لقد أعلنا العصيان المدني يوم 19 من الشهر الجاري.. كن معنا في ذلك اليوم.. كن مع الشعب السوداني قلباً و قالباً و لو لمرة واحدة.. فكر بهدوء.. و على مهلك.. و امتنع عن الذهاب إلى قصرك في اليوم الموعود.. و إن شاركتنا في العصيان المدني، سوف نحاسبك حساب منكر و نكير بعد تحقيق ثورتنا.. و ربما انتخبناك إذا ثبتت براءتك من كل التهم الموجهة إليك منذ سرقت الكرسي و حتى فجر الثورة المباركة القادمة بإذن الله..
لقد التزم أصحاب الضمائر الحية في السودان، يعضدهم سودانيو المهجر، أن يلزموا بيوتهم في عصيانٍ مدني يوم 19 الجاري كي ينقذوا السودان من وهم ( انقاذكم) الكابوس الجاثم على الصدور.. و سوف يكون ذاك العصيان مواصلة لما ابتدأناه في يوم 27/11/ 2016 لإنهاء طغيانكم و جبروتكم غصباً عنكم و عن زبانيتكم..
راجع نفسك، يا البشير، راجع نفسك! قم بعملية جمع و طرح لقياس حجم الجماهير المحتشدة في لقاءاتك الجماهيرية مؤخراً بالحشود التي كانت تتوهم أنك المنقذ للبلد في سنوات نظامك الأولى.. و هجرتك عند اكتشافها الوهم المستور..
المؤكد هو أنك لن تقبل الحقيقة الماثلة أمام ناظريك طالما ما زلت منتفخاً وهماً.. و طالما حماقاتك هي المسيرة لقراراتك الخائبة.. و من البدهي أن ترفض الاعتراف بتلاشي جماهيريتك.. و أنت لا زلت تغض الطرف عن سقوط رهيب وشيك يتقدم نحوك.. أنت أحمق جداً يا البشير! و أراك ترقص خارج الدارة دون أن تغطي ذقنك..
و ما برحت تطالب الشعب، أن يحاسب حكومتك متناسياً أن الشعب قد قال كلمته و قال معارضو الخارج كلمتهم و جميعهم من صميم الشعب سواء أكانوا يعارضونك من فنادق خمسة نجوم أم من موتيلات.. أو من شقق سكنية.. و لكل فرد منهم الحق في السودان مثل ما لك الحق فيه تماماً والفرق بينهم و بينك هو أهم ليسوا سفاكي دماء و لصوص .. فأرجوك دع المكابرة و الافتراء عليهم جانباً..
لا بد أنك فقدت صوابك جراء ما يحدث من رفض عام لنظامك.. ألم تشاهد جمهرة من الشعب السوداني تحاصر سيارة الشرطة التي اعتقلت شاباً و حاولت أخذه إلى المخفر؟ لقد أجبروا الشرطة على انزال الشاب من السيارة.. فالشرطة لا حيل لها أمام الجماهير الغاضبة.. و لا قوة لجنجويدك متى دارت الدائرة!
هووووي يا البشير! لِّم عليك زبانيتك بعيداً عن شبابنا.. و إلا عجّلت بنهاية تسلطك هذه المرة.. فهي غير المرة التي قتلت فيها المئات من شبابنا العُزِّل في سبتمبر عام 2013.. الشعب دمو فاير شديد.. صدقني..
و نسمعك تدعو المواطنين إلى عدم الاستماع إلى ما يقوله المعارضون في الخارج.. و أنت تتهرب من حقيقة أن معارضي الداخل هم أولئك الذين أمامك و تسعى لجرهم جرجرة إلى التخاذل مع المتخاذلين.. لكنهم أكثر وعياً من ما ترميهم به حين تحاول قلب الطاولة.. إنهم يكرهونك يا البشير.. يكرهونك.. تحجرت قلوبهم تجاه أي استعطاف يصدر منك.. و لا سبيل لتراجعهم عن العصيان المدني.. ثم الثورة الشاملة.. و الثورة لا تتراجع.. إنها أتية تسبقها مؤشرات بائنة في الشارع السوداني يراها كل ذي عينين..
لكنك تجعلنا نضحك حين نسمعك ترمي علينا بثقل تزييف الحقائق و كلمات عفا عليها العصيان المدني.. فأرجوك لا تتحدث عن البديل و عن الحكومات السابقة:- "نحنا ما بنجرب المجرب")! و أنت تعلم أن لا حزباً من الأحزاب حكم السودان لمدة عقد من الزمان حتى يدخل التجربة التي تدعيها.. و أنتم حكمتم السودان 27 عاماً و نيف.. فأعدتموه إلى القرون الوسطى.. نعم، الشعب جربكم و قرر ألا يجربكم أكثر من ذلك!
و الأنكى من حديثك الموتور تباهيك بامتهانك الزراعة والرعي و حرفاً أخرى عكس معارضي الفنادق.. و لا ندري جدوى امتهانك للزراعة و الرعي و أنت، حين تسلمت مقاليد الأمور في البلد بالقوة، قتلت الزراعة و على رأسها مشروع الجزيرة الذي تدعي أنك سوف تعيده سيرته الأولى التي قبرتها بلا رحمة؟
يبدو أن ذاكرتك قد تم مسحها من كل جميل كان في السودان.. و لم تعد ترى غير ما تعتبره احسان نظامكم للبلد بشيئ من الهوت دوق و الكباري التي تقرضها الفئران تلك التي أفسحتَ لها المجال في كل مكان في السودان.. فئران تقرض كل ما فيه خير للبلاد و العباد..
و ما خيمة البيع المخفض في كسلا إلا مثاراً للضحك المصاحب للغضب منك و من فئرانك أمام حاجة المواطنين.. فعلى مقربة من مكان لقائك الجماهيري تم عرض سلع مخفضة الأسعار في خيمة كبيرة لجذب الشعب المكتوي بنيران الأسعار.. و اختفت الخيمة بعد مغادرتك.. إذ أظهر نصب الخيمة و اقتلاعها علامات النصب و القلع الذي ظللتم تمارسونه على الشعب على مدار سني حكمكم الموجعة..
لقد اختفت الخيمة كما اختفت كل مصالح البلد.. و زعمت جماعتك أن الغرض من نصب الخيمة كان عرضاً لنماذج السلع المراد توزيعها للجمعيات التعاونية بالأحياء السكنية ومواقع العمل! و لعمري تلك علاقة قوية بين الخيمة و بين حوار الوثبة و مخرجاته المفقودة..! إننا نعيش في زمن الكذب المباح لتمكين كل كذاب أشر.. و كل لص متنفذ يأكل حراماً و يشرب حراماً و يسكن حراماً و يتعامل بالحرام مع اللصوص المتنفذين الآخرين.. إن أيامكم تتأرجح في كف القدر.. حساباتكم لن تكون سوى حصاد الهشيم..
يستحيل خروجكم من دوامة شديدة التعقيد نسجتموها بأيديكم.. و متى حاولتكم الخروج من قصوركم و مزارعكم و مكاتبكم سوف تجدون الشعب متأهباً أمامكم للقبض عليكم.. و تخافون العودة إلى تاريخكم الأسود الدموي وراءكم.. و ليوم الحساب كلام آخر معكم..
إننا قادمون في معية شبابنا.. أما ترى العزم و الهمة في عيونهم ؟ أما تراهم حاملين لواء التغيير بأيدٍ تتشبث بالأمل و الكرامة؟
أنت يا البشير لا ترى ما نرى! أو تتعامى و أنت ترى..!
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة