|
هل ان باريس هي التي اجبرت دبي للتخلفي عن فريقه الرئاسي في افريقيا الوسطى من قاددة السليكا واستبداله
|
..
محمد علي كلياني/ باريس
لقد ذكرنا في مقالات عديدة حول مجريات ومآلات الاحداث في بانغي عبر عدد من قراءة سياسية واضحة المعالم ربطناها بجملة من التطورات وبالمواقف الاقليمية والدولية في المنطقة، ولاادري ان كانت تلك التحليلات التي كتبناها قد أخذت طريقها الى الصواب ام لا،.. لأن رؤيتنا السياسية للاوضاع في المنطقة رغم استخاف انجمينا بها، فانها اليوم بادت اكثر وضوحا، ووضعت نظام تشاد امام خيارات سياسية مرة امام العالم عبر تقرير للامم المتحدة الذي يتهم الجيش التشادي بالتورط في الاحداث، هذا اذا استبعدنا توجهات مراقبون وتقارير صحفية وخبراء ومسؤلي منطمات دولية ومراكز متخصصة في تفسير منطق الازمات الاقليمية والدولية، ولكن في الفترة السابقة يعتبر الناس ان قراءتنا للاحداث، اومقالاتنا، ما هي إلانوعاً من ضروب الخيال والعبث واتقادات صحفية فارغة المضمون والمعنى-، ولكن، كل ما كتبناه قد اضحى اليوم يتجسد كواقعاً يلقن دروسا سياسية في تشاد، لان قضية افريقيا الوسطى وغيرها من دارفور وليبيا ومالي، قد برزت كمجوعة من الوقائع المريرة امام نظام انجمينا السياسي، وكشعب متضرر من سياساتها خلال ادارة انجمينا للازمات الداخلية، او بالمنطقة مجمتعة اومنفردة، ولابد من ان يعترف كل المحيطين بادريس دبي ولمن يتوارون خلفه خوفاً وعجزاً من اسداء النصيحة له، فان الخطوات القادمة امامهم ستكون مفصلية من تاريخ البلاد، على اعتبار ان ازمة بانغي الصغيرة اسقطت ورقة التوت امام ايدي كل قيادات انجمينا، ولاتسعفهم الذاكرة السياسية لاستخلاص الدروس والعبر والنتائج من تطورات الاحداث السابقة في المنطقة- دارفور، ليبيا ومالي-، ولايعرف الرجل قدرنفسه، إلاعندما يكون صادقاً مع نفسه امام الاخرين وقضايا بلاده الجوهرية والتي لاتقبل الناقش مع رئيس جمهورية اوغيره-،..هــا.. ولذا جاءت قضية افريقيا الوسطى لتلقي بظلال كالحة على النظام السياسي في انجمينا وتقع على رأسه مثل الصاعقة وتضعه امام خيارات سياسية صعبة، لان رعاياه في بانغي يقتلون ويحرقون احياء ويهجرون دون ان تكون للنظام اية مقدرة على حمايتهم وعجزه المخجل عن فعل اي شيء لهم، سوى استقبالهم في انجمينا وطلب المساعدات من السكان الاخرين- على الرغم من نظام انجمينا يخبئ اموال البترول التشادي في بنوكا خارجية في افريقيا ويعلم العالم مكانهنا-، وتلك القصة قد تقودنا الي نفس السيناريو الذي حدث للرعايا التشاديين في ليبيا، ويتكرراليوم المشهد نفسه، وباكثر فظاعة امام اعين العالم، حيث نقلت لنا بهدوء وسائل الاعلام الدولية صور مآساة التشاديين، وهم تؤكل لحمهم بعد قتلهم، وبعضهم يموتون محروقين امام عدسات كاميرات الاعلام المرئي، رغم وجود اكثر من 600 جندي تشادي في بانغي عاجزين عن حماية رعاياهم!!،. ههههه..الجيش التشادي في زمن دبي، جيش لتشاد او جيش لعصابات.. سيقدم قياداته الى محاكمات تاديبية تاريخية امام الشعب ليعرف كل التشاديون من هو دورهم العسكري في خارج البلاد... سياتي اليوم..
وهنا نضرب بعضا من الامثال، ولعلها تكون مفيدة لفشل نظام انجمينا السياسي في انجمينا وبكل اطقمه السياسية والاستشارية والامنية والعسكرية والدبلوماسية في المنطقة في عدد من المواقف الااقليمية والدولية وتمس بسمعة الشعب التشادي(يا له من رئيس تشادي دنيئ مر على تاريخ شعب البلاد رغم شهامة عرقيته الزغاوة الذين عشنا معهم لحظات تاريخية في الصحراء- لك اللهم به مغير الاحوال-)، وهي:-
1. عندما اندلعت الازمة في بانغي عام 2003م- عبرالتدخل التشادي هناك-، فقد قام نظام آنش فليكلس باتاسي بقتل-150- تشادياً، بينما كانت انجمينا تراقب وضع التشاديين في تلك الاحداث دونما تقد، او فعل اي شيء، بل عجزت امنيا عن حماية مواطنيها على الارض(وتلك جريمة وطنية يحاسب عليها القانون.. كيف يترك الجيش مواطنيه يموتون هو اسس اصلا موجود هناك لحمايتهم)، ووقتذاك ان لتشاد وحدات عسكرية ارسلت عام 1995م لحماية الرئيس باتاسي نفسه- لاادري ان كانت تلك الوحدات التي جاءت الى بانغي كان هدفها ارسالها حماية ادريس دبي، او من اجل تجارة غير مشروعة، وهي الالماس والذهب في افريقيا الوسطى؟، او شيئا اخرا غير مفهوما غائب عن الشعب التشادي وبسببه قتل وهجر التشاديون-!؟،
2. بعد مرور عشر سنوات، فقد ازدادت اوضاع الرعايا التشاديين سوءا بعد سوءا مع زيادة حجم نشر القوات التشادية لحماية الفرق الحاكمة المتعاقبة في بانغي-2003-2013م من 1 الى600 جندي والتي تحمي مصالح انجمينا السياسية والمالية(الامن والالماس)،.. وللمفارقات.. حتى القوات التشادية ذاتها في الايام الاخيرة عجزت اخيرا عن حماية نفسها امام اعتداءات مليشيات الانتي بلاكا المسيحية واجبرتها للخروج من وسط العاصمة بانغي!.
3. استمر حال الرعايا التشاديين وجيشهم على هكذا الحال ودون تقدم، من باتاسي الى بوزيه وميشيل- المغادر الجديد-، مقابل اغراءات مالية كبيرة قدمتها له انجمينا من مقدرات الشعب التشادي لتخليه عن الحكم - وهواليوم يبني اكبر مجمع سكني بكوتونوعاصمة دولة بنين،- رغم ان الرئيس دبي ينفي بشدة تورطه في ازمة افريقيا الوسطى عسكريا وتجاريا عكسا لما اثبتته تقرير الامم المتحدة بالامس القريب ذلك!.
4. ان الاعتراف بالخطأ السياسي، اوالاعتذار فضيلة ينتظره شعب افريقيا الوسطى الاصليين- كي تهدا الاحوال نسبياً، او على الاقل امتصاص الغضب المتنامي ضد الرعايا التشاديين هناك، وتجنب ازهاق ارواحهم بسبب سياسات بلادهم الارتجالية- مثل قضية المرتزقة في ليبيا تماما-،.
5. ان عزل الرئيس الوسط افريقي المسلم مشيل جوتوديا من الحكم في مؤتمر انجمنا يضع مجموعة من علامات الاستفهامات السياسية وطريقة عزله، وتعبر هذه طبعا عن فشل الساسات التشادية في علاقتها مع دولة مجاورة يذهب اليها التشاديين منذ سنين من اجل التجارة وسكب الرزق، مثلها مثل ليبيا والسودان تماماً،- وان تدخل بلادهم في شئون هذه البلاد فقد قطع هذا الرزق-، وماذا حدث للرئيس ميشيل كي يتخلى عن الحكم وبهذه السهولة في استعراض سينمائي هزيل مقابل قطع ارزاق التشاديين وقتلهم في بلاده؟، مع العلم ان عقلية الرؤساء الافارقة الذين ياتون الى الحكم بالقوة قد لن يتخلون عن الحكم الذي اتوا اليه بالقوة وبسهولة!، ان لم يكن هو فعلاً، جزءا من اجندة سياسية لانجمينا، ويقبل الامور هكذا من رئيس دولة الى لاجئ سياسي في دولة بنين عكس غريمة بوزيزيه اوممن سبقوه في الحكم؟، اذن، ان مشيل جوتوديا صناعة تشادية وبماركة مسجلة سياسيا، وان عزله من الحكم جاء من الحكم عبر مقابل،- اموال تشادية- وهو يشيد اليوم احياءا باكملها وقصورا شاهقات في بنين، تاركا ورائه انجمينا تتجرع كؤس المرارة بذل وهوان امام الضغوط الاقليمية والدولية، واخطأت انجمينا الهدف مجددا مثل باقي معالجتها للازمات الافريقية التي تقع تحت سيطرتها- دارفور، ليبيا ومالي-،.
ولقراءة الامر بجدية، يمكننا استعراض عدد من المواقف والحقائق اقليميا ودوليا التي اخفقت فيها انجمينا:
1. جاء الموقف الفرنسي بوضوح عبر وسائل الاعلام الفرنسية للضغط بشكل كبيرعلى انجمينا لقبول رؤى باريس في بانغي وابعادها من المسرح السياسي كليا وتحت الكواليس، وقد نجح الاعلام الفرنسي ظاهريا في توصيل مواقف باريس الى انجمينا بدون عناء، وليس بالضرورة ان تعلن باريس موقفها السياسي تجاه نظام تشاد الذي تصفه كل قيادات رأيها بالدكتاتوري، هذا بجانب ما ترسخ لدى اذهان الغربيين بان نظام انجمينا ليس حليفا استراتيجيا لهم في المنطقة، بقدرما هو يمكن استعماله في المنطقة لحين وتحت اي لحظة يمكن التخلص منه كما القذافي!، لان دبي لايحمل اليها الكثير في المستقبل بالمنطقة..
2. نحج الرئيس الاسبق فرنسوا بوزيزيه في قلب الطاولة رأسا على عقب على سياسة انجمينا في بلاده عبر تحريضه للسكان الاصليين من المسيحيين ضد سياسات انجمينا المسلمة، واجبر دوره القوي على طرد الرعايا التشاديين من بلاده بالقوة عبر حزمة من هجمات منظمة من قبل مليشيات الانتي بلاكا، وبذلك اعطى بوزيزيه رسالة الى انجمينا مفادها(نحن السكان الاصليين، ولكن في بلادنا ليس لديكم الحق اعطائنا دروسا وفرض ارادتكم سياسياعلينا قسرياً، انتم مسلمون ونحن مسيحيون)- والرسالة وصلت-، وتلك الرسالة بالطبع تعني باريس، وهي فرصة ذهبية لها للضغط على انجمينا بقبول سياسة الامر الواقع، وكون بوزيزيه طرفاً في النزاع، ولايمكن استبعاده مستقبلاً في كل التسويات، اوالحل المنتظر، اذا هناك حلا ممكنا وفق المعطيات،- رغم اعتراض انجميناعليه في العودة الى الحكم مجددا!، وهوابن البلد فكيف لا!، وباريس تعرف قناعات الناس في افريقيا وطنياً، فكيف لدبي الاجنبي ان يفرض عليهم قناعات سياسية وبوجه قبلي ديني هذه الامور؟. وخلال عشر سنوات في بلاد دون استشارة اهلها الاصليين،(ألاترون في ذلك تناقضاً سياسياً خطيراً من شانه اشعال الحرب الاهلية)؟.
3. تضاربت المواقف الاقليمية والدولية حول ازمة افريقيا الوسطى، وتباينت بشكل كبير، ولكن الكل متفق على رأي باريس بالضغط على تشاد وذهاب فريقها الحاكم من المسلمين التشاديين، وليس الوسط الافريقيين الذين استغلتهم انجمينا سياسيا، وافسدت عليهم الحياة، ولذا ان باريس تريد التحاور مع اهل البلد الاصليين من مسيحيين ومسلمين- ليس عبر الدعاة الاسلاميين الذين ارسلهم دبي الى هناك وتخدم سياساته،-، ولكن عبر مسلمي افريقيا الوسطى ذاتها، ولذا قالت باريس اخيرا انها تريد الحوار مع مسلمي ومسيحي افريقيا الوسطى وهي تعرفهم بعيدا عن نظام دبي ومن يقف خلفهم-،.
4. ترى باريس قبول مغادرة مشيل واللجوء الى بلاد اخرى هو انتصارا سياسيا وليس كافيا، فيجب على كل من معه العودة من حيث اتى ايضا-، ويتضح هذا من شكل ذلك النزاع والمتضررين من التشاديين، هذا الوجه على الاقل وفي هذه المرحلة اخذ وجه التصعيد الحالي هناك،- فان اغلبهم تشاديين بالتاكيد-، ولذلك، فكانت الشروط الفرنسية واضحة وقبلتها انجمينا دون مضض وباملاءات باريسية لاتخطئها العين- تنحي فريقها الحاكم في بانغي-، ولذلك حث الرئيس فرنسواهولاند، - الذي هذه الايام تلاحقه لعنة علاقة غرامية خاصة مع حسونات باريس-، حيث عللها هولاند في اخر لقاء صحفي له مع قادة الراي والاعلام الفرنسي انها علاقة خاصة قائلا:(ان امر علاقتي فهو امر شخصي، وسيعالجةبطريقة خاصة)، ونحن هنا لسنا بصد الحديث عن العلاقات الغرامية والشخصية لرئيس فرنسا فحسب، بل الموقف الفرنسي في تشاد وافريقيا الوسطى، ويقول هولاند:(اقول لكم اننا احدثنا تقدماً في افريقيا الوسطى، ولكن ما زال الامريتطلب جهدا كثيرا لبدأ مرحلة جديدة مغايرة كلياً لما كان يجري في السابق)، وهو متفادياً الاسئلة الحرجة لمندوبي وسائل الاعلام الانجلوسكسونية التي تعتبر ذلك فضيحة كبرى- كفضيحة الرئيس الامريكي الاسبق بيل كلينتون في وايس هاوس قيت-، ولكن في فرنسا يعتبر الفرنسيون ان الامر عادياه وقضية شخصية بحتة، مثل سابقاتها مع الرئيس فرنسوا متيران الذي انجب بنتا سرية لاتعلمها زوجته- (علاقة امراة برجل، او حب يمكن ان تنشا في القطر، ان كانت هي، اوهو، متزوجان اوعازبان كامر عادي يحدث في تلك البلاد الحرة، وحرية النساء، وممكن الجدوث في اي عالم سريا، وتلك هنا تعتبر من الحريات والاسرار الشخصية)!-،.. دعنوا من ذاك الشان كله، ولنعود الى قضية تشاد وافريقيا الوسطى، يبدو ان كلام هولاند حول الأمر في بانغي، يذكرنا بموقف باريس بقضايا كثيرة في المنطقة من ليبيا الى افريقيا الوسطى، وكوننا نحتك من حين لاخر بمراكز صناعة القرار الفرنسية(مراكز الدراسات والاعلاميون)في باريس، اعتقد ان الفرنسيين قد يفكرون في تشاد بنفس سيناريو القذافي- بناء مطارعسكري في جنوب ليبيا وشمال تشاد-، وللتقريب القارئ من المشهد اكثر، فقد سأل صحفي فرنسي سؤالاً غريباً حول الموقف الفرنسي في تشاد في احداث بانغي، وهو:(هل ان باريس قد تتخلى عن دبي في هذه الظروف؟)، وهو متوجهاً بالسؤوال الى احد قيادات المسئؤلين الفرنسيين، وكنت انتظرالرد بشقف لمعرفة الرد، ولكن بمعرفتي ببعض تفاصيل الاجندة السياسية لباريس في افريقيا عرفت الاجابة القاطعة عليه تكون خارج نص السؤال، والاجابة تمحورت حول:(ان رؤية الفرنسيون في بانغي يعتمدون على ايجاد حل ومخرج مناسب للوضع دون مصادمات اثنية ودينية)، وبعد ان تحقق لباريس كل ما تريده هناك، فان ادارة هولاند تسعى الى حوار بين المسلمين والمسيحيين- وفي يد هولاند السعودية وقطر والفاتيكان-، على اعتباران دور قوات الدول الافريقية عسكرياً عجز في احتواء الازمة وادارتها،. ولذا جاء التدخل الفرنسي المباشرلانقاذ للموقف وفرض واقع جديد كليا، كما قال الرئيس هولاند في لقائه الصحفي، وللعلم ان كل المراقبين اجتمعوا بان الدورالتشادي في بانغي ليس محايداً بين الطرفين من المسيحين والمسلمين، وجاء تقريرالامم المتحدة منسجماً مع تطلعات باريس لكي تتحمل انجمينا مسئوليتة احداث العنف هناك ولوحدها ان جاز التعبير.
5. قوات السليكا، وجدت نفسها وحيدة وفي ظروف صعبة جداً في بانغي، وان اغلبها تشاديون مهاجرون الى افريقيا الوسطى منذ ازمان، ولان اغلبهم يشعرون بخيبة امل انجمينا تجاههم، وباعتهم سياسياً في ظروف غامضة، فان الغضب سيتراكم اكثر بينهم تجاهها،- ويرى الفرنسيون ان عودتهم من حيث اتوا وبدون شروط بات امرتحدده انجمينا وفق ذات الشروط التي اجبرت مشيل الى الرحيل، وان قرارات باريس وشروطها عند انجمينا مقدسة ولاتقبل النقاش-، ولكن ليس للحركات المسلحة السليكية خيارات اخرى، التعود الى البلاد وبامتيازات يقدمها لهم دبي الى ودمجهم في الجيش، او محاربتهم في الاحراش..هــا... ان قبل دبي عودتهم ام ابى فهذه شروط صعبة من باريس، او من السليكا، فان الامر واحد كمشكلة قائمة، واقلها ضررا هو التعاون مع باريس-، وبقراءة دقيقة للوضع، فان قوات السليكا لن تكون جزءا من الحل اطلاقا في افريقيا الوسطى في الوقت الراهن، ولن يقبلهم السكان الاصليون بحسب الصراع الجاري وامتعارض السكان الاصليين، على الرغم من ان السليكا هي حليفة دبي اراد التخلص منها قسريا عبر الفرنسيين، فما العمل؟ فهل سيعودون الى بلادهم الاصلية تشاد وبدون مقابل سياسي؟، او ان الذي ارسل قائدهم ميشيل الى المنفى سيرسلهم هم ايضا الى منى اخر والى اين؟..خاصة واشارت تقارير فرنسية، ان دبي اعطى السليكا اكثر من 50 سيارة تويوتا محملة بالسلاح القتالية وتمكينهم للاستلاء على السلطة، وما خفي اعظم!-، قال دبي(اننا ارسلنا حوالي الف جندي الى افريقيا الوسطى منذ العام 1995م)، ووصلت القوات فيما بعد الى 610جنديا-، فهل يمكن ان يكون قادة السليكا العسكريون ضمن هؤلاء؟..نعم ان كل شيء ممكن.. وبعلم الفرنسيون وضغجهم على دبي اخيرا للتخلى عنهم يؤكد صحة انهم جنود تشاديون وبخاصة انطباع السكان الاصليون.. وتلك حقيقة لا ينكرها الاجاجد ومكابر..
6. قيادات السليكا العسكريون تحت امراة الجنرال العسكري ادريس دبي قد لايريدون العودة الى بلادهم لانهم يعيشون على امتيازات، وفي هذه اللحظات الحرجة من تاريخيهم ان العودة الى تشاد طواعية وكلاجئيين تشاديين على اطراف مدينة انجمينا بعد معارك ودماء هدروها في الخارج بالاتفاق مع جنرالهم لن تجدي نفعا!، ووفقا لتجارب الثورة التشادية التي تم دمج بعضهم في الجيش التشادي صوريا وانهائهم في شوارع انجمينا الحائرة- حارة حارة، دار دار، زنقة زنقة..، نعم لقد تخلص دبي من فريقهم الرئاسي نهائيا في ابانغي واعطى رئيسهم حيا كاملا في بنين، ويعيش فيها الى الابد كما يبدو، واتت باريس بفريق جديد اخر تترأسه إمراة في بانغي!،.
7. لكن من الخطأ الفادح لدبي في انه لم يتخلص من اجنحة لقوات السليكا قبل ارسال زعيمهم ميشيل الى المنفى، حيث ان القوات العسكرية المرابطة لها في افريقيا الوسطى وغاباتها الحدودية المفتوحة القريبة من مناطق البترول التشادي ليست بعيدة من فوهات بنادقهم، وهم بالقرب من دولة جنوب السوان المضطربة ودارفور، وان امكانية اشعالهم لتلك الحدود محتملة الحدوث وبعيدا عن دوريات القوات المشتركة التشادية السودانية، وستكون تلك الحدود في تلك البلدان موئلا وملازا امنا لكل تشادي معارض لنظام دبي، ريثما تتضح الرؤيا في البلاد، وان اي فشل سياسي اخر في الملف الذي يربطهم مع انجمينا وكتصفية حسابات بين الخصمين جديدا، فانه، بالامكان ستظل ابواب كل الخيارات مفتوحة بين الحليفين السابقيين، لان قوات السليكا، وباعتراف الفرنسيون بانهم تشاديين بالاغلبية، فلا معدى اذن، في الخطوة التالية ان تتعامل انجمينا مع رعاياها سواءاً كانوا عاديين اوغير ذلك، ولهذا، فان تحركاتهم المقبلة صوب تشاد عسكرياً قد يكون امراً ممكناً للعودة الى البلاد الاصلية لفرض حقيقة اخرى ليست في بانغي التي يتقاتل اهلها ولكن في انجمينا ذاتها، ولايهم الفرنسيون هنا، اذا ذهب هؤلاء الى بلادهم كجزء من الحل الذي يرغبون اليه في افريقيا الوسطى، او في المنطقة، وفي النهاية هم تشاديون وتلك بلادهم، كما يطالب به السكان الاصليون في بانغي برحيل هؤلاء، فان باريس وبوفق حساباتها في القارة الافريقية، فعلى انجمينا التعامل مع واقعها السياسي الداخلي، مثلما كانت جادة لافتعال الازمات الخارجية دون اسباب واضحة!- وفي مبلغ الاحداث القادمة والخيارات سوف تحدد السياسات الاقليمية والدولية ووجهة دفة الاحداث وتطوراتها، والتي قد لايتفهمها جل ممن المحيطون بالرئيس ارديس دبي، وتلك حقيقة لانخفيها على احد، ويومها لن تكون انجمينا مرآة لافريقيا، بل جزء من المشكلة الافريقية الكبرى والتي يجب ان يبحث الكل عن حل وبسرعة.. مهما كانت التضحيات.
8. هذه لحطة سيايسة وتاريخية مهمة جديرة بالتسجيل والتحليل والاستقراء ليفهمها البعض، رغم ان دبي اجتمع مع السيد/صابون عراب الانفصال بجمهورية افريقيا الوسطى عدة ساعات بالقصر لتنويره حول مجريات الاحداث، ولكن السيد/ صابون حسب علمنا لايحمل الى تشاد اية خيارات سياسية جديدة عكس الرغبات الباريسية سياسيا، وفي ظل الوضع الراهن، وهي ان الامور في بانغي شبه محسومة باعتلاء السيدة العمدة مؤقتا رئيسا للجمهورية ضمن 8 مرشحا للرئاسة.
9. في لقاء مجلس الامن الدولي مؤخرا حول افريقيا الوسطى، ان انجمينا ارادت ان تقطع طريق راسال القوات الدولية الى افريقيا الوسطى، ودافع عضوها الجديد، السيد/ شريف بتقديم مقترح سياسي للحل، في الوقت الذي لاتوجد حلول واضحة ومسبقة في مجلس الامن، ليس سيما وان احد اطراف المجلس عنده حق الفيتو- باريس-، الا عبر التدخل العسكري لانقاذ في بانغي.. وهنا، ان لم نكن كاذبين، فقد وضحنا فيه بجلاء(خلفية الصراع التشادي الفرنسي في افريقيا)، ان اختيار انجمينا مبادرات سياسية، او وخيارات اخرى شبه انتحارية سياسيا، - وهي مضحكة احيانا-، وهي عزل فريق مشيل برغبة فرنسية وبطريقة هزلية في قمة انجمينا وتنصيب امراة خلفا له، فان مسرح الاحداث لم ينتهي بعد في المنطقة، اذن فما الرؤيا التالية لنظام انجمينا في المنطقة في الصراع الدائر حاليا في جنوب ليبيا وشمال تشاد؟.
10. ان زيارة وزيرين فرنسيين الى انجمينا(وزيرالدفاع والداخلية)، والاخير اكثر اصراراً كي ان تكف تشاد عن سياساتها الاقليمية في المنطقة، وهذا الاصرار قد يحمل الي انجمينا قدرا كبيرا من الحقائق، وهي ان سعت انجمينا في هذا المسعى، فان الفرنسيون قد يتخذون قراراً سياسيا حاسماً تجاه انجمينا ذاتها، وان عواملها قد تحمدعقباها، وقد يظل القرار الفرنسي ضد انجمينا في هذه الايام مؤقتا وحاسما وتحت الطاولة، ريثما تخرج باريس عسكريا من مالي وبالتدريج، لان باريس حاليا لاتريد ان تخرج من مالي دون تحديد مسؤلية احد- اي ان حدث خطأ ما، فقد تتحمل الاطراف الافريقية المعنية عسكرياً مسؤلية كبيرة ومحاسبتها فيما بعد، ان صح التعبير-،.
ونقول وبصراحة ودون قيود، ان سياسة انجمينا في المنطقة اخذت الدور الكافي في المنطقة، وربما الاخير، ولن يتحمله احد في الداخل والخارج، وتحديدا الغرب الذي كشف نوايا انجمينا وبصراحة ماذا تريد بالطبع؟، وهو اطالة امد ابغض نظام سياسي مرفوض لدى اغلب التشاديين، وان الكل يجتمع الى رحيله دون رجعة- مثلما قالوا لنا في الماضي، اذا خرج حسين هبرى ستندمون كشعب طيلة حياتكم، ولكن وجدنا كل ممن يخدمون مع هبري هم ذات الذين يتربعون على تشاد بما فيهم ادريس دبي، وسمموا لنا الحياة الاجتماعية والسياسية في تشاد منذ 23عاما، اضافة الى8 سنوات عجاف، يعني نحن كشعب تشادي 11 مليون غير قادر على تصحيح مسار سياسي وحقبة اخذت من حياتنا 31 سنة واجيال ندور فيها بين هبري ودبي وفي امور فارغة، يا للعار ويا للحسرة،..اذن، نحن ندعوا في الاخير الى ثورة شعبية عارمة لتحديد خيارات سلمية، ودون تفصيل، ولايمكن ان تعيش هذه البلاد في قوقعة قبلية ضيقة بمتحجرة وبليدة والى الابد،.. فما رايكم يا شباب؟، لان مساوئ النظام في انجمينا، والذي قد شهد به الكل ومسجلة في تقارير العالم، واخرها منظمة الامم المتحدة حول التجاوزات التشادية في بانغي وليبيا ودارفور..الخ..، وهذا لايعبرعن كل الشعب التشادي بقدرما يعبر عن الذين يتربعون على كرسي الحكم منذ 23 عاما، وتلك مسئولتهم، لان باريس، او فرنسا ليست وطنا تشاديا يصحح الخطا لنا بعد الاستقلال.. وكلنا نعرف بعضنا والوطن للجميع وليس مسجلا باسم احد..
|
|
|
|
|
|