|
هل فقد البشير شهية الحكم ؟
|
قبل شهر كذبت سلطات الاثار فيديو تم تداوله يعرض كمية من الاثار معظمها تماثيل ذهبية زعم انها سرقت ، حيث تم نفى اكتشاف مثل هذه الاثارمن الاساس وان مسالة سرقة الاثار هى محض إشاعات ولكن قبل يومين اكد وزير السياحة تفاقم حوادث سرقة الاثار واقر بعدم مقدرة الدولة على حماية اثار حضارة السودان والحفاظ عليها
قبل ذلك شهدنا جميعا الاحتفالات الأسطورية بسد مروى وما لازمها من آمال واحلام وضجيج عال غطى على اصوات كانت تحاول ان تسمع الناس كلمات قليلة لكنها كارثية الا وهى : لقد ضيعت الحكومة اكثر من 2 مليار دولار على مشروع فاشل لن يستفيد منه سوى الفاسدين ولصوص العمولات وكان حينها مجرد التساؤل عن جدوى هذا المشروع يعتبر تجاوزا للخطوط الحمراء ولكن وبعد ان هدأ الصخب سمعنا وقرأنا جميعا قبل يومين نائب فى الجلس الوطنى يرفع تساؤلات مليئة بالتشكك فى الغرض من سد مروى مدعومة بحقائق تفيد بانه لم يحقق اى من المطلوب من انشاءه من الاهداف
وفى بداية هذا الاسبوع نفى وزير الخارجية تصريحات عن علاقة السودان بإيران ، ثم اثبتت احدى الصحف العالمية كذبه حين بثت تصريحاته مسجلة صوتيا ليعود الوزير وكانه يعاند ويعاقب من احرجوه مطالبا بمزيد من تعزيز العلاقات مع ايران
واهم من كل هذا فقد اعلن الرئيس عن الوثبة وبدء الحوار واطلاق الحريات ولكن وبعد اشهر على إعلانه تعرضت عدة صحف لحجب او مصادرة أعدادها وتعرض عدد من الصحفيين للإيقاف والفصل وتوعدت مواقع الانترنت بالوبال والثبور وتعهدت الشرطة بملاحقة نشطاء النت وتعهد نافذون بحجب مواقع التواصل الاجتماعى واتهمت الصحافة بنشر الاشاعات وتجاوز الخطوط الحمراء والمساس بالأمن القومى ومنعت الاحزاب عن ليالينا واعتقل الصادق المهدى وحكم على مريم/ ابرار بالاعدام .
هذه عينات من منحى الحكومة ,اذن فقد أحترفت هذه الحكومة الكذب على الشعب وادمنت تضليله لكن بحبال قصيرة جداً ولإزالت تمارس هذا النهج - الاعلان عن شيىء والاتيان بشيىء اخرربما عكس المعلن . . ولازال الرئيس صامتا
لو كان الرئيس قد استبدل حنجرته بدلا عن ركبته , لأجبرته الاحداث الساخنة والشائعات على الساحة على التعاطى أو التحدث للشعب ولو عن طريق الاشارة خاصة وانه قد عود الناس على ذلك ، لكن الرئيس استمر يحتفظ بمسافة بعيدة عن الاحداث وحتى عندما عاد للظهور للعامة اختار ان يظهر كالضيف فى خلفية مراسم توقيع بعض الاتفاقيات بين السودان والبنك الإسلامى للتنمية
الرئيس اصبح مؤخراً يفضل الابتعاد عن الاعلام بحجج متعددة مثل اجراء فحوصات ثم زيارة خاصة لأثيوبيا او استجمام فى شرق البلاد وأخيرا للنقاهة والتعافى من العملية الجراحية فهل هذه الغيابات هى دليل على فقدان الرئيس لشهية الحكم والسلطة ام ان الزمن والأسقام والضغوطات قد عملت عملها مما جعل الرئيس يفكر ويفكر مرارا وتكرارا فى من هو المستفيد الحقيقى فى بقاءه فى الحكم وهل انه بدا يفكر جديا فى ان استمراره فى منصب رئيس الحمهورية فى ظل حالة الفلس والفساد والتشرذم والاستقطاب الحالية هى مجرد صداع وازعاج لا لزوم له وانه يمكنه و بترتيبات معينة ان يحصل على مرامه دون ازعاج
فهل بدأ الرئيس فعلا فى الاعداد لعدم ترشيح نفسه لولاية اخرى واعداد الساحة لوجوده بقوة وفى امان خارج القصر الجمهورى وخارج رئاسة الجمهورية؟
اللهم الطف بنا وارحمنا اجمعين
اكرم محمد زكى
|
|
|
|
|
|