجب أن يختصر تشكيل الوفد فقط لأبناء النوبة والنيل الأزرق وبرئاسة احد أبناء المنطقتين ، لأنهما أدرى بمشاكل ومصالح أهلهما ومناطقهما ، والمثل يقول (ما حك جلدك مثل ظفرك) ، وأن يكون هناك منبر للتفاوض خاص بقضية جبال النوبة فى شكل وعاء يتثنى للجميع المشاركة فيه لبلورة رؤية موحدة يتفقوا عليها جميعاً ، رغم وجود التباينات الفكرية والعقائدية والعرقية وليكون هذا لمصلحة جميع مواطنى المنطقة من نوبة وعرب وغيرهم ، نسبة لخصوصية القضية والمنطقة تحت رعاية إحدى الدول وبإشراف من الاتحاد الأفريقى والأمم المتحدة ، لإنتشال الولاية من مأزق الحرب ، التى تسببت فى الماسأة الإنسانية التى يعيشها إنسان جبال النوبة ، لأن الحرب ظاهرة إستثنائية وليست أمراً طبيعياً ، ويتعين على أبناء جبال النوبة فى الحركة الشعبية وأبناء النوبة المعارضين بالخارج التمسك بالرؤية السياسية الخاصة بإقليم جبال النوبة ، التى وضعها بعض أبناء النوبة ، تؤكد رغبة النوبة فى الوصول لتسوية للنزاع بأسلوب عادل ومستدام عن طريق إزالة الأسباب الجذرية لقضية جبال النوبة ، وعن طريق وضع إطار للحكم يتم من خلاله ضمان حكم وإقتسام للسلطة والثروة بصورة عادلة ، لأن قضية منطقة جبال النوبة تختلف كماً ونوعاً عن القضايا الأخرى ، وقد شهدت ظلماً إقتصادياً وتاريخياً ، لذلك يتعين على الطرفين السعى معاً من أجل الإتفاق لحل قضية جبال النوبة فى إطار وحدة السودان والتأكيد على خصوصية القضية. ولنا عودة ....... آدم جمال أحمد – سدنى – استراليا 8 فبراير 2014 م
|
|
|
|
|
|