|
هل إقترب اليوم الذى سنقول فيه :ياحِلِيلْ الرئيسُ البشير؟ بقلم يوسف الطيب محمد توم
|
بسم الله الرحمن الرحيم يقول الله تعالى:(قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَن تَشَاء وَتَنزِعُ الْمُلْكَ مِمَّن تَشَاء وَتُعِزُّ مَن تَشَاء وَتُذِلُّ مَن تَشَاء بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلَىَ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ)الأية 26 سورة أل عمران عن عبد الله بن مسعود - رضى الله عنه قال - قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :(ما من حاكمٍ بين الناس ، الا جاء يوم القيامة ، وملكٌ أخذٌ بقفاه ، ثم يرفع رأسه ، الى السماء ، فإن قال : ألقِهِ ، ألقاه فى مهواةٍ أربعين خريفاً)صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم
يا من لا يزول ملكه .. ارحم من قد زال ملكه .. الموت لا يفرق بين كبير وصغير .. ولا غني وفقير .. ولا عبد وأمير .. هارون الرشيد ذاك الذي ملك الأرض وملأها جنوداً .. ذاك الذي كان يرفع رأسه .. فيقول للسحابة : أمطري في الهند أو في الصين .. أو حيث شئت .. فوالله ما تمطرين في أرض إلا وهي تحت ملكي .. هارون الرشيد .. خرج يوماً في رحلة صيد فمرّ برجل يقال له بُهلول .. فقال هارون : عظني يا بُهلول .. قال : يا أمير المؤمنين !! أين آباؤك وأجدادك ؟ من لدن رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى أبيك؟ قال هارون : ماتوا .. قال : فأين قصورهم ..؟ قال : تلك قصورهم .. قال : وأين قبورهم ؟ قال : هذه قبورهم .. فقال بُهلول : تلك قصورهم .. وهذه قبورهم .. فما نفعتهم قصورهم في قبورهم ؟ قال : صدقت .. زدني يا بهلول .. قال :أما قصورك في الدنيا فواسعة * فليت قبرك بعد الموت يتسع فبكى هارون وقال : زدني .. فقال : يا أمير المؤمنين : هب أنك ملكت كنوز كسرى وعُمرت السنين فكان ماذا أليس القـبر غـاية كـل حيٍ وتُسأل بعده عن كل هذا ؟ قال : بلى .. ثم رجع هارون .. وانطرح على فراشه مريضاً .. ولم تمضِ عليه أيام حتى نزل به الموت فلما حضرته الوفاة .. وعاين السكرات .. صاح .. ب########ه وحجابه : اجمعوا جيوشي .. فجاؤوا بهم .. بسيوفهم .. ودروعهم .. لا يكاد يحصي عددهم إلا الله .. كلهم تحت قيادته وأمره .. فلما رآهم .. بكى .. ثم قال : يا من لا يزول ملكه .. ارحم من قد زال ملكه .. ثم لم يزل يبكي حتى مات .. فلما مات ..أخذ هذا الخليفة .. الذي ملك الدنيا وأودع حفرة ضيقة .. لم يصاحبه فيها وزراؤه .. ولم يساكنه ندماؤه .. لم يدفنوا معه طعاماً .. ولم يفرشوا له فراشا ما أغنى عنه ملكه وماله .. سبحان الملك سل الخليفة إذ وافت منيته * أين الجنود أين الخيل والخول أين الكنوز التي كانت مفاتحها * تنوء بالعصبة المقوين لو حملوا أن الجيوش التي أرصدتها عدداً* أين الحديد وأين البيض والأسل لا تنكرن فما دامت على أحد * إلا أناخ عليه الموت والوجل من عجائب الشعب السودانى،إنه عندما يغادر أو يتخلى الرئيس عن منصبه الدستورى لأى سببٍ من الأسباب،ومن ثمَ يأتى خليفته على مقعد الرئاسة ،وعندما تحدث أزمة فى السكر أو الخبز أو المواصلات ،نجد أنفسنا نقول ياحليل الرئيس فلان أى السابق ،حتى ولوكان ظالماً،ولم يقدم لوطنه ولشعبه أى خدمة تجعله يواكب بقية الشعوب،من حيث التطور والرقى فى كل مجالات الحياة،والذى يتبادر هنا لذهن القارئ الكريم،أنَ هذا العنوان وكما يستخدمه الشعب السودانى الكريم يشير لحالتين فالأولى: هى أنَ الشخص المعنى قد فارق الحياة الدنيا أى توفاه الله عزَ وجل ،وهنا بلا شك الأجال بيد الله ولا يدرى كل منا متى سينقى أجله ويفارق الحياة الدنيا ،أما الثانىة : وهى تقال عند الترحال ،أى إنَ هذا الشخص المعنى قد إنتقل من مكانٍ إلى مكانٍ أخر،وخاصةً المواقع الوظيفية،والتى تدار بواسطتها حياة المواطنين وفى مختلف المجالات،وأنا فى هذا المقال إختار الحالة الثانىة،إذ أنَ كل المؤشرات والإرهاصات،تشير إلى أنَ الرئيس البشير،سوف لن يرشح نفسه لولايةٍ رئاسية أخرى،وسيقوم بترشيح نائبه الأول المشير بكرى حسن صالح،وذلك لعدة أسباب،منها على سبيل المثال لا الحصر:حالة الرئيس الصحية والتى لن تسعفه كثيراً فى القيام بمهام وواجبات الرئيس على أكمل وجه،مطالبة بعض قيادات الحزب وقطاع كبير من القواعد بإختيار مرشح جديد يكون خليفة للبشير،رؤية التنظيم العالمى للإخوان المسلمين إذ لابد من تجديد الوجوه القيادية فى السودان وقطعاً الرئيس البشير أولها،علاوةً على ذلك مطالبة المحكمة الجنائية الدولية للرئيس البشير بالمثول أمامها،لمحاكمته ،وذلك لإتهامه بإرتكاب جرائم حرب فى دارفور،وأيضاً مع إختيارى للحالة الثانىة،أقول كيف يذهب الرئيس البشير ومناطق كثيرة من وطننا الحبيب تشتعل فيها الحروب؟وكيف يغادر كرسى الرئاسة وضحايا الحروب فى مناطق دارفور،وجنوب كردفان وجنوب النيل الأزرق لم يتم تعويضهم مادياً ومعنوياً،ولم تتم المصالحة معهم كجزء أصيل من أفراد شعبنا العظيم؟وكيف يترك الرئاسة وضحايا الصالح العام من الخدمة العامة(مدنين وعسكريين)،لم يتم إنصافهم بالإعادة للخدمة لمن لم يبلغ سن المعاش،وبالتعويض المادى والمعنوى لمن بلغ سن التقاعد وهذا يشمل حتى الذين توفاهم الله ولم يتم إنصافهم ،فإنَ أسرهم فى أمس الحاجة لهذا التعويض ؟وكذلك كيف يغادر الرئيس والظلم السياسى للأحزاب ومنظمات المجتمع المدنى الأخرى ،ظاهرٌ للعيان ؟كيف يفارق الرئيس كرسى الرئاسة والظلم الإجتماعى قد عمَ السواد الأعظم من الشعب السودانى وأصبحت الوظيفة العامة حكراً لأتباع المؤتمر الوطنى؟كيف يغادر الرئيس بعد ربع قرن من الحكم المطلق وأهلنا فى المناطق المأزومة (دارفور،جبال النوبة وجنوب النيل الأزرق)مازالو يفترشون الأرض ويلتحفون السماء بمعسكرات النازحين واللاجئين؟ وكيف يقابل الرئيس ،الملكُ الحكمُ العدلُ و قاصم الجبارين،وكل هذه المظالم لم يحسم أمرها ولم يرد الحقوق إلى أهلها فى الدنيا قبل الأخرة ؟ - يقول الله تعالى:(مَا أَغْنَى عَنِّي مَالِيَهْ * هَلَكَ عَنِّي سُلْطَانِيَهْ)الأيات 28-29 سورة الحاقة د.يوسف الطيب محمدتوم/المحامى [email protected]
|
|
|
|
|
|