|
هل قام البشير فعلا بزجر السيسي وتهديد مصر ؟
|
في مقالنا السابق تحت عنوان : ( تصنيف الشعب السوداني - تعرفوا على فئاتكم ) كنا قد اشرنا الى أن نظام الإنقاذ الحاكم أصبح لا يمضي وفق خطة أو إستراتيجية معينة كما كان في بداياته على أقل تقدير لكنه أصبح يمارس غريزة البقاء عن طريق المياومة أو ( كل يوم بيومو ) فكلما تغرب عليه شمس يقوم بإلغاء أو محو أو التنصل من كلما ما سبق وقرره في ذلك اليوم وينفضه تماما كما نفضوا الحياء عن وجوههم ومخافة الله من قلوبهم ومصلحة البلاد من حساباتهم ليبدأ النظام ويجهز أجهزته وزبانيته وآلته ليواجه بها اليوم التالي لذلك فقد أصبح إنتاجه من المبادرات ومشاريع الإصلاح والمعاهدات والوثبات غزيرا واصبحت الولاءات والتحالفات والمناورات داخل أروقة الحزب الحاكم أعلى صوتا وأكثر ضجة وأصبحت جرائم المال العام وسرقة أصول البلاد أكثر إعتيادية وأنتن رائحة وانعكس ذلك لونا رماديا على سياسته الخارجية حيث قدم نفسه تارة بأنه الحليف الأزلي وتارة بأنه صاحب مشروع حضاري وتارة أخري بأنه يحمل آلاَم وآمال شعب فقير يستجدي بها غوث وعون الأشقاء والأصدقاء حتي بدأت تتكشف الصورة الحقيقية بأنه ليس سوي نظام لا يتوانى في أن يفعل كل شيء من أجل البقاء بما في ذلك الإرتزاق وتنفيذ أي أجندات خارجية سواء في داخل البلاد أو خارجها، وأنه لا يتواني في ذلك حتى عن تقسيم بلده أو نهب ثرواته أو إبادة مواطنيه أو تحويل دول الجوار الي جحيم وفوضى لا أول لها ولا آخر.
هذه النقطة الأخيرة يبدو أنها حكمت اللقاء الأخير بين البشير والسيسي وبين حكومة الإنقاذ وما جاورها من الدول بعد أن بدأ الرئيس البشير ووزير خارجيته علي كرتي ووزير استثماره مصطفى عثمان يتلقون الإحراج تلو الآخر وبدأت الأبواب تغلق دونهم . . لكن يبدو أن دول الجوار والتى تدرك تماما أن نظام الإنقاذ في الخرطوم ( مشكلجي) على حد قولهم كما أن ما حدث أمامهم من فوضي خلقتها جماعة داعش التي لاتقارن قوتها بنظام الإنقاذ ربما جعلت كل الأطراف تتراجع من تصعيد عدائها مع هؤلاء القوم الذين لا يتوانون في أن يقتلوا ويدمروا ويفسدوا في سبيل البقاء والبقاء فقط لاغير.
لقد أدركت يوغندا وتشاد وأثيوبيا وأفريقيا الوسطى واريتريا وحتى كينيا وتنزانيا منذ وقت مدي إجرام نظام الإنقاذ ومدى جرأته وطول ذراعه في العبث بأمنها واستقرارها بعدما ذاقوا الأمرين منه فآثروا أخيرا الإبتعاد عن الشر وتجنب الدخول في أية نزاعات معه ولقد عممت هذه المعلومة على الدول الإفريقية والتي يبدو أن ليبيا هى من أواخر الذين أدركوا وتحسسوا أصابع الإنقاذ وهي تعبث في أرجائها فقرر رئيس وزرائها مرغما أن يصل إلي الخرطوم ليطلب من الرئيس عمر البشير أن يتكرم ويترك بلاده في حالها بعد أن خاب ظنه في دعم من مصر ومن يدعمها من دول متحالفة.
ولم يكن لرئيس الوزراء الليبي أن يزور البشير قبل زيارة البشير للقاهرة والتي يبدو أنها كانت زيارة استراتيجية بكل المقاييس . . فبينما إهتم الإعلام المصري الفطير بموضوع إهانة البشير والسودان وذلك بعدم وضع العلم السوداني مع استقبال الرئيس السوداني في قاعة تحمل على جدرانها خارطة القطر المصري تظهر أن حلايب مصرية الخ . . لم يلاحظ هذا الاعلام أو يتحقق في مخرجات الزيارة والتي تؤكد أن البشير قد قام بتوجيه إنذار شديد اللهجة إلى السيسي بل وزجره وحكومته وحلفائهم موضحا لهم بأنه أي البشير وحكومته وقواته قد باعوا أهلهم أصلا . . فلا عزيز لديهم ولن يتوانواىفي أن يحيلوا بلاد الآخرين الي جحيم . . وأن حكومة السيسي تعلم تماما أن رأسمالها تفجير صغير في السد العالي ليتكفل بعدها السيل والمرابطين داخل مصر من أصحاب رابعة والآتين عبر الأنفاق و من جوارها من محو حكمه ودولته من الوجود تماما ومعه حلفاءه وأصدقاءه وتحويل مصر إلى ما هو أسوأ من سوريا وليبيا.
يبدوا أيضا أن عين الإنقاذ الإجرامية الحمراء هي سبب زعل السعودية ودول الخليج وسبب الحذر الواضح من كل من امريكا وأوروبا . . فالإنتحاري الفرد قد يكلف دولا الكثير من الخسائر . . فما بالكم بمجموعة إختطفت بلدا بأكمله . . وتصارع من أجل البقاء . . فكم ستكلف العالم إذا تحولت لحكومة إنتحارية ؟
اللهم ارحمنا أجمعين
أكرم محمد زكي
|
|
|
|
|
|