02:41 PM March, 01 2016 سودانيز اون لاين
نعماء فيصل المهدي-London UK
مكتبتى
رابط مختصر
؟في اغلب المجالات العلمية والادبية والفنية توجد شروط مسبقة ومحددة تساهم في منح توطئه ومناخ ذهني مناسب لدراسة هذة المواد علي مستويات رفيعة ومن ثم تساهم في اجادة تطبيقاتها والتمكن منها.
في مجال تعليم الكبار كنا في منظمة السودان للتعليم المفتوح نقول، عن تاركي النظام المدرسي من ابناء وبنات الأسر الاكثر فقراً وبالذات في مناطق الغير ناطقين باللغة العربية بالتحديد، بانهم لم تتح لهم فرصة مواصلة الدراسة وعليه لم تتح لهم فرصة النجاح، فالانسان أسير ظروفه في أغلب الاحيان.
وفي تلك الحالات بالتحديد يقوم الطفل في الأسرة بدور العامل والمساعد للأم في القيام بالاعمال المنزلية، من تنظيف للمنازل وطبخللطعام وغسل للملابس ورعاية للرضع و والعجزة من كبار السن وغيرها من الاعباء التي لا تنتهي او تنقضي بانتهاء ساعات العمل اليومية، كما هو حال الموظفين والعمال في مجالات العمل الاخري، بل ان الطفل في البادية راعي ومزارع وعامل في الحصاد وفي جلب مياه الشرب من الابار والانهار وغيرها من الواجبات. حينما يجتمع هذا الوضع الاقتصادي والاجتماعي القاهر مع الحوجة الي ان يتعلم الطفل لغة غريبة تماماَ من لغته الام واللغة التي يتخاطب من خلالها في محيطه اليومي، ومن دون ان توفر المدارس دورس ووسائل تعليمية اضافيه، مثل تكريس ساعات اضافية يوميه لتدريبه علي القراءة لتمكنه من مواكبه اقرانه الناطقين باللغة المستخدمة في نظام التعليم من المهد اوللتغلب علي بعضً من ملامح ظروفه الاقتصادية القاهرة مثل توفير المدارس لوجبة افطار مجانية، يصبح السؤال هو كيف يتفادي هذا الطالب حتمية الفشل؟ وهو او هي -لا تتوفر لديهم ادني الظروف والبيئة الملائمة والتي تقود الانسان للنجاح.
من خلال كتابه إعادة تكوين المؤسسية يقول فريدريك لالاوكس بان الغرب قبل النهضة، كان مجتمعاً قبلياً وريفياً ورعوياً، يِتبع ويردد اراءوافكار رواد الفكر من حكمائة -دون جدال او استفسار، بل ان ارائهم واستنتاجاتهم كانت تٌردد من باب الحكمة المطلقة دون تردد وان كانت مخطئة، و كانها لوحً مُنزل.
فعلي سبيل المثال قال المفكر والحكيم ارستوستل “ان عدد اسنان المرأة يقل من عدد أسنان الامرء”
واتُبع ذلك المفهوم، متنقالاً ومتداولاً عبر الاجيال علي مر مئات من السنين من دون ان يُختبر او ان يدرس احد مدي صحته - حتي قرر المجتمع فجأة ان يثبت او ينفي تلك النظرية بالقيام بإحصاء عدد اسنان عدد من المتطوعين من النوعين المذكر والمؤنث ووجودهما متطابقات نافين بذلك حكمة كانت مُصدقة ومتبعة علي مر المئات بل بعض الالاف من السنين.
لقد فجر ذلك التحول من عقلية التصديق المطلق والاتباع الأعمي الي عقلية التساؤل والتفاكر واجراء الدراسات والاختبارات لمحاولة اثبات او نفي صحة الاراء والافكار والمعتقدات، والنظريات العلمية والعملية والمهنية، فجر هذا التحول في عقلية شعوب الغرب الثورات التحررية وأسُقطت الشعوب من خلالها حُكم القياصرة والأباطرة، ففي العهود التي سبقت عهد النهضة، كانت تعتقد هذة الشعوب بأن للقياصرة والأباطرة حق مُنح من المولي عز وجل لحكمهم، بل ان لهؤلا حقاً مطلقاً ومُنزل في اعتلاء عرش ملك البلاد وامتلاك اراضيها الزراعية بمن فيها من بشر وفي اخضاعهم للعمل سخرية دون أجر.
فجر هذا التحول في عقلية الغرب عصراً علمياً شهد ولادة الثورة الصناعية، وولادة تضخم المؤسسات التجارية والاقتصادية والفكرية والتي ساهمت في تمكين الشرائح المهمشة من الشعب من مصادر قوتهم وبذلك تمكنت من خلق مؤسسات سياسية تمكنت من خلق مؤسسات سياسية تمثل ارادتها وتمكنها من اختبار من يمثلها دورياً ومن يتولي ادارة حكم بلادها من خلال صندوق الاقتراع العام.
فهل حدث تحول ذهني مماثل في العقلية السودانية ليمهد لخلق مؤسسات دولة وسياسية لمواكبة وادارة احتياجات الدولة الحديثة؟ هل حدث ذلك واليوم العالم قد تعدي عصر الحداثة الي عصر ما بعد بعد الحداثة؟
فلنفرض لم يحدث ولن؟ هل يعقل ان نقارن من هو في اعلي مركز من مراكز القوي بطفل ضعيف في أوهن حالاته؟
ان المعادلات التي تنطبق علي عامة الشعب، لا تنطبق علي من يحكمهم وذلك لان الحكام في اعلي مراكز القوي والسلطة في الدولة، وفي مركز المسئولية ولان بين ايدهم زمام الامور لأحداث التغيير اللازم لمعالجة التحديات التي تواجههم ولكي يتمكنوا من معالجة التحديات التي تواجه الشعب، ولذلك ومن الضرورة القصوي اذا فشل الحاكم في معالجة التحديات التي تواجه حكومته والتي تواجه الشعب ان يعترف بالعجز و يتنحي، وان لا يدخل في دوامة تبريرات مفرغة فاذا كان الحاكم مغلوبً علي امره وهو من بيده السلطة وموارد الشعب ومنشأته والقوات النظامية والحربية والقوي العامله ... فكيف يكون حال الشعب وهو مجموعات لا حول ولا قوة لها مقارنة بالحاكم؟؟
في رأيي هذا هو المعيار الافضل لتحديد نسبه نجاح الحاكم وذلك في نسبة نجاحه في التغلب علي المصاعب للقيام بدوره وفي الابداع واستخدام شتي السبل والادوات في ذلك وليس في التشكي والتباكي و الدخول في دوامة تبرير الفشل وفي القاء اللوم علي أمريكا تارة وعلي الطاغوت الاعظم تارة اخري وغيرهم ممن يُعلق عليهم اللوم جزافاً.
بين الحين والاخر يصرح الرئيس او احد كبار المسئولين من الدولة بان البلاء من الله سبحانه وتعالي وان لا يد له او لحكومته المخربة او سياسات حكومته المدمرة شأناً بذلك..اذا كان البلاء من الله وحده والخروج من البلاء بالاعتماد علي الله والتضرع له هو الحل كما أشار نائب الرئيس الفاشل علي الملأ - فما هي الحوجة لهؤلا اذاً ؟؟؟
أحدث المقالات
السودان بين فشل النظام .. وتخبط المعارضة..! بقلم الطيب الزينهل وجد هيثم شبيهاً بأنبوبة الغاز أكثر من الكاردينال!!تعطيل الحركة اليسارية، أي حركة يسارية، لصالح من؟ ولأجل ماذا؟.....3نداء للتعقّــل: رسالة مفتوحة إلى رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهوالسلطة الفلسطينية ضرورة وطنية أم مصلحة إسرائيلية ؟الفوضاويون والغوغاء في الفكر الاصلاحي والتصحيحي بقلم سميح خلفمن اختار تجفيف اللحم على رقبة الكلب فلا يلومن إلا نفسه بقلم أمين محمَد إبراهيمبرلمان الألف نائب .! بقلم عبد الباقى الظافرومن يحرسهن ؟! بقلم صلاح الدين عووضةحرب «العجز» 3 حوار محجوب بقلم أسحاق احمد فضل اللهسوار الذهب والوحدة مع مصر بقلم الطيب مصطفىالتوافق على وجع قلب الشعب!! بقلم حيدر احمد خيراللهالمقاومة الايرانيه ودستور حقوق المرأةعودة لقوى المستقبل للتغيير ألسوداني 2ّ2 ألثورة والثورة المضادةمقتطفات من كتاب الطباشيرة والكتاب والناس- 5