|
هل فقد موسي هلال صوابه؟!/محمد عبدالله موسي
|
هل فقد موسي هلال صوابه؟! محمد عبدالله موسي لقد تابعت السجال والتراشق الاعلامي بين الشيخ موسي هلال مستشار وزارة الحكم الاتحادي والاستاذ عثمان محمد يوسف كبر والي ولاية شمال دارفور والاعلام الموالي لهما ،ولقد قرأت العديد من المقالات واللقاءات الصحفية الداعمة لهذا وذاك واعتبرت ذلك خلافات داخل حزب المؤتمر الوطني وصراعات سياسية داخلية لا ناقة لنا فيها ولا جمل .ولكن علمنا فيما بعد ان موسي هلال عمم صراعه السياسي مع الوالي عثمان كبر ليشمل قبيلة البرتي ايضا وقد هدد بالانتقام من قبيلة البرتي باستهداف منطقة الطويشة ومليط وفي بادئ الامر لم اصدق ذلك واعتبرته في إطار الحرب الاعلامية بين الطرفين لاستقطاب وكسب مؤيدين، واتصلنا بالأهل في مليط وقالوا لنا بان المنطقة تشهد حالة من الترقب والتأهب القصوي انتظاراً لهجوم وشيك من موسي هلال عليها والكل يتحسس بندقيته ،وحينها تحركنا لتقصي الامر والاخذ بالامور علي محمل الجد ولقد استمعنا للجهات المعنية بامر المنطقة والقبيلة ومن خلال تنويرهم اتضح لنا بما لا يدع مجال للشك بان الصراع تحول الي صراع من نوع اخر يهدد امن وسلامة المواطن البسيط المغلوب علي امره ،وما زال يساورني الشك والظنون لاعتقادي بان موسي هلال هو رجل سياسي ومستشار بدرجة وزير بغض النظر عن سجله ودوره ازاء الازمة الدارفورية فيما مضي واعتبرته سياسي يفكر بعقلية رجل دولة ولا يمكن ان يجنح لهكذا امور ،ولكن خاب ظني به عندما عزز احد الاصدقاء موقفه الذي ظل يلح عليه بان موسي هلال يخطط ويفكر في تشريد البرتي ويحولهم الي نازحين ومشردين فأرسل لي الصديق تسجيل صوتي علي الإمييل بصوت الشيخ موسي هلال والذي وجدته فيما بعد منشور علي صحيفة الراكوبة ومواقع اخري، وبعد الاستماع لهذا التسجيل الصوتي والذي خاطب فيه موسي هلال المؤتمريين في المؤتمر الذي دعا له للصلح بين قبيلته وقبيلة بني حسين في منطقة سرف عمرة بولاية شمال دارفور ومن خلال هذا التسجيل الذي شن فيه هجوما عنيفا علي السلطات الولائية والمركزية فهذا أمر عادي لرجل سياسي له موقفه ولكن الغريب حقاً استهدف موسي هلال كيان اجتماعي وقلل من شأنه واعتبره بانه كيان غير بارز منذ المماليك والانجليز وبل ذهب ابعد من ذلك بإساءته للميارم من قبيلة البرتي وقال بإنهن لا يعرفن الا طبخ البطيخ وسط قحقحات انصاره الذين كانوا حضورا في ذلك اللقاء، ما ذهب إليه موسي هلال سلوك غير مسؤول ومدان وينم عن إستهدافه وحقده علي قبيلة البرتي ويعبر عن ما في جوفه بالاساءات والاستفزازات التي قالها في التسجيل الصوتي مما يؤكد حجم ما يحمله من عداء سافر وشحنات كراهية حيال قبيلة البرتي ، ردي لموسي هلال بان عثمان كبر هو رجل سياسي يجمعكم معه حزب واحد وعليكم بحسم صراعاتكم وخلافاتكم بالطريقة التي ترونها مناسبا ولكن اقحام الكيانات الاجتماعية او محاولة الانتقام من القبائل امر مرفوض تماما واذا بدر منك ذلك ستتوسع حتما ميادين الصراع وشخوصها ،فبدل ان تواجه قلة من ابناء البرتي يجمعكم التنظيم الواحد فستواجه كيان كامل عدد ابنائه يفوق الملايين من البشر منتشرين علي بقاع السودان ،فلا احد يقف مكتوف اليد ويري أهله وعرضه يتعرضان للاعتداء فعليك بتحديد سقف لصراعك مع عثمان كبر وإلا ستدفع الثمن الباهظ. اما موضوع بان قبيلة البرتي ليس الكيان البارز فهو لا يحتاج لرد فهي قبيلة معروفة ومعيار التميز لا يقاس بعدد اللاندكروزرات ولا عدد المليشيات ولا الاعمال السلبية ذات التداعيات الوخيمة والكارثية علي المجتمع وكما قلت انك زعيم عالمي ويمكن ان تعيش في اية مكان في العالم ،فقبيلة البرتي ايضا هي معروفة وكيان عريض من حيث التعداد السكاني وبفضل المتعلمين من ابنائه الذين موجودون في كل الاصعدة في الخدمة المدنية والعسكرية والاحزاب السياسية من اقصي اليسار الي اليمين ولم يكن نبت شيطاني وانما له تاريخه منذ الدولة النوبية –التاريخ الحقيقي وليس المزيف- الي تاريخ السودان الحديث... ونقتبس من كتاب الاستاذ محمد البشري ابكر اسماعيل عن تاريخ قبيلة البرتي...بداية الاقتباس.. (لم تجد قبيلة «البرتى» حظا كافيا من الاهتمام من قبل المؤرخين والكتاب الذين سطروا تاريخ السودان ،وقد ظل هذا الاهمال محل بحث مستمر من قبل ناشطين فى هذا المجال لتحديد أصول وتاريخ قبيلة «البرتى» ،سيما الذين ينتمون لهذه القبيلة ذات الإنتشار الواسع بكافة بقاع السودان، فالأستاذ/ محمد البشرى أبكر أحدهم وهو من مواليد مدينة الطويشة «شرق دارفور» عام 1943 معلم بالمعاش ،ومن المهتمين بجمع المعلومات التاريخية منذ عام 1957 ، فقد توصل فى كتابه «تراث وتاريخ قبيلة البرتى » «تحت الطبع» ثمرة جهود مضنية قضاها بحثا عن المعلومة التاريخية من خلال المصادر والمراجع واللقاءات المباشرة بشخصيات تاريخية مواكبة ،توصل الباحث لكشف حقيقة الحقبة الزمنية المفقودة فى تاريخ السودان واستطاع بها فك طلاسم الغموض والأسرار التى لازمت قبيلة «البرتى» .تعريف لقبيلة البرتى جاء تعريف الدكتور عون الشريف قاسم لـ«البر تى» بأنه اسم «نوبى» قديم يعنى «رعاة الماعز» ويطلق الآن على قبيلة البرتى بدارفور وهى كذلك فرع من المناصير قرب بربر، وأشار المؤرخ محمد بن عمر التونسى فى كتابه «تشحيذ الأذهان فى سيرة بلاد العرب فى السودان» إلى أن أصل «البرتى» مختلط «عربى نوبى» ،إلا أن آخرين أرجأوا جذور البرتى إلى «نوبا النيل » بشمالى السودان عندما كان السودان بأسره يسمى بلاد «النوبا» ،ونوبا هو الجد الحقيقى لأهل السودان كما ورد فى طقوس «البرتى» أدناه : «نوبا» جد الجدود و«نامو» جدنا و«تقا» أبونا .وقد وصف المؤرخون أرض البرتى بأنها تمتد جنوب مصر وقد قامت فيها حضارات عظيمة مثل «كرمة ونبتة ومروى» وقد رحل «تقابو» إلى شمال دارفوربعد سقوط مملكة نبتة ،وسمى جبال تقابو باسمه وكان قد سلك وادى البرتى شمال غرب دنقلا الذى هو إمتدادا لوادى هور،وكان ذلك عندما كانوا يعبدون الشمس والقمر ويحجون إلى جبل «البركل» مركز الكهنة فى عاصمتهم «مدو» بجبل تقابو وقالوا فى ذلك بالنوبية القديمة : «برتى مدوى سارى سارى»...«آمو بامو تليق بركول برتلى تلمسى»...«هويا برتى كجارى أمودى» ،وتعنى «برتى مدو يحجون رجالا ونساء إلى جبل البركل » وكان لتقابو ثلاثة أولاد هم «دقر ،كوات ،أرفنا» وأربعة بنات هن «شلنقا ، باسنقا ، ديسا ، سيميا» .ثبت قدم قبيلة البرتى فى إعتناق الأديان منذ أربع حقب زمنية كما أوردوه فى أغانى «القندلة » .جدودكم عبدو «الشمس والقمرا» ويعنى «الوثنية» وبقو «تمالا» وهى «الديانة الإبراهيمية الحنفية » و«يعقوبية» وهى «المسيحية» وآخرتو «لا إله إلا الله محمد رسول الله وهو «الإسلام» .وتشير الروايات أن فى عهد الملك «دقر» وهو «ملك البرتى » استجار به «قندا» هو «ابن لرئيس عمال مملكة مروى » وكان يدين بالديانة الإبراهيمية الحنفية ،وتفيد الرواية «أنه ولد لأحد الأمراء توأمان ملتصقان وقام قندا بفصلهما «بدعاء» ففرح الملك وأمر بذهابه إلى مركز الكهنة فى جبال البركل ليدرس عندهم ،ولكن قندا استطاع أن يبطل دعوتهم لعبادة الشمس والقمر ،فدعاهم إلى عبادة الله فصدق به الكهنة وتبعوه وعندما علم الملك بذلك أراد القبض عليه وقتله ولكنه هرب إلى جبال تقابو غربا واستجار بملك البرتى «دقر» ثم استمر غربا وكون جيشا من قبائل غرب السودان وكر راجعا وأسقط مملكة مروى سنة 350 ميلادية وحطم أصنامها» وسجل المؤرخون فى كتاب تاريخ السودان «اعترافا بغموض هذه الفترة من تاريخ السودان لمدة قرنين من الزمان» بعد تقسيم المملكة إلى مشيخات مستقلة ،بينما يحتفظ البرتى بتاريخهم فى هذه الفترة . مات قندا بعد ذلك كما مات ساعده الأيمن «قرى» ملك «البرقو» وقسمت البلاد إلى مشيخات مستقلة «مشيخة البرتى وعاصمتها «قندتو» وتقع «جنوب شندى» ،مشيخة البرقو وعاصمتها «قرى» وتقع شمال بحرى ،مشيخة «سوبا» وعاصمتها «سوبا» ،مشيخة «أتاروى الفونج» وعاصمتها «سنار القديمة» ،مشيخة «قيروى» وعاصمتها سوبا«النيل الأبيض» .وكان «أرفنا» هو أول حاكم مسلم للبرتى ب«قندتو» وقد دخل الإسلام فى عهده ، فقال الباحث أن البرتى إختلطوا بالجعليين لأكثر من قرنين من الزمان وكانت والدة «نافع» و«نفيع» أجداد النافعاب والنفيعاب من البرتى ،وكشف الباحث فى كتابه «من تاريخ وتراث قبيلة البرتى » سر الغموض الذى ظل يساور الجعليين أهل «قندتو» وقد كثرت تساؤلاتهم عن سكان قندتو الأصليين ، كما أشار إليهم جعفر حامد البشير فى كتابه «السودان فى القرية والمدينة» بأن هنالك أناس ضخام الأجسام وتبدو آثارهم أنهم كانوا مسلمين منهم والدة نافع ونفيع ولكنهم رحلوا الآن ولم يعرف عنهم شيئا ،وظل السؤال الدائر فى أذهانهم من هم وما معنى كلمة «قندتو» كاسم غريب فى أوساط الجعليين ، وقال الباحث محمد البشرى مع هذه التساؤلات ينقل لنا عبد الله ود النبيه شاعر الجعليين الذى ينتمى للبرتى من أمه أيضا فى قصيدة مرجعية قوية وبصورة من تمازج اللغة النوبية بالعربية آنذاك تؤكد لنا مشيخة البرتى فى قندتو وعلاقتهم بالجعليين حيث قال : تمالو قندتو البتول قيسا وتعنى «حبوبة البرتى» قندتو«الكندو» وتعنى «الشيخ» أرفنا أحمد نامو جدنا «أناتو» و«تعنى عمات» بسنقا وأبا سيميا زمانك الكندو شلنقا نبوة البتول طال الزمن أو قصر يكون ما خلاص الدم شال الدم حتى لو سوبا خربت واتهدم وأفاد الباحث أن محمد سعيد معروف أكد فى كتابه «الجعليون» أن أولاد النبيه من الجعليين بالغرب .وقال محمد البشرى لن «قندتو» سقطت عن البرتى بعد سقوط الدولة الفاطمية فى مصر عام 1173 ميلادية وعودة النوبيين المقاتلين بمصر عندما إدعى «آدم قنقر» القائد النوبى العائد أن «قندتو» أرض أجداده وحارب «أرفنا» ونفاه إلى بارا ومات فيها ومن ثم رجع أولاده إلى «تقابو» فقال شاعرهم عبد الله ود النبيه فى ذلك :قيسا البتول خانوا ......لبيار وتعنى «بيار بارا» سرار نقوا......أرفنا مات ودفنوا .....قام جدنا أحمد نامو برتى برتو .... وخطا بينا تانى فى ديار تقابو ..تعتبر قبيلة البرتى من أوسع القبائل انتشارا فى دارفور وهى القبيلة الوحيدة التى لها أربع إدارات هى «مملكة مليط - شمال الفاشر وتمثل «مليط» العاصمة الإدارية للبرتى وبها رئاسة المملكة ومقر النحاس الذى يميزها ،وملكها هو أحمداى آدم تميم ويعتبر ملك البرتى الحالى «ياسر حسين أحمداى » أحد أحفاده ،نظارة شرق دارفور ـ «إم كدادة» وهى بمثابة المركز الثقافى للقبيلة وناظرها هو ضو البيت عبد الدائم كما تعتبر «الطويشة»المدينة التراثية وهى متزامنة تاريخيا مع مدينة الفاشر وقد أنشأها الملك «دردوق» فى القرن الثامن عشر و«اللعيت»والمدينة التجارية ،مملكة كورما - غرب الفاشر وملكها هو فاروق آدم أحمد ثم شرتاوية «دار سلبو سميات» - شرق الفاشر والشرتاى عليها هو محمد عبد الله أدومة » كما هى أوسع القبائل انتشارا فى السودان ولها ثماني عموديات خارج نطاق إدارتها وهى عمودية «عمودية الدور فى دار زغاوة ، مهاجرية فى دار البرقد ،ربك فى النيل الأبيض ، الفولة فى غرب كردفان ، «سنار وسنجة» فى سنار ،القضارف فى القضارف ثم بورتسودان فى البحر الأحمر» ،كما تعتبر نظارة شرق دارفور أكبر نظارة فى السودان من حيث المساحة وقد أطلق عليها رئيس الجمهورية عمر البشير «ملكة محافظات السودان » حينما قلدها وساما لدورها الريادى فى إزالة محو الأمية الأبجدية بالسودان منذ العام 1995 ،كما للبرتى قدم السبق واسهام واسع فى التعليم بدارفور ومن أبرز الذين نالوا درجات علمية رفيعة هم «البروفسور/ محمود موسى محمود عبد الجبار،بروفسور/ بشير محمد آدم ،بروفسور/ إبراهيم آدم إبراهيم ،بروفسور/ آدم إسحاق آدم والعديد من حملة الدكتوراة والدرجات العلمية والإدارية الرفيعة منهم «د. محمد الأمين خليفة رئيس المجلس الوطنى الإنتقالى ،د.عبد النبى على أحمد حاكم دارفور الأسبق ،د.حسن عبد الوهاب مدير الصيدلة،د. محمد محجوب هارون مدير مركز أبحاث السلام بجامعة الخرطوم ،د. محمد آدم عبد المنعم مدير السكة الحديد الأسبق ،محمد آدم دومة مدير الجمارك الأسبق ، عثمان محمد يوسف كبر والى شمال دارفور ، د. إبراهيم محمد سليمان وزير المالية الأسبق بشمال دارفور ،م/ ألفا هاشم على مهدى وزير الزراعة الأسبق بالنيل الأبيض -عضو المجلس الوطنى ،م/ سبيل عبد الرسول إسحاق الأمين العام للمجلس القومى للتخطيط العمرانى ،د. أحمد إبراهيم يوسف وزير الصحة بشمال دارفور د/صالح ادم اسحق والبروفيسر عبدالله عثمان التوم وآخرين كثر . كان للبرتى دور بارز فى المهدية وهم حملة «الراية الزرقاء» ولهم «تسعة» أمراء منهم «قمر الدين عبد الجبار أمين بيت المال ، أبوعبدالله جودو فات ، حسن أبو كدوك ،أحمد عبد الله أبو جديرى ،على عبد الرسول ،عبد الله ود نور الدين ،عبد الرسول بشارة ،جدو عبد الرسول ،إبراهيم ود أحمد كما برز من أبنائهم فى القيادة العسكرية بالجيش السودانى «الفريق /توفيق صالح حسن أبو كدوك،الفريق /إبراهيم سليمان حسن ،الفريق/ زكريا أحمد آدم ،ومن أشهر مناطقهم بالعاصمة حى أبوكدوك، بأم درمان ،ديم برتى بالخرطوم .إشتهر البرتى بالحكمة وضرب الأمثال ومن أهم صفاتهم «التواضع ،حسن الإجتماع،المقدرة فى حل المعضلات وتسوية الخلافات » وكانوا يشكلون معظم قضاة السلطان «على دينار» منهم «القادنقا بأم كدادة» ومنهم «عبد الوهاب »والد الدكتور/ حسن عبد الوهاب ،ويعتمد البرتى فى كسبهم على الزراعة بشقيها النباتى والحيوانى لاعتقادهم بأن مال «الجراية» وهى آلة الحشاشة من صميم الكسب الحلال .) ..انتهي الاقتباس. وبعد الصراعات والخلافات بين ابناء دارفور في الدولة المهدية و الخليفة عبدالله التعايشي قبيل الغزو الانجليزي علي السودان وانسحاب ابناء دارفور صوب دارفور فكان الامير قمرالدين عبدالجبار هو قائد ابناء دارفور في رحلة العودة بحكم موقعه المتقدم في الدولة المهدية وعلي مشارف الفاشر تنازل عن القيادة للسلطان علي دينار اكراما له لدور اجداده الريادي في حكم دارفور والذي بدوره ذهب الي الفاشر واستعادة امجاد اسلافه وظل الامير قمر الدين من رجالات علي دينار الاوفياء وقائد الجيوش حتي استشهد في احدي المعارك مع سلطنة وداي. اما حديثك عن (برتتة) الولاية فهذا حديث غير صحيح لان قبيلة البرتي رغم انتشارها الواسع في ولاية شمال دارفور لم تستفيد ككيان اجتماعي بوجود الوالي عثمان كبر في الولاية، وبل ابناء البرتي يعتبرون انفسهم اكثر تهميشا علي مستوي السودان من غيرهم ،ومناطقهم الان الاكثر تخلفا من حيث التنمية والمشاركة السياسية والآلاف من ابنائها الخرجين من الجامعات والمعاهد السودانية من حملة البكلاريوس والماجستير وحتي الدكتوراة عاطلين عن العمل. وعلي مستوي الولاية بادر احد ابناء القبيلة بمنافسة الوالي الحالي في الانتخابات السابقة بمرشح نافس الوالي تنافساً شرساً حصد فيه 118 الف من الاصوات وبالتالي لا يوجد عمل منهجي للهيمنة علي الولاية لان قبيلة البرتي بتواضعها واعتدالها لن تلجأ او تفكر قط في هكذا سلوك ،فانظر علي الحكومات الاتحادية والاقليمية فهي لم تنال اية موقع دستوري او تنفيذي علي مستوي المركز والسلطة الاقليمية ولا حتي منصب وكيل وزارة وهذا هو التهميش بعينه مقارنة بثقلها الاجتماعي بدارفور والسودان بشكل عام. فيما يختص عن حديثك بان (البرتاويات) لا يعرفنّ الا طبخ البطيخ فهذا حديث غير مسؤول وينم عن الافلاس بالاساءة علي ميارم البرتي فهن مشهورات باجادة كل فنون الطبخ ولكي تتأكد من ذلك عليك بدخول بيت اية برتاوي في اية مكان لتري بأم عينك تميز المائدة البرتاوية وتفردها واضف علي ذلك شهادة من حضروا مؤتمر البرتي بمليط عام 1995 والذي شرفوه ضيوف علي مستوي المحلي والقومي وما زالوا الضيوف يتحدثون عن الكرم الفياض الذي وجدوه والموائد وانواع الطعام واشكاله وما زالوا يراودهم الحنين الي تلك البقعة لزيارتها مرة اخري حتي يتذوقوا من فن الطبخ البرتاوي، وكما اهلنا الابالة مشتهرين بالالبان ومشتقاتها فالبرتي ايضا يعشقون البطيخ ومشتهرين بها وما العيب في ذلك؟! ،فهل عشق الالبان واجادة طبخها عيب علي اهلنا الابالة ؟! عموما ما كنت أود ان ادخل في هذا السجال الاعلامي والمعارك من غير معترك والتمترس والتقوقع في الاطر القبلية الضيقة ولكن استفزني سلوك موسي هلال باستهتاره واستفزازه بالاخرين ونرجو ان يكون رجل دولة وشيخ قبيلة يرتقي علي مستوي المسؤولية ويفرق بين الافراد والتنظيمات والكيانات الاجتماعية حتي يكون مؤهل للحديث عن الشأن العام وحقوق المواطنين لان فاقد الشئ لا يعطيه.
|
|
|
|
|
|