|
هل قيمنا غريبة ؟ بقلم شوقي بدرى
|
07:28 PM February, 21 2016 سودانيز اون لاين شوقي بدرى-السويد مكتبتى رابط مختصر
نشأنا في الجنوب وعشنا في المديريات الثلاث اعالي النيل بحر الغزال والاستوائية . وشاهدنا التكافل والترابط بين الاسرة والعشيرة . عرفنا الشجاعة والنجدة والصبر علي الشدائد . الدينكاوي قد يحضر في الليل ويأخذ بقر اخيه ويربطه امام المحكمة ويقول في الصباح للشيوخ او السلطان ان بقر شقيقه كثير وهو فقير .وتعطيه المحكمة بعض بقر اخيه . ولا يعترض الاخ .
تتزوج البنت عند الدينكا ويدفع العريس عادة 20 بقرة وثورا كبيرا . يكون الخال اول من يأخذ بعض الابقار . وما يتبقي من الابقار تكون بداية المهر الذي يدفعه شقيقها ويتكفل بقية الاهل باكمال البقية وقد تكون لبضعة سنوات .وهذا هو نظام الكشف في الشمال في الافراح والاتراح .
توقفنا ونحن نركب اربعة من اللواري من ملكال في بلدة الكوة . واقسم الناس ان لا نتحرك الا بعد الغداء . وكان الغداء فاخرا شمل حتي الحلو والفاكهة المعلبة والشاي . وكان هذا في1958 .
في 1987 قال لي الاخ حسين كوتي طيب الله ثراه في منزله في انجمينا عندما كان وزيرا انهم كانوا قديما في طريقهم من الخرطوم الي انجمينا علي ظهر لوري وعندما وصلوا قرية احد الركاب من الزغاوة ، ان الرجل غافل السائق وانتزع المفتاح . ورفض ارجاع المفتاح . واصرعلي قضاءهم الليل في القرية . وكانت الذبيحة والعناقريب المفروشة والراحة من السفرية الطويلة .
قبل فترة قالت لي ابنتي نفيسة انها كانت تستغرب وهي صغيرة انني لم اكن آكل ابدا عندما تمتلي الحديقة بعشرات الناس . والحقيقة اننا نصاب بنوع من النشوة و شعور غريب نفقد فيه الشهية عندما يكثر الضيوف . شاهدت اخي طيب الله ثراة السلطان يوسف نقور جوك وهي يستقبل الناس في منزله في جلهاك في مايو 1963 ويجلس علي كرسي القماش ولا يأكل ويشرف علي راحة الضيوف .
كان اهل حي الملازمين يقولون لابناءهم الذين يتأ خرون عن الغداء ,, انحنا ما عندنا حلل ناس ابراهيم بدري . فوالدتي الضنقلاوية التي نشأت في جبال النوبة تصر علي الطعام بكميات كبيرة . واهل جبال النوبة يرحبون بكل الضيوف وفي اي وقت . ولقد استضافوا المهدي وجيشه واطعموهم واعطوهم المأوي والحماية . عندما ذهب شقيقي الشنقيطي مع الاخوة عبد الله وحمودة ابو سن الي رفاعة في الخمسينات كان يقول لوالدتي ان كميات الطعام في منزلنا هي مايتبقي من غداء آل ابوسن .
لقد اعطانا الكبار احساسا بأننا مدانون لكل البشر . وكل من يقابلنا في قطار او في الطريق اومن يبادرنا بالسلام نحن له خدم . وما قابلت شخصا بدون سابق معرفة . والا تمنيت ان يطلب مني شيئا استطيع ان اقدمه له . والكتل ابوك كان جاك في بيتك .... ضيفك . ويقولون ,,المال مال الله .... وفي رقبتنا .
ابنتي سابينا تسكن في بيت ضخم عبارةعن فدانين وبه بحيرة صغيرة وعلي بعد كيلومترين من المطار . يمتلئ منزلها دائما بأهلها واهل زوجها . وتتعب في حل مشاكل واجتماعات القرية . وتقول لمن يستغرب عن تضحياتها . انها شاهدت كيف يعيش الناس في السودان وهي طفلة . وكيف كان والدها يحضر في بعض الاحيان من اسفار مصحوبا بسويديين . لا يعرف اسماءهم في الصباح ،كان قد التقطهم في الطريق . وكانت ترى بعض الضيوف يسكنون عندنا لفترات تطول وتقصر . ولا يتوقف سيل الضيوف . وانها صارت متعودة علي ان تقدم دائما . ,,. العم محمد عبد الله عبد السلام كان من اغني اغنياء السودان واكبر تاجر في كل اعالي النيل ، كان يترك منزله عندما يكون في امدرمان ويذهب الي كوبري المسالمة لكي ,, يقبض ,, علي ألآكلين ليشساركوه طعام الغداء . العم محمد عبد المنعم كان يسكن في منزله الذي يرقي لمستوي القصر وقتها ويواجه مدرسة امدرمان ، كان منزله مفتوحا للفقراء والمعاقين يجالسهم ويشاركهم الاكل ويقسم عليهم المال والملابس . اراد ان يهب كل ماله للأوقاف والزم بالشرع ان يترك ربعا للورثة .
الاخ مفتاح والاخ محمد التوانسة قالوا لي بإستغراب في جامعة لند ... السويد ، ان السودانيين كانوا يخبطون علي ابوابهم ويدعونهم للأكل . ويقول بعضهم انه لا يقدر علي الاكل منفردا . لانهم لم يتعودوا علي ذلك . وكانا يضحكان ويقولا انهم يقففلون ابوابهم , وفي حالة حضور صديق يخفون الاكل بسرعة تحت السرير .
تعلمنا من الوالد عبد الله البنا الشاعر الفحل طيب الله ثراه .
كل من صادقنا اخونا
وكل كبير قومه ابونا
.............
ننطق بالصدق اوان الخوف
ولا نخاف فيه ضرب السيف
شاهدنا في بعض المناطق المطرية صفوفا من الاشجار . وعرفنا انها ترمز الي الطريق الذي هرب منه شخص في معركة او عراك كانوا ,, يتوربوا دربو ,, واكبر شجاعة هي الجود بالمال وعدم الخوف من ما يأتي به الغد . وسمعنا فلان راجلا كلس مات ما خلي حاجو وراه . والمال كان عنده بالكتير . اهم شئ عند السوداني قديما هي كرامته . قد يتخلي عن كل شي ولكن لا يتنازل عنها ابدا . هل نحن علي حق ؟ لقد رفضت الاكل بالرغم من الجوع لانني لمست ان صاحب الدار لم يكن سعيدا بالضيوف. وبصقت علي صفقات كبيرة بسبب كلمة في غير محلها ، او عندما شعرت ببعض الاستخفاف . وبعدها لا تستطيع قوة في الارض من تغيير رأينا . هل نحن علي حق ؟
تر كت مالا كثيرا في السودان ولم ارجع له بسبب الانقاذ . واتصل بي من احب وتربطني به علاقة دم قوية وهو جزء مني لانه تعامل مع الانقاذ . واتصل بي مديري شركات في بداية الانقاذ بمشروعات مربحة رفضتها لشبهة التعامل مع الكيزان .
مع الاقرار الضريبي طالبوا بالاقرار المصرفي الاخير. ولكنهم رجعوا لي بخطاب لانني لم اعطهم اقرار ا من البنك التجاري ولم اكن قد استخدمت ذلك المصرف لسنين . وكانت لي في الزمن الجميل مجموعة من الحسابات بعدة عملات في عدة دول. والحسابات خالية اليوم . واستغربت لانه كان عندي حساب في البنك الاسكندنافي منذ السبعينات ولم تتطرق اليه مصلحة الضرائب . فذهبت الي البنك لكي استفسر عن ذلك الحساب وكنت علي اقتناع بأن لي فيه مبلغ لا يزيد عن 500 دولار . ولدهشتي عرفت ان الحساب قد قفل . ولا يمكن الرجوع اليه لان سجلات البنوك لا ترجع الي اكثر من عشرة سنوات . ويمكنني ان اكتب خطابا رسميا وسيتحري البنك عن الامر ولكن الامر يكلف مبلغا يقارب ال500 دولار . وصرفت الامر عن الموضوع .
عرفت من والدة ابنائي وهي تدير شركة تمتلكها ابنتي سابينا وزوجها . وبالرغم من طيبتها وسهولتها لها معرفة كاملة بالمجتمع السويدي وان البنوك في كل العالم ,, تنوم ,, علي هذه الحسابات المهملة .
تذكرت انه كان لي حساب في بنك سويسري في مدينة زيورخ وهو في شارع استاشون اشتراسي او شارع المحطة في قلب المدينة لم ارجع اليه منذ نهاية السبعينات ولقد نسيت حتي اسم البنك . وانشغلت بحسابات اخري وصفقات كبيرة وصغيرة والحياة كانت تعطينا اكثر مما نستحق .
في التسعينات وتحصلنا علي صفقات كبيرة . احدهها كان ب70 مليون دولار لشركة سويدية بريطانية . وكان يشاركني في الصفقة سودانيان احدهم من اقربائي .واقترحت الشركة دفع عمولتنا في بنك سويسري يتعاملون معه . ولم يفرق معي الامر،لانني كنت اعرف انني كالعادة سأتخلص من المال بسرعة كما شاهدنا اهلنا من اهل المشاربع الزراعية يحضرون الي امدرمان ويوزعوم المال شمالا ويمينا . ومات بعضهم فقيرا . اكثر ما يخيفنا هو ان ينطبق علينا القول
الناس في العروض ماتقيسا بي تيبانا.. ما يغرك لباسهم والعروض عريانه.. ديل حراس رزق زي التكنو امانة
زي ابل الرحيل شايله السقا وعطشانا
في نهاية السبعينات وبداية العمولات المليونية كنت اتصل بشركات اوربية . ولم يكن قد سمعوا بالامارات , كنت اشرح لهم الموقع الجغرافي . كطبيعة السودانيين لا نفكر في المستقبل ، وينتهي الامر بأن يتحصل بعض العرب وخاصة الشوام علي وكالة تلك الشركات لان لهم كفيل او شريك مواطن وشركة نسجلة . وفي تلك الايام كان شريكي وابن خالي وزوج شقيقتي صلاح يستاجر عقارا من احد آل النهيان . وهم من سكان دبي . فسبب الاغتيالات المعهودة قديما في تلك الاسر ترك بعضهم ابوظبي وسكن في دبي . والفقر كان يطحن كل المنطقة .
كان الشيخ عبد الله ابن عمومة ابناء الشيخ زايد في نهاية العشرينات من عمره. وشقيقه صاحب العقار في دبي الذي يستأجره صلاح . وعندما كان في زيارة شقيقتي وصلاح طيب الله ثراه مسكنهم في باريس اعطوه عنواني ورقم التلفون . وحضر لزيارتي وكان بعض اهل الامارات قد حضر قبله . وكانت تعجبني روحهم الطيبة وتواضعهم في ذلك الزمن . وتوالت زيارات شيخ عبدالله لدرجة انني صرت اعتبرة صديقا افتقده بشدة عندما لا اسمع منه لمدة اسابيع . وكان يحضر الي السويد عدة مرات في السنة . عرفت منه انه تعرف بالشيخ فيصل القاسمي في الشارقة الذي اسعد بلقياه وكان مدخله معرفته بي .
مشكلتنا اننا نعتبر ان علاقة الجوار والصداقة مقدسة ولا حدود زمنية تحدها . ففي بداية التسعينات تعرفت بالأخ خادم من الامارات. ولفترة صيف كاما كنت اتصل به بخصوص عمل تجاري عن طريق جوال صديقه في لندن . وبعد فترة اتصلت بالصديق الذي قال لي انه لا يعرف اي شي عن خادم وانهما التقيا في لندن لعدة شهور ان العلاقة علاقة اجازة قد انتهت بإنتهاء الاجازة . قديما في السودان كان من نقابله عرضيا في فطور عند صديق نتتسقط اخبارة ونسعد بلقياه ولا تنتهي تلك المعرفة ابدا . كل شئ عندنا دائم . خاصة الصداقة حتي اذا فرقنا خلاف او سياسة نحتفظ بالحب القديم .
فرقت السياسة بين ابراهيم بدري واقرب اصدقاءة محمد صالح الشنقيطي ومحمد علي شوقي وعبد السلام الخليفة وبالرغم من الخلاف اطلق علينا اسماءهم .وبالرغم من عدد اهلنا الهائل من الجانبين تنازل الجميع للعم محمد صالح الشنقيطي ليكون وصيا علينا . وكان يتصرف في الميراث ودخل المشروع الزراعي والايجار . ولا نزال نكن له الاحترام طيب الله ثراه . ولانه لم يرزق بذرية . فكانت امي تعرف ان والدي سيهبه احد اطفاله . منذ الميلاد ولكن لاننا نشأنا في الجنوب فلم تتحققق رغبة والدي .
الصديق قديما يفضل صديقه علي نفسه ويستعد للموت دفاعا عنه . وكنت علي استعداد لان افدي توئم الروح بلة بنفس . ويسعدني ان اضحي من اجل الطيب سعد الفكي او رفيق الدرب عثمان ناصر بلال او فقوق نقور جوك ومنوا بيج . الرحمة للأحياء والاموات ، ويحمل اسمائهم ابنائي . واعرف انهم يكنون لي شعورا اعظم ، لانهم خير مني كثيرا .
عندما نصادق نفتح بيوتنا قلوبنا الي الآخر للصديق . ونترك امرنا لأن امر الصديق اهم . ولا نعرف ان الصديق قد يكون حاسدا او غير وفي ، لاننا لم نري هذا عند كبارنا . نفرح وننتشي لنجاح الصديق . سألني شخص عن اسعد يوم في حياتي ،قلت له بدون تردد . انه يوم زواج توئم الروح بلة . بسبب الزواج ذهبت الي السودان بالرغم من اني كنت مطلوبا في بداية نظام نميري . كنت الوزير في العرس وقضينا شهرا في امدرمان كان اسعد فترة في حياتي . لم اكن في تلك السعادة في اي مناسبة اخري .
كنوع من التراضي بين آل النهيان ، صار الشيخ عبد الله سفيرا في امريكا ايام حرب الخليج الاولي . . ثم صار سفيرا في اسبانيا .وقام بالتخلص من اغلب الموظفين الذي لم يكن يأدون اي عمل واستبقي السودانيين منهم المحاسب نعمان من سنجة عبدالله وعثمان المرافق . وكان يقول انه عرف السودانيين وزار السودان وان شوقي صديقه . ولم يتخلص من عثمان الذي كان يرفض ان يحمل حقيبة اي انسان . والشيخ عبدالله يخدم نفسه بنفسه ولا يحب تكليف الناس . ولكن يقول لعثمان ان بعض الضيوف من كبار السن لايستطيعون حمل الشنطة ، ويرفض عثمان حمل حقيبة اي انسان . والشيخ عبد الله يسكن في حي بورتي ييرو او البوابة الباردة الفاخروهو تل في مدريد . جارة المباشر السفير السعودي الذي تتقدم سيارته سيارة وتتبعه سيارة اخري . والشيخ عبدالله يسير الي السفارة كل يوم بالرغم من السيارة المصفحة والسائق المسلح . وعثمان يشتكي من المشوار وان شيخ عبد الله يتسلق تلا في الطريق بدلا عن الالتفاف حوله . وهذا والكثير مما جعلني احب شيخ عبد الله .
في احد الايام كنت ابحث عن تاكسي في الخرطوم ولم انجح لاكثر من ساعة وفجأة يناديني شيخ عبد الله لانه افلح في اقناع سوداني لا يعرفه بتوصيلنا لاكتشف انه زميل الدراسة حسن فضل الله خال بابكر احمد بدري . وكان قد اشتبك معه في دردشة . وفي اسفرارنا كان سباقا في اخذ المبادرة والحديث مع المسئولين .
قررت ان نكون شركة حتي لا نأتي بشركات ثم يقوم الآخرون بالحصول علي وكالاتها . ورحب شيخ عبدالله وكان لا يزال سفيرا في مدريد . وادخلت قريبي كشريك كذلك بالرغم من انني اعرف انه انسان ضعيف واناني الا انه منظم في عمله ولكن كنت اريد ابعاده من السويد خوفا من فضيحة . وهذه احدي غلطاتي الكثيرة . فنحن نقول كل الوقت ان المال ليس هو الاهم. والاهم هو الاحترام والكرامة .
قمنا يكتابة اتفاق تجاري وختم في سفارة الامارات لتطمين قريبي . ولم اكن انا راغبا في كتابة اي اتفاق . وكل حياتي اتعامل بالمصافحة . واقول ان اقدر المحامين لا يمكن ان يكتب عقدا خير من النية الصادقة . واحتفالا بالاتفاق قمنا باعطاء ربع مليون دولار كهدية لشيخ عبد الله. ولم يدفع شيخ عبدالله مليما لتأسيس الشركة .وكانت للشركة عشرين شركة اسكندنافية تدفع كل شركة مبلغ 10 الف دولار سنويا لتقديمها لسوق الامارات .ومن احد الشركات كانت شركة كاميفا kamewa او التي تنتج مراوح الدفع للسفن وهذا اختراع سويدي . وقامت شركة الرولزلويس البريطانية بشرائها قبل سنوات . وعندما عاد شيخ عبد الله طالب قريبي بتوقيع عقد عمل بواسطة كاتب العدل واحضر كاتب العدل الي المكتب وكان سودانيا لطيفا . ورفضت انا الفكرة بالرغم من تحذير كاتب العدل لان الناس تتغير . وكنت اقول ان شيخ عبد الله قد رافقني سنين عديدة ودخل منزلنا في السودان . والغريب اننا ندخل كل انسان الي منازلنا ويندر ان نري الآخرين يدخلون حتي اشقائهم الي منازلهم .
هكذا نحن لقد قد قال الاخ مامون عوض ابو زيد طيب الله ثراه وزير الداخلية والرجل الاول في انجاح مايو . اننا نهتم اهتماما بالغا بكل ضيف لان هذه عادتنا ولكن البعض يسئ الفهم ويحسب ان هذا نابع عن مركب نقص .
بالغ قريبي في الصرف وصار له سائق لنفسه وسائق لزوجته . وفي اول زيارة . اصدرت امرا بطرد السائق الآخر واحتفظت بالسائق السوداني محمد وحذرت قريبي من التعامل معه بدون احترام . وحاولت ان احجم قريبي الذي يحب الجخ والنفخة . وكنت اقول لشيخ عبد الله اننا علي وشك ان نوقع عقدا بمبلغ يفوق 200 مليون ولا يهم ان قريبي يتعدي الحدود قليلا . وكان خلف العقد الشركة الامريكية الضخمة هيوز للأقمار الصناعية والطائرات والرادارات والالكترونيات . وكنت انا من اقنعهم بعد جهد بتوقيع اتفاق معنا . ونسيت ان البعض يحسبها بالمليم وكل قرش يؤلمهم اخراجه ، بالرغم من توفره . واذكر ان الشيح عبد الله قد قال فرحا في التسعينات انه قد ,, وصل المليون دولار ,, . وسالني بعد اكثر قليلا من السنه عن ماذا حدث لعمولتي ، واندهش عندما عرف انها ذهبت مع مثيلاتها في نفس الفترة وكنت صاحبها الوحيد . وعلق بانه بعد استلام ربع المليون لم يتصل بالبنك مرة اخري .
عندما اردنا تسلم عمولة ال70 مليون دولار اخذنا شيخ عبدالله الي زيورخ سويسرا ليتسلم هدية ربع المليون ., وكنا نسكن في هوتيل زيورخ . وفي الصباح قابلنا شخص رحب به شيخ عبدالله بحرارة وعرفت انه ابن القرير صاحب اكبر مول او مجمع تجاري قديما في الامارات . وهو ابن خال شيخ عبدالله . وآل القرير ايرانيون مثل كثير من اهل الامارات . وضحكا لانهما لم يتقابلا الا في ذلك الهوتيل عرضيا في زيارة سابقة قبل فترة ليست بالقصيرة . تذكرت اخي الاصغرالعميد عمر محمد عبد الله عبد السلام الذي كان يحضر في الصباح الي منزلنا وهو يحمل بسلة قد تحوي ملاح نعيمية او مشبك . ويقول لي ان خالتي متعها الله بالصحة تصر علي توصيله لي في ايام اجازتي قبل ذهابه للعمل .
من الحضور في بهو الفندق كان رجل ذكرني شكله بصديقي الكاتب والصحفي ابو الريش وهو اردني . وعرفت انه شقيق ابو الريش وهو صاحب وكالة سفر في الامارات . وكان في زيارة للفندق لكي يصل معهم الى اتفاق يتيح له ارسال مسافرين من الامارات عن طريق وكالته تشمل التذكرة واقامة في فندق زيورخ الفاخر بأسعار تفضيلية . وصدم عندما قال له القرير ابن البليونير . انه يتحصل علي اسعار تفضيلية من الفندق لانه يتصل عدة مرات حتي يعطوه سعرا مناسبا . وانه يشتري تذكرة طيران الى سويسرا باسعار مخفضة .ويكسب بعد التخفيض مئة دولار ، لانه يتحصل علي تذكرة كراتشي دبي ، دبي زيورخ . ويطوح بكبون كراتشي ويوفر مئة دولار .
كانت اعين ابو الريش تتسح ، لانه كان يظن ان القرير ابن البليونيرات والشيخ عبد الله يمثلان زبونين جيدين . وانا كنت ادفع 300 دولار للغرفة بدون تردد . ونحن السودانيون نتحرج من طلب تخفيضات ومساعدات بالرغم من اننا قد لا نمتلك المال . وعندما اختليت بأبي الريش كان مصدوما . وعرفت منه ان شقيقه قد سقط في منزله وكان جزء من الارضية مكون من مكعبات زجاجية ،لكنها بسب الحر الشديد انهارت تحت ثقله وظل معلقا لفترة وفقد احدي كليتيه . وعرفت انه قد نشر كتابا هاجم فيه تصرفات العرب . عندما كان الكاتب ابو الريش في زيارتي في السويد كان يتحدث كثيرا عن فضائح العرب في لندن التي سكن فيها لفترة طويلة .
انتهي الامر بأن قام شيخ عبد الله بطرد قريبي من العمل وأخذ مكانه اخ سوداني كان لفترة نائبا لقريبي . لم اكن راضيا ،لان شيخ عبد الله لم يشاورني . و له بعض الحق لقد اتيت بأكثر من شخص لم تكن تصرفاتهم معقولة . خاصة لان الموضوع تعلق بمال قليل اعتبره انا غير مهم . ولكن الآخرون يعتبرون المال كل شئ .
اتيت بعدة شركات شيكية احدها شركة للمقاولات . واخذت شيخ عبدالله الي سلوفالكية وبوهيميا ومورافيا واقليم السوديت والذي بسببه بدأت الحرب العالمية التانية . وتعرفنا بكبري الشركات ونمنا في قلاع كضيوف لشركات. وعرفته باصدقائي من السودانيين احدهم الدكتور الاجصائي صلاح السنوسي وابنه طبيب كذلك. وصار الشيخ عبد الله يترد علي براغ ويرسل معارفه للعلاج والسياحة. وكعادة الكثير من العرب ينسبون الفضل الي انفسهم .
اتيت بشركات لشيخ عبد الله منها شركة يوغندية للشحن الجوي والطيران . وحسب فهمنا كل خير يصيب صديقك يفرحك .
وذهبنا الي كينيا والجنوب الافريقي بحثا عن شركة تقوم بإنشاء شركة البان كاملة. لان شركة الفا لافال السويدية التي اعرف مديرها كرونبيرق كانت غالية وهم الاحسن فيما يتعلق بالالبان . والغريبة انني لم افكر ابدا وقتها انني الي ان فارقت شيخ عبد الله في هراري ووذهبت الي دار السلام ان شيخ عبد الله لم يدخل يده ابدا في جييه طيلة الرحلة. ونحن عادة عندما يكون عندنا مال لا نسمح لبشر بأن يدفع . ولهذا نعاني من الفلس في بعض الاحيان .
قضينا راس السنة في اديس اببا وكان شيخ عبد الله يريد ان يصل لاتفاق مع الخطوط الاثيوبية مع شركته الدولفين الطائر . وذهبنا الي المياه الساخنة في الجبال . وكان هنالك اثيوبي يقوم بالتدليك والشيخ عبد الله يحب هذا النشاط . وقام باعطاء الاثيوبي 10 بر وهذا ازيد قليلا من دولار واصر شيخ عبد الله ان لا يدفع اكثر من الاثيوبي الذي قبله . وغضب الاثيوبي . وناديته وتحدثت معه قليلا .غافلت شيخ عبد الله ووضعت عشريت برا علي حجر بالقرب مني . وبينما الاخ عبد المنعم مالك يقود السيارة ، لامني شيخ عبد الله لانني دفعت اكثر من اللازم . ولم افهم . وفي مطار نيروبي طلب مني موظف غلبان ان اتركه لي يتكلم مع شيخ عبد الله حامل الجواز الدبلوماسي . وطلب منه ان يعطيه وصديقه حق القهوه . وكنت اتوقع من شيخ عبد الله ان ينفحهم 5 او 10 دولارات . ولكنه انتزع جوازه وقال للشاب المسكين . انا الذي سيشرب القهوة .
اتصل بي شيخ عبد الله وكان يشكوا بمرارة من صديقي احمد عبد اللطيف حمد . وهذا رجل تتضائل امامه الرجال . كان شقيقي الشنقيطي يقول منذ ايام براغ انه اسرع رجل في العالم في اخراج جزلانه . واذا اراد شخص آخر ان يدفع فيجب ان يكون مستعدا لمعركة . احمد قدم خدمات متطوعا لشيخ عبد الله لا تقدر بثمن عندما كان شيخ عبد الله خارج الامارات وكان الهنود والآخرين يسرقون ماله . وعندما تطاول عليه شيخ عبد الله في احدي المرات اسمعة احمد ما لم يسمعه من شخص آخر. وغضبت وقلت لشيخ عبد الله ,, احمد راجل مافي زيو .. بعني انت عاوزني اعمل ليك شنوا ؟؟ . وبعدها بيوم اتاني صوت المدير السوداني ليبلغني بأنه ليس لي حق او صله بشركة الموارد العالمية . وواصلت حديثي مع المدير السوداني في امر آ خر . فردد الاخ السوداني الكلام وربما حسب انني لم اسمع . فاكدت له بأنني قد سمعت ووعيت كلامه . وبعد مده ، اتصل المدير ليقول لي ان شيخ عبد الله كان غاضبا لانني لم اقف معة بسبب شتائم احمد . ولكن اذا اتصلت به و,, حنسته ,, فكل شئ سيكون في محله . فقلت له انا شوقي ود امينة ما بحنس راجل لو اموت ، انا سوداني . وواصلت اتصالاتي بالمدير السوداني لسنين عديدة لانه كان يزودني ببعض المعلومات . كنت اقتسم معه الدخل واتكفل برسوم التحويل حتي لا يبقي شئ من حقه عندي .
وفي احد الايام وبعد سنين عديدة اتاني صوت شيخ عبد الله وفرحت جدا بسماع صوته . وكان ذلك في يوم الجمعة 5 فبراير 2007 . وكان يريد مساعدة مهمة وعاجلة . لانه يريد ان يشتري شركة طيران سويدية ناجحة جدا ادخلت مبالغا خرافية في مدة قصيرة واسمها . وتركت كل شئ ولم اترك حجرا بدون ان اقلبه وكأن حياتي معلقة بالامر . , fly me
وبعد ساعة قلت له ان صاحب الشركة اسمه رتشارد استريم مقيم في مدينة يوتوبورج تلفونه 0046317991000 وانه ينقل الركاب الي العراق من السويد باسعار ضخمة قد تصل الي 1600دولار للراكب الا انه يقوم بالغش لانه لايغير الطاقم في الطائرة . ويقوم بالهبوط في مطار شبه مهجور في اليونان لمدة نصف ساعة . ويواصل الطيران وكانه قادم من اليونان الي العراق وهذه المسافة لا تحتاج لتغيير طاقم . ولكن الامر قد اثار شكوك السلطات وقد يوقف من العمل في اي لحظة . ولهذا يريد ان يبيع بسرعة . وسمعت شيخ عبد الله يقول .... اوبببببب . ثم عاد الى سائلا عن شركة اخري اسمها استيرلينق . وبعد نصف ساعة اجبته بأن المالك وتلفونه الخاص المتحرك 0046732060403finn
Finn Thaolow
ورئيس مجلس الادارة كريستن اقر هانسان . وهو لص معروف . وهنالك تلاعب في تسجيل الطائرات التي هي مستاجرة ولكن بطريق تحس المشتري بانه يشتري الطائرات كذلك .
شكرني شيخ عبد الله وتحدث عن الصداقة .... ألخ . فقلت له انت تعرف ان الصداقة هي التي جمعتنا ولم تجمعنا التجارة ... والمال لا يهمنا نحن السودانيون . وتحدث عن زياراته لبراغ والدكتور صلاح السنوسي ومقابلته لاصدقائي السودانيين ...الذين لم اخبرهم الي هذه اللحظة بانني مختلف مع شيخ عبد الله . وانقطع اتصالنا .
قبل خمسة سنوات اتصل شيخ عبد الله وكان يطلب خدمة . ونحن السودانية قديما اذا اختلفنا او اشتممنا رائحة عدم ترحيب نترك الشخص حتي اذا كان الامر تعتمد عليه حياتنا . والعندو الهوا اليمسكو .
كان شيخ عبد الله يريد شراء 100 شاحنة وكان يفضل شاحنات الفولفو والاسكانيا السويدية لجودتها وصرفها القليل بخصوص البترول . وكعادتنا تركت كل شي وبدأت في مطاردة الامر وانا في اتصال مكثف مع شيخ عبد الله لدرجة انه قال لي لا تتعب نفسك كثيرا انا لن اموت اذا لم يتم الامر . واكتشفت انني ما ان ابرم اتفاقا مع اصحاب الشاحنات واعود لهم بعد يوم او يومين حتي تكون الشاحنات قد بيعن . واقترح شيخ عبد الله ارسال مبلغ 300 الف يورو لكي اتمكن من الشراء مباشرة . وذهبت الي باريس وبلجيكا . واخير اتصلت باخي عبد القادر كابو في هولندة . واخذ الامر جهدا ضخما . واخذت اسرتي لهولندة وتركتهم عند خالد الحاج ,, سودانيات ,, طيب الله ثراه. وطفت مع كابو كل هولندة . وكابوا رجل مطلع وذواق . كان اعلم الناس يالتجارة العالمية منذ السبعينات وقبل طاعون الانقاذ فهو خريج تجارة وكان من اكبر مصدري المحاصيل وعلم في وزارة التجارة . ويتقاضي 500 يورو لكل شاحنة ويقصده التشاديين واليبيون ويستبشرون بالتعامل معه . ولكن شيخ عبد الله صار يساوم ويساوم وترجيت انا الاخ كابو ليقبل بنصف المبلغ لان الكمية 100 شاحنة.
قضينا اسبوعين لطيفين . فكابو يحفظ كل هولنده ولا يحتاج للمعينات الالكترونية . وترددنا علي الاماكن الجميلة والمطاعم اللطيفة التي يعرفها كابو . ونحن في حالة انسجام وضحك . رفعت رأس لاجد شيخ عبد الله يحدق في بعمق . واكتفي بأن قال لي ,, انت يا شوقي لا تتغير ,, فقلت له نحن اذا اردنا ان نتغير لا نستطيع . ,, وكان كابوا يسارع بالدفع . وسكن ابنائي ووالدتهم في دارة مع اسرته . ومن الموكد ان الشيخ عبد الله قد راودته بعض الشكوك . ومن الممكن ان هنالك من لامه علي ارسال المبلغ لشخص قد تغول هو علي حقه يوما ما ، ولكنه في قرارة نفسه يعرف اننا كسودانيين لا نقدر علي خيانة الامانة . وان لم تنقصنا الحماقة . فعندما قرر النميري السطو علي الودائع بالدولار واعطائنا بالجنيه السوداني حتي رفضت استلام مليم واحد بالرغم من ترجي البعض . وكانلابم الاخت بابكر احمد العبيد بالدولارات رددتها له بدون ان اخبره . . وانهار بنك الاعتماد والتجارة وضاعت فلوسنا . واعتدي الباكستانيون علي البنك . وكانت الخسارة 12 مليار دولار . وذهبت فلوسنا .
وهنالك من قال لي الراجل ده مش اكل حقك ؟ كيف تخدمو؟ وكنت اغضب واقول انا اديت كلمتي واستلمت المال ووعدت بشراء اشياء . وكنت افكركعادة السودانيين في شقيقاتي وتوئم الروح بله طيب الله ثراه واقول لو الناس
خانت انحنا ما بنخون . ونفكر الف مرة في سمعة السودان ونحن نفتخر باننا احفاد النوبيين اهل التكافل والذين يقسمون دخل الساقية الذي يشمل الايتام والارامل . واهلنا في الرباطاب من سكان الجزر يفتخرون بانه لا يوجد عندهم مفاتيح لمنازلهم .وسكنو جزر ارتول وانجري وكشوي والنشوبر ومرو التي فيها قبر جدنا الكبير مالك الذي كان رجل دين وحينا يعرف بدمبك واكبر جزيرة هي مقرات ونحن ابناء الكوشيين ورماة الحدق . واتعامل مع الجميع من منطلق انني لست بعربي وعليهم احترام اصلي .
انحنا البنركب الدرشي البجابد خيتو
انحنا صديقنا ما بنخونو نخرب بيتو
انحنا عدونا بنعصروا لا من نطلع زيتو
في احد الايام اخذني شيخ عبد الله الي فندق فاخر وبدا في السؤال عن اسعار الغرف وبسبب الصيف كانت الاسعار مرتفعة في روتردام ولكن عرفت ان هنالك عدة اسعار . سعر الزبون الداخل علي الهوتيل ،. وسعر الذي يحجز مسبقا قبل فترة طويلة ومن يحجز قبل حضوره . وبعد شد وجذب قررت الموظفة انها ستقبل بستين يورو بدلا عن 110 يورو ولكن يجب ان نرسل لها رسالة بريدية . وبدا البحث عن مركز انترنت . وكنت ارتدي جزمة جديدة مؤلمة وسرنا لمدة ساعة كاملة , ورجعنا ساعة اخري لكي يوفر شيخ عبد الله 50 يورو . ووقتها كان شيخ عبد الله يفاوض شخصا يتصل تلفونيا طيلة الوقت في سعر طائرة . والشخص يصر علي 32 مليون دولار وشيخ عبد الله لايريد ان يدفع اكثر من 31 مليونا . لماذا لم يعلمنا اهلنا القبض علي المال ؟
بعد شراء المجموعة الاولي . وقام كابو بشحنها بارخص واسرع الطرق . فرح شيخ عبد الله وعاد اكثر من مرة لهولندة . ولكنه اراد ان يوفر عمولى كابو فقام بالاتصال بالشركات بنفسة . بالرغم من ان كابو قد حول له عشرة آلاف متبقية من المبلغ القديم . وانتهي الامر بمشاكل طلب فيها تدخل كابو الذي قال لي انه لم يكن طرفا في الاتفاق . ولا مني لان صديقي بخيل . وتذكرت انني كنت اطلب شيخ عبد الله 20 الف دولار ولم يكن بيننا وقتها اكثر من صداقة . واخذ الامر اكثر من سنتين في الثمانينات . ولو لم احتاجها لما سألته منها . ووصلتني بعد جهد ,,, بالقطاعي.كان يقول لي ... الحين الميتر طايح .
نحن حتي عندما نكون مفلسين لا نتوقف ابدا في مئات الدولارات . ولا نرتاح حتي نقوم بفتفتة المال وكأنما عندنا ,,غبينة ,, مع المال .ونشعر بالراحة بعد ذهابه . وتذكرت فندق زيورج في بداية التسعينات . وحيرة ابو الريش صاحب وكالة السفر .
لقد قتل مبارك الصباح شقيقه وزوجة شقيقه وابناء شقيقة . والسبب كان عشرين روبية . وعندما طرد آل الرشيد ابن سعود من الرياض اواه مبارك الصباح لانه كان يخشي من قوة آل الرشيد وساعده في استرجاع ملكه بمساعدة ابن جلوي الذي صار حاكم الشرقية .
صراع دموي طويل بين الإخوة وصولا لحكم إمارة أبوظبي >> الحاكم الشيخ ذياب بن عيسى يفتتح باب القتل العائلي بسهل الحمرا >> طحنون بن شخبوط اغتيل عام 1833 ليخلفه أخوه >> خليفة بن شخبوط اغتيل عام 1845 في ظروف غامضة >> سعيد بن طحنون يُـعزل عام 1855 بعد أن خلف حاكمين معزولين >> حمدان بن زايد اغتيل علي يد أخيه سلطان عام 1922 >> ليشرب من نفس الكأس على يد أخيه صقر 1926 >> صقر حكم الإمارة عامين وقتل على يد ابن أخيه شخبوط عام 1928 >> الشيخ زايد يطيح بأخيه شخبوط. نحن في السودان قديما يحاسبنا اهلنا قبل الآخرين قد لا نخشي السلطة ولكن نخشي اماتنا . وحتي في عراكنا ونحن صغار لا نغدر ولا نضرب من سقط ارضا. ولكن الآخرون قد لا يخشون حتي اهلهم . ام ابني الطيب وهي فنانة قليلة الكلام ، قالت لي ان مشكلتنا نحن السودانية نبذل مالنا بسهولة حتي لمن لا نعرف. وبما ان المال هو الاهم عند الآخرين فيقتنعون بأننا بعد طرح المال ببساطة فلن نرفض لهم طلبا بعدها . وفجأة نلتهب بغضب جامح عندما نطالب بشئ بسيط او سخيف . والغلط غلطنا . لأن حساباتنا تختلف عن الآخرين . قبل اكثر من سنة اتصل بي شيخ عبد الله لانه في طريقة لمالموا بعد ان كان في اسطوكهولم . ورحبت به وسعدت بمقابلته . ولم اسأله كعادتنا في عدم التدخل في شئون الآخرين الخاصة . واراد ان يطوف ببلدان جنوب السويد لسبب لا اعرفه . وقمت معه بجولة طويلة . وودعته وانا سعيد بحضوره . قبل شهور وبعد حادث الضرائب السويدية .تذكرت البنك السويسري وكنت اعرف انه لا يزال عندي بعض المال في ذلك الحساب . وقمت يالاتصال بالمدير السوداني وطلبت منه ان يسأل شيخ عبد الله من اسم البنك . ولحيرتي وغضبي كان الرد بواسطة اللاخ السوداني . ان شيخ عبد الله لا يزكر انني قد اهديته ربع مليون من الدولارات . وتركت الشركة التي اسستها بدون ان اتطرق لها . قلت للاخ السوداني انت تعرف ان شيخ عبد الله قبض . والاخ السوداني استلم نصف مليون دولار الذي هو نصيبه المستحق. واكتفي الاخ بأن قال لي .... انا عارف لكن تقول شنو ؟ الاخرون علي حق نحن الخاطئون . من اهل الامارات من يتمتع بالكرم الفياض ويقدر الصداقة . خاصة الكبار من اهل الامارات . ولكنهم بشر لقد صار الآخرون يبجلونهم ويتضاءلون امامهم . قديما كان الكويتيون في منتهي الرقة والتواضع . الا انهم تغيروا عندما تغير الحال. وما يعرف الآن بالبدون هم الكويتيون الذين رفضوا الحصول علي الوثائق والهوية بعد التحالف مع البريطانيين ، بسبب الكسل ، رفض التسجيل او استكثار الرسوم وثمن الصور الفوتغرافية . وصاروا,, البدون ,, . كان ابن خالي وزوج شقيقتي صلاح محمد صلاح شريكا للشنفري في الستينات وبداية السبعينات في عمان وكان وزيرا للبترول والزراعة والاسماك . واذكر ان صلاح طلب مني ان آتي للشنفري بشركة اسماك اوربية لآن الشركة اليابانية لا تدرب الوطنيين ولا تبلغ عن حجم الصيد . وكان الروس اسوأ في اليمن الجنوبي . واذكر انني قد ساعدته في الاتصال ببعض الشركات . وكانت تربط صلاح علاقة صداقة مع فهر بن تيمور عم السلطان قابوس وهو نائب رئيس الوززراء للدفاع والامن وزوجته صديق لشقيقتي . هكذا نحن لا نعرف كيف نغتنم الفرص . ونقدم بدون مقابل . لان المطالبة بالمال قديما من الصديق او المعرف كانت عيبا عند السودانيين. وكالة الحديدي للسفر والسياحة كانت الوكالة الوحيدة في الامارات المسجلة باسم اجنبي وهو صلاح محمد احمد صلاح كما عرفت من احد السودانيين الذي يعمل في الرخص التجارية . . وابراهيم الحديدي كان من الشباب المتفتح سياسيا وكان عضوا في المجلس الاستشاري . و كان صديقا وشريكا لصلاح طيب الله ثراه . وعندما قضي معي اجازة الصيف في نهاية السبعينات . كان يقول لي انه ليس بتاجر ولكن ,, صلاح دخلني في هادي الخرابيط ,, عندما توفيت والدة ابراهيم الحديدي اصرت شقيقتي للذهاب اليهم في المساء في امارة عجمان وقديما كان الطريق بين دبي وابو ظبي يمتلئ بالجمال والسيارات المسرعة . والطريق مرصع باعداد هائلة من السيارات المحطمة . والسير حتي في النهار يعتبر مخاطرة . وتحت اصرار شقيقتي ذهبوا ليجدوا ان المسكن غارق في الظلام واهل الدار قد تأهبوا للنوم . وليس هنالك دنقر او حي ووب . ولا سرادق . احد الاطباء اتاه ثلاثة من شباب الامارات لاستلام جثة والدهم وطلبوا شهادة الوفاة . ولعدم وجود الكاتب طلب منهم الطبيب السوداني ان يحضروا في الصباح او ارسال شخص بما انهم في ,,الفراش ,, وستكون الشهادة جاهزة . وبعد شرح الفراش ،قال احدهم ,, فراش ايه يا ريال .. شيبة وطاح ...نحنا عندنا اعمال ,, اخي عبد الله فرح طيب الله ثره كان زميلي في الاولية والثانوية . وهو شقيق مولانا صالح فرح من كان خلف دستور الامارات ووالدهم من ابكار كلية غردون . وهم واصهارهم آل معني وبعض السودانيين من اول من تحصل علي جنسية الامارات . وعبد الله رحمة الله عليه كان يقدم خدماته للجميع . اتاه سوداني لكي يصحبه لمنزل الاماراتي الذي يستاجر منه منزلا شعبيا والاماراتي يسكن في منزل شعبي آخر . والسب كان ابن ابن المالك قد انتقل الي جوار ربه بسبب حادث سير . وحاول عبد الله ان يثنيه عن رأيه . والسودان يغضب بعنف . لانه لا يمكن ان يسكن في منزل الرجل ولا يذهب لعصر الفراش . وحاول عبد الله ان يشرح له انه ليس هنالك فراش او سرادق... الخ والرجل يرفض لان اهل الامارات عرب ومسلمون . وفراشهم سيكون اعظم من فراش السودان . لم يجدوا سوي صاحب الدار الذي كان يحلس امام دارة يخطط بعصاه علي الرمل. ولم يزد ان تمتم بالرد علي سلامهم بدون ان يرفع رأسه . وعندما انصرفوا بعدة خطوات . سمعوا .... اقول .... الاجار زدناه الف درهم . وبينما السوداني يقوم بسب الدنيا والبشر. قال له عبد الله .. انتو ما بتسمعوا الكلام . الراجل ده بيكون دلوكت عندة مشكلة فلوس لانه دخل ولدو ضاع . انتا جيتو كده واقع من السما ، قال يعوض الالف درهم الكان بياخدا من ولدو منك انت . ما قلنا ليك ابيت تفهم . طريقة حياتنا وقيمنا صارت غريبة للآخرين. وبعض السودانيين الآن يكذبون ويداهنون ويغشون ويسرقون . كان اصدقاءنا قديما ومن تحصب علي عمل ونحن لا نزال في الثانوية يقولون ... حقي حقك . وحتي بعد تقدم العمر كنا نسمع هذا الكلام من البعض . في 1984 ذهبت الي براغ وتحصلت علي وكالة بعض الشركات التشيكية . وكنت افاوض شركة تنتخ ماكينات الطباعة والافست والشرشارات وخرامات الورق والمقصات ... الخ . وبعد جهد وبسبب لغتي الشيكية . وافقوا علي الوكالة . ولانهم لم يسمعوا من السوداني لسنين عديدة. وعندما اطلعوني علي اتفاق الوكالة القديم كان العنوان امدرمان العباسية ص . ب 9 دكان جعفر. واصبت بالخوف . وقررت صرف النظر عن الوكالة . دكان جعفر في شارع الاربعين قلب الغباسية وعلي بعد خطوات من منزل توئم الروح بله والفنان زيدان والمناضلة فاطمة احمد ابراهيم . وخفت ان يقال في العباسية انني سرقت وكالة عبسنجي آخر بالرغم من انني لا اعرف اسمه . هكذا كنا قديما . طلب الانجليز من اهل الامارات ان لا يوظفوا سوي السودانيين . كانت كل البلديات تحت ادارة السودانيين , واغلب الوزارات والمصالح . لم يستفد السودانيون كثيرا . ولكن نجح الفلسطينيون واغلب الشوام وبعض المصريين . قالوا عنا انا كسالي . نعم كان السوداني متواضعا وموضع ثقة . لكن اللبناني كان مترفعا ويعطي اهل الامارات شعورا بالترفع ويحترمونه . والناس لا تهتم بالشخص المضمون المتواضع . لانه في الجيب . الاماراتي الذي كنا نستاجر منه مكتبا من طابقين لشركة الموارد العالمية ، كان يقف امام العمارة لفترات طويلة وهو زائغ النظرات. وعرفت ان مديره ,, الشامي ,, قد اتي بعروس سورية هي آية في الجمال . وبينما صاحب الشركات مشغول بالعروس. فر المدير ب 17 مليون درهم . في اثناءمذابح رواندا قلت لشيخ عبد اللهان زوجة قور نائب رئيس امريكا تظهر في التلفزيون وهي تساعد في رواندا . .. لااري اي شخص بدشداشة هنالك ... ارسلو حاويات بالاطعمة . كان ردة ايش لينا فيهم ؟ قلت له لقد وقف الافارقة معكم في الامم المتحدة وساندوا نضالكم في كل المحافل . رده كان .. ان القسم الافريقي في وزارة الخارجية مغلق . وليس هنالك سفير يريد ان يذهب الي افريقيا . عندما قدمت اخي حمودة ابو سن لشيخ عبد الله اعجب بذكاءه ودرايته بالشركات العالمية وذاكرته القوية . قلت لشيخ عبد الله ان والدة تخرج من كلية غردون في الثلاثينات وكان وزيرا في حكومة الاستقلال الاولي . وقتها كان شيخ زايد يعمل كدريوي او سائق عند الانجليز . ولكن لماذا البكاء علي الاطلال. نحن قد جطمنا بلادنا بسب الغباء والشوفينية والحروب .واهل الخليج قد بنوا بلادهم وصاروا ادري منا في التجارة والسياسة والادارة . لقد طلب شيخ زايد عندما حضر الس السودان لتوظيف ادرايين انه يريد لابي ظبي ان تصير مثل الخرطوم . اليوم الخرطوم مكب كبير للنفايات. وكل السودان مكب للبراز اليوناني والنفايات المسرطنة من الصين . هنالك شئ خاطي في تفكيرنا وقيمنا . طلبت من المدير السوداني ان يسأل شيخ عبد الله عن اسم البنك السويسري الذي استلم منه هدية ربع المليون دولار . ونسيت انا كل شئ وجدت نفسي غاضبا جدا.. لان فهمنا الغريب هو ان المال لا يهم ولكن رفض او تجاهل طلب صغير يعتبر بالنسبة لنا اهانة كبيرة . لم استطع ان اغفرها . وبعد جهد تحصلت علي اسم البنك . هل نحن علي حق ؟ هل قيمنا وافكارنا صحيحة ؟؟ ذهبت مع شيخ عبد الله الي كسلا مع الاخ محمود مدير شركة الشرق التي كونها الرجل الرائع الوالي شاس. وكانت الخضرة تكسو سهول البطانة لمئات الكيلومترات. وكنت اقول لنفس ماذا كان سيكون الحال اذا تدفق البترول في تلك الاراضي ؟ هل كنا سنكون اكثر الدول تطورا . وعندما قابلنا الاخ احمد ترك احد زعماء الهدندوة وكيف رحب بنا وقدمنا لشيخ راشد زعيم الرشايدة. واعطاني ظرفا به بعض المال لاعطاءه لشيخ راشد بعد زيارتنا. ورحب شيخ راشد بالظرف . وانا مقتنع بأن آل ابوسن او آل ترك وهم الفرسان الذين كسروا لاول مرة المربع الانجليزي في معركة التيب واشاد بشجاعتهم الشاعر البريطاني كيبلينق ، لاعتبروا الامر اهانة لا تغتفر . هل قيمنا هي الصحيحة ؟ كنت اسأل نفسي . هل يسمح العرب بهجرة قبيلة سودانية كاملة للعيش في الحجاز ..؟ http://i.imgur.com/u3R5Mxh.jpghttp://i.imgur.com/u3R5Mxh.jpg
شيخ عبد الله وشوقي في منزل سوداني في زمبابوي
http://i.imgur.com/wwzDffa.jpghttp://i.imgur.com/wwzDffa.jpg
شبخ عبد الله وشيخ احمد ترك شيخ الهدندوة والاخ محمود مدير شركة الشرق
http://i.imgur.com/L9Kjc9d.jpghttp://i.imgur.com/L9Kjc9d.jpg
شيخ عبدالله وشيخ الرشايدة الشيخ راشد
http://i.imgur.com/eewwQa2.jpghttp://i.imgur.com/eewwQa2.jpg
شيخ عبد الله ومحافظ كسلا
أحدث المقالات
- آفة اتحاد صحفيين الحزب الحاكم!! بقلم حيدر احمد خيرالله
- المسكين بدرالدين وحكاية الصفيح الساخن والقوسين ؟! بقلم د . حافظ قاسم
- ما هي الخيارات التي تركتها حكومة المؤتمر الوطني للنوبيين بقلم حسين الزبير
- حصانة أعضاء البرلمان كقيد على حق التفاضي بقلم نبيل أديب عبدالله
|
|
|
|
|
|