بادئ ذي بدء هنالك خلفية إجتماعية تاريخية وسياسية عن ولاية غرب كردفان وجب علينا توضيحها : كردفان الكبرى تفتت لتشمل ثلاث ولايات في يومنا هذا ألا وهي : شمال كردفان وعاصمتها مدينة الأبيض ، جنوب كردفان وعاصمتها مدينة كادقلي وأصغر ( أحفاد ) كردفان هي ولاية غرب كردفان وعاصمتها مدينة الفولة . وهي موضوع هذا المقال المتواضع ووجب علينا تناول ولاية غرب كردفان : الإنسان والمجتمع ، المصادر المعيشية والإقتصادية ، المناخ والزخم السياسي السابق والآني والتعليم ثم الحدود الإدارية ، فأهم المدن ، فنقول أن إنسان الولاية يعد من أهم ( أُناس ) السودان فهو قد حارب المستعمر البقيض تحت راية (لا إله إلا الله محمد رسول الله ) والتي رفعها عن مقدرة وجدارة وإيمان بالوطن ، رفعها رجل السودان المِقدام ( محمد أحمد المهدي ) وهكذا الحال إلي أن تم ( كنس ) الإستعمار وآثاره و تحققت الحرية ثم عندما أعاد المستعمر الكرة ، ظل هذا الإنسان مع السودان الكبير من حلفا الجديدة شمالاً إلي نمولي جنوباً ومن سواكن شرقاً حتي مليط غرباً . ظل يحارب المستعمرين حتي تم جلاءهم عن السودان وذلك في الاول من يناير عام 1956م وعندما دقَّ المستعمر بالتواطؤ مع بعض السودانين ، نقول عندما دقوا ( إسفيناً ) في صدر السودان سادت الكراهية وتحارب السودانيون ضد بعضهم البعض وتحققت للغرب الأوربي ومدللته إسرائيل ما كان ( حلماً ) .... إنفصل جنوب السودان ليصبح ( مجزرة ) يُذبح فيها الإنسان من الوريد إلي الوريد ( والخونة ) داخلياً وخارجياً لا يزالون يتفننون في إبتداع طرق الذبح في السودان ، جنوبه وشماله ليكون ( مسألة ! ) إفريقية عصية الحل ... إنسان غرب كردفان لا يزال على العهد وهو لا يكل ولا يمل من القبض على ( الجمرة ) حتي لحظة كتابة هذا المقال ! فالمجتمع هنا يتكون من قبائل كبيرة ذات إسم وشهرة ودليل ذلك فإن أحد المستعمرين البريطانيين قد كتب عن قبيلة المسيرية إحدى قبائل هذا المجتمع وتعتبر من كبريات القبائل وتنقسم إلي قسمين : مسيرية حُمُر ومسيرية زُروق ويتموضع الحُمُر في غرب الولاية والزُرق في شرقها وهم من عشيرة واحدة ( جدهم واحد ) ومن مدن الحُمُر : المُجلد ، بابنوسة ، الميرم ، الدبب ، أبوجابرة ، التبون ، الاضية و أبيي المتنازع عليها بين دينكا نقوك والحُمُر ومن مدن الزُرق نجد كيلك ، لقاوه ومدنُ أخرى . ثم هناك قبيلة حَمَر وأهم مدنهم النهود ، الخوي ، وغبيش وحَمَر قبيلة عربية تمتهن رعى الأبل في الأساس بينما تمتهن قبيلة المسيرية رعى الأبقار ( البقارة ) هذا ويجب ألا يغيب عن بالنا أن هنالك مهن ظهرت وبقوة على السطح مثل التجارة والصناعة ( مصنع تجفيف الالبان ) في بابنوسة وقد تم إستقرار عدد لا يستهان به في تلك المدن ومدن نامية أخرى إلا أن من أهم وسائل الإقتصاد نجد الرعى والزراعة فقد سجلت مناطق إستخراج البترول في الولاية مثل : مدينة هجليج دوياً عالياً في إشتغال الإنسان أو عمله ليس في الولاية فحسب ، بل من كل أصقاع السودان ذلك أن السودانيين يعملون في حقول إستخراج وتنقيب البترول جنباً إلي جنب مع الأجانب وهذا قد ولَّد إرتياحاً معيشياً لأهالى السودان جميعاً . أما المناخ فهو يتدرج من السافنا الغنية فالسافنا الفقيرة حتي الصحراوي في الشمال . أما عن التعليم ، ( فلا بأس ) فقد تم إنشاء مدارس وجامعات وكليات في الولاية مثل : جامعة غرب كردفان بالنهود ، جامعة البترول بالمجلد ( هي الآن في مدينة الفولة ) ، وكلية الإقتصاد في بابنوسة وكلية في كل من أبوزبد الفولة ... أما الزخم السياسي ، فحدث ولا حرج ! فقد ( جاطت ! ) الاحزاب إنسان ومجتمع المنطقة بل أسست الاحزاب الغُبن وأشاعة القبلية هنا فالشعار المرفوع هو : قبيلتي وليس سودانيّ . يدار مجمع غرب كردفان عن طريق ( الإدارة الأهلية ) والتي شيعها الناس في عهد مايو ( 1969م - 1985م ) فصارت أسم بلا معنى وتم تسييس الموضوع وأن الامر يدار ( بالريموت كنترول من الخرطوم ) !! يتضح هذا جلياً في العراك المحموم الآن في غرب كردفان حيث لم تجد ( سفينة الأمارة ) مرسى ولم تنجح محاولة الوالي في حل الحكومة ثم تشكيلها حيث جاء بنفس الاشخاص ( المغضوب عليهم ) . والى ولاية غرب كردفان لا يستطيع البت في موضوع مهم مثل : تعين الامير للعجايرة وتعين أمير للفلايته وكذلك تعين أمير للمسيرية الزُرق وتعين ( سير ) يرأس الجميع وقد أساء المركز السلطة حيث أنه لا يستمع إلي المواطنين ( الغبش ) وإنما يأتمر بأمر ( تماسيح ! ) من أبناء الولاية لتصبح مناطق المسيرية عُرضة وغاب قوسين أو أدنى من حرب أهلية كبرى تنتظم المجتمع كله لهذا نقول : يجب على الخرطوم ترك الأمر كله للمواطن حتي يختار أُمراءه ونوابه ثم ( السير ) الذي يمثل ناظر عموم المسيرية والذي كان يشغله رجل السودان المرحوم ( بابو نمر على الجله ) والناظر ( دينج مجوك ) ناظر دينكا نقوك وفي حَمَر كان يدير الامر المرحوم ( منعم منصور ) وقد سارت الامور في عهدهم من حسن إلي أحسن حتي ظهرت طبقة من تجار السياسة وآكلي المال الحرام والزعامة ( في الفاضي !) حتي كادت ان تقع الفأس على الرأس فموضوع مثل : من هو وكيل الامير بالنسبة للعجايرة لم يحسم مما أزعج قبيلة الفيارين وقبيلة اولاد عمران اللتان تتنافسان فيه ... مرة أخرى نقول : ( أسمع كلام الببكيك ولا تسمع كلام البضحكك ) أرجعوا ( يا ناس المركز ) أرجعوا الامور إلي سيدها .. إلي المواطن الغلبان فقد ( طفح ! ) الكيل ولا ينتظر إلا إراقة الدماء ... في مجتمع حَمَر ، لا يخلو الامر من متاعب ! . وقبل وداعكم ايها القراء الكرام ، علينا ان نوضح ان هنالك قبائل كثر في ولاية غرب كردفان لا يسعنا ذكرها جميعها ومنها : الكبابيش ، المعالية ، الفور ، الفلاتة ، البرقيت ، التنجور ، النوبة ، والبرقو . وأخينراً نقول : دعونا نعيش ... دعوا الانسان يعيش في تلك الولاية بسلام ، امان وحرية رأي .
وأن آخر دعوانا أن الحمد لله ربن العالمين وألا عدوان إلا على الظالمين . إلي اللقاء
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة