هل سينتهز نتنياهو فرصـة الساعــة ؟ بقلم ألون بن مئير

دعواتكم لزميلنا المفكر د.الباقر العفيف بالشفاء العاجل
مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 12-14-2024, 03:50 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
08-14-2014, 03:24 PM

ألون بن مئير
<aألون بن مئير
تاريخ التسجيل: 08-14-2014
مجموع المشاركات: 409

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
هل سينتهز نتنياهو فرصـة الساعــة ؟ بقلم ألون بن مئير

    هناك إجماع متنام ٍ بين الإسرائيليين والعرب بأن الحرب الدائرة ما بين إسرائيل وحماس ستنتهي يوما ً ما كما انتهت مواجهات الأعوام 2008/2009 و 2012. حماس ستعلن انتصارها بالإشارة إلى الإصابات البشريّة والألم الذي أنزلته على الإسرائيليين والإرتياح المحتمل والمحدود الذي ستحصل عليه من الحصار الكاسح. وستكون إسرائيل من الناحية الأخرى راضية ً بأنّه قد تمّ تدمير قدرات حماس العسكريّة وبنيتها التحتيّة، أو على الأقلّ تضرّرت بشكل ٍ خطير، هذا في الوقت الذي أبقت فيه إسرائيل بنية حماس الحاكمة سليمة ً في القطاع من حيث الأساس حيث أنّ نتنياهو يفضّل أهون الشرّين وهو حماس ضعيفة على بروز سلطة جهاديّة غير معروفة في غزّة.

    والوضع الذي كان سائدا ً قبل الحرب سيعود تدريجيّا ً، أي أنّ حماس ستعيد بناء قواتها المتناثرة وأنفاقا ً جديدة وتكدّس مخزونا ً جديدا ً من الصواريخ بتقنية أكثر تطوّرا ً وإسرائيل ستحضّر نفسها للجولة القادمة من القتال.

    هذا السيناريو أشدّ حزنا ً من الحزن نفسه. إنّه يعكس فقدان الأمل حول إمكانيّة التوصّل إلى حلّ للنزاع الإسرائيلي – الفلسطيني ويستخفّ بالخسائر الفادحة المتكررة التي تسببها هذه الحروب الصغيرة من دمار وقتل للمدنيين الأبرياء والمعاناة الإنسانيّة وتعميق الجروح العاطفيّة وجعل السّلام أكثر سرابا ً من أيّ وقت ٍ مضى. فهل بالإمكان تجنّب هذا السيناريو المروّع ؟ كم من الوقت سيستغرق ذلك، وعلى يد من ؟ الجواب على ذلك نجده في لبّ مطلبين أساسيين:

    تصرّ إسرائيل بحقّ على أن تقوم حماس بنبذ العنف بشكل ٍ دائم والتخلي عن هدفها المعلن بتدمير إسرائيل كشرط مسبق لرفع الحصار عن قطاع غزّة. وحماس من ناحيتها تطالب برفع الحصار للسماح بالتدفق الحرّ للبضائع والسّفر كشرط مسبق لأية هدنة دائمة. ومن الصعب جدّا ً قبول كلا المطلبين لأنّ لا أحد من الطرفين مستعدّ للتخلّي عن مطلبه بدون قيام الطرف الآخر أوّلا ً بتنفيذ مطلبه.

    لقد وافق كلا الطرفين في الماضي على اتفاقيّات لوقف إطلاق النار التي لبّت إلى حدّ ما أهدافهما، غير أنّ كلا الطرفين لم يستغلّ للأسف فترات توقّف الأعمال العدائيّة بشكل ٍ مؤقت لتعزيز علاقات سلميّة أكثر ثباتا ً واستدامة ً.

    وبالرّغم من أنّ إسرائيل وحماس تنظران لبعضهما البعض كعدوّين لدودين، فقد أجبرتهما هذه الحرب مرّة أخرى للإعتراف بأنه لا يستطيع أيّ منهما أن يدمّر الآخر وأنّ عليهما الآن البدء في تعديل رواياتهما الدينيّة والإيديولوجيّة حسب متطلبات الظروف المتغيّرة. بإمكان إسرائيل في الواقع إعادة احتلال قطاع غزّة والإطاحة بحماس، ولكن نتنياهو لا يريد تحمّل عبء إدارة القطاع وتحمّل مسئولية حوالي مليوني فلسطيني بدون استراتيجيّة مدروسة للخروج وبدون ترك هدوء دائم خلفه. وبالمقابل، فقد أدركت حماس أنّ إطلاق ما يزيد عن 3.000 صاروخ على إسرائيل ومساعيها لقتل أو خطف إسرائيليين لم يأت ِ بالنتائج المرجوّة. وقد يغيّر الفرق الجوهري والأساسي في هذه الحرب حسابات إسرائيل وحماس على النحو التالي:

    لم تكن حماس في يوم ٍ ما أشدّ عزلة ً وعجزا ً من الناحية الماليّة أكثر مما هي عليه الآن، فقد دمّرت مصر الأنفاق المؤدية من سيناء إلى غزّة، منهية ً بذلك فعليّا ً تدفّق البضائع والسّلع إلى القطاع وحارمة ً حماس من جباية الضرائب، إضافة ً إلى أنّها قد أغلقت معبر رفح الحدودي. أضف إلى ذلك، فقد انخفض تدفّق المساعدات الماليّة الإيرانيّة إلى الحدّ الأدنى وأضاف الحصار الإسرائيلي المتواصل على القطاع وشحّ الدعم المالي والسياسي من الدّول العربيّة والسلطة الفلسطينيّة (باستثناء قطر وتركيا) على حماس محنا ً ومشاكل لا تّقاس.

    هذه كلّها مجتمعة ً قد تركت حماس بدون أمل لتحسين أوضاع شعبها اليائس وكبح جماح التململ والإستياء الشعبي المتنامي. وحيث أنّه لم يبق سوى القليل لتخسره، فقد أشعلت حماس أزمة جديدة لتهزّ الوضع الراهن علّها تغيّر ديناميّات الصراع بشكل ٍ تستفيد منه، هذا بصرف النّظر عن أيّة اعتبارات أخرى.

    وبالمقابل، فإن شعبيّة نتنياهو قد ارتفعت عاليا ً ولم تكن الثقة الشعبيّة في قيادته أكبر وأعمق مما هي عليه الآن. لقد أدرك نتنياهو حدود ما تستطيع أن تفعله إسرائيل وأظهر ضبط نفس برفضه دعوات شركائه السياسيين في الجناح اليميني المتطرّف لتوسيع الحرب ما وراء هدفه المعلن، وهو تدمير الأنفاق وبنية حماس التحتيّة.

    والسؤال المطروح على نتنياهو هو عمّا إذا يريد العودة إلى غزّة و “جزّ العشب” مرّة أخرى وعمّا إذا كان ذلك سيضمن مستقبل إسرائيل من الناحية الأمنيّة بالرّغم من غياب حلّ للصراع الإسرائيلي – الفلسطيني قبل مغادرته الحلبة السياسيّة.

    نتنياهو أيديولوجي متعصّب لا يعتقد بأن إسرائيل قوّة محتلّة بل أنّ الأرض المقدّسة (فلسطين) بأكملها، بما فيها الضفّة الغربيّة، هي جزء لا يمكن فصله عن وجود اليهود وأنّ خلاصهم مرتبط ارتباطا ً غير قابل للفكّ بتحرير الأرض. فهل يستطيع نتنياهو بهذه العقيدة الراسخة أن يغيّر موقفه ويجتاز عقبة تاريخيّة من المعتقدات التوراتيّة للعمل تجاه إنهاء الصراع الإسرائيلي – الفلسطيني ؟

    أنا لا أتفق مع أولئك الذين يقولون بأنّ نتنياهو لن يغيّر أبدا ً جلده، فالعديد من القادة الإيديولوجيين المتشدّدين قبله قد ارتقوا بشكل ٍ غير متوقّع إلى مستوى الحدث لتلبية نداء شعوبهم ودعوات المجتمع الدولي للقيام بتغيير جذري، منهم مثلا ً رؤساء الوزراء الإسرائيليون السابقون مناحيم بيغن وآرئيل شارون، وكذلك رئيس جنوب إفريقيا دي كلارك وزعيم الإتحاد السوفيتي سابقا ً ميخائيل خورباتشيف. هؤلاء وغيرهم كانوا قادة مرموقين غيّروا معتقداتهم واتجاهاتهم السياسيّة بشكل ٍ لا يمكن توقّعه أو التنبّؤ به، كما وأنّ نتنياهو نفسه قد قبل بشكل ٍ غير متوقّع مذكرة تفاهمات واي ريفر.

    نتنياهو سياسي ماهر وماكر ويعلم جيّدا ً كيف يحشد الجماهير حوله. لا يرتدع بالعقبات ويثق بنفسه وملتزم كليّا ً بأمن إسرائيل القومي. والوقت والظروف التي يجد نفسه فيها الآن تضع اعتقاده الإيديولوجي العميق مقابل واقع الفلسطينيين الحقيقي. وكزعيم فهو يدرك الآن بأن الظرف الذي يجد نفسه فيه يمنحه فرصة حيويّة بالغة الأهميّة قد لا تتكرّر لوضع نهاية ٍ للصراع الإسرائيلي – الفلسطيني. وكما قال جون ف. كيندي مرّة:” الزعامة وأخذ العبر أمران متلازمان لا يستغني الواحد منهما عن الآخر”.

    تعطي هدنة ال (72) ساعة الحاليّة فرصة ً لنتنياهو لكي يبرهن على قدراته القياديّة وعلى الجرأة وبعد النّظر ولكي يحوّل المسئوليّة كليّا ً لكاهل حماس وتلك البلدان التي تنتقد الحصار. ولذا عليه أن يعرض رفعا ً كليّا ً للحصار على مراحل تمتدّ لفترة من الزمن (ما بين عامين إلى ثلاثة أعوام) بشرط أن توافق حماس على نبذ العنف ونزع السّلاح من قطاع غزّة. ويجب على حماس أيضا ً أن توافق على تمركز قوّة دوليّة قويّة لمراقبة الحدود وأن تقوم قوّات أمن السلطة الفلسطينيّة بالإشراف على المعابر من غزّة إلى إسرائيل ومصر. أضف إلى ذلك، على حماس أن تتبنّى مبادرة السّلام العربيّة، الأمر الذي سيعني ضمنا ً الإعتراف بإسرائيل ويعطي حماس في نفس الوقت مخرجا ً يحفظ ماء وجهها.

    وقبلت حماس بهذه المبادرة أم لا، سيبرز نتنياهو كرجل دولة مستعدّ لعقد اتفاق يحتضنه العالم بأكمله، هذا في الوقت الذي سيحقّق فيه إنجازا ً رائعا ً دون المجازفة بالشيء الكثير ويكون بذلك قد غيّر بشكل ٍ جذريّ النظرة والتوقعات لاستئناف مفاوضات سلام ٍ جديّة.

    وفي نهاية المطاف، يعتمد أمن إسرائيل القومي بعيد الأمد على إنهاء الحصار وإبطال التهديد الناشيء من الضفّة الغربيّة بشكل ٍ خاصّ بالتفاوض مع أيّة حكومة فلسطينيّة تمثّل الشعب الفلسطيني وإنهاء الإحتلال بموجب شروط يتفق عليها الطرفان.

    لقد خدم نتنياهو كرئيسا ً للوزراء فترة أطول من أيّ من أسلافه باستثناء دافيد بن غوريون، مؤسس دولة إسرائيل. وكأي زعيم ٍ آخر، فإن نتنياهو يفكّر بالتأكيد بتركته، وقد يطمح أن يتذكّره شعبه كرئيس الوزراء الذي قاد شعبه لسلام ٍ دائم بدلا ً من ترك إسرائيل غير آمنة وغير محصّنة أكثر من أيّ وقت ٍ مضى. فهل سينتهز نتنياهو فرصة الساعة هذه ويمنح الجيل القادم من الإسرائيليين والفلسطينيين أعظم هديّة، ألا وهي العيش والنموّ والإزدهار معا ً بسلام ؟

    قد أكون حالما ً، ولكن كما قال يوما ً فكتور هوجو:”ليس هناك أفضل من حلم ٍ لخلق المستقبل”.























                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>

تعليقات قراء سودانيزاونلاين دوت كم على هذا الموضوع:
at FaceBook




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de