في سبتمبر ٢٠٠٩ قدم العقيد معمر القذافي عرضاً درامياً في مبنى الأمم المتحدة بنيوروك..مزق القائد الأممي ميثاق الأمم المتحدة ورماه على الأرض..كان من المفترض أن يتحدث العقيد في نحو خمس عشرة دقيقة، إلا أن خطبته امتدت لأكثر من ساعة ونصف..حتى أصدقاء مقربين أمثال أحمدي نجاد لم يحتملوا تلك الثقالة وغادروا القاعة، ومازال الزعيم يشتم العالم ويذكره بالمظالم ..الطريف أن المترجم طلب النجدة من مترجم احتياطي بعد أن أعياه الحديث الطويل والممل، أمس الأول كان المهندس إبراهيم محمود نائب رئيس الحزب الحاكم يتحدث لقيادات من حزبه في أحد المقار النقابية ..قال الرجل الثاني إن صمود السودان في وجه المؤامرات الصهيونية والغربية ورفضه لاستغلال الواجهات الدولية جعله رمزاً في رفض الظلم..وتوقع المهندس إبراهيم محمود استمرار الاستهداف طالما ظلت المخاوف العالمية قائمة. من قبل جربنا محاولة لعب دور أممي ومددنا أرجلنا إلى خارج الحدود..فتحنا مكتباً للمؤتمر الشعبي الإسلامي..جمعنا اليسار العربي من نايف حواتمة إلى أنصار ميشيل عفلق، وأضفنا لهم من قادة الحركات الاسلامية راشد الغنوشي ورجب طيب أوردغان ..فتح حدودنا للمستضعفين فكان الحصاد أن تسلل إلى بلدنا كارلوس وحل بين أيدينا اسامة بن لادن ..من بين غفلة عين وانتباهتها وجدنا بلدنا متهمة برعاية الإرهاب..ولم يكن لنا من الإرهاب غير شعارات نطلقها في الهواء الطلق ونحن نصرخ (أمريكا روسيا قد دنا عذابها)..عقب كل هتاف كانت تقع على راسنا النوازل الدولية. في العامين الأخيرين بذل الرئيس البشير دوراً كبيراً في إعادة ضبط الصوت السوداني بما يتوافق مع المحيط الإقليمي ..تم الانسحاب من المحور الإيراني بصخب أعاد للخطاب السوداني واقعيته.. تم التعامل مع الشأن المصري بعقلية الدولة لا مشاعر الجماعة السياسية.. تخفيض حزمة الشعارات نتج عنه انفراج نسبي في علاقتنا الخارجية في تقديري.. إن الخطاب السياسي السوداني يحتاج أن يتجاوز المرحلة العاطفية..علينا ألا نفترض أننا ضحايا مؤامرة بسبب تمسكنا بمواقف وطنية ..الإحساس باننا في الموقف الصحيح وأن على الآخر تصويب وجهة نظره يجعلنا في عزلة دائمة..الحقيقة تبدأ بالإقرار بأننا دولة تقع على هامش الاهتمام الدولي.. ليس في هذا إساءة أو تقليل من الذات بل إقرار بالواقعية السياسية..هنالك عوامل جعلت من مصر دولة مفتاحية رغم ما تعانيه من مصاعب.. وعوامل أخرى صنعت للسعودية وزناً في المحافل الدولية..الحقيقة أن العالم ينظر إلينا عبر مقياس الأزمات الداخلية ..حينما ندرك حجم قوتنا سنقف في المكان الصحيح. بصراحة ..علينا أن نمد أرجلنا على مقاس لحافنا ..هل تصدقون أن راس مال شركة المراعي السعودية يعادل نحو نصف ميزانية بلدنا الذي مساحته مليون ميل إلا ربعاً akhirlahza
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة