|
هل هؤلاء أعضاء في هيئة علماء السودان ؟/الرازي محمدين
|
في الأيام القلائل الماضية وحتى الآن ينشغل الرأي العام بقضية الفتاة مريم التي ارتدت عن دينها وتناول الاعلام هذه القضية وروج لها ترويجاً ضخماً لا سيما الصحافة الورقية وليس الغريب أن يتناول الاعلام مثل هذه القضية ، فهذا شئ طبيعي جداً وهذا هو دور الإعلام المنوط به . لكن الأغرب أن يتحول الصحفيون ويجندوا أنفسهم قضاةً وفقهاء لهذه القضية ، فتارة تجد أحدهم يكتب ويدافع عن الفتاة ويستنكر حكم المحكمة ويصفه بالغريب ، وآخر يُصدِر حكماً وكأنه هو القاضي ، وآخر يفتي في القضية ويصبغ فتواه بأدلة وأقوال ينسبها لعلماء ومذاهب لا يعرف عنهم شئ سوى أنه سمع الناس يقولون قال فلان وقال المذهب الفلاني كذا وكذا فقال معهم . فالذي طالع مقالات وأعمدة الصحف لكأنه بمن يكتبون هم علماء من مجع الفقه الاسلامي أو من هيئة علماء السودان . وهؤلاء - أعني بهم بعض الصحفيون - ربما لو سألت أحدهم من هو الامام مالك ؟ من هو أبو حنيفة ؟ ماذا تعرف عن مذاهبهم ؟ لتلعثم ووقف كما يقف .......... عند العقبة . ما أود قوله أن من ينقل كلاماً أو يكتب شيئاً لا بد أن يتأكد من مصدره وأدلته وهل هي صحيحة أم سقيمة ، قوية أم ضعيفة . حتى لا ينقل أو يكتب كلاماً ليس له أي إسناد ويكون بذلك أفسد من حيث لا يشعر . وهناك أيضاً من روج لهذه القضية وهو يريد أن يخدم أجندة خبيثة لا تريد إلا تشويه صورة الاسلام والمسلمين فمنهم من خاض وكتب بأن هذا الحكم -الاعدام- يشوه صورة الاسلام ومنهم من نفى الحكم وقال بأنه لا يوجد دليل واضح يدل على قتل المرتد وربما نسي أو تناسى أن يأتي بأدلة تعضد كلامه ويقنع بها من يقرأ كتاباته. فقط هي شهوات وحظوظ نفس يريد أن ينالها . وخلاصة القول أنا لا أريد أن أقول بأن يراق دم تلك الفتاة بهذه السهولة لأن الاسلام أصلاً لم يأتي لإراقة دماء الناس ، إنما لحفظها وصيانتها وإن كانت النفس كافرة إلا بضوابط وشروط لها أدلتها في الكتاب والسنة ولست بصدد هذا . لكن يجب النظر في هذه القضية من ناحية أنها تمثل حكماً من الأحكام الشرعية لا بد له من أدلة واضحة وبينة وبعد ذلك تمضي الجهة المخولة في تنفيذ الحكم ولا تخشى إلا الله . و المطلوب من كل صاحب قلم حُر أن يسخر قلمه في إتجاه يخدم الاسلام ويصُون به عُرى الدين لا لأن يطعن ويحقر من شأن الدين . ولعل من عناية الله بنا أن الأقلام المنهزمة المندسة التي تحاول تشويه صورة الاسلام وأهله بنفي الحدود تارة ، وبإثارة الشبهات تارة وأحياناً باسم حقوق الانسان الوضْعِيّة الوضِيعة أنها ظلت ولفترة طويلة تنتقل من فشل إلى فشل ، ومن إحباط إلى إحباط ، ومن يأس إلى يأس . ولا تنتهز إلا مثل هذه الفرص لتندس بين المسلمين وتشوش عليهم أفكارهم وأمور دينهم . "والله مُتمُّ نورِهِ وإن كرِه الكافرون" .
أ/ الرازي محمدين [email protected]
|
|
|
|
|
|